روى في شهادته أمام محكمة الحريري كيف تجرّع الكأس المُرّة وصافح قاتِل والده
جنبلاط «يحاكم» النظام السوري في لاهاي: صدام اجتاح الكويت لأنه لم يعترف بها... وهذه عقيدة «البعث»
جنبلاط يقسم اليمين قبل الإدلاء بشهادته
... ودارت الأيام.
وقف رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط امس «يحاكم» من لاهاي النظام السوري الذي غالباً ما قال انه «دخل لبنان على دم والده كمال جنبلاط وخرج منه على دم حليفه رفيق الحريري»، عارضاً الكثير من التفاصيل المثيرة عن علاقته «المعقّدة» مع هذا النظام واضطراره الى مصافحة قاتِل والده.
وأطلّ جنبلاط عن منصة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في وقت كانت صحف غربية ومواقع الكترونية تضجّ بكلام يزاوج بين الوقائع والشائعات عن ان الرئيس السوري بشار الاسد يعمل على نقل العاصمة من دمشق الى طرطوس ويستغيث دعماً إضافياً لحماية مسقطه المهدَّد في القرداحة وان والدته صارت في بيلاروسيا ومعقله العلوي يعاني تململاً ونزوحاً وتهريب أموال.
وقد انشدّت الأنظار في بيروت الى لاهاي في اليوم الاول من شهادة جنبلاط (تستمر 4 ايام) امام المحكمة التي تتولى المحاكمة الغيابية لخمسة من «حزب الله» باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وسط توقعات بان تترك إفادته تداعيات على المشهد السياسي اللبناني وإن مع مراعاة عدم الاستفزاز المفرط لـ «حزب الله»، ولا سيما ان جنبلاط يملك الكثير من «اسرار» الحريري وعلاقته الصِدامية مع النظام السوري في الفترة الممتدة من العام 2000 الى 2005، ولا سيما على خلفية التمديد للرئيس السابق اميل لحود والذي لجأ الرئيس السوري بشار الأسد لتمريره الى تهديد الحريري وجنبلاط بأنه «سيحطّم لبنان على رأسيهما» ما لم يسيرا به.
وتحدث جنبلاط الذي اصطحب عائلته معه الى لاهاي (زوجته نورا ونجله البكر تيمور) اضافة الى الوزيرين غازي العريضي ووائل ابو فاعور عن «الصفقة السياسية» التي قام بها مع النظام السوري الذي اغتال والده، مستذكراً كيف زار دمشق بعد اربعين يوماً من الجريمة «فتفاجأ بي الرئيس حافظ الاسد وشعر بالشبه بيني وبين والدي. اما انا فلم أشعر بشيء واستغربتُ وانا أنظر الى الشخصية التي أعطت الأوامر باغتيال شخصية مرموقة في العالم العربي»، معلناً «الكأس المرة الأولى كانت مصافحتي قاتل والدي من أجل المصلحة العربية».
واضاف: «كمال جنبلاط اعترض على الدخول السوري الى لبنان وفي العام 1976 قبل ان يدخلوا رسمياً الى كل لبنان قابل الرئيس حافظ الاسد واعترض على دخوله، وقال له لن أدخل في سجنك الكبير، في السجن العربي الكبير، وكان يعلم انه سيُقتل وفي آخر لقاء له مع الرئيس السادات قال له يا اخ كمال ابقَ هنا انت متعب، فقال له لن ابقى سأعود وأموت مع جماعتي في لبنان».
وتابع: «اما في ما يتعلق بالتحقيق، فان القاضي حسن قواص توصل الى تفاصيل السيارة التي لحقت بكمال جنبلاط وكيف نزلوا وقتلوه على مشارف قرية بعقلين، ثم كيف ذهبت تلك السيارة الى مركز المخابرات السورية في سن الفيل الذي كان يرأسه آنذاك العقيد ابراهيم حويجب وهو تابع لمخابرات الطيران بالنظام السوري التي كان يرأسها العميد الخولي».
وأوضح جنبلاط: «كنا نحاول مع الرئيس الياس الهراوي والرئيس الحريري إيجاد فرصة لبنانية للحكم ولكن نظام المخابرات المشترك اللبناني - السوري لم يسمح بذلك»، موضحا ان «الجيش اللبناني كان يعمل بإمرة سورية بإشراف إميل لحود طبعاً، وعندما أخّرنا العام 1995 مجيء إميل لحود لرئاسة الجمهورية فهذا مرده لسبب بسيط لأننا لم نكن نريد أن يأتي شخص ولاؤه مطلق للنظام السوري».
واذ رأى ان كلمة «الوصاية السورية» مغلوطة لأنها في تلك الفترة تسمى بـ «الإحتلال السوري»، أوضح انه عند انتخاب لحود رئيسا في العام 1998 «وقفنا في المجلس النيابي وكنا 6 نواب واعترضنا على انتخابه فيما صوّت باقي النواب له»، مضيفا ان «لدي حساسية خاصة تجاه العسكر اللبناني والعربي لانه لا يتمتع بأي حيثية ديموقراطية ولا يحترم الإنسان (...)».
وقال: «نجحنا انا والرئيس الشهيد والهراوي بتأخير مجيء لحود 3 سنوات، كما ان عبد الحليم خدام وحكمت شهابي كانا متواطئين معنا»، مشيرا الى انه «لا بد من علاقات سياسية مع سورية ولكن لم نكن نرغب أن نكون ملحقا لسورية». واضاف: «بالنسبة لحزب البعث العربي الاشتراكي وعقيدته الشمولية نحن في لبنان او في الاردن او في فلسطين او في غيرها نسمى قطرا مما يسمى الامة العربية، ليس لنا وجود بالمعنى السياسي. طبعا احترموا ادارة لبنان ونظموا العلاقات على طريقتهم، لكن كنا كمحافظة. لذلك لا نواجه فقط نظاما امنيا بل نواجه عقيدة سياسية متينة لا تعترف بالغير، كما حدث مثلاً ايام صدام حسين والكويت، اجتاح الكويت لانه لم يعترف بالكويت لا اكثر ولا اقل».
وفي حين لفت الى «ان شخصية سنية كبيرة مثل رفيق الحريري في لبنان كانت تخيف النظام السوري»، اشار الى انه «تمت تصفية كل من عمل أو شارك في عملية اغتيال رفيق الحريري من آصف شوكت إلى جامع جامع ورستم غزالة ولو استدعي غزالة إلى المحكمة لكان قدم أدلة حول اغتيال الرئيس الحريري».
واوضح «ان علاقة الرئيس رفيق الحريري بحافظ الأسد كانت وطيدة جداً لكنها تغيرت جذرياً بعد وصول بشار الأسد وكان التوتر الاول بعد وصول لحود الى الرئاسة»، لافتاً الى «ان بشار الأسد قال للحريري العام 2003 انا من يحكم هنا وليس غيري وطلب منه بيع اسهم كان يمتلكها في جريدة النهار».
وقف رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط امس «يحاكم» من لاهاي النظام السوري الذي غالباً ما قال انه «دخل لبنان على دم والده كمال جنبلاط وخرج منه على دم حليفه رفيق الحريري»، عارضاً الكثير من التفاصيل المثيرة عن علاقته «المعقّدة» مع هذا النظام واضطراره الى مصافحة قاتِل والده.
وأطلّ جنبلاط عن منصة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في وقت كانت صحف غربية ومواقع الكترونية تضجّ بكلام يزاوج بين الوقائع والشائعات عن ان الرئيس السوري بشار الاسد يعمل على نقل العاصمة من دمشق الى طرطوس ويستغيث دعماً إضافياً لحماية مسقطه المهدَّد في القرداحة وان والدته صارت في بيلاروسيا ومعقله العلوي يعاني تململاً ونزوحاً وتهريب أموال.
وقد انشدّت الأنظار في بيروت الى لاهاي في اليوم الاول من شهادة جنبلاط (تستمر 4 ايام) امام المحكمة التي تتولى المحاكمة الغيابية لخمسة من «حزب الله» باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وسط توقعات بان تترك إفادته تداعيات على المشهد السياسي اللبناني وإن مع مراعاة عدم الاستفزاز المفرط لـ «حزب الله»، ولا سيما ان جنبلاط يملك الكثير من «اسرار» الحريري وعلاقته الصِدامية مع النظام السوري في الفترة الممتدة من العام 2000 الى 2005، ولا سيما على خلفية التمديد للرئيس السابق اميل لحود والذي لجأ الرئيس السوري بشار الأسد لتمريره الى تهديد الحريري وجنبلاط بأنه «سيحطّم لبنان على رأسيهما» ما لم يسيرا به.
وتحدث جنبلاط الذي اصطحب عائلته معه الى لاهاي (زوجته نورا ونجله البكر تيمور) اضافة الى الوزيرين غازي العريضي ووائل ابو فاعور عن «الصفقة السياسية» التي قام بها مع النظام السوري الذي اغتال والده، مستذكراً كيف زار دمشق بعد اربعين يوماً من الجريمة «فتفاجأ بي الرئيس حافظ الاسد وشعر بالشبه بيني وبين والدي. اما انا فلم أشعر بشيء واستغربتُ وانا أنظر الى الشخصية التي أعطت الأوامر باغتيال شخصية مرموقة في العالم العربي»، معلناً «الكأس المرة الأولى كانت مصافحتي قاتل والدي من أجل المصلحة العربية».
واضاف: «كمال جنبلاط اعترض على الدخول السوري الى لبنان وفي العام 1976 قبل ان يدخلوا رسمياً الى كل لبنان قابل الرئيس حافظ الاسد واعترض على دخوله، وقال له لن أدخل في سجنك الكبير، في السجن العربي الكبير، وكان يعلم انه سيُقتل وفي آخر لقاء له مع الرئيس السادات قال له يا اخ كمال ابقَ هنا انت متعب، فقال له لن ابقى سأعود وأموت مع جماعتي في لبنان».
وتابع: «اما في ما يتعلق بالتحقيق، فان القاضي حسن قواص توصل الى تفاصيل السيارة التي لحقت بكمال جنبلاط وكيف نزلوا وقتلوه على مشارف قرية بعقلين، ثم كيف ذهبت تلك السيارة الى مركز المخابرات السورية في سن الفيل الذي كان يرأسه آنذاك العقيد ابراهيم حويجب وهو تابع لمخابرات الطيران بالنظام السوري التي كان يرأسها العميد الخولي».
وأوضح جنبلاط: «كنا نحاول مع الرئيس الياس الهراوي والرئيس الحريري إيجاد فرصة لبنانية للحكم ولكن نظام المخابرات المشترك اللبناني - السوري لم يسمح بذلك»، موضحا ان «الجيش اللبناني كان يعمل بإمرة سورية بإشراف إميل لحود طبعاً، وعندما أخّرنا العام 1995 مجيء إميل لحود لرئاسة الجمهورية فهذا مرده لسبب بسيط لأننا لم نكن نريد أن يأتي شخص ولاؤه مطلق للنظام السوري».
واذ رأى ان كلمة «الوصاية السورية» مغلوطة لأنها في تلك الفترة تسمى بـ «الإحتلال السوري»، أوضح انه عند انتخاب لحود رئيسا في العام 1998 «وقفنا في المجلس النيابي وكنا 6 نواب واعترضنا على انتخابه فيما صوّت باقي النواب له»، مضيفا ان «لدي حساسية خاصة تجاه العسكر اللبناني والعربي لانه لا يتمتع بأي حيثية ديموقراطية ولا يحترم الإنسان (...)».
وقال: «نجحنا انا والرئيس الشهيد والهراوي بتأخير مجيء لحود 3 سنوات، كما ان عبد الحليم خدام وحكمت شهابي كانا متواطئين معنا»، مشيرا الى انه «لا بد من علاقات سياسية مع سورية ولكن لم نكن نرغب أن نكون ملحقا لسورية». واضاف: «بالنسبة لحزب البعث العربي الاشتراكي وعقيدته الشمولية نحن في لبنان او في الاردن او في فلسطين او في غيرها نسمى قطرا مما يسمى الامة العربية، ليس لنا وجود بالمعنى السياسي. طبعا احترموا ادارة لبنان ونظموا العلاقات على طريقتهم، لكن كنا كمحافظة. لذلك لا نواجه فقط نظاما امنيا بل نواجه عقيدة سياسية متينة لا تعترف بالغير، كما حدث مثلاً ايام صدام حسين والكويت، اجتاح الكويت لانه لم يعترف بالكويت لا اكثر ولا اقل».
وفي حين لفت الى «ان شخصية سنية كبيرة مثل رفيق الحريري في لبنان كانت تخيف النظام السوري»، اشار الى انه «تمت تصفية كل من عمل أو شارك في عملية اغتيال رفيق الحريري من آصف شوكت إلى جامع جامع ورستم غزالة ولو استدعي غزالة إلى المحكمة لكان قدم أدلة حول اغتيال الرئيس الحريري».
واوضح «ان علاقة الرئيس رفيق الحريري بحافظ الأسد كانت وطيدة جداً لكنها تغيرت جذرياً بعد وصول بشار الأسد وكان التوتر الاول بعد وصول لحود الى الرئاسة»، لافتاً الى «ان بشار الأسد قال للحريري العام 2003 انا من يحكم هنا وليس غيري وطلب منه بيع اسهم كان يمتلكها في جريدة النهار».