حوار / «قلبي بئر تغصُّ بالأسرار... وتعلَّمتُ القسوة من الدنيا»!

أحلام حسن لـ «الراي»: «اللي ما يبيني... الله لا يبيه»!

تصغير
تكبير
• أقول لمن لا أروق لهم «رغماً عنكم سأواصل»!

•أعرف من ينصبون لي الفخاخ... وأضحك في وجوههم حين ألقاهم

• أناصر المرأة وقضاياها... وأعمل «ببلاش» عشقاً للمسرح

• لا أشغل بال أحد بي... وأسراري أكتمها بداخلي!

• أنا إنسانة عادية طموحة... وأحافظ على لياقتي كمحاربة دائمة
من الصعب على الفنان أن يتعرض للظلم، خصوصاً حين يكون الظالمون هم رفاق دربه من أبناء الفن!

لعل هذا ما أوقع الفنانة أحلام حسن تحت وطأة موجة من الغضب العارم، في مواجهة من تقول إنها لا تروق لهم!


«اللي ما يبيني... الله لا يبيه»، هكذا تصعد حسن إلى ذروة غضبها، متسلحةً - في هذا الحوار مع «الراي» - بكل ما تمتلكه من صراحة، لم يستطع رصيدها من الصبر أن يكبح جماحها!

أحلام حسن، التي تقول إنها تعشق المسرح إلى الحد الذي تقبل معه أن تعمل من غير مقابل، تردف: «هناك من يحاولون نصب الفخاخ لي في الطريق وتخريب مشاريعي، وأنا أعرفهم جيداً، وأضحك في وجوههم حين ألقاهم»!

تحدثت حسن عن علاقتها المتميزة بالفنانة هدى حسين التي تجيد اختيار الأدوار المناسبة لها، مثنيةً على شقيقتها المخرجة نجاة حسين، واصفةً إياها بأنها «مدرَسة راقية أتعلم منها، وأنا أمامها أكون ممثلةً فقط»، ومعربةً - في الوقت ذاته - عن أنها تتوق إلى العمل بجانب الفنانة سعاد عبدالله، مثلما شاركتها من قبل في أعمال «بعد الشتات» و«شاهين» و«أم البنات».

وأكملت حسن، في ما يشبه رفع شعار أو وضع نقطة نظام: «أعتبر أسراري خاصة بي وحدي، حتى تظل أسراراً، ولا أحب أن أشغل أحداً بحياتي»، مضيفةً: «أنا إنسانة عادية تماماً، لكنني طموحة... وأتمسك بالمحافظة على لياقتي كمحاربة دائماً».

أحلام حسن كشفت، في ثنايا هذا الحديث، عن الكثير من أفكارها وآرائها في الآخرين الذين تنزعج من بعضهم، في حين تسعد ببعضهم الآخر، مشيرةً إلى أنها حتى لو غضبت من موقف ما سرعان ما تنساه، لتطوي الصفحة في اليوم التالي، ومبينةً أنها مناصرة للمرأة وقضاياها، سواء باختياراتها الفنية أو في أبحاثها وأنشطتها الأخرى، وتطرقت إلى جديدها الفني، وأدوار «الأم» التي بدأت تُسنَد إليها، وهي تعتبر أنها مرحلة حان وقتها... إلى جانب آراء أخرى متنوعة، نورد تفاصيلها في هذه السطور:

• في البداية، هل لديك جديد على الصعيد التلفزيوني؟

- أعاود التعاون مجدداً مع الفنانة هدى حسين، من خلال مسلسل «لك يوم»، ولا أود أن أفصح عن التفاصيل، لكن ما أستطيع قوله إنني أؤدي شخصية الزوجه القوية التي قد تنكسر في لحظات بينها وبين نفسها، والعمل من تأليف محمد النشمي وإخراج أحمد فؤاد الشطي، ويجسد شخصياته الفنانون هدى حسين وحسين المنصور وهيا الشعيبي وجواهر، إلى جانب مجموعة أخرى من الوجوه الشبابية.

• هذه المرة الأولى التي ستظهرين خلالها في دور الأم لشباب كبار... فهل يساورك الخوف؟

- بالعكس... أنا سعيدة للغاية ومتحمسة، وأريد أن أسمعها من المشاهدين، وأعرف رأيهم في هذه الخطوة.

• هل ترَين أن الوقت حان لتقومي بأدوار الأم؟ ألا تخشَين بعد ذلك أن يقيدك المخرجون في هذه الشخصية مستقبلاً؟

- الآن أصبح شكلي وعمري يسمحان لي بأن أظهر في دور الأم أو الخالة، أو الموظفة، وفي هذا العمر يتعين عليّ أن أختار ما يتناسب مع عمري وفكري.

• يلاحظ كثيرون في الآونة الأخيرة أن غالبية أعمالك تكون مع الفنانة هدى حسين، سواء في التلفزيون أو حتى المسرح مثل «كوخ حارسات الغابة»؟

- أنا أسعد وأتشرف بالتعاون مع الفنانة هدى حسين، وهذا بالمناسبة ليس كلام صحف (كما يقولون)، بل هي فنانة إنسانة، كما أنها قد أُعجبت بأدواتي كممثلة، وعرفتْ ما يناسبني، وحتى في المسرح أنصفتني، وكان لي دور مهم في «كوخ حارسات الغابة». أضف إلى هذا أنني أفتقد العمل مع الفنانة سعاد عبدالله أيضاً، فقدت أجواءها في «اللوكيشن»، ومثّلت إلى جوارها في كثير من الأعمال، من بينها «بعد الشتات» و«الرحى» و«شاهين» و«أم البنات»، ومواقع التصوير لدى الفنانتين هدى حسين وسعاد عبدالله تفيض بالسلاسة والراحة والتسلية، و«اللوكيشن» لا يخلو من العمل الجاد ممتزجاً بالضحك والقفشات، ما يحوّل العمل إلى متعة حقيقية، في بيئة عمل تسودها روح التعاون.

• أراكِ شغوفةً ومتشوقةً إلى الفنانة سعاد عبدالله؟

- بالفعل... وهي من هؤلاء الفنانين الذين يملكون القدرة والإحساس على وضع أحلام في المكان الصحيح... وأنا بصراحة كاملة أتوق إلى العمل إلى جانبها.

• ما دُمنا تطرقنا إلى المسرح... في مسرحية «أحلام» التي قدمتِها ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي للمونودراما.. أطلقتِ رسالة و«نغزات» تفيد بأن أحلام في الواقع تتعرض للحرب؟

- «شوف»... بالفعل تواجه حرباً من قِبل المنتجين، وهذا شيء حقيقي وواقعي، فمثلاً عندما يُوضع اسمي في عمل ثم يُحذف! أو يخفَّض أجري بشكل كبير، وغير ذلك من الإشكاليات المتعمدة، ألا تكون هناك حرب موجهة ضدي.

• وماذا عن ردة فعلك تجاه من يريد إعاقة أحلام عن الاستمرار في الفن؟

- «اللي ما يبيني الله لا يبيه».

• إلى هذه الدرجة؟

- يا أخي... من لا يرى أن أحلام فنانة فهذه قناعاته و«كيفه»، وأنا «كيفي» أن أعمل بما أراه يناسبني، وكما تعلم إنني عاشقة للمسرح النوعي، ولكن هناك من يريدون سقوطي كي تغمرهم الفرحة!

• في مسرحية «أحلام» غلبك البكاء خلال العرض وأثناء التحية وفي الندوة... ماذا وراء الدموع؟

- هذه المسرحية كانت بمنزلة «فضفضة» بيني وبين أحلام، وعندما بكيتُ على الخشبة لم يكن بكائي متعمداً، لكي أكسب عطف الناس واللجنة والحضور، بل أُجهشتُ بالبكاء احتراماً لخشبة المسرح التي أحبها، وهي بالرغم من كل الظروف لم تتغير، لكن البشر هم من تغيروا، ومن يحبني يعرفني جيداً، ومن لا تروق له أحلام... «كيفه»، وأقول لهؤلاء جميعاً: «رغم أنفهم سوف أكمل في المسرح، سواء حصلت جائزة أو لم أحصل».

• هل تعني لك الجوائز الكثير، بعد هذا المشوار؟

- صدقني لديّ كمية جوائز تكفيني، ولي محطات مشرقة في مشواري، لكنني أحب المسرح، إلى درجة أنني أحياناً أعمل «ببلاش»، من دون أي مقابل مادي، وهناك من يشهد على ذلك.

• حدثينا عن ردة فعلك عندما قال لك الفنان طارق العلي إنك أوصلت رسالتك، ودائماً تكونين ناصرة للمرأة؟

- طبعاً طارق عاصرني، وعرف محاضراتي التي أقدمها وبحوثي التي غالبيتها عن المرأة، وأن همي المرأة ومناصرتها، وإبراز قضاياها وهمومها، لكونها تعيش في مجتمع ذكوري، ويجب عليها أن تثبت ذاتها.

• بصراحة... هل تعرفين أعداءك ومن يحفرون لك في الطريق، ويخربون عليك؟

- نعم... أعرف حتى من ينصبون الفخاخ في طريقي، وأسلم عليهم، وأضحك في وجوههم حين ألقاهم، وتعلمت ألا أقول لهم بالكلام: «إنني كاشفتكم»، بل من نظرة عيني يعرفون ما بداخلي.

• هل تعتبرين الصمت مهماً... كي نحافظ على رقينا ولا نهزُّه أمام أحد؟

- صحيح... وأنا أعمل وأتصرف في إطار ما يمليه عليّ أصلي، وما رباني عليه أهلي، وقد أغضب لحظة، لكنني سرعان ما يطيب خاطري في اللحظة التالية، وبعدها بساعات أنسى، وثاني يوم أطوي الصفحة!

• من أين تعلمتِ القسوة؟

- الحياة علمتني... (بعد ثوانٍ من الصمت) القسوة تعلمتها من الدنيا!

• نعود إلى المسرح... ماذا عن مسرحية «ملكة الظلام» التي سوف تعرضونها في عيد الفطر السعيد، وتعاونك الجديد مع نجاة وهدى وسحر حسين؟

- هذا هو التعاون الثاني في المسرح، وكلمتني هدى حسين أثناء عروضنا السابقة، ولأنني أعتمد في تعاملاتي وارتباطاتي على الكلمة وليس بالعقد أعربت عن موافقتي، وأنا فرحانة بأن نتعاون وتتجاور أسماؤنا معاً في عمل جديد، وأضف إلى ذلك أن نجاة مخرجة ومدرسة أستفيد منها، ومعها أكون أحلام الممثلة فقط، ولها خبرة كبيرة يعتد بها، كما أنها راقية في توجيهاتها، وسحر هذه الإنسانة التي تفهمني بمجرد أن تنظر في عينيّ من دون أن أحكي.

• أحلام... من هي، ماذا تقولين عن نفسك؟

- إنسانة عادية تماماً، محبة للحياة، أحب أن أكون صادقة مع البشر، لديّ طموح وأن أكون موجودة ولي بصمة، وأحافظ على لياقة المحارب المستمر.

• تَظهرين دائماً كأنك وعاء مملوء من الأسرار؟

- بالفعل... كلامك صحيح، لدي أسراري الخاصة، وطبعي الأصيل أن أخفي حياتي الخاصة عن الناس، ولا أحب أن أشغل بال أحد بي... قلبي بئر تغص بالأسرار، لكنني كتومة، وصابرة، وأعرف ما يدور ولكنني أعتصم بصمت الحكيم، أما أسراري فأحرص على أن أكتمها بداخلي... لكي تبقى أسراراً!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي