«الراي» تقصت خفايا استعادتها من قوات جيش نظام الأسد
إدلب مفتاح الشمال الاستراتيجي تتحرّر ... والعين على حماة واللاذقية
إدلب المنهارة... متى ستحرر من أيدي قوات النظام؟!
... متى تتحرر سورية؟
• حسام سلامة: «جيش الفتح» لا يتحمّل مسؤولية العناصر المدسوسة ... فلا تهديد للمسيحيين أو غيرهم
• قصي الحسين: «الجيش الحر» موجود ومَن ينكر ذلك فلينظر إلى أعلام الثورة
• معاذ الحاج يوسف: التحرير لم يتم على يد قوى متطرفة ورياض الأسعد في المدينة الآن
• قصي الحسين: «الجيش الحر» موجود ومَن ينكر ذلك فلينظر إلى أعلام الثورة
• معاذ الحاج يوسف: التحرير لم يتم على يد قوى متطرفة ورياض الأسعد في المدينة الآن
أربعة أيام فقط كانت كافية لحسم معركة تحرير مدينة إدلب والجوار، من قبل فصائل عسكرية من المعارضة السورية استعادتها من قوات الجيش النظامي، بعدما تمت السيطرة على الحواجز المنتشرة في المنطقة، قبل دخول المدينة.
وإدلب هي المدينة الثانية بعد الرقة التي تخرج بالكامل عن سيطرة النظام الذي أعلن عن هجوم مضاد لاستعادتها في إعلامه، إلا أن شيئاً من هذا لم يحصل على الأرض، بل تمّ قصف المدينة بالبراميل المتفجرة المحمّلة بغاز الكلور، بعدما كان النظام استخدم هذا السلاح المحرم دولياً ضدّ القرى المحررة في ريفها.
وشكّلت هذه الضربة الموجعة لجيش النظام السوري مؤشراً واضحاً إلى إمكان إلحاق الهزيمة بقوات الرئيس بشار الأسد وميليشيات حلفائه الإيرانيين، إذ بشّر«الثوار» بمعارك ناجحة مثيلة في حماه وصولاً إلى الساحل، وقد تكون انطلاقة«عاصفة الحزم»في اليمن أعطت دفعة قوية لحراكهم على الأرض بعد حال من المراوحة نتيجة غياب الدعم العسكري واللوجستي الموعود للجيش الحر.
ومدينة إدلب هي مركز المحافظة ويُطلق عليها إدلب الخضراء بسبب انتشار أشجار الزيتون فيها بكثرة، وهي نقطة وصل بين مدن حلب واللاذقية وحماه، وقريبة من جسر الشغور والحدود مع تركيا، وهذا الموقع الاستراتيجي يجعل دورها مهماً عسكرياً ولا سيما لجهة تشكيل«خزان»لمساعدة مقاتلي المعارضة في معاركهم في هذه المدن ضد قوات الأسد وداعميه وخصوصاً في حلب التي تبعد 60 كيلومتراً عنها فقط.
وبسقوط إدلب تنفّس بعض السكان الصعداء ولا سيما بعد الأذى الذي طاولهم من مراكز الفروع الأمنية المنتشرة فيها للنظام، وتحرير معتقلين، وارتاحت مناطق الريف من عمليات القصف المدفعي لقوات الأسد التي كانت تتخذ في المدينة مواقع لمدفعيتها.
واللافت في معركة إدلب ليس فقط سرعة حسْمها بعد توحُّد فصائل مقاتِلة تحت اسم«جيش الفتح»، بل ايضاً لأن هذه المعركة ترافقتْ مع الإعلان عن تحرير مدينة بصرى الشام في الجبهة الجنوبية ومع التقارير عن تصاعُد الخسائر في صفوف قوات«حزب الله»اللبناني التي تقاتل في أكثر من موقع في سورية لا سيما في القلمون وحوران وغيرهما.
وبالرغم من هذا«الانتصار»، فإن الخوف من هيمنة المجموعات الإسلامية الأصولية قائم، ولا سيما أن«جبهة النصرة»التي تتبع تنظيم«القاعدة»هي أساس«جيش الفتح»، في منطقة فيها تلاوين طائفية مختلفة، حيث حصلت تجاوزات بحق مسيحيين وصدرت قرارات بمنع بيع الخمور وما شابه، وترددت أنباء عن خطف 300 كردي تم إطلاق سراحهم لاحقاً، في وقت تصاعدت تصريحات مسؤولين ميدانيين عن رفض نقل مراكز الحكومة الموقتة إلى إدلب كما تردد والاكتفاء بالإعلان عن إدارة مدنية محلية.
القيادي في حركة«أحرار الشام»حسام سلامة -«ابو بكر»اوضح لـ«الراي»أن العملية العسكرية«جاءت بعد تشكيل غرفة عمليات مشتركة من جميع الفصائل المقاتلة، في إطار (جيش الفتح) الذي ضم إضافة إلى أحرار الشام، (جبهة النصرة) - (فيلق الشام) -( لواء الحق) - (جند الأقصى) - (الجيش السني) - و(صقور الشام)، وتم العمل بسرية على تقسيم القطاعات ومهمات الاستطلاع لاستكشاف نقاط ضعف قوات النظام في المنطقة قبل التخطيط للهجوم، وكان واضحاً في البيان الصادر عن جيش الفتح أن المعركة موجهة ضد قوات النظام وليست ضد طائفة»، واضاف:«لن نعتدي على أحد بسبب انتمائه، و(جيش الفتح) لا يتحمل مسؤولية العناصر المدسوسة فلا تهديد للمسيحيين أو غيرهم، وقد وقعت أخطاء فردية ولا يمكن تحميلها إلا لمرتكبيها».
ولفت إلى أن«دخول الائتلاف ومؤسساته لم يُدرس حتى الآن، والأمر يخضع للمصلحة الوطنية، وحالياً الفصائل الموجودة تعالج بعض الأمور الأمنية، وهي توصّلت إلى اتفاق مع الكوادر والشخصيات الأكاديمية على إدارة مدنية ذاتية على ألا يفرض الوجود العسكري لهذه الفصائل أي محاصصة في المدينة المحرّرة».
ومن جهة ثانية رأى سلامة أن«قوات النظام لن تستطيع القيام بهجوم معاكس، فرغم التحصينات التي قام بها، فرّ عناصره لدى هجومنا وتحررت المحافظة في أربعة أيام ولم يستطع أحد وقف زحفنا»، مؤكداً أن«الميليشيات الإيرانية و(حزب الله) هي جزء من قوات الأسد وهي في حال تقهقر واستنزاف ولن تستطيع البقاء».
وشرح الناطق باسم الهيئة الإعلامية العسكرية في«الجيش السوري الحرّ»قصي الحسين أن«معركة إدلب جرت تلبيةً لنداء الشارع السوري والتظاهرات التي حصلت مطالِبةً بتوحيد الصفوف بعد تكثيف النظام السوري غاراته الجوية في المنطقة»، وقال:«بالفعل تمّ توحيد الفصائل الموجودة على الأرض تحت اسم (جيش الفتح)، وبعد إعلان ذلك، توافد المتطوعون للمشاركة في المعركة حيث تجمّع أكثر من ألفي مقاتل من حمص وحماه ودمشق وكان لهم بصمة كبيرة في تلك المعركة».
واوضح أنه«خلال وجودنا في مدينة إدلب منذ أول يوم للتحرير التقيتُ العديد من الأخوة المسيحيين في المنطقة الذين عبّروا عن سرورهم بسلوكيات عناصر (جيش الفتح)، وقال لي أحدهم وهو السيد حنا من حارة المسيح في المدينة إن أحداً من (جيش الفتح) لم يتعرض لهم بإساءة، بل على العكس قاموا بحماية بيوتهم ومحلاتهم من السرقة وما أشيع من بعض إعلام النظام السوري عن استهداف المسيحيين عارٍ عن الصحة».
وإذ أشار إلى عدم مشاركة«تنظيم داعش» في معركة إدلب وغياب أي وجود له، شدد على«أن مَن دمّر تمثال إبراهيم هنانو هم عناصر ليسوا من إدلب وباعتقادهم أنه تمثال لحافظ الأسد، وقد اعتذر هؤلاء أمام الناس عن تصرفهم الناتج عن خطأ فردي».
أما بالنسبة للتهديدات بمنع الحكومة الموقتة والائتلاف من الدخول إلى المنطقة، فلفت إلى تصريحات لقياديين من«جيش الفتح»أوضحوا فيها«أن هذا الجيش ليس هدفه السلطة أو الحكم وأن من سيدير شؤون مدينة إدلب هم أهل إدلب بإدارة مدنية وسيبقى هناك مجلس للشورى في المدينة»، مؤكداً ان«الذي يدير مدينة إدلب هم مَن حرروها ريثما يحصل اتفاق رسمي حول إدراة المنطقة»، مضيفاً:«أما بالنسبة للجيش الحر فهو موجود في معركة تحرير إدلب وكان له دور فعال فيها، ومَن ينكر وجوده فلينظر إلى الصور التي رُفع فيها علم الثورة في وسط مدينة إدلب. وبالنسبة للمجلس المحلي فهو من سيتولى إدارة المدينة في وقت لاحق بعد أن يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن».
وعما ردده ناشطون عن«عملية تنظيف»داخل الفصائل المسلحة قبل قرار الهجوم، قال:«لا عملية تنظيف بما للكلمة من معنى، لكن توحدت الفصائل المقاتِلة قبل المعركة، ولاحظنا أن (جيش الإسلام ) طلب من غرفة عمليات (جيش الفتح) المشاركة في المعركة لكن (جبهة النصرة) رفضت لأن جيش الإسلام لا يملك القوة والعتاد الكافي له في إدلب، والمعركة تحتاج إلى رجال وعتاد قوي لأنها معركة مصيرية وخطيرة ومؤثرة على المنطقة».
وأشار إلى أنه«بعد الانتصار في مدينة إدلب، توجّه المقاتلون إلى معسكر المسطومة لإكمال المعركة، فإدلب هي المفتاح الأول للانطلاق باتجاه الساحل السوري، والنظام السوري أجبن من أن يخوض معركة لاسترداد المدينة، لكنه يتبع سياسة الدفاع فهو ضعيف وعاجز، وهناك كتائب (الفرقان) و(أنصار الشام) التي قامت بقطع طريق جسر الشغور - أريحا لفك الضغط قليلاً عن الثوار في المسطومة، وقبلها بأيام قام (الجيش الحر) بافتتاح معركة في ريف حماه الشمالي أيضاً لفك الضغط عن المسطومة». واضاف:«التنسيق بين جميع الفصائل على الأرض، بمن فيهم الإسلاميون والجيش الحر، قائم ومستمر».
وأشار إلى أنه«رغم كثرة الميليشيات الحليفة لإيران في بلدة الفوعة الشيعية قرب إدلب، إلا أنهم لم يستطيعوا فتح طريق إدلب ــ الفوعة في بداية المعركة بعدما قطعه الثوار فأصبحوا اليوم محاصَرين في بلدتي الفوعة وكفريا حصاراَ خانقاً»، مشدداً على أن«معركة إدلب هي بداية التحرير، إذ بتحرير المدينة والمسطومة وأريحا فيما بعد، تكون محافظة إدلب محرَّرة بالكامل وقد تتخذ الحكومة الانتقالية لاحقاً إدلب كمقر موقت لها في حال أُعلنت منطقة محايدة».
وذكّر بأن«باكورة الثورة السلمية انطلقت في إدلب قبل دخول قوات النظام إليها في أواسط العام 2012 وكان عدد الذين يشاركون في تظاهرات إدلب يصل إلى نحو 50 ألف شخص في التظاهرة الواحدة، وكان كل شارع في المدينة تقريباً يشهد تظاهرة»، مضيفاً:«ولجهة الانشقاقات العسكرية، فقد انشقّ أكثر من 70 في المئة من الضباط والعناصر المتحدّرين من إدلب أثناء خدمتهم العسكرية وانضموا إلى الجيش الحر وساهموا في تحرير مدينتهم».
أما رئيس المكتب السياسي لـ«تيار سورية المستقبل»معاذ الحاج يوسف، فيرى أن«هذا التحرير هو من أهمّ عمليات التحرير في سورية، وقد يشكل نقطة تحول حقيقية في الثورة السورية إذا تم استغلاله بشكل صحيح»، وقال:«يجب أ? تقف الفصائل موقف المدافع وتحاول السيطرة على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة النظام حتى ? يقوم الأخير بمحاو?ت ?ستعادة إدلب، فهي من نقاط الشمال الاستراتيجية وتحريرها هو مفتاح تحرير الشمال السوري كاملاً، واستقرار هذه النقطة يوفّر حالة وقوة توازن جديدة للثورة ستكون مؤثرة جداً في المدى القريب»، مضيفاً:«إدلب كانت فاعلة في الثورة السلمية، وحتى في المجال العسكري قامت فيها ملاحم لا تنسى، وننوّه بالانشقاقات ونخصّ بالذكر حسين هرموش ورياض الأسعد أول المنشقين وأول مَن شجع على الانشقاق الذي كان له تأثير فاعل وملموس في توالي الانشقاقات جماعية كانت أم فردية».
وإذ أشار إلى«محاولات بعض الأطراف إظهار أن التحرير تم بيد قوى متطرفة ? تقبل بوجود الآخر»، قال:«هذا غير حقيقي، فقد أوضحت جميع الفصائل أنها مستعدّة لإدارة المنطقة على أساس الشراكة، وأكبر دليل على عدم منع أحد من المشاركة هو وجود العقيد رياض الأسعد في إدلب الآن، وحالياً المنطقة بإدارة غرفة عمليات (جيش الفتح) حتى يستقرّ الوضع، أما عن المجلس المحلي فدوره في المجال الخدماتي وتقديم المساعدة للمنكوبين من إغاثات وما إلى ذلك، والجيش الحر متعاون وله وجود وحضور قوي ويعمل مع بقية الفصائل لإعادة الحياة لهذه المنطقة».
وإدلب هي المدينة الثانية بعد الرقة التي تخرج بالكامل عن سيطرة النظام الذي أعلن عن هجوم مضاد لاستعادتها في إعلامه، إلا أن شيئاً من هذا لم يحصل على الأرض، بل تمّ قصف المدينة بالبراميل المتفجرة المحمّلة بغاز الكلور، بعدما كان النظام استخدم هذا السلاح المحرم دولياً ضدّ القرى المحررة في ريفها.
وشكّلت هذه الضربة الموجعة لجيش النظام السوري مؤشراً واضحاً إلى إمكان إلحاق الهزيمة بقوات الرئيس بشار الأسد وميليشيات حلفائه الإيرانيين، إذ بشّر«الثوار» بمعارك ناجحة مثيلة في حماه وصولاً إلى الساحل، وقد تكون انطلاقة«عاصفة الحزم»في اليمن أعطت دفعة قوية لحراكهم على الأرض بعد حال من المراوحة نتيجة غياب الدعم العسكري واللوجستي الموعود للجيش الحر.
ومدينة إدلب هي مركز المحافظة ويُطلق عليها إدلب الخضراء بسبب انتشار أشجار الزيتون فيها بكثرة، وهي نقطة وصل بين مدن حلب واللاذقية وحماه، وقريبة من جسر الشغور والحدود مع تركيا، وهذا الموقع الاستراتيجي يجعل دورها مهماً عسكرياً ولا سيما لجهة تشكيل«خزان»لمساعدة مقاتلي المعارضة في معاركهم في هذه المدن ضد قوات الأسد وداعميه وخصوصاً في حلب التي تبعد 60 كيلومتراً عنها فقط.
وبسقوط إدلب تنفّس بعض السكان الصعداء ولا سيما بعد الأذى الذي طاولهم من مراكز الفروع الأمنية المنتشرة فيها للنظام، وتحرير معتقلين، وارتاحت مناطق الريف من عمليات القصف المدفعي لقوات الأسد التي كانت تتخذ في المدينة مواقع لمدفعيتها.
واللافت في معركة إدلب ليس فقط سرعة حسْمها بعد توحُّد فصائل مقاتِلة تحت اسم«جيش الفتح»، بل ايضاً لأن هذه المعركة ترافقتْ مع الإعلان عن تحرير مدينة بصرى الشام في الجبهة الجنوبية ومع التقارير عن تصاعُد الخسائر في صفوف قوات«حزب الله»اللبناني التي تقاتل في أكثر من موقع في سورية لا سيما في القلمون وحوران وغيرهما.
وبالرغم من هذا«الانتصار»، فإن الخوف من هيمنة المجموعات الإسلامية الأصولية قائم، ولا سيما أن«جبهة النصرة»التي تتبع تنظيم«القاعدة»هي أساس«جيش الفتح»، في منطقة فيها تلاوين طائفية مختلفة، حيث حصلت تجاوزات بحق مسيحيين وصدرت قرارات بمنع بيع الخمور وما شابه، وترددت أنباء عن خطف 300 كردي تم إطلاق سراحهم لاحقاً، في وقت تصاعدت تصريحات مسؤولين ميدانيين عن رفض نقل مراكز الحكومة الموقتة إلى إدلب كما تردد والاكتفاء بالإعلان عن إدارة مدنية محلية.
القيادي في حركة«أحرار الشام»حسام سلامة -«ابو بكر»اوضح لـ«الراي»أن العملية العسكرية«جاءت بعد تشكيل غرفة عمليات مشتركة من جميع الفصائل المقاتلة، في إطار (جيش الفتح) الذي ضم إضافة إلى أحرار الشام، (جبهة النصرة) - (فيلق الشام) -( لواء الحق) - (جند الأقصى) - (الجيش السني) - و(صقور الشام)، وتم العمل بسرية على تقسيم القطاعات ومهمات الاستطلاع لاستكشاف نقاط ضعف قوات النظام في المنطقة قبل التخطيط للهجوم، وكان واضحاً في البيان الصادر عن جيش الفتح أن المعركة موجهة ضد قوات النظام وليست ضد طائفة»، واضاف:«لن نعتدي على أحد بسبب انتمائه، و(جيش الفتح) لا يتحمل مسؤولية العناصر المدسوسة فلا تهديد للمسيحيين أو غيرهم، وقد وقعت أخطاء فردية ولا يمكن تحميلها إلا لمرتكبيها».
ولفت إلى أن«دخول الائتلاف ومؤسساته لم يُدرس حتى الآن، والأمر يخضع للمصلحة الوطنية، وحالياً الفصائل الموجودة تعالج بعض الأمور الأمنية، وهي توصّلت إلى اتفاق مع الكوادر والشخصيات الأكاديمية على إدارة مدنية ذاتية على ألا يفرض الوجود العسكري لهذه الفصائل أي محاصصة في المدينة المحرّرة».
ومن جهة ثانية رأى سلامة أن«قوات النظام لن تستطيع القيام بهجوم معاكس، فرغم التحصينات التي قام بها، فرّ عناصره لدى هجومنا وتحررت المحافظة في أربعة أيام ولم يستطع أحد وقف زحفنا»، مؤكداً أن«الميليشيات الإيرانية و(حزب الله) هي جزء من قوات الأسد وهي في حال تقهقر واستنزاف ولن تستطيع البقاء».
وشرح الناطق باسم الهيئة الإعلامية العسكرية في«الجيش السوري الحرّ»قصي الحسين أن«معركة إدلب جرت تلبيةً لنداء الشارع السوري والتظاهرات التي حصلت مطالِبةً بتوحيد الصفوف بعد تكثيف النظام السوري غاراته الجوية في المنطقة»، وقال:«بالفعل تمّ توحيد الفصائل الموجودة على الأرض تحت اسم (جيش الفتح)، وبعد إعلان ذلك، توافد المتطوعون للمشاركة في المعركة حيث تجمّع أكثر من ألفي مقاتل من حمص وحماه ودمشق وكان لهم بصمة كبيرة في تلك المعركة».
واوضح أنه«خلال وجودنا في مدينة إدلب منذ أول يوم للتحرير التقيتُ العديد من الأخوة المسيحيين في المنطقة الذين عبّروا عن سرورهم بسلوكيات عناصر (جيش الفتح)، وقال لي أحدهم وهو السيد حنا من حارة المسيح في المدينة إن أحداً من (جيش الفتح) لم يتعرض لهم بإساءة، بل على العكس قاموا بحماية بيوتهم ومحلاتهم من السرقة وما أشيع من بعض إعلام النظام السوري عن استهداف المسيحيين عارٍ عن الصحة».
وإذ أشار إلى عدم مشاركة«تنظيم داعش» في معركة إدلب وغياب أي وجود له، شدد على«أن مَن دمّر تمثال إبراهيم هنانو هم عناصر ليسوا من إدلب وباعتقادهم أنه تمثال لحافظ الأسد، وقد اعتذر هؤلاء أمام الناس عن تصرفهم الناتج عن خطأ فردي».
أما بالنسبة للتهديدات بمنع الحكومة الموقتة والائتلاف من الدخول إلى المنطقة، فلفت إلى تصريحات لقياديين من«جيش الفتح»أوضحوا فيها«أن هذا الجيش ليس هدفه السلطة أو الحكم وأن من سيدير شؤون مدينة إدلب هم أهل إدلب بإدارة مدنية وسيبقى هناك مجلس للشورى في المدينة»، مؤكداً ان«الذي يدير مدينة إدلب هم مَن حرروها ريثما يحصل اتفاق رسمي حول إدراة المنطقة»، مضيفاً:«أما بالنسبة للجيش الحر فهو موجود في معركة تحرير إدلب وكان له دور فعال فيها، ومَن ينكر وجوده فلينظر إلى الصور التي رُفع فيها علم الثورة في وسط مدينة إدلب. وبالنسبة للمجلس المحلي فهو من سيتولى إدارة المدينة في وقت لاحق بعد أن يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن».
وعما ردده ناشطون عن«عملية تنظيف»داخل الفصائل المسلحة قبل قرار الهجوم، قال:«لا عملية تنظيف بما للكلمة من معنى، لكن توحدت الفصائل المقاتِلة قبل المعركة، ولاحظنا أن (جيش الإسلام ) طلب من غرفة عمليات (جيش الفتح) المشاركة في المعركة لكن (جبهة النصرة) رفضت لأن جيش الإسلام لا يملك القوة والعتاد الكافي له في إدلب، والمعركة تحتاج إلى رجال وعتاد قوي لأنها معركة مصيرية وخطيرة ومؤثرة على المنطقة».
وأشار إلى أنه«بعد الانتصار في مدينة إدلب، توجّه المقاتلون إلى معسكر المسطومة لإكمال المعركة، فإدلب هي المفتاح الأول للانطلاق باتجاه الساحل السوري، والنظام السوري أجبن من أن يخوض معركة لاسترداد المدينة، لكنه يتبع سياسة الدفاع فهو ضعيف وعاجز، وهناك كتائب (الفرقان) و(أنصار الشام) التي قامت بقطع طريق جسر الشغور - أريحا لفك الضغط قليلاً عن الثوار في المسطومة، وقبلها بأيام قام (الجيش الحر) بافتتاح معركة في ريف حماه الشمالي أيضاً لفك الضغط عن المسطومة». واضاف:«التنسيق بين جميع الفصائل على الأرض، بمن فيهم الإسلاميون والجيش الحر، قائم ومستمر».
وأشار إلى أنه«رغم كثرة الميليشيات الحليفة لإيران في بلدة الفوعة الشيعية قرب إدلب، إلا أنهم لم يستطيعوا فتح طريق إدلب ــ الفوعة في بداية المعركة بعدما قطعه الثوار فأصبحوا اليوم محاصَرين في بلدتي الفوعة وكفريا حصاراَ خانقاً»، مشدداً على أن«معركة إدلب هي بداية التحرير، إذ بتحرير المدينة والمسطومة وأريحا فيما بعد، تكون محافظة إدلب محرَّرة بالكامل وقد تتخذ الحكومة الانتقالية لاحقاً إدلب كمقر موقت لها في حال أُعلنت منطقة محايدة».
وذكّر بأن«باكورة الثورة السلمية انطلقت في إدلب قبل دخول قوات النظام إليها في أواسط العام 2012 وكان عدد الذين يشاركون في تظاهرات إدلب يصل إلى نحو 50 ألف شخص في التظاهرة الواحدة، وكان كل شارع في المدينة تقريباً يشهد تظاهرة»، مضيفاً:«ولجهة الانشقاقات العسكرية، فقد انشقّ أكثر من 70 في المئة من الضباط والعناصر المتحدّرين من إدلب أثناء خدمتهم العسكرية وانضموا إلى الجيش الحر وساهموا في تحرير مدينتهم».
أما رئيس المكتب السياسي لـ«تيار سورية المستقبل»معاذ الحاج يوسف، فيرى أن«هذا التحرير هو من أهمّ عمليات التحرير في سورية، وقد يشكل نقطة تحول حقيقية في الثورة السورية إذا تم استغلاله بشكل صحيح»، وقال:«يجب أ? تقف الفصائل موقف المدافع وتحاول السيطرة على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة النظام حتى ? يقوم الأخير بمحاو?ت ?ستعادة إدلب، فهي من نقاط الشمال الاستراتيجية وتحريرها هو مفتاح تحرير الشمال السوري كاملاً، واستقرار هذه النقطة يوفّر حالة وقوة توازن جديدة للثورة ستكون مؤثرة جداً في المدى القريب»، مضيفاً:«إدلب كانت فاعلة في الثورة السلمية، وحتى في المجال العسكري قامت فيها ملاحم لا تنسى، وننوّه بالانشقاقات ونخصّ بالذكر حسين هرموش ورياض الأسعد أول المنشقين وأول مَن شجع على الانشقاق الذي كان له تأثير فاعل وملموس في توالي الانشقاقات جماعية كانت أم فردية».
وإذ أشار إلى«محاولات بعض الأطراف إظهار أن التحرير تم بيد قوى متطرفة ? تقبل بوجود الآخر»، قال:«هذا غير حقيقي، فقد أوضحت جميع الفصائل أنها مستعدّة لإدارة المنطقة على أساس الشراكة، وأكبر دليل على عدم منع أحد من المشاركة هو وجود العقيد رياض الأسعد في إدلب الآن، وحالياً المنطقة بإدارة غرفة عمليات (جيش الفتح) حتى يستقرّ الوضع، أما عن المجلس المحلي فدوره في المجال الخدماتي وتقديم المساعدة للمنكوبين من إغاثات وما إلى ذلك، والجيش الحر متعاون وله وجود وحضور قوي ويعمل مع بقية الفصائل لإعادة الحياة لهذه المنطقة».