علامة استفهام؟

سعود الفيصل عَرّاب السياسة السعوديّة

تصغير
تكبير
لم يكن سعود الفيصل شخصا عاديا في تاريخ السياسة السعودية المعاصرة على وجه الخصوص والسياسة العربية على وجه العموم، فقد لعب دورا رياديا في قيادة هذه السياسة إلى بر الامان، ولفترة امتدت على مدى أربعة عقود بدأت بعد استشهاد والده الملك فيصل بن عبدالعزيز سنة 1975 مع بداية عهد الملك خالد بن عبدالعزيز وحتى سنة 2015 في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو هنا يعتبر بحق من أقدم وزراء الخارجية في العالم وليس في المملكة العربية السعودية فقط، حيث عاصر اربعة ملوك من ملوك المملكة وهم: الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله وبداية عهد الملك سلمان.

والأمير سعود يعد من الشخصيات المحنكة في تاريخ الديبلوماسية العربية وقد عرف على مدى سنوات عمله في هذا المنصب بالاعتدال والمصارحة والتوسط في الرأي واتخاذ القرار، كما عرف عنه انه كان صارما وحازما في مواجهة خصوم المملكة عبر العقود الأربعة الماضية، بجانب مواقفه المشرفة على الدوام تجاه القضايا العربية والاسلامية، ومنها القضية الفلسطينية والدفاع عن دول منطقة الخليج العربي وعدم التدخل في شؤونها الخاصة وإعادة الحريات والعدالة الاجتماعية للمجتمعات العربية التي اشتعلت فيها ثورات الربيع العربي على وجه الخصوص مع نهاية سنة 2010.


ولمن لا يعلم شيئا عن السيرة الذاتية للأمير سعود الفيصل فهو حاصل على شهادة البكالوريوس في تخصص الاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي الأميركية العام 1963، وقد التحق بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لها، وعضواً في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعد ذلك إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن، وأصبح مسؤولاً عن مكتب العلاقات البترولية الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة وبترومين، ثم عين نائباً لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط في عام 1970، وفي عام 1971 عين وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية، وصدر سنة 1975 مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية بعد خلو المنصب، كما شغل مهاما عدة أخرى منها: عضو المجلس الأعلى للبترول وعضو مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وكان عضواً منتدباً في مجلس إدارتها منذ تأسيسها وحتى عام 1427،وشارك بعضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل اللجنة العربية الخاصة، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها.

وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) ودع سعود الفيصل بإشادة وعرفان بالأمير الفيصل، إذ قال أنه سيواصل استشارته بسبب سنوات من العمل المشترك معه لمصلحة الولايات المتحدة والسعودية، وقال إن الفيصل ليس أقدم وزراء الخارجية في العالم فحسب ولكنه من أحكمهم، وساعد في قيادة بلده في عالم مليء بالاضطراب والتعقيد في أحلك الظروف.

كلمة أخيرة:

الفيصل من مواليد سنة 1940، ويتقن سبع لغات بالإضافة إلى العربية وهي: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية.

* كاتب وأكاديمي قطري

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي