هاني حمّود: إبراهيم أمين السيّد سأل نصير الأسعد «شو جنّ الحريري... ما بيعرف أنو بيقلتوه؟»

تصغير
تكبير
في اليوم الثاني من شهادته أمام غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لامس رئيس تحرير صحيفة «المستقبل» هاني حمود المفاصل السياسية - الأمنية التي شكّلت «السياق الجُرمي» لاغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في 14 فبراير 2005.

وبدأ حمود، الذي كان المستشار الإعلامي للحريري وبمثابة «ذاكرة يومياته»، كلامه مستذكراً اللقاء الذي جمع في يناير 2005 بين الحريري ومسؤول السياسة المحلية في جريدة «المستقبل» الراحل نصير الأسعد الذي كان عائداً من لقاء مع رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» ابرهيم امين السيد قال فيه الأخير: «شو جنّ صاحبك؟ جنّ رفيق الحريري؟ مش عارف انو هول بيقتلوه؟ شو قاعد عم يعمل بيرفضلن طلباتن في اللوائح الانتخابية ورايح يتحالف مع المعارضة المسيحية؟».


وقال حمود: «بحضوري، نقل الأسعد هذا الكلام الى الرئيس الحريري الذي تلقى ما سمعه باستخفاف وتصرف وكأن هذا تهويل عليه ومحاولة لتخويفه ليفعل ما يطلبه السوريون وقال للأسعد: كبّر عقلك يا نصير ما حدا بيقتل حدا. ليسوا مجانين ولن ينتحروا، واذا تعرّضوا لي يعني انهم ينتحرون». واضاف: «يومها كان واضحاً بالنسبة لي ان الكلام المنقول على لسان السيد ابراهيم امين السيد ان هؤلاء يقتلونه، يعني النظام السوري (...) وهذا الكلام جاء على خلفية اللقاء الشهير مع رستم غزالة والاستاذ شارل ايوب والذي فيه ابلغ الرئيس الشهيد غزالة انه لن يأخذ مرشحين مطلوبين من السوريين على لوائحه الانتخابية».

ثم كشف عن لقاء حصل في 7 فبراير 2005 وفيه نقل الأسعد الى الحريري مضمون لقاء كان عقده الاول مع المعاون السياسي للسيد نصر الله الحاج حسين خليل، وقال: «نصير قال للرئيس الشهيد بحضوري وجورج بكاسيني: كنت عند حسين خليل وقلي مين مفكر حالو رفيق الحريري بقول لا للسوريين، السيد نصر الله ما بيطلعلو يقول لا للسوريين، كيف بقلن ما باخدلكن نواب؟ وكيف بروح بيتحالف مع المعارضة المسيحية في البريستول؟». وكشف: «اننا كنا نستخدم رموزاً بسبب التنصت فنسمي حزب الله اوتيل ديو، وكان code الرئيس الحريري هو اسماعيل».

وعن الحوار الذي كان يجري بين الحريري ونصر الله، اوضح حمود ان «المرحلة الأولى من هذا الحوار كانت بعد الانسحاب الاسرائيلي العام 2000 وكان الرئيس الحريري في تلك المرحلة نيته ان يقنع حزب الله بالحوار ان الاحتلال زال وبالتالي زال سبب المقاومة المسلحة، وتالياً التوصل الى نقطة يتم فيها دمج سلاح حزب الله بالدولة اللبنانية»، واضاف: «المرحلة الثانية هي 2004 - 2005، وكان الرئيس الحريري يتأمل أن يقنع السيد نصرالله الرئيس الاسد بعدم ضرورة التمديد لإميل لحود. وفي مرحلة ثانية وخصوصاً بعد صدور القرار 1559 واقتناع الرئيس الحريري ان هذا القرار سيؤدي الى انسحاب الجيس السوري من لبنان كان هدفه ان يقنع السيد نصر الله ان هذا الانسحاب ليس كارثة على حزب الله، بل هو فرصة للبنان كي تمر هذه المرحلة بهدوء».

واستذكر انه بعد اول لقاء مع نصر الله «قال لي الرئيس الحريري انه بادر لسؤال السيد نصر الله: انت لما بتطلع فيي شو بتشوف، بحسب رواية الرئيس الحريري لي، أجابه نصر الله: ارى جبلاً. وقال الحريري انا ايضا عندما اتطلع بك ارى جبلاً وانا لا اريد لهذين الجبلين ان يصطدما وبدي شنغلك (أضع يدي بيدك) واسير الى جانبك، لا خطوة قدامك ولا خطوة وراك على طريق ادلّك عليها توصل الى الدولة (...) ولكن سريعا جداً بعد انتهاء الاحتلال الاسرائيلي برز موضوع مزارع شبعا. وحاول الرئيس الحريري أن يقاوم سياسياً هذا الاختراع الذي ظهر فجأةً، لكن بمرحلة أخرى وبواقعية سياسية شديدة تصرف كرجل دولة (...) وكان يعمل جاهداً للحصول على اي ورقة او وثيقة او اشارة من السوريين ان هذه المزارع لبنانية، كي يسلك الطريق الديبلوماسية للمطالبة بها، مع الاسف هذا لم يحصل».

ثم لفت الى ان «الرئيس الحريري مُنع من إقامة التجمعات واستقبال الحشود وحتى ان يقوم بالصلاة يوم الجمعة في جامع، وعند الاعتذار عن تشكيل الحكومة (اكتوبر 2004) بدأت الناس تتوافد عفوياً إلى مدخل قريطم وطلب الحريري إبعادهم بأي طريقة لأنه كان ممنوعاً عليه استقبال وفود شعبية». مضيفاً: «قال لي اللواء الشهيد وسام الحسن عندما استقبل الرئيس الشهيد الوفود المهنئة بالأضحى حينها في قريطم: بدنا ناكل قتلة عليها هيدي».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي