تطرّق إلى «انتقال السلطة» لنجله: يحصل للمرّة الأولى قبل اغتيال

جنبلاط لإقناع عون وجعجع بالتوافق: سلبيتان لا تصنعان رئيساً

تصغير
تكبير
بين كليمنصو (بيروت) وباريس، شغل الابن والاب المشهد اللبناني الذي لطالما شكّلت الزعامة الجنبلاطية أحد وجوهه البارزة في السياسة والفكر و... القدَر.

في كليمنصو، تيمور وليد جنبلاط كان أمس يستكمل «التمرين الزعاماتي» الذي بدأه السبت في المختارة (الشوف) في إطار عملية متدرّجة لـ «نقْل السلطة» اليه من والده النائب وليد جنبلاط الذي أراد كسْر «لعنة التاريخ» وان يرسم، وهو بعد حيّ، طريق الزعامة لابنه البكر على عكس ما حصل معه بعد اغتيال والده كمال جنبلاط (العام 1977) الذي كان ورث بدوره الزعامة عن أبيه فؤاد الذي اغتيل في 1921 وكان كمال ما زال بعد في الرابعة وبايعه الدروز بعد نحو 20 عاماً عقب وفاة ابن عمه حكمت.


وفي باريس، كان النائب وليد جنبلاط شبه «المستريح» من همّ الزعامة والذي لم يعلن خروج «السلطة» من رعايته ولا بطبيعة الحال الاستقالة من الشأن السياسي، يطلّ على الواقع اللبناني بمحاضرة عن «لبنان في مواجهة الأزمة السوريّة»، مقدّماً مقاربة نقدية لهذا الواقع انطلاقاً مما تشهده المنطقة من «انهيار الدول التي أنشأها اتفاق سايكس بيكو وخصوصاً سورية والعراق، فاذ بنا نعيش اليوم حروباً طائفية ومذهبية بين الشيعة والسنّة وصراعات عرقية بين العرب والأكراد والفرس وطرداً جماعياً للمسيحيين، وتصفية للأقليات وتهديماً للتراث الثقافي والآثار تقوم به الدولة الاسلامية وآخرون، ومستقبلاً غير مضمون في سورية للعلويين والدروز».

واذ رأى انه «صراع مفتوح وثمّة نشوء لقوّة فارسية كبيرة في الشرق الأوسط على حساب العرب أو ما تبقى منهم»، قال عن موقف الأقليات اللبنانية من التطورات الإقليمية: «نشهد خلافاً حاداً داخل الأقلية المسيحية على حساب مصالحها، ورمزية وجود رئيس ماروني مهمة ولكن الأزمات بينهم والأحقاد تمنع فك الكوابح لانتخاب رئيس، فمن جهة الفريق المؤيد لـ (حزب الله) ومرشحه الجنرال ميشال عون ومن جهة أخرى فريق سمير جعجع، والنتيجة ان سلبيتين لا تصنعان رئيساً».

وفي شأن التوصل الى مخرج ما للشغور الرئاسي نقلت عنه صحيفة «النهار» قوله: «لا أرى أيّ حلّ لهذا المأزق ولا أتوقع ان يتفق عون وجعجع على مرشح رئاسي، انه أمر مؤسف لان انتخاب رئيس مسيحي عملية مهمة في شرق أوسط مسلم»، وكرر: «لا أرى أي حل وأي أمل، فلننتظر وهذا بالطبع ضد مصالح المسيحيين (...) ويجب إقناع عون وجعجع للتوصل الى توافق من أجل استمرارية الرئاسة، وإنني آسف لقول ذلك. لقد نسينا تقريباً أنّ ثمّة شغوراً رئاسيّاً لقد بدأنا نتعود على ذلك»!

وفي الشأن السوري أوضح انه «(...) على المدى الطويل عندما سيسقط النظام سيلتحق الدروز بالأكثرية السنيّة. أمّا (حزب الله) فهو يدعم النظام السوري، فيما أنا أدعم الشعب السوري ولكننا نتفهم بَعضنَا بعضاً. ولا أريد أن أتشاجر مع الحزب وقد أمضيت وقتاً طويلاً بعد أحداث 7 مايو 2008 لتطبيع الوضع. أمّا رئيس المجلس نبيه بري فإنّه يحاول المحافظة على الحوار الداخلي بين تيار المستقبل والحزب».

ولفت إلى أنّ «لدى كثير من الشيعة مخاوف على مستقبلهم، خصوصاً بعد طرد أعداد منهم من الخليج». وقال «أنني ضدّ تدخلهم في سورية كما أنني أنتظر من الدولة أن تكون هي صاحبة قرار السلم والحرب، لكن نشهد انهيار الدولة وإنشاء منظمات مسلحة غير حكومية».

وفي شأن انتقال السلطة الى نجله تيمور قال: «إنّها المرّة الأولى التي تحصل قبل اغتيال، كما حصل مع والدي وجدي وعليه أن يجدّد الحزب». وختم «أنا متفائل لن تكون هناك حرب أهلية جديدة في لبنان. لدى أكثرية اللبنانيين ذاكرة ولذلك فإن الحوار منتج».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي