بداية أود أن أؤكد أمرين، الأول: أن لا أحد من قادة عاصفة الحزم أو من شارك فيها قال بتصفية الحركة الحوثية أو إقصائها عن المشاركة في العملية السياسية المقبلة، بل صرحوا بأنهم سيسعون إلى إعادة توازن القوى على الأرض لبدء حوار وطني بين جميع الأطراف، حسب المبادرة الخليجية، وقرارات الأمم المتحدة، التي صدرت أخيراً.
الثاني: أن اليمن رحم العرب، وفيه سجلهم التاريخي، واليمنيون شعب حي شارك في بناء الدول الخليجية منذ زمن طويل، في العمل بالتجارة والعديد من المهن والأعمال واشتهروا بالذكاء والأمانة، ولكنهم عوقبوا بلا ذنب بسبب اتخاذ حكامهم مواقف سياسية خاطئة.
وقد صرح قادة «عاصفة الحزم» بأن المرحلة التالية هي عاصفة الأمل، وحسب مطالب القيادة اليمنية الشرعية يريدون تشكيل ورشة إعمار هائلة بكلفة مليارية لإعادة البناء وإصلاح ما دمرته الحروب، ودعم الاقتصاد الوطني اليمني وتحريره من المعوقات والقيود، وتشجيع التجارة البينية بين اليمن ودول مجلس التعاون.
ومطلبهم الثاني والأهم، هو إدخالهم في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وهم مستحقون لذلك حسب الموقع الجغرافي والتركيبة السكانية، وتشجيع الاستثمار فيها، فلدى اليمن العديد من الفرص والثروات وأيدٍ عاملة مدربة، وسوق عطشى بجميع السلع.
كما يطالبون بالسماح لعودة أبنائهم إلى العمل بدول الخليج كما كانوا سابقاً، دون كفيل أو شروط مسبقة لدخولهم الدول الخليجية، وفيهم إحلال للعمالة الهامشية الأجنبية التي أصبحت أعدادها الهائلة تخل بالتركيبة السكانية، ويختلفون عنَّا بالعادات والتقاليد والثقافة واللغة.
إن عودة اليمن إلى مسماه القديم- اليمن السعيد- مشروط بالاستقرار والتعاون وتناسي ما فات، وإلا سيصيب اليمن ما صاب بعض الدول العربية من حروب أهلية وانتشار للمنظمات الإرهابية بين أركانها.
إضاءة:
يبدو أن «مسافة السكة» أطول مما توقعنا، أو أن المركب بطيء.