حوار / «الحياة فيها الحلو والمُر... والمؤمن يجب أن يصبر على مصاعبها»
عاصي الحلاني لـ «الراي»: القطار لم يفتني... ما زلتُ في الـ 44
عاصي الحلاني
«هناك مشروع تمثيلي جديد لم أحسم موقفي منه»
• أشعر دائماً بأنني مبتدئ وأعمل بشكل مستمر ... لا أهدأ ولا أستكين أبداً
• سيمون أسمر كان يقول دائماً «عاصي الحلاني هو الحصان الرابح»
• غنّيتُ وما زلت على أهم المسارح الدولية... ووقفت على خشبة «بعلبك» ثلاث مرات
• سعيد لزواجي في سن مبكّرة... وأولادي صاروا شباباً «وأنا بعدني شاب»
• في 1993 غنّيت «واني مارق مرّيت»... ومن وقتها نجوميتي في صعود
• عشت حياة حلوة وحققتُ نجاحات لم أكن أتوقعها أو أنتظرها
• سيمون أسمر كان يقول دائماً «عاصي الحلاني هو الحصان الرابح»
• غنّيتُ وما زلت على أهم المسارح الدولية... ووقفت على خشبة «بعلبك» ثلاث مرات
• سعيد لزواجي في سن مبكّرة... وأولادي صاروا شباباً «وأنا بعدني شاب»
• في 1993 غنّيت «واني مارق مرّيت»... ومن وقتها نجوميتي في صعود
• عشت حياة حلوة وحققتُ نجاحات لم أكن أتوقعها أو أنتظرها
بين الحلو والمُر، يعيش «فارس الأغنية العربية» عاصي الحلاني حياته، هو الذي عرف في العامين الماضيين ظروفاً صحية صعبة، قبل أن يفقد أخيراً شقيقه علي.
واعتبر الحلاني في حواره لـ «الراي» أنه حقق على الصعيد الفني نجاحات لم يكن يتوقعها أو ينتظرها، أما على الصعيد الشخصي فقال إن الحياة أعطته عائلة يحبها جداً ويفتخر بها، وإذا كانت أخذت منه أعزاء يحبهم، فمن المهم أن يتحلى الإنسان بالقدرة على التحمّل وأن يكون صبوراً، لأن في الموت «قدَر الله وشأنه».
وتحدّث «فارس الاغنية العربية» عن أولاده بفخر وسعادة، مشيراً إلى أن أكثر ما يسعده في تجربته كأب، أنه لا يزال شاباً وأولاده شباب وإلى جانبه ومعه.
وكشف الحلاني، الذي لم يغلق الباب أمام إمكان خوض تجربة التمثيل بعيداً عن المسرح، عن أنه يوجد حالياً عرض بين يديه ولكنه لم يحسم موقفه منه بعد سلباً أو إيجاباً وربما يوافق عليه، مشدداً في الوقت نفسه على أن الغناء هو هوايته وليس التمثيل؛ «لكن في حال كان العرض التمثيلي مغرياً وأقنعتني الفكرة، فلا مشكلة عندي في خوضها»، وتحدث عن قضايا مختلفة، وإلى نص الحوار:
• إلى جانب نعمة الشهرة والنجاح والنجومية، مررتَ في العامين الأخيرين بظروف صعبة على المستويين الصحي والعائلي. ففضلاً عن أنك خضعت لجراحتين، فقدتَ قبل أسابيع شخصاً عزيزاً على قلبك وهو شقيقك علي. الحياة التي تعطيك كم تأخذ منك في المقابل؟
- الحياة فيها الحلو وفيها المُرّ، والإنسان المؤمن يجب أن يصبر على مصاعبها، سواء كانت موتاً أو مرضاً. ربّنا يجرّب المؤمن وأنا رجل مؤمن، مع أن البعض يعتقدون أن الفنان بعيد عن دينه وربه. أنا مؤمن وقريب جداً من الله، وأتعامل مع الصعوبات التي تعترض حياتي من منطلق «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا». كل ما يحصل معي يزيدني ثباتاً وعزيمة ويجعلني أكثر قوة وصبراً و«إن الله مع الصابرين».
• وهل أعطتك الحياة أم هي أخذت منك أكثر؟
- عشتُ حياة حلوة وحققتُ نجاحات لم أكن أتوقعها أو أنتظرها على الصعيد الفني. أما على الصعيد الشخصي، فالحياة أعطتني عائلة أحبها جداً وأفتخر بها، وأنا سعيد جداً لأنني تزوجتُ في سن مبكرة، مع أن البعض يلومني على ذلك، ولكنني أرى العكس تماماً، لأن أولادي أصبحوا شباباً وهم إلى جانبي وفي الوقت نفسه أنا لا أزال شاباً، وأنا أحبّ هذه الأمر كثيراً وأعتبره مصدر سعادتي في الحياة، لكن في المقابل فإن الحياة أخذت مني أشخاصاً أعزاء، ولكنه قدَر الله ومشيئته، ولا يمكنني أن أعترض على ذلك وأن أقول لماذا حصل ذلك معي. كلنا معرّضون لفقدان أعزاء نحبهم، ولذلك من المهم جداً أن يتحلى الإنسان بالقدرة على التحمّل وأن يكون صبوراً، لأن في الموت «قدَر الله وشأنه».
• فنياً، كيف تصف المرحلة الفنية التي تعيشها حالياً، وإلى أي حد يمكن القول إنها المرحلة الذهبية في مسيرتك الفنية، مع أنك حققتَ نجاحات كبيرة ونجومية ساطعة في سن مبكرة ومنذ نحو عشرين عاماً؟
- أنا موجود على الساحة الفنية منذ فترة بعيدة، وهو ليس مجرّد وجود عادي، بل أنا موجود بقوة كما أن أعمالي الفنية موجودة، سواء المسرحية أو أغنياتي المصوّرة، عدا عن أنني غنيّتُ وما زلت أغني على أهمّ المسارح الدولية بينها مسرح بعلبك، الذي غنيتُ على خشبته 3 مرات في إطار مهرجانات بعلبك الدولية، الأولى مع كركلا والثانية مع الأخوين صباغ، والثالثة عبر عمل كان عبارة عن لوحات استعراضية، في حين أن الكثير من الفنانين يطمحون للوقوف والغناء عليه، بالإضافة إلى غنائي على مسارح «دار الأوبرا المصرية» و«الألبرت هول» و«Palais des congres» في باريس، و«جرش» و«قرطاج»، وهذا يُعتبر إنجازاً لي. إلى ذلك، تحظى أعمالي بالإستحسان عند الناس، وتتصدّر ألبوماتي سوق الكاسيت والأغنيات العربية، وهذه نعمة من ربّ العالمين. ولكن بما أنك تسألين إذا كنت أعيش حالياً المرحلة الذهبية في مسيرتي الفنية، فإنني أجيب بأنني أشعر دائماً بأنني مبتدئ لأنني أعمل في شكل دائم، لا أهدأ ولا أستكين أبداً حتى في بيتي، ولذلك تردد زوجتي أمامي دائماً «لا أعتقد أن هناك فناناً يتعب مثلك»، فأقول لها «مَن يريد النجاح عليه أن يتعب»، مع أنني نجم منذ نحو عشرين عاماً، كما أشرتِ. في العام 1993 طرحتُ أغنية «واني مارق مريت»، ومنذ ذلك الوقت ونجوميتي في حالة تصاعدية، والكل يتذكر حجم النجاح الذي حققته هذه الأغنية، مع العلم أنني قبلها كنت قد نجحتُ في برنامج «ستوديو الفن»، ومباشرة بعد نجاحي فيه باشرتُ الغناء في أهم الأماكن في لبنان وسورية، كان المخرج سيمون أسمر يقول دائماً «عاصي الحلاني هو الحصان الرابح».
• لا شك أنك لا تزال حتى اليوم الحصان الرابح في أي مكان تحلّ فيه؟
- هذه نعمة من رب العالمين وليست شطارة مني. إنها مشيئة الله، ولكن مطلوب من الفنان أن يتعب وأن يكدّ من أجل تحقيق النجاح، خصوصاً لناحية اختيار أعمال لا تشبه الموجودة. في آخر ألبوماتي، قدمتُ أغنية «وينك حبيبي» وهي لا تشبه كل أعمالي السابقة، وبحسب الإحصاءات التي أُجريت هذا العام، فإنها تُعتبر من بين أهم 10 أغنيات عربية أنتجت في 2014، كما أنها حققت أعلى نسبة مشاهدة على «يوتيوب» بين كل الأغنيات العربية التي أنتجت في العام نفسه. في هذه الأغنية، غيّرتُ أسلوبي الغنائي ولم أعتمد الأسلوب الذي أغنيه دائماً، لأنني أعتبر أنه مطلوب من الفنان أن يظل في حالة تجدُّد وتطوُر، وأن يبحث دائماً عن أفكار جديدة، بهدف تقديم أعمال تليق بالمستمع، من خلال اختيار الكلمة الراقية والألحان الجديدة والمتطورة، شرط المحافظة في الوقت نفسه على الروح الشرقية للأغنية، وهذا ما أسعى إليه من خلال أعمالي، لأنني أقدم أغنيات حديثة وأفكاراً جديدة، وأحرص في الوقت نفسه على المحافظة على الطابع الشرقي، الذي تفوّقتُ فيه.
• نسمع بعض الفنانين يقولون «نفضّل عاصي الحلاني باللون البلدي»، عندما يُسألون عن رأيهم بالفن الذي تقدمه. فكيف تتعامل مع هذا الكلام وهل هو يسبب إزعاجاً لك؟
- بل هو لا يزعجني على الإطلاق. أنا مثلاً أفضّل الراحل وديع الصافي بالقصائد والأغنيات البلدية، والسيدة فيروز بالأغنيات اللبنانية أكثر من الأغنيات الفصحى، والراحلة صباح بـ «أبو الزلف» والأغنيات اللبنانية أكثر من الأغنيات الأخرى. ولكن هذا لا يعني أن هؤلاء الكبار، لم يغنوا كل الألوان الغنائية كالمصري والبدوي والقصيدة وأبو الزلف والعتابا والميجانا، وحتى سميرة توفيق التي تُعتبر أهمّ مَن غنى اللون البلدي، فإنها عندما غنّت اللون المصري أدّته بشكل جميل ونجح معها. الصوت الجميل يغني كل شيء بشكل جميل، لكن يبقى لكل منا ذوقه الخاص ويفضّل أن يسمع الفنان في لون غنائي معين أكثر من آخر. ولذلك أنا لا أنزعج أبداً عندما أسمع أحد يقول أنه يفضّلني في اللون البلدي، لأن الأذواق مختلفة ومتنوعة في العالم العربي. أن ينجح الفنان في كسب وإرضاء كل الأذواق، ففي ذلك صعوبة كبيرة وهذا الأمر ليس بالسهل على الإطلاق.
• إلى جانب الغناء، هل تعتقد أنه بات من الضروري أن يتواجد الفنان في مجال فني آخر، كأن يكون عضو لجنة تحكيم في برنامج للهواة أو أن يقتحم مجال التمثيل، وهل من الممكن أن نشاهدك ممثلاً خلال الفترة المقبلة؟
- خضتُ تجربة التمثيل من خلال المسرح، ومن المعروف أنه المجال الأصعب مقارنةً مع السينما والتلفزيون. في السينما والتلفزيون، يصوّرون المشاهد ويحذفونها، ثم يصوّرون ويحذفون مجدداً إلى أن يحصلوا على الصورة التي يريدونها، بينما على المسرح يكون التمثيل مباشراً، وأنا قدّمتُ ثلاث مسرحيات بشكل مباشر، أَحبها الناس وعرضتُها على أهم مسرح في العالم في إطار مهرجانات بعلبك، بالإضافة إلى مسرحية «شمس وقمر» التي قدمتُها بمشاركة وجدي شيّا ونادين الراسي.
• وهل ترفض التمثيل في السينما والتلفزيون؟
- المسألة لا تكمن في أنني لا أريد المشاركة في أعمال تلفزيونية وسينمائية، وسبق أن عُرضت عليّ الكثير من المشاريع التمثيلية في السينما والتلفزيون، وحالياً هناك مشروع تمثيلي جديد ولكنني لم أحسم موقفي منه بالقبول أو بالرفض.
• هل هذا يعني أنك يمكن أن توافق عليه؟
- طبعاً.
• وكيف تخطط لهذه الخطوة، وهل يمكن أن تأتي بعد الانتهاء من تجربة في برنامج«ذا فويس»؟
- لا يمكن الربط بين المسألتين على هذا النحو. هوايتي هي الغناء وليس التمثيل، وعندما أصوّر فيديو كليب لا أصدّق متى أنتهي من التصوير. لكن في حال كان العرض التمثيلي مغرياً وأقنعتني الفكرة، فلا مشكلة عندي في خوضها، وهي لا ترتبط بتوقيت معين، وربما أحققها الآن أو قبل برنامج «ذا فويس» أو بعده. القطار لم يفتني بعد، وأنا لا أزال في الـ44 من عمري ولست عجوزاً.
واعتبر الحلاني في حواره لـ «الراي» أنه حقق على الصعيد الفني نجاحات لم يكن يتوقعها أو ينتظرها، أما على الصعيد الشخصي فقال إن الحياة أعطته عائلة يحبها جداً ويفتخر بها، وإذا كانت أخذت منه أعزاء يحبهم، فمن المهم أن يتحلى الإنسان بالقدرة على التحمّل وأن يكون صبوراً، لأن في الموت «قدَر الله وشأنه».
وتحدّث «فارس الاغنية العربية» عن أولاده بفخر وسعادة، مشيراً إلى أن أكثر ما يسعده في تجربته كأب، أنه لا يزال شاباً وأولاده شباب وإلى جانبه ومعه.
وكشف الحلاني، الذي لم يغلق الباب أمام إمكان خوض تجربة التمثيل بعيداً عن المسرح، عن أنه يوجد حالياً عرض بين يديه ولكنه لم يحسم موقفه منه بعد سلباً أو إيجاباً وربما يوافق عليه، مشدداً في الوقت نفسه على أن الغناء هو هوايته وليس التمثيل؛ «لكن في حال كان العرض التمثيلي مغرياً وأقنعتني الفكرة، فلا مشكلة عندي في خوضها»، وتحدث عن قضايا مختلفة، وإلى نص الحوار:
• إلى جانب نعمة الشهرة والنجاح والنجومية، مررتَ في العامين الأخيرين بظروف صعبة على المستويين الصحي والعائلي. ففضلاً عن أنك خضعت لجراحتين، فقدتَ قبل أسابيع شخصاً عزيزاً على قلبك وهو شقيقك علي. الحياة التي تعطيك كم تأخذ منك في المقابل؟
- الحياة فيها الحلو وفيها المُرّ، والإنسان المؤمن يجب أن يصبر على مصاعبها، سواء كانت موتاً أو مرضاً. ربّنا يجرّب المؤمن وأنا رجل مؤمن، مع أن البعض يعتقدون أن الفنان بعيد عن دينه وربه. أنا مؤمن وقريب جداً من الله، وأتعامل مع الصعوبات التي تعترض حياتي من منطلق «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا». كل ما يحصل معي يزيدني ثباتاً وعزيمة ويجعلني أكثر قوة وصبراً و«إن الله مع الصابرين».
• وهل أعطتك الحياة أم هي أخذت منك أكثر؟
- عشتُ حياة حلوة وحققتُ نجاحات لم أكن أتوقعها أو أنتظرها على الصعيد الفني. أما على الصعيد الشخصي، فالحياة أعطتني عائلة أحبها جداً وأفتخر بها، وأنا سعيد جداً لأنني تزوجتُ في سن مبكرة، مع أن البعض يلومني على ذلك، ولكنني أرى العكس تماماً، لأن أولادي أصبحوا شباباً وهم إلى جانبي وفي الوقت نفسه أنا لا أزال شاباً، وأنا أحبّ هذه الأمر كثيراً وأعتبره مصدر سعادتي في الحياة، لكن في المقابل فإن الحياة أخذت مني أشخاصاً أعزاء، ولكنه قدَر الله ومشيئته، ولا يمكنني أن أعترض على ذلك وأن أقول لماذا حصل ذلك معي. كلنا معرّضون لفقدان أعزاء نحبهم، ولذلك من المهم جداً أن يتحلى الإنسان بالقدرة على التحمّل وأن يكون صبوراً، لأن في الموت «قدَر الله وشأنه».
• فنياً، كيف تصف المرحلة الفنية التي تعيشها حالياً، وإلى أي حد يمكن القول إنها المرحلة الذهبية في مسيرتك الفنية، مع أنك حققتَ نجاحات كبيرة ونجومية ساطعة في سن مبكرة ومنذ نحو عشرين عاماً؟
- أنا موجود على الساحة الفنية منذ فترة بعيدة، وهو ليس مجرّد وجود عادي، بل أنا موجود بقوة كما أن أعمالي الفنية موجودة، سواء المسرحية أو أغنياتي المصوّرة، عدا عن أنني غنيّتُ وما زلت أغني على أهمّ المسارح الدولية بينها مسرح بعلبك، الذي غنيتُ على خشبته 3 مرات في إطار مهرجانات بعلبك الدولية، الأولى مع كركلا والثانية مع الأخوين صباغ، والثالثة عبر عمل كان عبارة عن لوحات استعراضية، في حين أن الكثير من الفنانين يطمحون للوقوف والغناء عليه، بالإضافة إلى غنائي على مسارح «دار الأوبرا المصرية» و«الألبرت هول» و«Palais des congres» في باريس، و«جرش» و«قرطاج»، وهذا يُعتبر إنجازاً لي. إلى ذلك، تحظى أعمالي بالإستحسان عند الناس، وتتصدّر ألبوماتي سوق الكاسيت والأغنيات العربية، وهذه نعمة من ربّ العالمين. ولكن بما أنك تسألين إذا كنت أعيش حالياً المرحلة الذهبية في مسيرتي الفنية، فإنني أجيب بأنني أشعر دائماً بأنني مبتدئ لأنني أعمل في شكل دائم، لا أهدأ ولا أستكين أبداً حتى في بيتي، ولذلك تردد زوجتي أمامي دائماً «لا أعتقد أن هناك فناناً يتعب مثلك»، فأقول لها «مَن يريد النجاح عليه أن يتعب»، مع أنني نجم منذ نحو عشرين عاماً، كما أشرتِ. في العام 1993 طرحتُ أغنية «واني مارق مريت»، ومنذ ذلك الوقت ونجوميتي في حالة تصاعدية، والكل يتذكر حجم النجاح الذي حققته هذه الأغنية، مع العلم أنني قبلها كنت قد نجحتُ في برنامج «ستوديو الفن»، ومباشرة بعد نجاحي فيه باشرتُ الغناء في أهم الأماكن في لبنان وسورية، كان المخرج سيمون أسمر يقول دائماً «عاصي الحلاني هو الحصان الرابح».
• لا شك أنك لا تزال حتى اليوم الحصان الرابح في أي مكان تحلّ فيه؟
- هذه نعمة من رب العالمين وليست شطارة مني. إنها مشيئة الله، ولكن مطلوب من الفنان أن يتعب وأن يكدّ من أجل تحقيق النجاح، خصوصاً لناحية اختيار أعمال لا تشبه الموجودة. في آخر ألبوماتي، قدمتُ أغنية «وينك حبيبي» وهي لا تشبه كل أعمالي السابقة، وبحسب الإحصاءات التي أُجريت هذا العام، فإنها تُعتبر من بين أهم 10 أغنيات عربية أنتجت في 2014، كما أنها حققت أعلى نسبة مشاهدة على «يوتيوب» بين كل الأغنيات العربية التي أنتجت في العام نفسه. في هذه الأغنية، غيّرتُ أسلوبي الغنائي ولم أعتمد الأسلوب الذي أغنيه دائماً، لأنني أعتبر أنه مطلوب من الفنان أن يظل في حالة تجدُّد وتطوُر، وأن يبحث دائماً عن أفكار جديدة، بهدف تقديم أعمال تليق بالمستمع، من خلال اختيار الكلمة الراقية والألحان الجديدة والمتطورة، شرط المحافظة في الوقت نفسه على الروح الشرقية للأغنية، وهذا ما أسعى إليه من خلال أعمالي، لأنني أقدم أغنيات حديثة وأفكاراً جديدة، وأحرص في الوقت نفسه على المحافظة على الطابع الشرقي، الذي تفوّقتُ فيه.
• نسمع بعض الفنانين يقولون «نفضّل عاصي الحلاني باللون البلدي»، عندما يُسألون عن رأيهم بالفن الذي تقدمه. فكيف تتعامل مع هذا الكلام وهل هو يسبب إزعاجاً لك؟
- بل هو لا يزعجني على الإطلاق. أنا مثلاً أفضّل الراحل وديع الصافي بالقصائد والأغنيات البلدية، والسيدة فيروز بالأغنيات اللبنانية أكثر من الأغنيات الفصحى، والراحلة صباح بـ «أبو الزلف» والأغنيات اللبنانية أكثر من الأغنيات الأخرى. ولكن هذا لا يعني أن هؤلاء الكبار، لم يغنوا كل الألوان الغنائية كالمصري والبدوي والقصيدة وأبو الزلف والعتابا والميجانا، وحتى سميرة توفيق التي تُعتبر أهمّ مَن غنى اللون البلدي، فإنها عندما غنّت اللون المصري أدّته بشكل جميل ونجح معها. الصوت الجميل يغني كل شيء بشكل جميل، لكن يبقى لكل منا ذوقه الخاص ويفضّل أن يسمع الفنان في لون غنائي معين أكثر من آخر. ولذلك أنا لا أنزعج أبداً عندما أسمع أحد يقول أنه يفضّلني في اللون البلدي، لأن الأذواق مختلفة ومتنوعة في العالم العربي. أن ينجح الفنان في كسب وإرضاء كل الأذواق، ففي ذلك صعوبة كبيرة وهذا الأمر ليس بالسهل على الإطلاق.
• إلى جانب الغناء، هل تعتقد أنه بات من الضروري أن يتواجد الفنان في مجال فني آخر، كأن يكون عضو لجنة تحكيم في برنامج للهواة أو أن يقتحم مجال التمثيل، وهل من الممكن أن نشاهدك ممثلاً خلال الفترة المقبلة؟
- خضتُ تجربة التمثيل من خلال المسرح، ومن المعروف أنه المجال الأصعب مقارنةً مع السينما والتلفزيون. في السينما والتلفزيون، يصوّرون المشاهد ويحذفونها، ثم يصوّرون ويحذفون مجدداً إلى أن يحصلوا على الصورة التي يريدونها، بينما على المسرح يكون التمثيل مباشراً، وأنا قدّمتُ ثلاث مسرحيات بشكل مباشر، أَحبها الناس وعرضتُها على أهم مسرح في العالم في إطار مهرجانات بعلبك، بالإضافة إلى مسرحية «شمس وقمر» التي قدمتُها بمشاركة وجدي شيّا ونادين الراسي.
• وهل ترفض التمثيل في السينما والتلفزيون؟
- المسألة لا تكمن في أنني لا أريد المشاركة في أعمال تلفزيونية وسينمائية، وسبق أن عُرضت عليّ الكثير من المشاريع التمثيلية في السينما والتلفزيون، وحالياً هناك مشروع تمثيلي جديد ولكنني لم أحسم موقفي منه بالقبول أو بالرفض.
• هل هذا يعني أنك يمكن أن توافق عليه؟
- طبعاً.
• وكيف تخطط لهذه الخطوة، وهل يمكن أن تأتي بعد الانتهاء من تجربة في برنامج«ذا فويس»؟
- لا يمكن الربط بين المسألتين على هذا النحو. هوايتي هي الغناء وليس التمثيل، وعندما أصوّر فيديو كليب لا أصدّق متى أنتهي من التصوير. لكن في حال كان العرض التمثيلي مغرياً وأقنعتني الفكرة، فلا مشكلة عندي في خوضها، وهي لا ترتبط بتوقيت معين، وربما أحققها الآن أو قبل برنامج «ذا فويس» أو بعده. القطار لم يفتني بعد، وأنا لا أزال في الـ44 من عمري ولست عجوزاً.