كتاب / «سقوط العثمانيين» ليوجين روغان... صراع حياة أو موت
يوجين روغان
غلاف الكتاب
صدر حديثاً عن دار «Basic Books» الأميركية للنشر كتاب جديد باللغة الانكليزية للمؤلف والمؤرخ البريطاني يوجين روغان، وهو كتاب من القطع المتوسط ويقع في 485 صفحة ويحمل عنوان «سقوط العثمانيين: الحرب العظمى في الشرق الأوسط».
وفي التالي ترجمة لمقتطفات من عرض نقدي حول الكتاب نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية:
في نوفمبر من العام 1914، انجرفت الإمبراطورية الاسلامية العظمى الوحيدة في العالم آنذاك إلى صراع حياة أو موت ضد ثلاث قوى مسيحية تاريخيا ألا وهي: بريطانيا وفرنسا وروسيا. وكانت جميع الأطراف قد حسبت حسابات محمومة حول التداخل المحتمل بين الدين والاستراتيجية. والواقع أن التداعيات والمنعطفات المفاجئة التي أسفرت عنها هذه الحسابات تتبدى بوضوح في كل صفحة من كتاب جديد ذي تفاصيل متشابكة ويحمل عنوان «سقوط العثمانيين: الحرب العظمى في الشرق الأوسط» لمؤلفه يوجين روغان الذي يستعرض فيه تفاصيل قصة سقوط وزوال الامبراطورية الثيوقراطية العثمانية.
وكما يوضح المؤلف في كتابه الجديد «سقوط العثمانيين: الحرب العظمى في الشرق الأوسط»، فقد كان في الدول المسيحية المشاركة في الحلف الثلاثي (ضد الامبراطورية العثمانية) الملايين من الرعايا المسلمين، والذين بدوا من وجهة نظر تلك الدول منفتحين إزاء الإغواء من جانب السلطان العثماني، خصوصا إذا بدا أنه ينتصر في الحرب. أما العثمانيون، من جانبهم، فقد كانوا في تحالف مع اثنتين من القوى المسيحية الأوروبية الأخرى ألا وهما ألمانيا والنمسا-هنغاريا. ومن المفارقات أن الألمان حثوا السلطان العثماني على استخدام صفته كخليفة للمسلمين ويعلن حربا إسلامية مقدسة (الجهاد). وقد كان أحد العوامل وراء ذلك هو أن ألمانيا كان فيها عدد قليل نسبيا من الرعايا المسلمين وبالتالي لم يكن لديها الكثير لتخسره إذا لعبت بورقة الجهاد. وفي الوقت نفسه، خشى العثمانيون تأثير الأعداء، وبخاصة روسيا، أكثر من خشيتهم من رعاياهم المسيحيين - بمن في ذلك اليونانيون والأرمن الذين كانوا يشكلون أقلية كبيرة ومهمة اقتصاديا في كل من عاصمة الإمبراطورية العثمانية وفي الأناضول.
وفي النهاية، لم يسر شيء كما كان متوقعا، وذلك لأن الصراع العالمي يقلب دائما جميع التوقعات. ولكن مجرد وجود تلك الحسابات القائمة على أساس الدين كانت له عواقب، وكان كثيرا منها مأسوية. ويتنقل سرد المؤلف روغان في سياق الكتاب من بحر إيجه إلى القوقاز إلى شبه الجزيرة العربية بينما يتتبع تلك العواقب، ويبين كيف أنها أداة، في نهاية المطاف، إلى هزيمة الإمبراطورية العثمانية وانهيارها.
والواقع أن الهزيمة والانهيار ليسا الشيء نفسه، والمؤلف روغان- وهو محاضر في التاريخ في جامعة أكسفورد ومؤلف كتاب «العرب» - يميز بعناية بينهما. فالهزيمة التي منيت بها الإمبراطورية العثمانية في العام 1918 لم تكن هزيمة كاملة، وتركت بعض قوات السلطان سليمة. كما أن أحد خصومه، ألا وهي روسيا، كانت قد عصفت بها ثورة في ذلك الوقت وانسحبت من الحرب، وهو الأمر الذي سمح للقوات التركية بتعويض خسائرها. ولم يكن الانهيار النهائي للعثمانيين نتيجة فورية لهدنة العام 1918، كما أنه لم يكن انهيارا محتوما وفقا لقراءة المؤلف روغان. ولكن بالنسبة الى قوة عظمى كانت نقطة قوتها تتمثل في التفوق العسكري وليس في عنفوانها التجاري أو التكنولوجي.
وفي المواجهة التي خاضها العثمانيون ضد بريطانيا، كانت هناك مفاجآت عدة مبكرة. فبدلا من ان يكسب السلطان تأييد وتعاطف الرعايا المسلمين الموجودين في لندن، كان البريطانيون هم الذين استفادوا عن طريق كسر قبضة الأتراك على مسلمين معينين، خصوصا أحفاد النبي محمد الذين كانوا يسيطرون آنذاك على شبه الجزيرة العربية. وبنجاح معقول، وبعض النكسات المذهلة، تمكنت بريطانيا أيضا من نشر قواتها الاستعمارية، سواء الهندوسية أو المسلمة، ضد العثمانيين في بلاد ما بين النهرين (العراق).
لكن العثمانيين دافعوا عن معقلهم في منطقة الأناضول، وأظهروا إرادة حديدية لم يحسب البريطانيون لها حسابا. فخلال الهجوم الكارثي الذي تم شنه آنذاك بقيادة بريطانيا على مضائق الدردنيل، لم يكن العثمانيون هم من بدأوا بالانهيار والتراجع بل البريطانيون، وبينما شعر الجنود الاستراليون والنيوزيلنديون بالمرارة إزاء عدم كفاءة القوة التي كانوا يخدمون في صفوفها.
في الوقت نفسه، يلقي الكتاب الضوء على القضية الجدلية المحتدمة المتعلقة بإبادة العثمانيين لأعداد كبيرة من الأرمينيين خلال ذلك الصراع. وإلى جانب استعراض الآراء والحجج التي تؤكد أن العثمانيين قد ارتكبوا مجازر وإبادة جماعية ضد الأرمينيين، فإن الكتاب يفسح المجال أيضا للعديد من الحجج التي ساقها المدافعون عن العثمانيين ومن بينها على سبيل المثال أنه في شتاء 1914 وربيع 1915، كان هناك قتال شرس في شرق الأناضول بين الأتراك والأرمن. وأحيانا كان الأرمن يقاتلون وحدهم، وأحيانا بمساعدة روسية. وفي اسطنبول، في الوقت نفسه، كان الخوف الرسمي التركي من «العدو الداخلي» يتزايد بشكل ملموس لأن الأرمن المحليين كان يشتبه في محاباتهم وتأييدهم لخطط بريطانيا العسكرية الرامية إلى التقدم نحو المدينة واقتحامها.
ويرى المؤلف أن «كل هذا يوفر بعض الخلفية النفسية التي تفسر تحرك العثمانيين ضد السكان الأرمن». ونفس الشيء يمكن قوله بالنسبة لفقدان العثمانيين لأعداد كبيرة من الأرواح إما بسبب البرد أوالمرض وكذلك الرصاص، سواء أثناء أو بعد الانتصار الروسي في منطقة ساري قميش في ديسمبر 1914. لكن المؤلف روغان لا يشير ولو للحظة واحدة إلى أن هذا يرقى إلى أن يكون مبررا أخلاقيا للأهوال التي تعرض لها الرعايا الأرمن.
ومع ذلك، فإن التقييم الأخلاقي لتعامل العثمانيين مع الأرمينيين ليس هو الغرض الرئيسي من هذا الكتاب الذي يتعهد مؤلفه بإعطاء رؤية اكثر تمحورا حول العثمانيين في ما يتعلق بصراع يتم وصفه وتحليله غالبا من خلال عيون الجنرالات والاستراتيجيين البريطانيين. والواقع أن هذا التعهد من جانب المؤلف لا يتم الوفاء به في سياق الكتاب إلا جزئيا. فبين دفتي هذا الكتاب الكبير نسبيا، يبدو المؤلف روغان وكأنه يشعر بأنه يتعين عليه أن يخصص عدة صفحات من أجل شرح وتبرير دوافع خصوم العثمانيين، وبخاصة بريطانيا. وهو الأمر الذي يقلص المساحة التي يمكن أن يخصصها لعرض وإظهار الجانب العثماني من القصة.
ويوضح الكتاب كيف أنه، وفي ظل تجربة امبراطورية اسلامية كانت في أوج قوتها، استغل البريطانيون الصراعات بين السلالات والأسر المسلمة الحاكمة آنذاك لحشد مسلمين من شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام ضد حكامهم العثمانيين. وفي سياق قيامهم بذلك، أرسوا المبدأ الذي ظهر في القرن العشرين وكان مفاده أن العرقية والقومية (في هذه الحالة، القومية العربية) يمكنهما في كثير من الأحيان أن يسحقا الروابط الدينية، حتى في الأراضي التي كان التدين الاسلامي فيها لا يزال حماسيا.
ويشير المؤلف إلى أن هذا التوجه لم يبدأ في الانحسار إلا في أوائل القرن الحادي والعشرين، وذلك عندما بدأت الطوائف والتيارات الإسلاموية المتنافسة في التعهد بالسعي إلى إسقاط الحدود السياسية التي كانت وضعت من جانب الامبريالية الغربية قبل قرن من الزمان.
* «سقوط العثمانيين:الحرب العظمى في الشرق الأوسط» (The Fall of the Ottomans: The Great War in the Middle East)
- المؤلف: يوجين روغان
- 485 صفحة (مع صور)
- دار «Basic Books» للنشر
وفي التالي ترجمة لمقتطفات من عرض نقدي حول الكتاب نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية:
في نوفمبر من العام 1914، انجرفت الإمبراطورية الاسلامية العظمى الوحيدة في العالم آنذاك إلى صراع حياة أو موت ضد ثلاث قوى مسيحية تاريخيا ألا وهي: بريطانيا وفرنسا وروسيا. وكانت جميع الأطراف قد حسبت حسابات محمومة حول التداخل المحتمل بين الدين والاستراتيجية. والواقع أن التداعيات والمنعطفات المفاجئة التي أسفرت عنها هذه الحسابات تتبدى بوضوح في كل صفحة من كتاب جديد ذي تفاصيل متشابكة ويحمل عنوان «سقوط العثمانيين: الحرب العظمى في الشرق الأوسط» لمؤلفه يوجين روغان الذي يستعرض فيه تفاصيل قصة سقوط وزوال الامبراطورية الثيوقراطية العثمانية.
وكما يوضح المؤلف في كتابه الجديد «سقوط العثمانيين: الحرب العظمى في الشرق الأوسط»، فقد كان في الدول المسيحية المشاركة في الحلف الثلاثي (ضد الامبراطورية العثمانية) الملايين من الرعايا المسلمين، والذين بدوا من وجهة نظر تلك الدول منفتحين إزاء الإغواء من جانب السلطان العثماني، خصوصا إذا بدا أنه ينتصر في الحرب. أما العثمانيون، من جانبهم، فقد كانوا في تحالف مع اثنتين من القوى المسيحية الأوروبية الأخرى ألا وهما ألمانيا والنمسا-هنغاريا. ومن المفارقات أن الألمان حثوا السلطان العثماني على استخدام صفته كخليفة للمسلمين ويعلن حربا إسلامية مقدسة (الجهاد). وقد كان أحد العوامل وراء ذلك هو أن ألمانيا كان فيها عدد قليل نسبيا من الرعايا المسلمين وبالتالي لم يكن لديها الكثير لتخسره إذا لعبت بورقة الجهاد. وفي الوقت نفسه، خشى العثمانيون تأثير الأعداء، وبخاصة روسيا، أكثر من خشيتهم من رعاياهم المسيحيين - بمن في ذلك اليونانيون والأرمن الذين كانوا يشكلون أقلية كبيرة ومهمة اقتصاديا في كل من عاصمة الإمبراطورية العثمانية وفي الأناضول.
وفي النهاية، لم يسر شيء كما كان متوقعا، وذلك لأن الصراع العالمي يقلب دائما جميع التوقعات. ولكن مجرد وجود تلك الحسابات القائمة على أساس الدين كانت له عواقب، وكان كثيرا منها مأسوية. ويتنقل سرد المؤلف روغان في سياق الكتاب من بحر إيجه إلى القوقاز إلى شبه الجزيرة العربية بينما يتتبع تلك العواقب، ويبين كيف أنها أداة، في نهاية المطاف، إلى هزيمة الإمبراطورية العثمانية وانهيارها.
والواقع أن الهزيمة والانهيار ليسا الشيء نفسه، والمؤلف روغان- وهو محاضر في التاريخ في جامعة أكسفورد ومؤلف كتاب «العرب» - يميز بعناية بينهما. فالهزيمة التي منيت بها الإمبراطورية العثمانية في العام 1918 لم تكن هزيمة كاملة، وتركت بعض قوات السلطان سليمة. كما أن أحد خصومه، ألا وهي روسيا، كانت قد عصفت بها ثورة في ذلك الوقت وانسحبت من الحرب، وهو الأمر الذي سمح للقوات التركية بتعويض خسائرها. ولم يكن الانهيار النهائي للعثمانيين نتيجة فورية لهدنة العام 1918، كما أنه لم يكن انهيارا محتوما وفقا لقراءة المؤلف روغان. ولكن بالنسبة الى قوة عظمى كانت نقطة قوتها تتمثل في التفوق العسكري وليس في عنفوانها التجاري أو التكنولوجي.
وفي المواجهة التي خاضها العثمانيون ضد بريطانيا، كانت هناك مفاجآت عدة مبكرة. فبدلا من ان يكسب السلطان تأييد وتعاطف الرعايا المسلمين الموجودين في لندن، كان البريطانيون هم الذين استفادوا عن طريق كسر قبضة الأتراك على مسلمين معينين، خصوصا أحفاد النبي محمد الذين كانوا يسيطرون آنذاك على شبه الجزيرة العربية. وبنجاح معقول، وبعض النكسات المذهلة، تمكنت بريطانيا أيضا من نشر قواتها الاستعمارية، سواء الهندوسية أو المسلمة، ضد العثمانيين في بلاد ما بين النهرين (العراق).
لكن العثمانيين دافعوا عن معقلهم في منطقة الأناضول، وأظهروا إرادة حديدية لم يحسب البريطانيون لها حسابا. فخلال الهجوم الكارثي الذي تم شنه آنذاك بقيادة بريطانيا على مضائق الدردنيل، لم يكن العثمانيون هم من بدأوا بالانهيار والتراجع بل البريطانيون، وبينما شعر الجنود الاستراليون والنيوزيلنديون بالمرارة إزاء عدم كفاءة القوة التي كانوا يخدمون في صفوفها.
في الوقت نفسه، يلقي الكتاب الضوء على القضية الجدلية المحتدمة المتعلقة بإبادة العثمانيين لأعداد كبيرة من الأرمينيين خلال ذلك الصراع. وإلى جانب استعراض الآراء والحجج التي تؤكد أن العثمانيين قد ارتكبوا مجازر وإبادة جماعية ضد الأرمينيين، فإن الكتاب يفسح المجال أيضا للعديد من الحجج التي ساقها المدافعون عن العثمانيين ومن بينها على سبيل المثال أنه في شتاء 1914 وربيع 1915، كان هناك قتال شرس في شرق الأناضول بين الأتراك والأرمن. وأحيانا كان الأرمن يقاتلون وحدهم، وأحيانا بمساعدة روسية. وفي اسطنبول، في الوقت نفسه، كان الخوف الرسمي التركي من «العدو الداخلي» يتزايد بشكل ملموس لأن الأرمن المحليين كان يشتبه في محاباتهم وتأييدهم لخطط بريطانيا العسكرية الرامية إلى التقدم نحو المدينة واقتحامها.
ويرى المؤلف أن «كل هذا يوفر بعض الخلفية النفسية التي تفسر تحرك العثمانيين ضد السكان الأرمن». ونفس الشيء يمكن قوله بالنسبة لفقدان العثمانيين لأعداد كبيرة من الأرواح إما بسبب البرد أوالمرض وكذلك الرصاص، سواء أثناء أو بعد الانتصار الروسي في منطقة ساري قميش في ديسمبر 1914. لكن المؤلف روغان لا يشير ولو للحظة واحدة إلى أن هذا يرقى إلى أن يكون مبررا أخلاقيا للأهوال التي تعرض لها الرعايا الأرمن.
ومع ذلك، فإن التقييم الأخلاقي لتعامل العثمانيين مع الأرمينيين ليس هو الغرض الرئيسي من هذا الكتاب الذي يتعهد مؤلفه بإعطاء رؤية اكثر تمحورا حول العثمانيين في ما يتعلق بصراع يتم وصفه وتحليله غالبا من خلال عيون الجنرالات والاستراتيجيين البريطانيين. والواقع أن هذا التعهد من جانب المؤلف لا يتم الوفاء به في سياق الكتاب إلا جزئيا. فبين دفتي هذا الكتاب الكبير نسبيا، يبدو المؤلف روغان وكأنه يشعر بأنه يتعين عليه أن يخصص عدة صفحات من أجل شرح وتبرير دوافع خصوم العثمانيين، وبخاصة بريطانيا. وهو الأمر الذي يقلص المساحة التي يمكن أن يخصصها لعرض وإظهار الجانب العثماني من القصة.
ويوضح الكتاب كيف أنه، وفي ظل تجربة امبراطورية اسلامية كانت في أوج قوتها، استغل البريطانيون الصراعات بين السلالات والأسر المسلمة الحاكمة آنذاك لحشد مسلمين من شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام ضد حكامهم العثمانيين. وفي سياق قيامهم بذلك، أرسوا المبدأ الذي ظهر في القرن العشرين وكان مفاده أن العرقية والقومية (في هذه الحالة، القومية العربية) يمكنهما في كثير من الأحيان أن يسحقا الروابط الدينية، حتى في الأراضي التي كان التدين الاسلامي فيها لا يزال حماسيا.
ويشير المؤلف إلى أن هذا التوجه لم يبدأ في الانحسار إلا في أوائل القرن الحادي والعشرين، وذلك عندما بدأت الطوائف والتيارات الإسلاموية المتنافسة في التعهد بالسعي إلى إسقاط الحدود السياسية التي كانت وضعت من جانب الامبريالية الغربية قبل قرن من الزمان.
* «سقوط العثمانيين:الحرب العظمى في الشرق الأوسط» (The Fall of the Ottomans: The Great War in the Middle East)
- المؤلف: يوجين روغان
- 485 صفحة (مع صور)
- دار «Basic Books» للنشر