القائمون عليها أجروا تحسينات وتوسعات لتتواكب مع التطور الذي يحيط بها وينافسها

المقاهي الشعبية... تراث صامد

تصغير
تكبير
جديد المقاهي:

- توفير شبكة «واي فاي» للرواد مواكبة لعصر الإنترنت

- تحسين نوعية المأكولات وتوفير خدمات جديدة ومظلات

- نظام الحاسب الآلي لإدارة العمل في المحال التجارية

- كاميرات مراقبة وبدائل في عملية دفع الحساب

• ثامر السعيدي: فتحنا المجال لأنشطة أصحاب المشروعات الصغيرة

• أحمد اليعقوب: المقاهي ارتدت ثوب العصر بمستجدات حديثة مع المحافظة على «التراثية»

• يوسف البدر: واكبنا التطور فاستحدثنا طرقاً تشجيعية مثل «المقهى المتميز» و«الموظف المثالي»
على الرغم من كل ما شهدته الحياة الاجتماعية من تطورات كبيرة، رافقها سيل من المرافق العامة والترفيهية التي قدمت كل ما يمكن أن يخطر على بال من وسائل التسلية للعائلة بكل مكوناتها، فقد بقيت المقاهي الشعبية تراثا قائما وواقفا بقوة يتحدى كل تلك العواصف ليؤكد أنه باق ولن يزول.

بـ «استكانة» الشاي والمقاعد الخشبية والمباني التراثية ذات الطراز القديم تستقبل المقاهي روادها محفزة ما في نفوسهم من حنين للتراث والهدوء الذي يبحثون عنه، هربا من الوجبات السريعة والمشروبات الغربية. وعلى الرغم من تخوفات بعض المحبين من «أفول نجم» تلك المقاهي، فإن القائمين عليها انتبهوا إلى ما يحيط بتلك المقاهي من تحديات، فعملوا على إدخال تحسينات عليها تواكب التطور الاجتماعي وتحقق تنافسية مع مرافق الترفيه الكبيرة التي هددتها.


مقهى الجهراء الشعبي التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، مثال لتلك المقاهي، الذي زارته «الراي» وألقت نظرة على واقعه الحالي، فوجدت أنه اقتحم عالم التكنولوجيا من أوسع أبوابه بعد أن عملت إدارته على إدخال نظام الحاسب الآلي لادارة العمل في المحال التجارية، إضافة إلى إدخال تحسينات وتوسعة الحديقة وزيادة الاضاءة في محيط المقهى وإزالة الاشجار التي كانت تعيق الرواد للوصول للمكان.

المقهى الجهراوي الذي اكتسى حلة جديدة لمواجهة متطلبات الجيل الجديد وعصر التكنولوجيا ارتأى القائمون عليه إحداث نقلة نوعية بإدخال ألعاب جديدة وتوفير شبكة «واي فاي» وتقديم مأكولات جديدة تتناسب مع طلبات الشباب.

تجولنا في المقهى، والتقينا بالمشرف الاداري ثامر السعيدي الذي قال إن «المقهى شهد نقلة نوعية وتطوير طال جوانب كبيرة من خلال تحسين نوعية المأكولات وتوفير خدمات جديدة ومظلات وأزلنا جميع الاشجار التي كانت تحجب المكان وعززنا الاضاءة في المواقف الخارجية وفي الداخل لتعطي للزوار جوا من الاطمئنان والراحة النفسية إلي جانب تعديل الارضيات وإضافة أنشطة جديدة من خلال منح فرصة لاصحاب المشروعات الصغيرة ما ضاعف عدد الزوار إلى الضعف وزادت المبيعات أيضا.

وأضاف السعيدي أن «المقاهي الشعبية تعد من العناصر التراثية في الكويت التي تحمل الطابع الشعبي البسيط وتقدم خدمات للزوار مثل الشاي بأنواعه، الزعتر والدارسين واللومي، إلى جانب المأكولات الشعبية والمشاوي التي تخضع لرقابة شديدة ومتابعة يومية، حيث يحمل العمال تراخيص صحية لحرصنا الشديد على نظافة المأكولات» لافتا إلى أن التطوير مستمر في المقاهي ولن تتوقف عجلته.

وأكد أن «المقهى وقبل أن أتسلم العمل به كان يحتاج إلى تطوير وعمل، وتوجهت لمحافظ الجهراء الفريق المتقاعد فهد الامير الذي قدم دعما كبيرا وسهل الامور من خلال الايعاز للجهات الحكومية بتطوير المكان المحيط بالمقهى، ما ساهم في زيادة الاقبال وتحول إلى معلم سياحي، ولاسيما في الاجازات حيث يجد الزوار الراحة والهدوء والتنظيم حيث نحرص على عدم دخول الشباب الذين يثيرون المشاكل ويعاكسون».

وأشار الى أن «المقهى يسعى للجمع بين الماضي والحاضر لتلبية جميع الرغبات لتجمع جميع أفراد الاسرة».

وزاد أن «المقاهي الشعبية تعتبر من التراث الكويتي الذي نعتز به كونه يعكس عبق الماضي الذي يحاول الكثيرون التذكرة بين فينة وأخرى».

من جانبه قال صالح مطر الوعلان الذي يزور المقهى من عائلته إن «المقهى الشعبي يعتبر متنفسا ومكانا لقضاء أوقات ممتعة مع الاهل ويمتاز بالبساطة وعدم وجود إزعاج أو ضوضاء ويسقط جميع البتروكلات والتكلف الذي قد يكون في المجمعات التجارية إلى جانب أن الاسعار في متناول الجميع».

وأضاف أن المتعة في المقهى الشعبي في شرب الشاي والجلسات الشعبية والبساطة ناهيك عن أن المكان يعيد ذكرياتك للوراء.

وأشاد الوعلان بالجهود التي يبذلها القائمون على مقهى الجهراء الشعبي وعلى رأسهم ثامر السعيدي الذي أحدث تطورا كبيرا في المكان يشهد له الجميع.

أما في مقهى قبلة فالتقت «الراي» مع العم أحمد اليعقوب الذي يملك محلا لبيع الآلات الموسيقية القديمة فقال إن «المقاهي اختلفت كثيرا عن الماضي حتى روادها تغيروا وأصبحت ذات طابع عصري وحديث، وتم إدخال تقنيات جديدة في مقهي قبلة موضحا أن التراث له طابع خاص وتعد المقاهي الشعبية أحد المواقع التي تحوي تراث الكويت».

من جانبه قال يوسف البدر مشرف مقهى القبلة ان «المقاهي شهدت قفزة تطويرية في عملها العمل من خلال إدخال نظام متابعة أداء العاملين لديها وتحفيزهم على الإنتاج عبر وضع برنامج خاص يشمل الموظف المثالي والمقهى المتميز.

وزاد «إدخالنا نظام كاميرات لمراقبة مرافق المقهى ووفرنا بدائل في عملية دفع الحساب، وإدخال خدمة الانترنت المجاني التي أصبحت متاحة في كل المقاهي الشعبية، رغبة في مواكبة الاحتياجات العصرية لرواد المقاهي».

وأشار إلى ان «عملية التطوير شاملة ولبت المتطلبات مثل بطاطا الشبس،العصائر الطبيعية و وفرنا الشاروما والآيس كريم لتلبية احتياجات الرواد الرواد لتكون المقاهي المكان المفضل بالنسبة لهم لقضاء أوقات الفراغ».

وأكد أن المقاهي الشعبية تمتاز بالهدوء والبعد عن أجواء التوتر والازعاج الموجودة في الأماكن الأخرى وتحظى بإقبال كبير ولها مرتادوها ونقدم خدمات ترفيهية وتسلية وبالبناء الحديث، فإنها تحتوي على كاميرات لمراقبة الساحات كما تحتوي على صالات مكيفة خاصة بالرجال والعائلات، وألعاب الأطفال الحديثة والشعبية، والخدمات المختلفة كالمصليات ومواقف السيارات ومكتب الأمن والمرافق الصحية ودورات المياه إلى جانب الأطباق الشعبية القديمة إذ تضم بعض المحلات المتخصصة في بيع الحلويات وإعداد الأكلات الشعبية بأسعار مناسبة.

من جانبه قال الباحث في التراث عبدالله العلي الذي سافر لعدة بلدان للاطلاع على المقتنيات وتقاليد الشعوب ان «عملي في التراث ساهم في الاطلاع على حياة الناس والعيش معهم في مختلف الظروف وهذا الامر يحتم علينا احترام الناس مهما كان الاختلاف في مستوياتهم المعيشيه أو جنسياتهم».

وأكد أن عمله يتطلب تقديم أشكال وتصاميم قديمة ذات طابع تراثي والعاب شعبية ذات طابع تراثي قديم مشددا على ضرورة المحافظة على المقتنيات القديمة من الاندثار.

المقهى...بيئة كبار السن

يحرص كبار السن على التردد على المقاهي الشعبية، لأنهم يجدون أنفسهم في بيئتهم حيث المناخ القديم، فشكل وتصميم وأثاث المقاهي الشعبية نابع من البيئة الكويتية القديمة، حيث عاشوا فيها وتعودوا عليها ومن الامور الجميلة إقامة مسابقات تراثية وشعبية تتناول جوانب تاريخ الكويت وتقدم جوائز ثمينة وهي بذلك توطد العلاقات الاخوية بين الرواد الشباب والأطفال وتبث روح المنافسة الشريفة في ظل أجواء اجتماعية وقضاء أوقات الفراغ في ممارسة الألعاب الشعبية المحببة الى نفوسهم.

وقال الباحث عبدالله العلي ان المقهى الشعبي من الأماكن المحببة لاستعادة الذكريات الجميلة مع الأهل والأصدقاء كما انها من الأماكن الهادئة البعيدة عن الصخب ويبعث على الراحة والهدوء.

من جانبه قال العم أبو راشد ان زيارة المقاهي الشعبية من الامور التي اعتاد عليها بشكل دوري وأقضي أوقاتا ممتعة ومن الأمور التي تشدنا الجلسات الشعبية.

عزف لأم كلثوم وفريد وعبدالحليم

العم أحمد اليعقوب قال إنه عزف للفنانة الراحلة أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم الحافظ عندما زاروا الكويت، مشيرا إلى ان أم كلثوم طلبت منه العمل مع فرقتها ولكن لم يحصل نصيب. وأضاف «وجود المقاهي الشعبية بمثابة إعادة لذكريات الماضي والتراث الكويتي بما يحقق هدف التواصل الدائم مع الجيل الحاضر ويحافظ على التراث القديم».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي