«حوري لـ «الراي»: لا حظوظ لعون في الرئاسة

تصغير
تكبير
فعلت «صرخة» زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون «فعلها» لدى حلفائه وتحديداً «حزب الله» اذ جدّد الاول تأكيد وقوفه كـ «خط دفاع» وراء «الجنرال» على جبهتيْ الاستحقاق الرئاسي والتعيينات الأمنية تحت سقف حفظ «ستاتيكو» الاستقرار الذي يحكم الواقع اللبناني في لحظة اقليمية بالغة الحراجة.

وبدا من المناخ الذي ساد غداة لقاء الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله مع العماد عون (مساء الخميس) ان التباين الذي ساد بين الطرفين مع انضمام الحزب الى انتقاد «تعطيل البرلمان» ثم تلويح «الجنرال» بان «مَن يتركني أتركه» قد تبدّد على قاعدة «تثبيت الاولويات» لكل من الجانبين، وتشديد الحزب على دعم زعيم «التيار الحرّ» في معركته الرئاسية وفي ملف القادة الامنيين الذي يريد عون منه ايصال صهره العميد شامل روكز الى قيادة الجيش، ولكن دائماً وفق معادلة «مع التعيين وضد الفراغ» في المراكز الامنية، وعلى ان يعود الى الحزب عون قبل اي «خطوة تصعيدية».


ولعلّ من أبرز نتائج هذا اللقاء رمي «هدية مسمومة» ثانية في أحضان تيار «المستقبل» الذي، بعد وضْع «مفتاح» انتخاب زعيم «التيار الحر» رئيساً للجمهورية في عهدته، بات هو ايضاً مَن تلقى كرة البت بمصير بلوغ روكز قيادة الجيش وسط معلومات عن ان «حزب الله» أبلغ الى «الجنرال» انه لا يملك لوحده القدرة على ضمان تعيين صهره وانه يحتاج الى موافقة الآخرين ولا سيما «المستقبل».

الا ان النائب عمار حوري (من كتلة الرئيس سعد الحريري) رأى في حديث الى «الراي» ان لقاء العماد عون والسيد نصر الله أكد المؤكد لجهة دعم «حزب الله» لترشيح زعيم «التيار الحر» لرئاسة الجمهورية، موضحاً «أما في ما خص التعيينات الأمنية، فكلنا مع مبدأ التعيين ولكن السؤال المحوري هو: اذا لم نتوصل الى إقرار تعيين هذا الشخص او ذاك داخل مجلس الوزراء، هل نترك المراكز الامنية القيادية في حال من الشغور؟ قطعاً لا، وعندها يكون التمديد أبغض الحلال».

وهل يرى ان «حزب الله» بوارد الوقوف مع عون حتى النهاية في اي خطوات تصعيدية يمكن ان يتبعها في ملف القادة الامنيين؟ اجاب: «لا يمكن ان أتكهّن بموقف الحزب، ولكنه عبّر أكثر من مرة عبر الإعلام عن انه لا يقبل بالشغور في مواقع القادة الامنيين».

وأكد رداً على سؤال ان «كسر المأزق يكون بنزول الجميع الى البرلمان وانتخاب رئيس للجمهورية وربما يفوز العماد عون او يُنتخب غيره، واياً كان الفائز سنبارك له وذلك بمعزل عن السلوك الذي يعتمده البعض برفض الحضور الى مجلس النواب ما لم يحصل على تأكيدات مسبقة بأنه سيُنتخب».

ولكن ألا يساهم «المستقبل» بمساعدة عون في المماطلة من خلال عدم إبلاغه الموقف الرسمي (عبر المفوض الرسمي التواصل معه اي النائب السابق غطاس خوري) من انتخابه رئيساً، ولماذا لا تبلغونه ذلك؟ يجيب حوري: «الجنرال عون تبلّغ الموقف مرات عدة».

وحين نقول له: هل الموقف الذي اعلنه الرئيس فؤاد السنيورة بهذا المعنى اخيراً هو الموقف الرسمي لـ «تيار المستقبل»، يردّ: «الرئيس السنيورة هو رئيس (كتلة المستقبل)، ونحن قلنا ان من الواضح ان لا حظوظ للعماد عون ولا لغيره من المحسوبين على طرف او آخر، وحتى لمرشحنا الدكتور سمير جعجع، اذ من الجليّ ان لا مجال في الظرف الراهن إلا لرئيس توافقي».

واذ ردّ بـ «لا أعرف» على ما تم تداوله عن ان الرئيس الحريري سبق ان أبلغ الى عون انه يسير بالعميد روكز قائداً للجيش، أجاب حين سألناه لماذا لا تبلغون زعيم «التيار الحر» موقفاً نهائياً من تعيين روكز؟ «الموقف الرسمي يُترجم على طاولة مجلس الوزراء، اذ تُطرح الاسماء المرشحة لمراكز القادة الامنيين ويحصل التصويت، والاسم الذي ينال غالبية الثلثين يكون فاز. ولكننا ضد ان تكون مواقع القادة الامنيين محور بازار سياسي خارج المؤسسات الدستورية، فهذا يضرّ بالمؤسسات الامنية والعسكرية التي يفترض ان تبقى محيّدة عن كل التجاذبات السياسية، علماً ان آلية تعيين قادتها واضحة داخل مجلس الوزراء بأكثرية الثلثين وليس ضمن صفقات سياسية خارجه».

ولماذا لا تسيرون بالعميد روكز قائداً للجيش؟ يجيب: «يقال عن الجنرال روكز انه من أفضل الضباط، وبالتالي هذا موضوع يُبت في مجلس الوزراء لمصلحته او لمصلحة غيره، ولكن دائماً تحت سقف ان الفراغ في المراكز القيادية الأمنية غير مقبول». وهل يعني ان لا فيتو على روكز؟ يقول: «لم نضع فيتو على اي اسم».

وهل يدعو عون الى الانسحاب من السباق الرئاسي لتعزيز فرص روكز؟ يجيب: «لا أقول ذلك. وأصلاً الجنرال عون لا حظوظ له في الوصول الى الرئاسة لاسباب موضوعية معروفة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي