ذكرت سابقا كلام التابعي الجليل وهب بن منبه رحمه الله عن الخوارج: «اني ادركت صدر الاسلام فوالله ما كانت الخوارج جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم وما اظهر احد منهم قوله الا ضرب الله عنقه ولو مكن الله لهم من رأيهم في الارض لفسدت الارض وقطعت السبل والحجج ولعاد امر الاسلام جاهلية واذاً لقام جماعة كل منهم يدعو الى نفسه الخلافة،مع كل واحد منهم اكثر من عشرة آلاف يقاتل بعضهم بعضا ويشهد بعضهم على بعض بالكفر قال تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض).
وكلام ابن منبه هو تصديق لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخوارج: (والله لن يفلحوا) وذلك لأنهم مختلفون متصارعون ولأنهم اصحاب فكر لا يمكن ان يقبله اصحاب العقول والبصائر!
وها نحن نشاهد ما يحدث لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام من انحسار تدريجي وضربات موجعة ومقتل المئات منهم يوميا، ومحاصرتهم اقتصاديا وتحرير جزء كبير من الاراضي التي تحت ايديهم، مصداقا لتصريح رئيس المخابرات الأميركية (جون برنيان) بأن «داعش» قد اصبح ضعيفا في سورية والعراق ما يؤذن بقرب انهياره، ولا شك ان تحرير الموصل الذي بات وشيكا باذن الله سينهي وجود «داعش» في العراق كما ان مهلك عدو الكويت (عزت الدوري) الذي يقف وراء دعم داعش سيضعف من ذلك التنظيم الخارجي الذي كذب على العالم باسم الاسلام من اجل استكمال تدمير العالم الاسلامي!
على الضفة الاخرى فإن اعلان دول التحالف ايقاف عمليات «عاصفة الحزم» يدل على ان هذه العاصفة قد حققت اهدافها وان الحوثيين وعصابة علي صالح قد اوشكت على الاستسلام والاذعان.
كم اتعجب من فزعة كثير من المواقع والكتاب لاستنكار ما آلت اليه اوضاع اليمن بسبب تلك العاصفة، والشتائم التي وجهوها للسعودية تحت مسمى حقوق الانسان وغيرها فأين كان هؤلاء عندما هيمن الحوثيون على اليمن ودمروها تحت سمع العالم وبصره؟ واين كانوا عندما استنجد الشعب اليمني بالعالم كله لينقذه من هذه المحنة؟
بل ويتمادى هؤلاء المنتقدون في استنكار وقوع اصابات في صفوف الحوثيين وقوات صالح، وهل كانوا يتوقعون قيام حرب دون اصابات او قتلى وجرحى!
الفال... لسورية
فرحنا بدعوة الملك سلمان لاجتماع مع فصائل المقاومة السورية من اجل توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم ونتوقع باذن الله تعالى ان يتم ازالة النظام السوري قريبا وتخليص العالم من شروره.
بالطبع فإن زوال تلك الانظمة الشريرة من على واجهة الاحداث سيأتي بالخير الكثير باذن الله لكن ذلك لا يعني بأن الاخطار كلها ستتلاشى وسيسود الامن والسلام في المنطقة فتجار الحرب لا بد ان يبحثوا لهم عن مغامرات جديدة وضحايا جدد وهكذا الصراع بين الخير والشر في العالم.
د. وائل الحساوي