من الحياة / قطعة قماش

| u0648u0636u062du0627u0621 u0627u0644u0639u062fu0648u0627u0646u064a |
| وضحاء العدواني |
تصغير
تكبير
نعم غير محجبة فقطعة القماش هذه لن تستر عري أفكاري. من يحمل خلقه في قلبه، لن تعريه معتقدات الآخرين. ليس من الضروري أن يكتمل بي المجتمع بمجرد أن أضع الوشاح الأسود على رأسي أو لن أساهم في بناء مجتمعي بمجرد أنني لست محجبة.

الحجاب


وحده لن يحجب عن عيون الناس سوء أخلاقي. من عجنت في دمه الأخلاق ضميره ينقيه ومبادئه تكمله. قطعة وشاحٌ من القماش لا تحدد نقاء أخلاقي من سوادها. متى يصحو البعض من جلد الآخرين واطلاق الأحكام عليهم. بدأت بعض المفاهيم المغلوطة بالتكشف لتمحي ما تركه الأمس من غبار بعض العقول المريضة بالترهيب في اطلاق النصائح. ليكبر البعض بأفكارٍ هشة سرعان ما تُسقط ما كانوا يعتنقون من دون إرادة. لذا تصيبنا الدهشة من تلك التي خلعت حجابها وذاك الذي حلق لحيته وأطال ثوبه حتى عظمة رسغ القدم.

أنا لا أنكر إطالة لحية الرجل أو ارتداء المرأة للحجاب، لكن ما استنكره حقاً هو السماح للبعض بأن يطلق أحكامه على غيرة فقط لان الوجه الظاهري له لا يعجبه. بما في ذلك تحكمهم بجوهر القسمة والنصيب كأن على الفتاة أن تكون محجبة حتى تتزوج أما غير ذلك فستظل طيل حياتها تحمل كلمة- عانس- في بيت أهلها والسبب أنها تحمل لعنة «فتاة غير محجبة».

يا أعزائي يا كرام من يحمل الإسلام في لب قلبه لن تضره الأمور الظاهرية الأخرى. لكم من شخص معتدل في دينه أفضل بكثير من «بعض» مشايخ الدين. وكم من فتاة ترتدي -الجينز- أطهر بكثير من «بعض» مدعيات العفة تحت- العباءة والحجاب

الجوهر أهم بكثير من مليون ظاهر يقطر القرآن من لسانه عسلاً بينما قلبه لا يحمل ذرة خلق من أخلاق الإسلام. نحن في القرن الواحد والعشرين توسعت المفاهيم وتطور العلم والدين لتتسع العقول والقلوب في استيعاب الحياة أكثر.

العري ما تبينه تصرفاتنا أمام الناس أو خلفهم وما تحمله العقول من أفكار وظنون فلا يغطي وجهه-غطاء- ولا تستر جسده قطعة قماش. ففي يوم الحساب يتساقط كل شيء حتى جلودنا ولن يتبقى منا غير صالح الأعمال وطيب النية وأدب الأخلاق مع الله وخَلقه.

غير محجبة لكني أؤدي صلواتي الخمس وأصوم وأزكي وأحب الله حباً وليس خوفاً، وأعمل وأقوم بأعمالي الصالحة لوجه الله وحباً فيه،أخافه سراً وليس جهراً، أحب الخير لوجهه لا لوجه خَلقه،لا أنافق ولا أجاهر بفجور القول وفعله، كلها أشياء تملأ قلبي بالإيمان بمجرد تذكري «إنما الأعمال بالنيات» وليس بالمجاهرة فعلاً وقولاً.

الإسلام خلق قبل أن يكون فعلا، ونية قبل أن يكون ظاهرا فالحكم غير المبرر على الآخر يُدعى ظلماً والظلم صفة يكرهها الله وإن كانت مجرد ظن. لذا علينا قبل كل شيء بجوهر الأشخاص لا ظاهرهم.

قطعة القماش هذه قد تستر شعري لكنها لن تستر أفعالي وفحش أفكاري وسوء نيتي. تذكروا قصة (المرأة الزانية التي سقت الكلب فغفر الله لها) فكل شيء في الحياة فعل، أنت قمت به ورُد لك في الدنيا أو الآخرة. لأن الله يرى لقلوبنا قبل وجوهنا فحسن خلقي كفتاة يأتي بتربيتي على محاسن الخلق والفعل والفكرة الصحيحة التي أعرفها عن الحجاب حتى إن جاء اليوم الذي فيه أرتديه بحشمة لا زينة، لأرتديه على قناعة تامة ومعرفة تامة بحيث تكون صورته مكتملة لا تشوبها أفكار الآخرين ولا تأثيرهم على قناعتي فيه.

سفور محترم، خيرٌ من ألف حجاب يكشف أكثر مما يستر، ويكاد ينطق بالتناقض والنقيض.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي