الوصايا الإسلامية
في سنن الترمذي من حديث جندب بن جنادة و معاذ بن جبل رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» هذا الحديث اشتمل بجمله الثلاث على ما هو مطلوب من المسلم لربه ولنفسه ولغيره، فقوله «اتق الله حيثما كنت» أصل التقوى في اللغة أن يجعل بينه وبين الذي يخافه وقاية تقيه منه، مثل اتخاذ البيوت والخيام لاتقاء حرارة الشمس ونحو ذلك، والتقوى في الشرع أن يجعل الإنسان بينه وبين غضب الله وقاية تقيه منه، وذلك بفعل المأمورات وترك المنهيات وتصديق الأخبار، وعبادة الله وفقاً للشرع لا بالبدع والمحدثات، وتقوى الله مطلوبة في جميع الأحوال والأماكن والأزمنة، فيتقي الله في السر والعلن، وقوله «واتبع السيئة الحسنة تمحها» عندما يفعل المرء سيئة فإنه يتوب منها، والتوبة حسنة، وهي تجب ما قبلها من الكبائر والصغائر، ويكون أيضاً بفعل الحسنات، فإنها تمحو الصغائر، وأما الكبائر فلا يمحوها إلا التوبة منها، وقوله «وخالق الناس بخلق حسن» فإنه مطلوب من الإنسان أن يعامل الناس جميعاً معاملة حسنة، فيعاملهم بمثل ما يحب أن يعاملوه به، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» وقوله صلى الله عليه وسلم «فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت على الناس بالذي يحب أن يؤتى إليه» وقد وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه على خلق عظيم، وجاء في صحيح مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها تقول ان خلق النبي صلى الله عليه وسلم القرآن أي يقوم بتطبيق ما فيه، وجاء في السنة أحاديث كثيرة تدل على فضل حسن الخلق، وتحث على التخلق بالأخلاق الحسنة وتحذر من الأخلاق السيئة، وهذا الحديث يدل على كمال نصح الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته، ومن ذلك ما اشتمل عليه هذا الحديث من هذه الوصايا الثلاث العظيمة الجامعة.
* ماجستير في الشريعة الإسلامية
* ماجستير في الشريعة الإسلامية