د. ربيعة بن صباح الكواري / علامة استفهام

الحاجة لفضائية خليجية باللهجة الفارسية

تصغير
تكبير
بعد القرار الحكيم الذي اتخذته دول مجلس التعاون بإطلاق «عاصفة الحزم» لإعادة الشرعية في اليمن، كان لابد من إيقاف التهديدات والأطماع الإيرانية المكشوفة والتي وئدت وهي في مهدها قبل محاصرة الخليج ودول الجزيرة العربية من شتى الجهات.

ولعل الشيء الأهم في مثل هذه الأزمات أنه ينبغي تفعيل إعلامنا الخليجي بشكل احترافي ومدروس للدفع بمجتمعاتنا نحو الوحدة بما يعزز علاقاتنا بالعالم الخارجي، ويسهم في مواجهة الإعلام الفارسي والسوري واللبناني والعراقي على وجه الخصوص من خلال عملهم على الانتقاص من دول مجلس التعاون الخليجي والتقليل من إعلامهم الطائفي المهزوم والمنكسر، فلا يشك أحدنا في أننا نمتلك الأموال التي تساعدنا على مواجهة هذا الإعلام المسيّس لكسره وتحطيمه اثناء «عاصفة الحزم» دون خوف أو تردد.


وهذا الشيء لن يتحقق إلا من خلال تقديم إعلام متطور يخدم الشعوب والمصالح ويرسم صورة إيجابية عنها، من خلال إنشاد عدة قيم اساسية منها:

- الحرية ونشر المعلومات بمسؤولية تامة.

- المهنية واستخدام الأسس العلمية والمهارات الفنية.

- الجودة والالتزام بالمعايير المهنية وتحسين الاداء باستمرار.

- الشفافية من خلال تقديم الآراء والأفكار الصحيحة.

- الموضوعية لنشر التوازن في المعالجة الإعلامية وتجنب التحيز والمحاباة.

- التعاون من خلال العمل على أداء مستوى إعلامي متطور من التنسيق والتكامل.

- المحافظة على القيم في ظل المفاهيم العربية والاسلامية.

ومن هنا: فإن البعد الاستراتيجي للسياسة الإعلامية يجب أن تحقق الأهداف الآتية:

أولا: تعزيز التعاون بغرض الوحدة بين دول مجلس التعاون:

ويكون بهدف ترسيخ الهوية الخليجية العربية والإسلامية لدول مجلس التعاون الخليجي، عبر البرامج، من خلال تبني قضايانا وهمومنا وشؤوننا المحلية والخارجية وإطلاق فضائيات مضادة لمن يهاجمنا إعلاميا وسياسياً في الإعلام الخارجي، مع توعية الشباب بمخاطر ما ينشر عنا في الإعلام المضاد، ثم تعميق المواطنة الخليجية، ويكون ذلك من خلال التعبير عن همومنا وتطلعاتنا بما يعزز الوحدة الخليجية، ثم العمل على:

- دعم ترابط المجتمع الخليجي وأمنه واستقراره ويكون من خلال انتاج مضامين إعلامية تجاه كل من يهدد تمسك الخليج واستقراره والعمل على نشر ثقافة الحوار.

- تنمية الوعي المجتمعي العام لدى المواطنين والمقيمين ورفع مستوى هذا الوعي سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً.

- العمل على دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مع التركيز على دعم المواقف وتوحيدها، بجانب دعم التعاون والتكامل بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في الخليج.

ثانيا: تعزيز علاقات دول التعاون مع دول العالم الأخرى، ويكون من خلال التعريف بدول المجلس وحضارتها وثقافتها ومنجزاتها، مع بناء صورة ذهنية صحيحة وبناءة عن دول وشعوب الخليج، والعمل على كسب تأييد الرأي العام العالمي، مع التركيز على تأسيس قنوات فضائية ناطقة بلغات العالم وبعض دول الجوار، ثم العمل على تعزيز موقع دول المجلس عربياً وإسلامياً، والدفاع عن حقوقها المشروعة.

****

كلمة أخيرة:

الحل الإعلامي المطلوب من دول الخليج العربي اليوم يكمن في إطلاق «فضائية ناطقة باللهجة الفارسية» لتوعية الشعب الإيراني المغلوب بواقع الأحداث، ولنبدأ هذا المشروع الوطني دون تردد، وهو جزء من دور وزراء الإعلام، وكذلك دور الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي الذي يأتي في مقدمة الأولويات!!

كاتب وأكاديمي من قطر

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي