«التنظيم يلوي عنق (الأعماق) كي يوافق هواه»
«الإفتاء»: لا علاقة لـ «داعش» بحديث «آخر الزمان»
شدّد «مرصد الفتاوى التكفيرية»، التابع لدار الإفتاء، في تقرير له، على أن «التعلق بأحاديث الفتن وإنزالها على غير مواضعها الصحيحة أمر يقود إلى أخطاء جسيمة وخطيرة، كما وقع في بداية ثمانينيات القرن الماضي حينما ظهرت جماعة جهيمان العتيبي في مكة المكرمة وادَّعت أن محمد بن عبدالله القحطاني هو المهدي المنتظر، وتحصنوا في الحرم المكي إلى أن تم القضاء عليهم بعد مهاجمتهم عسكريّا وقتل مهديهم القحطاني، وأسر جهيمان ثم قتل في ما بعد».
وتابع «المرصد»، ان تقريره هذه المرة، يأتي «ردّا على توظيف تنظيم (داعش) الإرهابي وتسييسه الحديث النبوي الشريف الذي يتحدث عما يُعرف بـ (معركة آخر الزمان) وتنزيله على الحرب التي يشنها التحالف الدولي على التنظيم باعتباره الفئة المنصورة في الحديث، ويزيد على ذلك بتحديد مكان المعركة الفاصلة في بلدة دابق شمال سورية، التي ذُكرت في حديث نبوي وُرد في صحيح مسلم حول (معركة آخر الزمان)».
ونوّه «المرصد»، إلى أن «الحديث الذي يدلّل به التنظيم الإرهابي على مزاعمه الباطلة، مذكور في صحيح مسلم تحت عنوان (حديث الأعماق)، وجاء في نصه: لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا، قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سُبُوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيُهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتلُ ثُلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية».
وشدّد التقرير على أن «التنظيمات التكفيرية دأبت على توظيف هذا الحديث وتسييسه للحصول على المشروعية والدعم وتجنيد المقاتلين، باعتبارهم الفئة الثالثة التي ستفتح قسطنطينية، متجاهلين صحيح التاريخ الذي يكشف أن قسطنطينية قد فُتحت من قبل، فضلا عن عدم ورود آية قرآنية أو حديث نبوي يشير إلى فتح روما في آخر الزمان على يد تنظيم (داعش) الإرهابي، حيث فُتحت الروم قديما في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تنبأ النبي (صلى الله عليه وسلم) بفتحها قبل أن تشتد شوكة الإسلام».
واختتم «مرصد الفتاوى التكفيرية» بيانه بالتأكيد أن «تنظيم (داعش) الإرهابي يقتطع حديث الأعماق من سياقه، ويلوي عنق النص كي يوافق هواه، فيعرض عن بقية الحديث لما فيه من دلالة أن القتال يكون باستخدام السيف والرمح، وهو أمر غير متصور حدوثه في زماننا»،. مؤكدا، أن «تنظيمات العنف والقتل هي تنظيمات إرهابية تبحث عن شرعية دينية تضمن لها البقاء والانتشار والاستمرار».
وتابع «المرصد»، ان تقريره هذه المرة، يأتي «ردّا على توظيف تنظيم (داعش) الإرهابي وتسييسه الحديث النبوي الشريف الذي يتحدث عما يُعرف بـ (معركة آخر الزمان) وتنزيله على الحرب التي يشنها التحالف الدولي على التنظيم باعتباره الفئة المنصورة في الحديث، ويزيد على ذلك بتحديد مكان المعركة الفاصلة في بلدة دابق شمال سورية، التي ذُكرت في حديث نبوي وُرد في صحيح مسلم حول (معركة آخر الزمان)».
ونوّه «المرصد»، إلى أن «الحديث الذي يدلّل به التنظيم الإرهابي على مزاعمه الباطلة، مذكور في صحيح مسلم تحت عنوان (حديث الأعماق)، وجاء في نصه: لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا، قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سُبُوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيُهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتلُ ثُلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية».
وشدّد التقرير على أن «التنظيمات التكفيرية دأبت على توظيف هذا الحديث وتسييسه للحصول على المشروعية والدعم وتجنيد المقاتلين، باعتبارهم الفئة الثالثة التي ستفتح قسطنطينية، متجاهلين صحيح التاريخ الذي يكشف أن قسطنطينية قد فُتحت من قبل، فضلا عن عدم ورود آية قرآنية أو حديث نبوي يشير إلى فتح روما في آخر الزمان على يد تنظيم (داعش) الإرهابي، حيث فُتحت الروم قديما في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تنبأ النبي (صلى الله عليه وسلم) بفتحها قبل أن تشتد شوكة الإسلام».
واختتم «مرصد الفتاوى التكفيرية» بيانه بالتأكيد أن «تنظيم (داعش) الإرهابي يقتطع حديث الأعماق من سياقه، ويلوي عنق النص كي يوافق هواه، فيعرض عن بقية الحديث لما فيه من دلالة أن القتال يكون باستخدام السيف والرمح، وهو أمر غير متصور حدوثه في زماننا»،. مؤكدا، أن «تنظيمات العنف والقتل هي تنظيمات إرهابية تبحث عن شرعية دينية تضمن لها البقاء والانتشار والاستمرار».