«مجرد قبول خوجة بطرح لؤي حسين إزاحة علم الثورة مرفوض... فهذا رمزنا»

نغم الغادري لـ «الراي»: لن أتراجع عن استقالتي ... ودي ميستورا يعمل لمصلحة النظام

تصغير
تكبير
• نحن في الخارج يمكن أن نقول أشياء لا يستطيع مَن يعيش في الداخل المجاهرة بها... وهو أمر نتفهمه

• الشباب السوري لديهم إرادة وهدفهم واضح ونقطة ضعفهم الطيران الذي يستخدمه النظام

• عندما خرج الأسد وبثينة شعبان وتحدّثا بنفَس طائفي رددنا عليهما بأن سورية شعب واحد

• إيران جزء من المشكلة وإذا أرادت أن تكون جزءاً من الحل فعليها أن توقف دعمها للنظام وتُخرِج مقاتليها من سورية

• دي ميستورا تسلّم ملفات 4 دول وقد حُلّت مشكلاتها جميعها بالطريقة العسكرية وبقتل الطاغية الذي كان موجوداً فيها
أكدت نائبة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» نغم الغادري أنها لن تتراجع عن استقالتها التي أتت إثر إبعاد رئيس الائتلاف خالد خوجة علم الثورة أثناء لقائه بلؤي حسين وهو أحد معارضي الداخل الذين يطلق عليهم البعض «معارضة بشار الأسد»، رغم المحاولات لثنيها عن الاستقالة باعتبار أن خوجة قد رضخ لمطالب الثوار بالاعتذار لاحقاً.

وأشارت في حديث لـ«الراي» إلى «أننا لسنا ضد الحوار في السياسة، لكن سقفنا هو سقف الثورة، ولن نقبل بإنجازات منقوصة او مجتزأة»، معربة عن اعتقادها ان «خوجة لم يتقصد الأمر ولكن مجرد القبول بطرح لؤي حسين بإزاحة العلم مرفوض، فإذا شاء لؤي حسين أن يحضر للحوار بشروطنا فأهلاً وسهلاً وإذا لم يشأ فهو حرّ».

وإذ لفتت إلى أنه «لن تكون كل الفصائل المقاتلة في الجيش الوطني الموحد والدولة السورية، فبعض الفصائل لا تؤمن بمفهوم الدولة السورية وإنما بمفهوم عقيدة خاصة، وكثير من الناس لن يبقوا حاملين السلاح متى سقط النظام»، رأت أن «شباب القلمون، ليسوا رقماً سهلاً، بل هم من أصعب الأرقام في الثورة السورية والكفاح المسلح، وهم من اكثر الشباب صموداً»، معتبرة أن «مقتل (حزب الله)هو في القلمون، ولن تستطيع اي قوة سواء كانت من حزب الله او النظام أن تضع يدها على المنطقة».

وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

? ما الأسباب التي دفعتك إلى الاستقالة من الائتلاف الوطني السوري؟

- هناك الكثير من الأسباب، بينها الطريقة التي حصلت في الضمّ الجماعي للائتلاف، وكانت لنا ملاحظات على هذا الموضوع، ولا سيما لجهة ضرورة التزام الجميع بمبدأ الموافقة على إزاحة بشار الأسد والتأسيس لدولة جديدة. ولم أشعر بأن الالتزام بهذا الأمر قائم لدى البعض، وأنا كنائبة لرئيس الائتلاف كان لا بد لي من الالتزام بهذا الموضوع الذي يشكل عدم القبول بإزاحة علم الثورة تعبيراً أساسياً عنه.

? وهل ما زلتِ مصرّة على الاستقالة بعد توضيح رئيس الائتلاف خالد خوجة واعتذاره العلني؟

- لم أقتنع بموقفه وما قاله، وثانياً لم أقدّم استقالة لأنني كنت أنتظر التبرير وتأخر. أنا استقلتُ لأن عندي موقفاً مبدئياً، وحتى ولو تم الاعتذار، فخوجة ليس شخصاً عادياً اليوم، وموقفه ليس شخصياً بل يمثل الائتلاف، وأيّ خطأ من هذا النوع يُحسب عليه، وكأعضاء في الائتلاف علينا جميعاً الالتزام بموقف الشعب الذي نمثّله.

? هل نسّقتِ موقفك مع أعضاء الائتلاف وهل كانوا معك في قرارك؟

- نحن في الائتلاف ممثلون لتكتلات ومجموعات عدة مختلفة، لكن المواقف الشخصية تؤخذ بشكل فردي ويتحمل مسؤوليتها الأفراد الذين يتخذونها. أنا قررتُ وأبلغتُ أعضاء الائتلاف بقراري من خلال إرسال «إيميل» لهم، كما أبلغتُ النشطاء الذين أتواصل معهم في الداخل عبر «غرفة الواتس اب» الخاصة. هناك بعض الأصدقاء في الائتلاف اتصلوا بي وكان هناك نوع من الودّ والعتب على عدم وضعي إياهم في جو القرار، وبعضهم أبدى ملاحظة أنه كان من الممكن أن يتخذ موقفاً مشابهاً لو علم بالموضوع، وهم كانوا مع اتخاذي هذا الموقف وليس ضدي، وأكدوا لي أن تصرفي صحيح مئة في المئة.

? هل تتصورين أن الاستقالة ستُقبل؟

- صحيح أنني عضوة منتخبة في الائتلاف وغير معيّنة وأن مَن انتخبني له حق عليّ، وخصوصاً أنني أشغل موقع نائب رئيس الائتلاف، إلا أنني مقتنعة بأن القرار الفصل في هذا الموضوع يعود لي.

? كيف ستتابعين نضالك وعملك السياسي؟

- عند انطلاقة الثورة كنت عضواً في المكتب السياسي للهيئة العامة للثورة السورية وعضواً في تنسيقية اللاذقية ولم يكن يوجد ائتلاف حينها. والمكتب السياسي له تاريخه النضالي في الثورة ولن يتوقف نضالي حتى تتحقق أهداف الثورة وأوّلها إسقاط النظام، وبعد ذلك لدينا مشروع طويل جداً ولا أعتقد ان أحداً سيتوقف عن النضال.

? هل ترين أن رئيس الائتلاف تَقصّد الظهور وخلفه علم النظام؟

- لا أعتقد انه تقصّد الأمر ولكن هو ربما تصوّر أن لقاءه لؤي حسين، وهو ممن يمثّلون ما يسمّى معارضة داخلية بحسب تعريف النظام، هو لتسهيل الأمور. ونحن لسنا ضدّ الحوار في السياسة، لكن سقفنا هو سقف الثورة، ولن نقبل بإنجازات منقوصة او مجتزأة، والمهم الوصول إلى نتيجة سياسية في حال كان لا بدّ من المناورة. وأعتقد ان خوجة لم يتقصد الأمر ولكن مجرد القبول بطرح لؤي حسين بإزاحة العلم مرفوض. وإذا شاء لؤي حسين أن يحضر للحوار بشروطنا، فأهلاً وسهلاً به، الأبواب مفتوحة له وللجميع من دون استثناء، واذا لم يشأ فهو حرّ، اليوم نحن في حالة ثورة لإسقاط النظام أولاً، ونحن ندرك أن هناك معارضين «رماديين»، لكن هؤلاء حين تنتصر الثورة، سينالون الحقوق نفسها وستكون واجباتهم نفسها، ونحن سنثبت للجميع أن نجاح الثورة نجاح للجميع، وليس لفئة من الثوار. هذا مطلبنا وهدفنا، لكن أن يأتي لؤي حسين ويقول «أنا لا أقف تحت علم الثورة»، فهذا أمر مرفوض لان هذا العلم يشرّفنا وهو رمزنا وصورة عن تضحيات شعبنا.

? الواضح أن هناك اتجاهاً عند بعض المعارضة ولا سيما الإخوان المسلمين للتحاور مع معارضة «النظام»، هل الوقت مناسب لفتح مثل هذا الحوار في رأيك؟

- يجب التفريق بين الاشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها النظام والذين يعيشون في الخارج ولديهم هامش أوسع لإعلاء الصوت، فنحن في الخارج يمكن أن نقول أشياء لا يستطيع مَن يعيش في الداخل المجاهرة بها، وهو أمر نتفهمه، ولكن ما داموا جلسوا معنا على المقعد نفسه، والنظام يعرف ذلك، فأعتقد أنه أصبح من المفترض بعد أربع سنوات ونصف السنة أن يتمتعوا بجرأة أكبر في الإعلان عن أنهم لن يقبلوا بهذا النظام في مستقبل سورية. نحن لم نتشرّد، والشعب السوري لم يتشرد من أجل القبول ببقاء بشار الأسد، ولا يمكن لأي معارض التنازل عن مطالب الثورة.

مطلبنا حددناه من خلال مقررات «جنيف 1»، أي أننا وافقنا على الحل السياسي بشرط عدم وجود الأسد في رأس السلطة في المرحلة الانتقالية، وهذا لبّ خلافنا مع الروس، إذ إن تفسيرهم مختلف لمقررات جنيف، وهم يحاولون اللعب على مواقف المعارضة الداخلية والخارجية، ونحن يجب أن نكون تحت سقف واحد. وهذا المطلب هو مطلب الثوار وليس مطلب حزب سياسي، ونحن كممثلين لهذه الثورة لا يمكن القبول بأي دور للأسد.

? هل سيكون هناك نجاح لخطوة دي ميستورا الجديدة بالدعوة إلى «جنيف 3»؟

- دي ميستورا يلعب بالوقت الضائع ويعمل لمصلحة النظام. لقد ذهبنا إلى «جنيف 2»، وجلسنا على الطاولة مع ممثلين للنظام وفشل المؤتمر، وما أفشله هو تعنُّت النظام. اليوم «جنيف 3» لن يكون بهذه السهولة، ولن نقبل الدخول في مفاوضات لا داعي لها ما دام من الواضح أن دي ميستورا يحاول إظهار أن مَن أفشل المفاوضات هي المعارضة، وهو يدعو مختلف الفرقاء من المعارضة ويلعب لعبته ليقول أمام المجتمع الدولي فإن المعارضة غير متفقة على سقف واحد وإنها هي مَن أفشل جنيف. ثم هناك اليوم انتصارات عسكرية للمعارضة، والنظام يريد المفاوضات، ودي ميستورا يعرف ذلك جيداً، وسبق لنا وجلسنا معه، وأنا شخصياً سألته عن خطته حول وقف القتال وعن ضمانات الهدنة من النظام في حلب، ولكن تبيّن أنه لا يملك أي اقتراحات مفيدة. واليوم يريد دي ميستورا المفاوضات لأن عليه تقديم تقرير أمام الأمم المتحدة في يونيو حول المساعدات الإنسانية التي يرفض نظام الأسد إدخالها إلى سورية ما سيتسبب بصدور عقوبات بحقه. إلا أن دي ميستورا يريد تخليص النظام وتعويمه لا معاقبته، حتى تظل تأتيه المساعدات العسكرية بدل أن تأتي للحكومة المؤقتة ووزارة الدفاع فيها وللجيش الحر.

ولا بد من الإشارة إلى أن دي ميستورا وجّه الدعوات بصفة شخصية لرئيس الائتلاف وفريق عمله وأيضاً لبعض أعضاء الائتلاف، أي تماماً كما حصل في مؤتمر موسكو. أي أن الأوضاع لم تختلف، ومن الواضح أن دي ميستورا يماطل وله مدة زمنية لغاية شهر يونيو تاريخ تقديم تقريره الذي يجب أن يجهزه ليقول فيه ماذا فعل. وللاسف حين نعود لتاريخ دي ميستورا نجد انه تسلم ملفات لأربع دول منها العراق وكوسوفو وقد حلت مشكلات هذه الدول بالطريقة العسكرية وبقتل الطاغية الذي كان موجوداً. نحن لا نحبذ الخيار العسكري، ولكن تاريخ دي ميستورا يؤكد فشله بفرض حلول سياسية في الأزمات، وأعتقد انه لن ينجح في سورية.

? كيف تفسرين الانتصارات الأخيرة للمعارضة السورية؟

- ما حدث منذ 2012 أنه تم تحرير العديد من المناطق والحفاظ عليها، ولكن منذ شهر ونصف الشهر بدأت انتصارات جديدة تتحقق، فهناك تقدم واضح للمعارضة بعد وصول دعم من بعض الدول الداعمة. و«الشباب» لديهم إرادة وهدفهم واضح، ولكن نقطة ضعفهم هي الطيران الذي يُستخدم من النظام والذي لا يمكن مواجهته إلا بأسلحة نوعية، ونحن لا نملك مثل هذه الأسلحة، بل نحارب بقدرات بسيطة جداً وليست لنا قدرات النظام. والانتصارات العسكرية التي تحققت كانت نتيجة إرادة هذا الشعب. طبعاً نشكر الدول التي دعمت، ولكن في الوقت نفسه نتمنى أن يستمرّ الدعم، لأنه إذا لم يكن هناك حل سياسي إقليمي، فيجب أن ننجح في الحل العسكري وإن كنا لا نحبذه.

? هناك مَن يحمّل الخلاف بين تركيا وقطر والسعودية مسؤولية في تراجع المعارضة سابقاً، هل أنتِ مع هذا الرأي؟

- هذا الكلام فيه الكثير من الصحة، وعندما يتم التوافق بين الدول حول الملف السوري يمكن أن نجد حلولاً، سواء كان التوافق إقليمياً أم دولياً، ولا سيما مع الدول الحدودية المهمة بالنسبة لنا من الناحية السياسية والعسكرية والإنسانية. ونأمل استمرار التوافق بين هذه الدول لما بعد الملف السوري ولا سيما أن ذلك سيترك أثره على مستوى دول المنطقة وخصوصاً في لبنان والعراق والأردن.

? هناك تخوف على الأقليات في سورية ولا سيما بعد ممارسات «داعش»... كيف تنظرين إلى هذه الهواجس الموجودة في الساحة الدولية؟

- بسقوط النظام السوري يسقط «داعش» الذي وُجد وفق أجندات خارجية وعلى رأسها النظام. وعندما انطلقنا بالثورة لم يكن «داعش» موجوداً. وكلنا يذكر عندما خرج الأسد وإلى جانبه بثينة شعبان وتحدّثا بنفَس طائفي، وبعدها صرنا نرى «داعش». وإذا نظرنا جيداً سنرى أنه ليس هناك أي خلاف بين النظام و«داعش» ولا معارك حقيقية جرت بينهما، إنما كان «الجيش الحر» يتلقى الضربات من النظام و«داعش» أيضاً. ومن الواضح أنه في الأمكنة التي يسيطر عليها «داعش» يتعاون مع النظام الذي لم يقصف في إدلب مناطق «داعش» وإنما قصف المخيمات على الحدود، من دون إغفال أن «داعش» يؤمن للنظام النفط من الحقول التي يسيطر عليها، في حين أنه في مناطق الثورة المحرَّرة ليس لدينا مصادر طاقة ولا وقود، والعالم لا يسأل كيف يصل الوقود للنظام.

نحن خرجنا لنطالب بالحرية، ولكن عندما خرج بشار وشعبان وتحدّثا بنفَس طائفي، ردّ الشعب عليهما بأن الشعب السوري واحد، ولكن هذا لا يعني أن أسلوب القتل الطائفي الذي استخدمه النظام في بعض المناطق لن يتسبب في رد فعل طائفي عند البعض، فالنظام استخدم اسم الطائفة العلوية بحجة الدفاع عنها بالهجوم على المناطق السنية وتدمير اقتصادها وارتكاب الجرائم. هذه حقيقة، وردود الفعل التي صدرت جاءت من أشخاص «محروق قلبهم»، ولكن في الجانب الآخر، يجب التأكيد على أن العلويين المعارضين لا يغطون ما فعله النظام وهم كثر ممثَّلون في الائتلاف وشاركوا في الحراك الثوري السلمي. حتى أن 60 منهم اعتُقلوا في سجون الأسد الذي استغل واستخدم ضعاف النفوس والعقول للترويج لحرب طائفية. من الممكن أن تحصل بعض المشكلات الطائفية ولكن لن تكون كثيرة، والدليل أنه عند بداية الثورة في منطقة اللاذقية، التي تُعتبر معقل بشار الأسد، قاد شباب رابطة العمل الشيوعي العلويين التظاهرات. وحملة التجييش الطائفية والمذهبية من بعض داعمي النظام والتخويف من قتل العلويين لن تنجح، ونحن نعوّل على دورالمناضلين من الطائفة العلوية في فضح مخطط النظام.

? ماذا عن الوضع في القلمون، وفي حال سقط كلياً بيد «حزب الله» وقوات النظام ما خيارات المعارضة؟

- هنا أريد القول إنني أعرف شباب القلمون، فهم ليسوا رقماً سهلاً، بل هم من أصعب الأرقام في الثورة السورية والكفاح المسلح، وهم من اكثر الشباب صموداً. ونعرف أن مقتل «حزب الله» هو في القلمون، ولم تستطع أي قوة سواء كانت من «حزب الله» أو النظام أن تضع يدها على المنطقة، لأن الشباب يعملون ولديهم إيمان بقضيتهم، ولا أعتقد أن «حزب الله» قادر على السيطرة على القلمون ولو بأي شكل، فالشباب معنوياتهم عالية، وقد يكون هناك تراجع مردّه إلى أن النظام حوّل قواته التي انسحبت من إدلب بعد سقوط أريحا إلى القلمون، ولكن لا مشكلة حتى بوجود 10 آلاف مقاتل من الحزب، فالشباب لن يتراجعوا وفي النهاية الحرب كرّ وفرّ. تلة موسى كانت بيد الثوار وإذا خسروها فسيسترجعونها. القلمون مساحة مهمة وامتدادها حتى دمشق والغوطة وهي الريف الجنوبي للعاصمة ولن نفرط بخسارتها ووقت الجد فإن مقاتلينا سيحاربون ويحسمون المعركة لمصلحتهم.

? الواضح أن المعارضة بدت في حالة ضعضعة منذ سنة ونصف السنة، فلماذا تستعيد المبادرة في حل الأزمة السورية؟

- في الائتلاف طرحنا مبادرة تُخرِج سورية من أزمتها، ولكن لم تكن هناك إرادة دولية لتحقيقها، وإذا لم توجد هذه الإرادة فلن تتحقق المبادرة، ولا يمكن أن نضحك على بعضنا في هذا المجال. فالمجتمع الدولي لا يريد حلاً يُقدم من السوريين بل يريد حلاً يُفرض علينا، وبالنسبة لهم كي تحظى اي مبادرة بتأييد دولي فيجب أن تخرج عن طريقهم، والائتلاف قدّم قبل فترة مبادرة وهيئة التنسيق وافقت عليها وهي تضع حلولاً في المرحلة الانتقالية المقبلة وفيها مقترحات مفصلة لحل كل مشكلة في مفاصل الدولة، ولا سيما الوضع الأمني باعتبار ان حجة بعض الدول أنه من المستحيل القبول بفراغ أمني في سورية. وقد أعطيناهم مبادرة وفكرة عن تشكل الجيش الوطني السوري، ولكن تبيّن بالملموس أنه إذا لم تكن المبادرة من طرفهم فلن تجد النور. وقد بقيت الأمور على الطاولة في جنيف، ونحن قدمنا التوجه والتفاصيل ونتمنى أن تؤخذ في الاعتبار.

? متى تنتهي «طبخة» الجيش الوطني السوري الموحد، وهل ما نراه من توحد فصائل مقاتِلة اليوم هو النواة؟

- لاول مرة يُطرح مسمى جيش عبر جيش الفتح وليس فصائل، ولكن هذا لا يعني أن هذه الفصائل ستكون ضمن منظومة الجيش الوطني الموحد والدولة السورية، إذ كما نعرف فإن بعض الفصائل لا تؤمن بمفهوم الدولة السورية وإنما بمفهوم عقيدة خاصة، وتالياً لن يكون كل هذا الكم من الفصائل في جيش الدولة السورية، وكثيرون لن يبقوا حاملين السلاح متى سقط النظام، وسيعودون لبناء مستقبلهم في الأعمال العادية. وهناك جزء موجود في قوات النظام لم يحمل سلاحاً ضد السوريين ولم يتورط في جرائم قتل شعبه، وثمة عسكريون لديهم نفَس وطني حقيقي وسيكونون في كينونة الدولة السورية المقبلة.

? ماذا عن دعوة إيران إلى مؤتمر جنيف؟

- دي ميستورا أراد إشراك إيران بمفاوضات جنيف سابقاً لتعويم النظام، فهو ليس لديه شيء ليقوله. وبالنسبة لنا، إيران جزء من المشكلة، واذا أرادت أن تكون جزءاً من الحل فعليها أن توقف دعمها للنظام وتُخرِج مقاتليها من سورية كمبادرة حسن نيه للشعب السوري، إلا إذا كان دي ميستورا مؤمن بأن هذا النظام يدار في طهران. ونحن رفضنا حضور إيران في الجلسات التشاورية فكيف في المفاوضات؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي