بدعوة كريمة من الأخ الفاضل الدكتور عبدالله الفهيد مدير الجامعة توجهت إلى مكتبه بالجامعة وجلست عنده حتى الساعة الخامسة عصراً، ومازال الوقت مبكراً قبل خروجه اليومي من مكتبه إلى البيت، وقد تحاورنا في كثير من المواضيع التعليمية وهموم التعليم العالي التي اشترك معه فيها، ويربطنا كذلك قبيلة واحدة هي الهندسة الكهربائية التي ابتعدنا عنها كثيراً بالانشغال في القضايا الإدارية.
ليس لدي شك بأن الدكتور الفهيد رجل اصلاحي قد وضع امام عينيه نظرة مثالية لجامعة الكويت وهو يسعى جاهداً لتحقيق تلك النظرة، وقد يتهمه البعض بالتشدد في تطبيق القوانين وعدم الواقعية، ولكن الانسياق وراء الواقعية في الكويت قد يتسبب في التدهور الذي نعيشه اليوم، لذلك فأنا أشد على يديه في الإصرار على رفع مستوى الجامعة وعدم الرضوخ للهجوم الذي يراد منه التنازل عن تطبيق القوانين ومنع التلاعب، أما المرونة التي هي من أساسيات المنهج القيادي فلا شك أنها مطلوبة.
تناقشت والدكتور الفهيد عن الموضوع المثار حالياً حول قرارات لجنة التظلمات في الجامعة حول ترقيات بعض اعضاء هيئة التدريس ووجهة نظره في أن مجلس الجامعة هو السلطة العليا في موضوع الترقيات وأن لجنة التظلمات يظل دورها استشاريا وليس نهائيا، مع بيانه لي بأنه لا يرضى بالظلم لأي عضو هيئة تدريس ويسعى لإنصاف المتظلمين.
لكن رأيي مازال في ان لجنة التظلمات في التعليم العالي يجب ان تبقى السلطة العليا في موضوع الترقيات وذلك لعدة أسباب منها:
أولاً: ينص نظام تظلمات اعضاء هيئة التدريس في الجامعة بأن لجنة التظلمات ترفع تقريراً برأيها النهائي لمدير الجامعة وتعتمد من مدير الجامعة، ويعتبر قرار مدير الجامعة بشأن (التوصيات المرفوعة اليه من اللجنة نهائياً ويتولي المدير إبلاغ مجلس الجامعة بقراره فيما يخص الترقية العلمية) وهو واضح بأن مجلس الجامعة لا يعيد النظر في ذلك القرار.
ثانياً: لجنة التظلمات هي لجنة مختصة من دكاترة متخصصين في مجالهم وهي اقدر على فهم القضايا العلمية التي تخص الترقية، بينما مجلس الجامعة فيه المتخصص وغير المتخصص، كما ان لجنة التظلمات لديها الوقت الكافي لدراسة التظلم بينما المجلس مرتبط بقضايا كثيرة.
ثالثاً: إذا كان القرار النهائي لمجلس الجامعة، فما الفائدة من لجنة التظلمات؟! وماذا اذا تعارض الرأيان بشأن الترقية؟!
رابعاً: لجنة التظلمات تعتبر بمثابة المحكمة التي تنصف عضو هيئة التدريس اذا وقع عليه ظلم من أي لجنة من لجان الترقيات في الجامعة، فإذا سحبنا صلاحيتها وأصبحت لجنة استشارية فإن الطريق الوحيد لإنصاف عضو هيئة التدريس عند وقوع الظلم عليه هي المحكمة الإدارية، وغالبية اعضاء هيئة التدريس لا يودون اللجوء للشكوى على مؤسستهم عند المحكمة، كما ان الجامعة لا تريد ان تتحول نسبة من مدرسيها للشكوى عليها في المحكمة، بل تريد وضع حل لهم من خلال انظمتها.
خامساً: قمت بالمشاركة في ثلاث لجان للتظلمات على أعلي مستوى في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي (في الإدارة السابقة) ولاحظت مدى سخط اعضاء هيئة التدريس على لجنتنا بسبب كون قراراتنا استشارية لا تلزم المدير بتطبيقها، حتى أطلقوا عليها لجنة اللاقرار (قدمت استقالتي منها لاحقاً).
د. وائل الحساوي
[email protected]