عدوى «جراحات التجميل» تنتقل من مشاهير النساء إلى الرجال (1 - 2)
نجوم الفن يتجمَّلون ... لكنهم يُنكرون !
إلياس الرحباني
عاصي الحلاني
رابعة الزيات
ورد الخال
سمير صفير
وليد توفيق
جمال فياض
أمير يزبك
مادلين مطر
دومينيك حوراني
إلياس الرحباني: بظهور الشعر الأبيض والتجاعيد تنتهي صلاحية الفنان و«يُسحب من السوق»
أمير يزبك: لم أخضع لعمليات تجميل وإذا احتجت إليها فلن أتأخر
رابعة الزيات: التجميل لا يقتصر على الفنانين
بل يشمل
رجال الأعمال والسياسيين
ورد الخال: الكل صار
منظرهم
وكأنهم
فاتوا بالحيط و«مفجّمين»
جمال فياض: الكل خضعوا لـ «ضربة بوتكس» ومنهم راغب علامة وعاصي الحلاني ووليد توفيق
سمير صفير: خضعت لعملية تنحيف... ولن أتردَّد في التخلّص من التجاعيد
دومينيك حوراني: أغلب الفنانين
خضعوا للتجميل... والوسامة
حقّ للرجال أيضاً
مادلين مطر: «البوتكس» منتشر بين الفنانين الرجال... فنراهم دائماً «مشبشبين»
أمير يزبك: لم أخضع لعمليات تجميل وإذا احتجت إليها فلن أتأخر
رابعة الزيات: التجميل لا يقتصر على الفنانين
بل يشمل
رجال الأعمال والسياسيين
ورد الخال: الكل صار
منظرهم
وكأنهم
فاتوا بالحيط و«مفجّمين»
جمال فياض: الكل خضعوا لـ «ضربة بوتكس» ومنهم راغب علامة وعاصي الحلاني ووليد توفيق
سمير صفير: خضعت لعملية تنحيف... ولن أتردَّد في التخلّص من التجاعيد
دومينيك حوراني: أغلب الفنانين
خضعوا للتجميل... والوسامة
حقّ للرجال أيضاً
مادلين مطر: «البوتكس» منتشر بين الفنانين الرجال... فنراهم دائماً «مشبشبين»
عاصفة «التجميل» تجتاح الفنانين الرجال أيضاً!
...لكنهم ينكرون دائماً أنها مرت بهم!
فقد ولّت الأيام التي كانت فيها الفنانات يستأثرن بالطَّرْق على أبواب عيادات التجميل... بعدما صار هوس الجمال والرشاقة والبشرة اللامعة يدفع مشاهير الفنانين الذكور، ليس فقط إلى التخلص من زيادةٍ هنا أو عيب هناك، بل ربما إلى جلب جمال «إضافي»، أو استبقاء الجمال الأصلي، في الاتجاه المعاكس لحركة الزمن!!
«الراي» سعت إلى تتبع عاصفة الهوس بالجمال والتجميل التي أذعن لوطأتها الفنانون الرجال، فصرنا نرى الكثيرين منهم يمتلكون أجساماً رشيقة، وبشرات رقيقة، كأنهم في العشرينات من عمرهم، بينما يكونون قد ناهزوا العقدين السادس والسابع... في الحقيقة!
لكن الولع بالنجومية والرغبة الحارقة في التشبث بالجاذبية وسط دوائر «الفانز» جعلا الفنان يلهث خلف الجمال الشكلي، بوصفه رأسمال النجم، وخشبة نجاته من الغرق في أمواج الرتابة والتكرار!
رحلة «الراي» لم تقتصر على إماطة النقاب عن التجارب التجميلية التي خاضها مشاهير الفنانين العرب في مصر ولبنان، والتعرف على دوافعهم ورغباتهم وغاياتهم... بل ساءلت كوكبة من النجمات الشهيرات عن آرائهن في عمليات التجميل الرجالية، ورؤيتهن لركض زملائهن من الفنانين الذكور على مضمار الجمال والتجميل، واستجوبتهن عن الدوافع الخفية التي يعتقدن أنها تقف وراء المبالغة الرجالية، وحجم العلاقة بين الفن والنجاح والجمال، وهل ينتقدن اللهاث الذكوري خلف عمليات التجميل، أم يرَين أن الوسامة التي تتمخض عنها هي حق للرجال أيضاً؟
... وفي ما يلي التفاصيل:
في البداية أكد الفنان إلياس الرحباني أنه «مع كل ما يمكن أن يحافظ على شكل الإنسان، رجلاً أو امرأة، ولكن ضمن حدود معينة»، مضيفاً: «يحق للرجل أن يتخلص من عيوبه الشكلية عبر التجميل، لكنني شخصياً لم أخضع للتجميل، مع أنني أبدو أصغر من عمري الحقيقي، وسرّ شبابي يعود إلى عوامل وراثية. والمشكلة الوحيدة التي أعانيها هي الترهل في منطقة العنق، وكثيرون ينصحونني بإجراء عملية لها ويقولون لي إنها لا تستغرق سوى دقائق قليلة».
وأكمل الرحباني: «عندما يظهر الشعر الأبيض وبعض التجاعيد على وجه الفنان تنتهي صلاحيته ويُسحب من السوق، والأمر لم يكن كذلك في الماضي. ولذلك لا مانع حالياً من إجراء الفنان تعديلات على شكله شرط ألا يؤدي ذلك إلى تغيير جذري»، متابعاً: «كثيرون من الفنانين أجروا تعديلات لأشكالهم، وهم لا يزالون مستمرين ويتمتعون بصحة كاملة، وليس معيباً ان نحسّن أشكالنا».
من ناحيته، أشار الملحن سمير صفير إلى أنه «مع كل رجل يخضع للتجميل عندما يكون في حاجة إليه، ولكن هذا الأمر يرتبط بنوع العملية، لأن عدد الجراحات التي يخضع لها الرجال محدودة جداً، كتقويم الأنف وزرع الشعر وشدّ الوجه لإزالة التجاعيد، ولكن ليس مقبولاً أن ينفخ شفتيه مثلاً».
صفير أكد أنه خضع لعملية تنحيف من خلال استئصال جزء من معدته وربما استئصال الجلد الذي يتراكم أسفل البطن، مردفاً: «حتى الآن لم أُضطر إلى عمليات للتخلص من التجاعيد، لكنني عندما أحتاج إليها مع السن فلن أتردد أبداً».
ورفض صفير الربط بين جمال الفنان ونجوميته، لافتاً إلى «أن الشرق والغرب عرفا الكثير من النجوم غير الوسيمين، وفي وقتنا الحالي هناك ايضاً فنانون نجحوا مع أنهم لا يتمتعون بالجمال»، ومبيناً: «عندما نجح حسين الجسمي لم يكن قد خضع للتجميل، وما لبث ان خضع لعملية تنحيف منحته شكلاً أكثر أناقة وأنا أوافقه على هذا القرار، لأن الأمر يصبّ في مصلحة صحته. فالتنحيف ليس عملاً تجميلياً بل صحي أيضاً».
في السياق ذاته، رأى المنتج ميشال الفتريادس «أن عمليات التجميل تحولت كارثةً عند البعض»، مشيراً إلى «أن ما يميز شخصاً عن الآخر هي الخصائص الموجودة في وجهه، بما في ذلك التجاعيد»، وموضحاً: «أنا مع اللجوء إلى التجميل عندما يكون هناك تشوّه، ولكنني ألاحظ أن العمليات جعلت الناس نسخاً متشابهة، وأفضّل أن يحافظ الأنف على شكله حتى لو كان ملتوياً، لأنه يمنح صاحبه (كاراكتر) خاصاً به».
وتابع: «هناك أشخاص يكون شكلهم مقبولاً، ويلجأون إلى التجميل وتكون النتيجة غير مقبولة، وأرى الفنان كسائر الناس، ما ينطبق عليهم ينطبق عليه، ولكنه (يُفضح) بعد التجميل لأن شكله محفوظ ويلاحظه الناس».
ونفى الفتريادس أن يكون الشكل جزءاً أساسياً في نجومية الفنان، وقال: «هناك فنانون نجوم على رغم أن أشكالهم غير جميلة، بينما آخرون شكلهم (بيطير العقل)، ولكنهم ليسوا مرغوبين من الناس، وليس صحيحاً أن كل المغنين يتمتعون بأشكال جميلة».
واعتبر الفتريادس «أن القسم الأكبر من فناني الوسط أجروا عمليات تجميل، ولكن الفنانين الرجال بنسبة أقلّ»، مضيفاً: «لكن تحسين شكل الأسنان والحواجب لا يُعد تجميلاً».
وفيما أكد أنه لم يخضع للتجميل، قال: «لو كان بإمكاني ألا أقلم أظافري لما قلّمتها، وأرفض تلوين شعري، وأقص شعري بنفسي»، متابعاً: «اللي عاجبو عاجبو واللي ما عاجبو لا يهمني».
أما الفنان أمير يزبك فرأى أن عمليات التجميل أصبحت كـ «شربة المياه» عند الفنان، متابعاً: «مَن يكون في حاجة إلى عملية تجميل فليقم بها. المسألة عادية جداً، ولكنني شخصياً لم أخضع لأي عمليات من هذا النوع، وعندما أحتاج اليها حين أتقدم في السن، فلن أتأخر. وقد أقوم بعملية شدّ بشرة، لمَ لا؟»، مستدركاً: «لكن هذا لا يعني أن شكل المطرب مثلاً أهمّ من صوته، بل إن المسألة نفسية، بدليل أن كثيراً من رجال الأعمال والسياسيين حقنوا وجوههم بالبوتكس. لا عيب في التجميل ولكنني ضد الصبغة وأحب الشيب والتجاعيد في وجه الرجل، لأنهما يمنحانه الجاذبية. وسيلفستر ستالون صار قبيحاً عندما شدّ وجهه».
في السياق ذاته رأى الإعلامي والناقد جمال فياض «أن أي فنان أو شخصية عامة أو رجل سياسة يخضعون لعمليات تجميل»، مردفاً: «كلنا يذكر أن رئيس فرنسا الأسبق فرنسوا ميتران، نُصح خلال حملته الانتخابية بأن يتخلص من نابيه الطويلين، لأنهما كانا يشبهان نابي دراكولا، ويومها تم تقصيرهما. والفنان كما كل الناس يحق له أن يجمّل نفسه، لأنه يعتمد على شكله وحضوره ومظهره، والقسم الأكبر من الفنانين يلجأون إلى البوتكس، وآخرون حوّلوا عمليات التجميل إلى قضية في حياتهم».
وعن الفنانين الذين خضعوا للتجميل، اجاب فياض: «هو ليس تجميلاً بالمعنى الحقيقي للكلمة ولكن الكل خضعوا لضربة بوتكس، أمثال راغب علامة وعاصي الحلاني ووليد توفيق، وهذا الأمر واضح للعيان وهم يعترفون بذلك، أما عمليات التجميل الكاملة فهي حكر على الفنانات. وسواء اعترف الفنان بالتجميل أم لم يعترف فلا شيء يمكن أن يخفى على الناس».
وعن أسباب رفض الفنان الاعتراف بخضوعه للتجميل، أوضح فياض: «نحن في مجتمع يعتبر فيه الفنان أن التجميل إساءة لذكورته، ولكن عندما ينظر إلى نفسه في المرآة يجد نفسه مضطراً إليه. وشكل الفنان أساسي في نجاحه ونجوميته بل هو أهم من الصوت بالنسبة إلى غالبية المغنين. حتى مَن يملكون أصواتاً جميلة، فلن يهتم بهم أحد إذا لم يكن عندهم الشكل الجميل. وما أوصل فناني اليوم الى النجومية الأولى هي (الشبوبية الحلوة) وليس أصواتهم الحلوة، وهذه أيضاً حال الفنانات اللواتي يركض وراءهن الكبار والصغار، مثل سيرين عبد النور ونادين الراسي وورد الخال».
وتابع: «مثلاً سيرين ممثّلة جيّدة، ولكن يوجد غيرها ممثلات جيدات إلا أنهنّ لا ينلن ما تناله من النجاح لأنهن لسن بجمالها. وعندما كان وليد توفيق جميلاً جداً وشاباً جداً كان يحضره في مهرجان قرطاج 10 آلاف شخص، وأنا شاهدتُ بنفسي إحدى المعجبات، تخلع قطعة من ثيابها وترميه بها على المسرح».
وعما إذا كانت عمليات التجميل عاجزةً عن تصحيح ما أفسده الدهر، ردّ فياض: «أنا أؤمن بأن العطّار لن يصلح ما أفسده الدهر»، مكملاً: «عمر خورشيد عندما حضر إلى لبنان في السبعينات، كانت الفتيات يركعن تحت قدميه على باب الفندق، وعندما أطلّ في برنامج استديو الفن ظل اللبنانيون يتحدثون عنه شهراً كاملاً، لأنه كان مثل القمر، مع أنه كان يوجد غيره الكثيرون ويعزفون على الآلة نفسها، لكن أحداً لم يلتفت إليهم»، ومتابعاً: «هاني مهنا ومجدي الحسيني كانا يعزفان على الأورغ مع عبد الحليم حافظ، لكن مجدي الحسيني كان الناس يُسحرون به لأنه كان شاباً وسيماً، بينما هاني مهنا لم يكن أحد يلتفت إليه لأن شكله كان عادياً. نجاح شيريهان ونيللي في الفوازير يعود إلى جمالهما المتميز ومن بعدهما قدمت الكثيرات الفوازير ولكن أحداً لم يذكرهن»، ومكملاً: «مارلين مونرو كانت ممثلة فاشلة ولكن جمهورها كان يفوق أي ممثلة أخرى لمجرد أنها كانت جميلة».
وفي سياق التعليق على الظاهرة،قالت الممثلة ورد الخال لـ «الراي» إن «عمليات التجميل ليست حكراً على فنان أو فنانة أو امرأة او رجل، فقد صارت تشمل الجميع»، مردفةً «أن الفنانين مهما نفوا لجوءهم إلى (التجميل) فلابد أن يلاحظه الناس، ويصبح الأمر مضحكاً، لأن (التنفيخ) يبدو جلياً على وجههم، والكل صار منظرهم وكأنهم فاتوا بالحيط و(مفجّمين)، وتحوّلت بعض العمليات إلى عمليات تشنيع، وليس تجميل»!
ونفت ورد الخال أن يكون شكل الفنان وجماله أساساً في نجاحه، مضيفةً: «أنا ضد النفخ والحشو، وغيرهما مما يغير ملامح الفنان»، ومبينةً: «نحن لا نلاحظ التجميل عند الأجانب، لأنهم يعرفون ماذا يفعلون»، ومكملةً: «عندنا ممثلون لا يملكون جمالاً خارقاً، ولكنهم يتمتعون بالرجولة وبالملامح المعبّرة».
وتساءلت ورد الخال: «لماذا يصر فنانون كثيرون على نفخ وجوههم؟»، معقبةً: «أنا أفضّل أن تظل عظام ملامحي بارزةً، على النفخ الذي يحوله إلى شيء أقرب إلى الرغيف الساخن»!
بدورها،اعتبرت الإعلامية رابعة الزيات، «أن التجميل حاضر في حياتنا، رجالاً ونساء، وهو لا يقتصر على الفنانين بل يشمل أيضاً رجال الأعمال والأطباء والسياسيين، وغيرهم في كل المجالات، فالشكل والصورة صارا أكثرأهميةً من قبل».
وعن اعتراف النساء والرجال بالتجميل اوضحت الزيات أن «أنوثة المرأة ترتبط بشكلها، ولذلك لا تتردد في الاعتراف بعمليات التجميل، بينما ينكر الرجل ذلك لأنه يتعارض مع رجولته»، مضيفةً «أنها لا تجذبها وسامة الرجل بقدر هيبته ورجولته»، مدللةً بأن «كاظم الساهر ليس وسيماً، ولكنه رجل موهوب ويتمتع بالكاريزما».
من ناحيتها، أكدت الفنانة مادلين مطر أنها لا تفرق في التجميل بين رجل وامرأة، مكملةً: «عندما يكون هناك عيب جمالي في الوجه، يصبح التجميل ضرورة، شريطة ألا يصير مبالغة حتى لا يصبح وسيلة للبشاعة»!
مطر لا تجذبها وسامة الرجل، متابعةً: «ما يجذبني في الرجل شخصيته وكلامه ورجوليته وتصرفاته»، كما ترى أن جمال الرجل ليس هو العامل الأساسي في شهرته ونجاحه، مفضلةً «أن يهتم الفنان بجسده ورشاقته بدلاً من التجميل».
وأكدت أن «البوتكس» منتشر بين الرجال في الوسط الفني، وهو لا يُعتبر تجميلاً، ونحن غالباً ما نشاهد نجوماً كباراً ممثلين ومغنين «مشبشبين»، بفضل «البوتوكس»، ومستدركةً «أنه يؤثر في تعابير الوجه عند الممثل، وقد يزيل الفروق بينها»، ومكملةً «أن إخفاء الحقيقة عن الناس لم يعد مقبولاً، فكل شيء صار مفضوحاً»!
في الإطار نفسه، رأت الفنانة دومينيك حوراني أن «الشكل الجميل مطلوب في كل العصور»، مضيفةً «أنه صار حالياً مطلوباً أكثر مع طغيان التكنولوجيا والميديا والصورة التي يمكن التقاطها حتى بواسطة الهاتف»، ومكملةً «أن كل هذا حتّم على الفنان الخضوع للتجميل، أما الشخص العادي فليس مطلوباً منه ذلك إلا عند الضرورة».
وتابعت «أن غالبية الفنانين في المجالين الغنائي والتمثيلي خضعوا للتجميل، والأمر ليس حكراً على الفنانات، فالوسامة حق للرجال أيضاً».
ترى حوراني «أن الشكل الجميل قد يضمن استمرارية الفنان، لكن بشرط ألا يصل الأمر إلى نفخ الشفتين مثلاً»، مشيرةً إلى «أن ظروف العصر توجب على الفنان الاهتمام بشكله وجماله وأناقته، لأن الصورة صارت أساسيةً في حياته، فقد تجاوزنا مرحلة الصوت فقط في عصر الإذاعة»، وموضحةً أنها قد تقبل رجلاً لجأ الى«البوتكس»، ولكنها لا يمكن أن تقبل رجلاً نفخ شفتيه!
الدكتور نزار شهاب لـ «الراي»: الرجال يشكلون 15 في المئة من زبائني
ما أبرز جراحات التجميل التي يقوم بها الفنانون؟
«الراي» حملت هذا السؤال إلى جراح التجميل الدكتور نزار شهاب، الذي أكد أن التجميل حاجة ضرورية للفنان، لأنه يرتبط بعمله و«اللوك» و«طلّته»، مضيفاً: «هناك فنانون يتركون أنفسهم من دون تجميل عندما يتقدمون في السن، كي يقدموا الأدوار التي تناسب العمر الذي يصلون إليه، ولكن أغلبهم يحاولون أن يؤخروا علامات التقدم في السن، كما أن هناك فنانين يخضعون لبعض الإصلاحات، إلى جانب محاربة الشيخوخة، كتجميل الأنف وشفط الدهون، وهذان الأمران لا يرتبطان بسن معينة بل يكون الهدف منهما المحافظة على اللوك والحصول على المظهر الأفضل». وتابع: «تُعتبر عملية تجميل الأنف وزرع الشعر الأكثر طلباً عند الفنانين الرجال، بالإضافة إلى البوتكس والفيلر اللتين تعتبران من الخطوات التجميلية البسيطة، وهما لا ترتبطان بعمر محدد وتمنحان الوجه الإشراقة والصبا والرونق. وعادة لا يسمح الفن بأن تظهر على وجهه علامات الشيخوخة، وهو يجري عملية شدّ للوجه عند التقدم في السن».
وبيَّن شهاب «أن التعامل مع النساء أسهل من التعامل مع الرجال عندما يتعلق الأمر بالتجميل»، لافتاً إلى «أن الرجل يتعاطى مع الجراحة التجميلية بشكل بعيد، بينما هي مسألة طبيعية عند المرأة تتعلق بأنوثتها».
وعن الفئة الأكثر طلباً للجراحة التجميلية من أهل الفن، قال شهاب: «في هذه الأيام اختلطت الأمور، ولم يعد يمكن التفريق بين المطرب والممثل، لكن عادةً الممثلون هم الأكثر طلباً للتجميل، لأن (اللوك) عندهم مهم جداً». وأكد: «ان الرجال يشكلون 15 في المئة من زبائني، لأن الرجل لا يهتم بالمظهر ويعتبر أن رجولته تبرز من خلال أشياء أخرى»، مضيفاً: «لكن الفنان يشكل حالة استثنائية، لأن اللوك يؤمِّن له حياته والمدخول الذي يعتاش من ورائه، والأمر نفسه ينطبق على المذيع الذي يطلّ على الشاشة. ومن يعمل في هذين المجالين يهمه أن يطل بشكل شاب وبـ (لوك) أفضل».
وأكمل: «ان معظم الرجال الذين يطلّون على الشاشة خضعوا للتجميل، ولكن إذا اعتبرنا البوتكس والفيلر يندرجان في التجميل، عندها يمكن القول انهم جميعاً جمّلوا أنفسهم». ورأى «أن الإبر والبوتكس لا تغني عن الجراحة التجميلية بل هي مكملة لها»، وقال: «هي وجدت للأماكن التي لا يمكن أو من المبكر تجميلها. أي عند بداية الترهل او ظهور التجاعيد». ولفت الى «أن عمليتي تجميل الانف وشفط الدهون في منطقتيْ البطن والصدر لا ترتبطان بسن معينة، وهذا النوع من الدهون يظهر في عمر البلوغ ويبقى ثابتاً في الجسم، وكثيرون يخضعون لهذا النوع من الجراحة». وختم د. شهاب بأن زبائنه هم من مختلف الجنسيات العربية، ولكن النسبة الأكبر منهم من اللبنانيين.
...لكنهم ينكرون دائماً أنها مرت بهم!
فقد ولّت الأيام التي كانت فيها الفنانات يستأثرن بالطَّرْق على أبواب عيادات التجميل... بعدما صار هوس الجمال والرشاقة والبشرة اللامعة يدفع مشاهير الفنانين الذكور، ليس فقط إلى التخلص من زيادةٍ هنا أو عيب هناك، بل ربما إلى جلب جمال «إضافي»، أو استبقاء الجمال الأصلي، في الاتجاه المعاكس لحركة الزمن!!
«الراي» سعت إلى تتبع عاصفة الهوس بالجمال والتجميل التي أذعن لوطأتها الفنانون الرجال، فصرنا نرى الكثيرين منهم يمتلكون أجساماً رشيقة، وبشرات رقيقة، كأنهم في العشرينات من عمرهم، بينما يكونون قد ناهزوا العقدين السادس والسابع... في الحقيقة!
لكن الولع بالنجومية والرغبة الحارقة في التشبث بالجاذبية وسط دوائر «الفانز» جعلا الفنان يلهث خلف الجمال الشكلي، بوصفه رأسمال النجم، وخشبة نجاته من الغرق في أمواج الرتابة والتكرار!
رحلة «الراي» لم تقتصر على إماطة النقاب عن التجارب التجميلية التي خاضها مشاهير الفنانين العرب في مصر ولبنان، والتعرف على دوافعهم ورغباتهم وغاياتهم... بل ساءلت كوكبة من النجمات الشهيرات عن آرائهن في عمليات التجميل الرجالية، ورؤيتهن لركض زملائهن من الفنانين الذكور على مضمار الجمال والتجميل، واستجوبتهن عن الدوافع الخفية التي يعتقدن أنها تقف وراء المبالغة الرجالية، وحجم العلاقة بين الفن والنجاح والجمال، وهل ينتقدن اللهاث الذكوري خلف عمليات التجميل، أم يرَين أن الوسامة التي تتمخض عنها هي حق للرجال أيضاً؟
... وفي ما يلي التفاصيل:
في البداية أكد الفنان إلياس الرحباني أنه «مع كل ما يمكن أن يحافظ على شكل الإنسان، رجلاً أو امرأة، ولكن ضمن حدود معينة»، مضيفاً: «يحق للرجل أن يتخلص من عيوبه الشكلية عبر التجميل، لكنني شخصياً لم أخضع للتجميل، مع أنني أبدو أصغر من عمري الحقيقي، وسرّ شبابي يعود إلى عوامل وراثية. والمشكلة الوحيدة التي أعانيها هي الترهل في منطقة العنق، وكثيرون ينصحونني بإجراء عملية لها ويقولون لي إنها لا تستغرق سوى دقائق قليلة».
وأكمل الرحباني: «عندما يظهر الشعر الأبيض وبعض التجاعيد على وجه الفنان تنتهي صلاحيته ويُسحب من السوق، والأمر لم يكن كذلك في الماضي. ولذلك لا مانع حالياً من إجراء الفنان تعديلات على شكله شرط ألا يؤدي ذلك إلى تغيير جذري»، متابعاً: «كثيرون من الفنانين أجروا تعديلات لأشكالهم، وهم لا يزالون مستمرين ويتمتعون بصحة كاملة، وليس معيباً ان نحسّن أشكالنا».
من ناحيته، أشار الملحن سمير صفير إلى أنه «مع كل رجل يخضع للتجميل عندما يكون في حاجة إليه، ولكن هذا الأمر يرتبط بنوع العملية، لأن عدد الجراحات التي يخضع لها الرجال محدودة جداً، كتقويم الأنف وزرع الشعر وشدّ الوجه لإزالة التجاعيد، ولكن ليس مقبولاً أن ينفخ شفتيه مثلاً».
صفير أكد أنه خضع لعملية تنحيف من خلال استئصال جزء من معدته وربما استئصال الجلد الذي يتراكم أسفل البطن، مردفاً: «حتى الآن لم أُضطر إلى عمليات للتخلص من التجاعيد، لكنني عندما أحتاج إليها مع السن فلن أتردد أبداً».
ورفض صفير الربط بين جمال الفنان ونجوميته، لافتاً إلى «أن الشرق والغرب عرفا الكثير من النجوم غير الوسيمين، وفي وقتنا الحالي هناك ايضاً فنانون نجحوا مع أنهم لا يتمتعون بالجمال»، ومبيناً: «عندما نجح حسين الجسمي لم يكن قد خضع للتجميل، وما لبث ان خضع لعملية تنحيف منحته شكلاً أكثر أناقة وأنا أوافقه على هذا القرار، لأن الأمر يصبّ في مصلحة صحته. فالتنحيف ليس عملاً تجميلياً بل صحي أيضاً».
في السياق ذاته، رأى المنتج ميشال الفتريادس «أن عمليات التجميل تحولت كارثةً عند البعض»، مشيراً إلى «أن ما يميز شخصاً عن الآخر هي الخصائص الموجودة في وجهه، بما في ذلك التجاعيد»، وموضحاً: «أنا مع اللجوء إلى التجميل عندما يكون هناك تشوّه، ولكنني ألاحظ أن العمليات جعلت الناس نسخاً متشابهة، وأفضّل أن يحافظ الأنف على شكله حتى لو كان ملتوياً، لأنه يمنح صاحبه (كاراكتر) خاصاً به».
وتابع: «هناك أشخاص يكون شكلهم مقبولاً، ويلجأون إلى التجميل وتكون النتيجة غير مقبولة، وأرى الفنان كسائر الناس، ما ينطبق عليهم ينطبق عليه، ولكنه (يُفضح) بعد التجميل لأن شكله محفوظ ويلاحظه الناس».
ونفى الفتريادس أن يكون الشكل جزءاً أساسياً في نجومية الفنان، وقال: «هناك فنانون نجوم على رغم أن أشكالهم غير جميلة، بينما آخرون شكلهم (بيطير العقل)، ولكنهم ليسوا مرغوبين من الناس، وليس صحيحاً أن كل المغنين يتمتعون بأشكال جميلة».
واعتبر الفتريادس «أن القسم الأكبر من فناني الوسط أجروا عمليات تجميل، ولكن الفنانين الرجال بنسبة أقلّ»، مضيفاً: «لكن تحسين شكل الأسنان والحواجب لا يُعد تجميلاً».
وفيما أكد أنه لم يخضع للتجميل، قال: «لو كان بإمكاني ألا أقلم أظافري لما قلّمتها، وأرفض تلوين شعري، وأقص شعري بنفسي»، متابعاً: «اللي عاجبو عاجبو واللي ما عاجبو لا يهمني».
أما الفنان أمير يزبك فرأى أن عمليات التجميل أصبحت كـ «شربة المياه» عند الفنان، متابعاً: «مَن يكون في حاجة إلى عملية تجميل فليقم بها. المسألة عادية جداً، ولكنني شخصياً لم أخضع لأي عمليات من هذا النوع، وعندما أحتاج اليها حين أتقدم في السن، فلن أتأخر. وقد أقوم بعملية شدّ بشرة، لمَ لا؟»، مستدركاً: «لكن هذا لا يعني أن شكل المطرب مثلاً أهمّ من صوته، بل إن المسألة نفسية، بدليل أن كثيراً من رجال الأعمال والسياسيين حقنوا وجوههم بالبوتكس. لا عيب في التجميل ولكنني ضد الصبغة وأحب الشيب والتجاعيد في وجه الرجل، لأنهما يمنحانه الجاذبية. وسيلفستر ستالون صار قبيحاً عندما شدّ وجهه».
في السياق ذاته رأى الإعلامي والناقد جمال فياض «أن أي فنان أو شخصية عامة أو رجل سياسة يخضعون لعمليات تجميل»، مردفاً: «كلنا يذكر أن رئيس فرنسا الأسبق فرنسوا ميتران، نُصح خلال حملته الانتخابية بأن يتخلص من نابيه الطويلين، لأنهما كانا يشبهان نابي دراكولا، ويومها تم تقصيرهما. والفنان كما كل الناس يحق له أن يجمّل نفسه، لأنه يعتمد على شكله وحضوره ومظهره، والقسم الأكبر من الفنانين يلجأون إلى البوتكس، وآخرون حوّلوا عمليات التجميل إلى قضية في حياتهم».
وعن الفنانين الذين خضعوا للتجميل، اجاب فياض: «هو ليس تجميلاً بالمعنى الحقيقي للكلمة ولكن الكل خضعوا لضربة بوتكس، أمثال راغب علامة وعاصي الحلاني ووليد توفيق، وهذا الأمر واضح للعيان وهم يعترفون بذلك، أما عمليات التجميل الكاملة فهي حكر على الفنانات. وسواء اعترف الفنان بالتجميل أم لم يعترف فلا شيء يمكن أن يخفى على الناس».
وعن أسباب رفض الفنان الاعتراف بخضوعه للتجميل، أوضح فياض: «نحن في مجتمع يعتبر فيه الفنان أن التجميل إساءة لذكورته، ولكن عندما ينظر إلى نفسه في المرآة يجد نفسه مضطراً إليه. وشكل الفنان أساسي في نجاحه ونجوميته بل هو أهم من الصوت بالنسبة إلى غالبية المغنين. حتى مَن يملكون أصواتاً جميلة، فلن يهتم بهم أحد إذا لم يكن عندهم الشكل الجميل. وما أوصل فناني اليوم الى النجومية الأولى هي (الشبوبية الحلوة) وليس أصواتهم الحلوة، وهذه أيضاً حال الفنانات اللواتي يركض وراءهن الكبار والصغار، مثل سيرين عبد النور ونادين الراسي وورد الخال».
وتابع: «مثلاً سيرين ممثّلة جيّدة، ولكن يوجد غيرها ممثلات جيدات إلا أنهنّ لا ينلن ما تناله من النجاح لأنهن لسن بجمالها. وعندما كان وليد توفيق جميلاً جداً وشاباً جداً كان يحضره في مهرجان قرطاج 10 آلاف شخص، وأنا شاهدتُ بنفسي إحدى المعجبات، تخلع قطعة من ثيابها وترميه بها على المسرح».
وعما إذا كانت عمليات التجميل عاجزةً عن تصحيح ما أفسده الدهر، ردّ فياض: «أنا أؤمن بأن العطّار لن يصلح ما أفسده الدهر»، مكملاً: «عمر خورشيد عندما حضر إلى لبنان في السبعينات، كانت الفتيات يركعن تحت قدميه على باب الفندق، وعندما أطلّ في برنامج استديو الفن ظل اللبنانيون يتحدثون عنه شهراً كاملاً، لأنه كان مثل القمر، مع أنه كان يوجد غيره الكثيرون ويعزفون على الآلة نفسها، لكن أحداً لم يلتفت إليهم»، ومتابعاً: «هاني مهنا ومجدي الحسيني كانا يعزفان على الأورغ مع عبد الحليم حافظ، لكن مجدي الحسيني كان الناس يُسحرون به لأنه كان شاباً وسيماً، بينما هاني مهنا لم يكن أحد يلتفت إليه لأن شكله كان عادياً. نجاح شيريهان ونيللي في الفوازير يعود إلى جمالهما المتميز ومن بعدهما قدمت الكثيرات الفوازير ولكن أحداً لم يذكرهن»، ومكملاً: «مارلين مونرو كانت ممثلة فاشلة ولكن جمهورها كان يفوق أي ممثلة أخرى لمجرد أنها كانت جميلة».
وفي سياق التعليق على الظاهرة،قالت الممثلة ورد الخال لـ «الراي» إن «عمليات التجميل ليست حكراً على فنان أو فنانة أو امرأة او رجل، فقد صارت تشمل الجميع»، مردفةً «أن الفنانين مهما نفوا لجوءهم إلى (التجميل) فلابد أن يلاحظه الناس، ويصبح الأمر مضحكاً، لأن (التنفيخ) يبدو جلياً على وجههم، والكل صار منظرهم وكأنهم فاتوا بالحيط و(مفجّمين)، وتحوّلت بعض العمليات إلى عمليات تشنيع، وليس تجميل»!
ونفت ورد الخال أن يكون شكل الفنان وجماله أساساً في نجاحه، مضيفةً: «أنا ضد النفخ والحشو، وغيرهما مما يغير ملامح الفنان»، ومبينةً: «نحن لا نلاحظ التجميل عند الأجانب، لأنهم يعرفون ماذا يفعلون»، ومكملةً: «عندنا ممثلون لا يملكون جمالاً خارقاً، ولكنهم يتمتعون بالرجولة وبالملامح المعبّرة».
وتساءلت ورد الخال: «لماذا يصر فنانون كثيرون على نفخ وجوههم؟»، معقبةً: «أنا أفضّل أن تظل عظام ملامحي بارزةً، على النفخ الذي يحوله إلى شيء أقرب إلى الرغيف الساخن»!
بدورها،اعتبرت الإعلامية رابعة الزيات، «أن التجميل حاضر في حياتنا، رجالاً ونساء، وهو لا يقتصر على الفنانين بل يشمل أيضاً رجال الأعمال والأطباء والسياسيين، وغيرهم في كل المجالات، فالشكل والصورة صارا أكثرأهميةً من قبل».
وعن اعتراف النساء والرجال بالتجميل اوضحت الزيات أن «أنوثة المرأة ترتبط بشكلها، ولذلك لا تتردد في الاعتراف بعمليات التجميل، بينما ينكر الرجل ذلك لأنه يتعارض مع رجولته»، مضيفةً «أنها لا تجذبها وسامة الرجل بقدر هيبته ورجولته»، مدللةً بأن «كاظم الساهر ليس وسيماً، ولكنه رجل موهوب ويتمتع بالكاريزما».
من ناحيتها، أكدت الفنانة مادلين مطر أنها لا تفرق في التجميل بين رجل وامرأة، مكملةً: «عندما يكون هناك عيب جمالي في الوجه، يصبح التجميل ضرورة، شريطة ألا يصير مبالغة حتى لا يصبح وسيلة للبشاعة»!
مطر لا تجذبها وسامة الرجل، متابعةً: «ما يجذبني في الرجل شخصيته وكلامه ورجوليته وتصرفاته»، كما ترى أن جمال الرجل ليس هو العامل الأساسي في شهرته ونجاحه، مفضلةً «أن يهتم الفنان بجسده ورشاقته بدلاً من التجميل».
وأكدت أن «البوتكس» منتشر بين الرجال في الوسط الفني، وهو لا يُعتبر تجميلاً، ونحن غالباً ما نشاهد نجوماً كباراً ممثلين ومغنين «مشبشبين»، بفضل «البوتوكس»، ومستدركةً «أنه يؤثر في تعابير الوجه عند الممثل، وقد يزيل الفروق بينها»، ومكملةً «أن إخفاء الحقيقة عن الناس لم يعد مقبولاً، فكل شيء صار مفضوحاً»!
في الإطار نفسه، رأت الفنانة دومينيك حوراني أن «الشكل الجميل مطلوب في كل العصور»، مضيفةً «أنه صار حالياً مطلوباً أكثر مع طغيان التكنولوجيا والميديا والصورة التي يمكن التقاطها حتى بواسطة الهاتف»، ومكملةً «أن كل هذا حتّم على الفنان الخضوع للتجميل، أما الشخص العادي فليس مطلوباً منه ذلك إلا عند الضرورة».
وتابعت «أن غالبية الفنانين في المجالين الغنائي والتمثيلي خضعوا للتجميل، والأمر ليس حكراً على الفنانات، فالوسامة حق للرجال أيضاً».
ترى حوراني «أن الشكل الجميل قد يضمن استمرارية الفنان، لكن بشرط ألا يصل الأمر إلى نفخ الشفتين مثلاً»، مشيرةً إلى «أن ظروف العصر توجب على الفنان الاهتمام بشكله وجماله وأناقته، لأن الصورة صارت أساسيةً في حياته، فقد تجاوزنا مرحلة الصوت فقط في عصر الإذاعة»، وموضحةً أنها قد تقبل رجلاً لجأ الى«البوتكس»، ولكنها لا يمكن أن تقبل رجلاً نفخ شفتيه!
الدكتور نزار شهاب لـ «الراي»: الرجال يشكلون 15 في المئة من زبائني
ما أبرز جراحات التجميل التي يقوم بها الفنانون؟
«الراي» حملت هذا السؤال إلى جراح التجميل الدكتور نزار شهاب، الذي أكد أن التجميل حاجة ضرورية للفنان، لأنه يرتبط بعمله و«اللوك» و«طلّته»، مضيفاً: «هناك فنانون يتركون أنفسهم من دون تجميل عندما يتقدمون في السن، كي يقدموا الأدوار التي تناسب العمر الذي يصلون إليه، ولكن أغلبهم يحاولون أن يؤخروا علامات التقدم في السن، كما أن هناك فنانين يخضعون لبعض الإصلاحات، إلى جانب محاربة الشيخوخة، كتجميل الأنف وشفط الدهون، وهذان الأمران لا يرتبطان بسن معينة بل يكون الهدف منهما المحافظة على اللوك والحصول على المظهر الأفضل». وتابع: «تُعتبر عملية تجميل الأنف وزرع الشعر الأكثر طلباً عند الفنانين الرجال، بالإضافة إلى البوتكس والفيلر اللتين تعتبران من الخطوات التجميلية البسيطة، وهما لا ترتبطان بعمر محدد وتمنحان الوجه الإشراقة والصبا والرونق. وعادة لا يسمح الفن بأن تظهر على وجهه علامات الشيخوخة، وهو يجري عملية شدّ للوجه عند التقدم في السن».
وبيَّن شهاب «أن التعامل مع النساء أسهل من التعامل مع الرجال عندما يتعلق الأمر بالتجميل»، لافتاً إلى «أن الرجل يتعاطى مع الجراحة التجميلية بشكل بعيد، بينما هي مسألة طبيعية عند المرأة تتعلق بأنوثتها».
وعن الفئة الأكثر طلباً للجراحة التجميلية من أهل الفن، قال شهاب: «في هذه الأيام اختلطت الأمور، ولم يعد يمكن التفريق بين المطرب والممثل، لكن عادةً الممثلون هم الأكثر طلباً للتجميل، لأن (اللوك) عندهم مهم جداً». وأكد: «ان الرجال يشكلون 15 في المئة من زبائني، لأن الرجل لا يهتم بالمظهر ويعتبر أن رجولته تبرز من خلال أشياء أخرى»، مضيفاً: «لكن الفنان يشكل حالة استثنائية، لأن اللوك يؤمِّن له حياته والمدخول الذي يعتاش من ورائه، والأمر نفسه ينطبق على المذيع الذي يطلّ على الشاشة. ومن يعمل في هذين المجالين يهمه أن يطل بشكل شاب وبـ (لوك) أفضل».
وأكمل: «ان معظم الرجال الذين يطلّون على الشاشة خضعوا للتجميل، ولكن إذا اعتبرنا البوتكس والفيلر يندرجان في التجميل، عندها يمكن القول انهم جميعاً جمّلوا أنفسهم». ورأى «أن الإبر والبوتكس لا تغني عن الجراحة التجميلية بل هي مكملة لها»، وقال: «هي وجدت للأماكن التي لا يمكن أو من المبكر تجميلها. أي عند بداية الترهل او ظهور التجاعيد». ولفت الى «أن عمليتي تجميل الانف وشفط الدهون في منطقتيْ البطن والصدر لا ترتبطان بسن معينة، وهذا النوع من الدهون يظهر في عمر البلوغ ويبقى ثابتاً في الجسم، وكثيرون يخضعون لهذا النوع من الجراحة». وختم د. شهاب بأن زبائنه هم من مختلف الجنسيات العربية، ولكن النسبة الأكبر منهم من اللبنانيين.