أبعاد السطور

مؤتمر القراءة ليس كافياً

تصغير
تكبير
شيء مشرف جداً أن يهتم المسؤولون في هذه البلاد بالقراءة ويؤمنون بأهميتها، ويقيمون من أجلها مؤتمراً جميلاً على مدى يومين بعنوان «مؤتمر القراءة الوطني الأول»، وأجدها فرصة مناسبة لأن أشكر سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك رعايته لهذا المؤتمر، والشكر مقرون بأزهاره وفراشاته وعصافيره إلى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح الذي ساند بكل حُب نجاح هذا المؤتمر، وشكراً ثالثاً زاكياً نحو الأخوة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذين كان جهدهم الطيب واضحاً وجلياً في اكتمال رونق المؤتمر.

وحتى لا تكون سطوري في هذا المقال «مساحة للجوخ»، ومطبلة ومزمرة لكبار المسؤولين القائمين على ذلك المؤتمر كان لِزاماً عليّ أن أُلفِت انتباههم وأوجه أبصارهم وأقول لهم: إن عقد هذا المؤتمر للأسف جاء متأخراً جداً عن زمنه وأوانه، في بلد تزخر بإرث ثقافي وتاريخي كبير، وتمتلك قائمة جميلة بأسماء العديد من المثقفين الرائعين، خاصة وأن مواسم الاحتفالات والمهرجانات الغنائية لها زمن طويل تفتر رحاها في هذه البلاد دون توقف مع النسيان الكامل لدور وأهمية القراءة في قوّة الشعوب ووعي وتطور وتقدم المجتمعات والدول.


وأود أن أقول أيضاً لأولئك الكِرام إن عقد هذه المؤتمرات ليس كافياً أبداً، لكي تنتشر أهمية القراءة وحُب الكِتاب في المجتمع الكويتي، لذا أرى أن وزارة الإعلام ووزارة الشباب مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عليهما الحمل الكبير في التضافر والتعاون من أجل نشر ثقافة القراءة والإقبال على الكِتاب من خلال إقامة دورات عن أهمية القراءة، وعن كيف يكون الفرد قارئاً جيداً، وعن مشكلة العزوف عن القراءة وأسبابها وطرق علاجها، وعن كيفية انتقاء وشراء الكُتب، وعن خطورة بعض الكُتب، ومن هو القارئ الذكي، على أن تكون هذه الدورات في جميع محافظات الكويت، بشرط أن تُقدم بشكل دقيق ومدروس وفق خطة علمية يقوم بتنفيذها أناس لهم علاقة وطيدة بالكِتاب والقراءة.

وليس المقام مقام الحديث عن أهمية القراءة في حياة الفرد والمجتمعات والشعوب وإلا كنت حبرّت عشرات السطور في ذلك، ولقد قدمت سابقاً الكثير من المقالات التي تطرقت فيها عن ذلك وهي لا تزال موجودة في أرشيفي بجريدة «الراي».

في النهاية أشد على يد أخواني المسؤولين المحترمين الكبار الذين ذكرتهم في هذا المقال على الاهتمام بنشر حُب القراءة في بلادنا، فالقراءة تعمر الأوطان وتفتح عقول أبناء الشعب، وتُشيّد منارات العلم وتجعل رايات المجد خفاقة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي