مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

السعدون والبراك

تصغير
تكبير
لم أكتب عن أحد مثلما كتبت عن رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون والنائب السابق مسلم البراك، ولي في ذلك أسباب عديدة، فهما قد شغلا الكرسي النيابي فترة طويلة دون انقطاع، ولهما أثر قوي على الشارع السياسي، وخاصة شريحة الشباب، وأوصلوا صوتهم للعالم الخارجي أجمع.

امتدحتهما كثيراً لشعوري بحسن نواياهما وصدق وطنيتهما، وانتقدتهما كلما أصرّا على العناد، وأهاجمهما إذا اصطدما بالحكومة بلا سبب مستحق للصدام.


نعم هناك العديد من الشخصيات السياسية الوطنية، لا تختلف عنهما بالكفاءة ولا الإخلاص، ولكن السعدون والبراك تميزا عنهم بأمور عديدة، منها:

أنهما لم يدخلا الحكومة قط، وليس لديهما ارتباطات خارجية تنظيمية، أو فكرية، أو حتى روحية، لذا استطاعا تشكيل معارضة وطنية شعبية واسعة، ضمت معظم مكونات الشعب الكويتي، وبفترة قصيرة نسبياً.

ولكن التشبث بالرأي وإن ثبت خطأه، وتحدي القوانين والإخلال بالنظام، واتخاذ مقولة: «إما نكون اللي نبي، وإلا عسانا ما نكون» جعلت أطياف هذه المعارضة تنفض من حولهما، وخاصة بعد تطبيق الحكومة عقوبات على من تحدى الدولة أو من أثار اتهامات لأشخاص من دون أدلة، أو تفوهوا بما يسيء للثوابت الوطنية.

بل وصل بهما الأمر أن يتبادلا التهم بينهما- من دون ذكر أسماء- بالتقصير والتخاذل والحرص على الكراسي والتفرد بالرأي وعدم احترام القوانين.

وأهمس بآذان بوعبد العزيز وبو حمود بأن مسيرة البلد ستستمر بكما أو من دونكما، وأرجو إن عجزتما عن المصالحة والمصارحة والاتفاق فعلى الأقل لا تخربّا ما بنيتماه في ساعة غضب، ويتحقق فيكما معنى الشطر الثاني من شعاركما المعلن.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي