تقارير عن تحرير 27 لبنانياً من سجن تدمر تثير أملاً ثم خيبة في بيروت

تصغير
تكبير
ترنّح لبنان امس بين حدّيْ أملٍ أطلّ برأسه مع التقارير المتناقَلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تحرير 27 لبنانياً، بينهم 5 مسيحيين، مضى على وجودهم أكثر من 35 عاماً في زنازين النظام السوري من سجن تدمر بعد سقوطها في يد تنظيم «داعش»، و«خيبةٍ» بدأت تشقّ طريقها مع عدم تلقي أي تأكيدات حول هذه «البشرى السارة» التي كان وقعها كبيراً على أهالي نحو 620 لبنانياً حوّلهم إنكار دمشق «المزمن» لوجودهم في سجونها، التي أُدخلوا اليها ابان الحرب اللبنانية (بين 1975 و 1990) او بعد انتهائها، الى«مخفيين قسراً».

وما ان بدأ التداوُل بأن 27 لبنانياً حُرروا من سجن تدمر وانهم في طريقهم الى تركيا، حتى شخصت الأنظار الى وسط بيروت، قرب مبنى «الإسكوا» حيث يرابط منذ العام 2005 أهالي المخفيين قسراً متمسّكين بهذا الملف القديم - الجديد الذي كان تارةً يتصدّر واجهة الاهتمام الرسمي والشعبي وطوراً يعود الى «الرفّ» ليبقى «همّاً» لعائلات تحمل أبناءها صوراً معلّقة على جدران منازل لم يجفّ دمعها بعد، و«غصّة» تملأ القلوب التي لا تزال تنبض بأملٍ في ان تقلب صفحة مأساة عمرها من عمر حرب العام 1975 في لبنان ولم تُطو مع دخوله «زمن السلم» وبقيت جرحاً نازفاً أرخى بثقله على العلاقات بين بيروت ودمشق التي انسحب جيشها من لبنان في ابريل 2005 من دون ان «تسحب» الغموض «المتعمّد» عن قضية انسانية تختصر معاناة وطن.


الا انه مع مرور الساعات من دون ان يتم نشر اي صور للمفرج عنهم المفترضين، راح منسوب التفاؤل يتضاءل من دون ان ينتفي، ولا سيما ان المعتقل السابق في سجن تدمر علي ابو دهن جزم بأن «السجن يضم فعلاً أعداداً من المعتقلين اللبنانيين وهذا موثق لدى السلطات اللبنانية والسورية، لكن لا يمكن التأكد من صحة خبر اطلاقهم»، لافتاً الى «أنّ غالبية السجناء اللبنانيّين في تدمر دخلوا السجن في الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي»، لتبرز بعدها مجموعة إشارات فرْملت «اندفاعة الأمل» وهي:

* نفي وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق اي معلومات لديه عن تحرير «داعش» لبنانيين من سجن تدمر مؤكدا أنه يعمل على التأكد من الامر، ومشدداً عبر مكتبه الإعلامي على ان أحمد الأيوبي ليس مستشاره وذلك تعليقاً على ما جرى تداوُله من كلام للأخير قاله لقناة «سكاي نيوز» من أن السجناء اللبنانيين داخل سجن تدمر تم الإفراج عنهم «وقد يتوجهون إلى تركيا».

* تأكيد رئيسة لجنة أهالي المفقودين والمخطوفين وداد حلواني أن الخبر عن إطلاق اللبنانيين الـ 27 «غير دقيق وغير مؤكد حتى الساعة».

* تحذير رئيس جمعية «دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين - سوليد» غازي عاد «من الأخذ بالمعلومات غير الدقيقة والمجهولة المصادر التي تتناقلها وسائل الاعلام حول خروج مساجين ومعتقلين من سجن تدمر»، موضحاً «ان غالبية المعلومات المنشورة تستند الى تغريدات على(تويتر) ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية التابعة لجهات معينة تضلل الاهالي والمعنيين، وليست مستقاة من تواجد فعلي على الارض».

واكد ان «المعلومات لديّ تشير الى افراغ السلطات السورية لسجن تدمر قبل بدء الاعمال العسكرية وتم نقل المساجين الى مكان غير معروف والأكيد وفق معطياتنا انه كان هناك لبنانيون في السجن».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي