أفضّل ألا تعمل ابنتي في الفن لأن فيه «أشياء مش حلوة» ويجب أن تكون الفتاة «قدّ حالها»
أمل حجازي لـ «الراي»: أنا نجمة و«مبسوطة بحالي»
أمل حجازي
• عدتُ بأغنية قوية أَحبّها الناس في لبنان والخارج وأعتبرها أغنية الصيف
• غبتُ فترة بسبب مشاكلي مع «روتانا» وليس لأنه خطَرَ لي الغياب
• أثبتُّ أنني فنانة درجة أولى ثم قررتُ الزواج وتأسيس عائلة
• بين فترة وأخرى تبرز موجة جديدة... اليوم نعيش موجة برامج الهواة
• كنتُ أعتقد أن «روتانا» تعاني أزمة مادية ولذلك صبرتُ ولكن تبيّن أنهم يتعاقدون مع فنانين و«الدنيا بألف خير عندهم»
• لماذا يزعلون مني بدل أن يتقبّلوا رأيي بكل رحابة صدر؟ لم أجرّح بأحد وقدّمتُ النصائح لمَن أحبّهم
• لا أعتاش من الفن ولو كانت قناعتي غير ذلك لجعلت منه «شغلتي وعملتي»
• الفن كان وسيبقى مجرد هواية وهناك من يدفعون المال من أجل ممارسة هوايتهم
• غبتُ فترة بسبب مشاكلي مع «روتانا» وليس لأنه خطَرَ لي الغياب
• أثبتُّ أنني فنانة درجة أولى ثم قررتُ الزواج وتأسيس عائلة
• بين فترة وأخرى تبرز موجة جديدة... اليوم نعيش موجة برامج الهواة
• كنتُ أعتقد أن «روتانا» تعاني أزمة مادية ولذلك صبرتُ ولكن تبيّن أنهم يتعاقدون مع فنانين و«الدنيا بألف خير عندهم»
• لماذا يزعلون مني بدل أن يتقبّلوا رأيي بكل رحابة صدر؟ لم أجرّح بأحد وقدّمتُ النصائح لمَن أحبّهم
• لا أعتاش من الفن ولو كانت قناعتي غير ذلك لجعلت منه «شغلتي وعملتي»
• الفن كان وسيبقى مجرد هواية وهناك من يدفعون المال من أجل ممارسة هوايتهم
بعد غياب استمر أربع سنوات، عادت الفنانة أمل حجازي إلى الساحة الفنية، من خلال أغنية «الليلة» التي حققت ولا تزال تحقق صدى إيجابياً داخل لبنان وخارجه، وقريباً ستتبعها بأغنية ثانية، بعدما تبيّن أن ابتعادها لم يكن بقرار منها، بل بسبب تقصير شركة «روتانا» تجاهها.
أمل حجازي أكدت لـ «الراي» أن مكانها محفوظ على الساحة، وأن الناس لم ينسوها، «في حين أن هناك فنانين ليسوا غائبين ولكن لا أحد يذكرهم»، مشيرة إلى أنها طوال الفترة السابقة كانت تعتقد أن شركة «روتانا» تعاني، ليعود ويتبيّن لها أنها تتعاقد مع فنانين و«الدنيا بألف خير عندها».
من ناحية أخرى، أكدت حجازي أن زوجها لا يتدخل في أمورها الفنية، وهو يدعمها في حال قررتْ الاستمرار في الفن أو الابتعاد عنه، ولكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنها لا تحبّذ أن تدخل ابنتها هذا المجال، لأنها من خلال تجربتها وجدتْ أن فيه «أشياء مش حلوة»، وأن على الفتاة أن تكون «قدّ حالها»، كي تتمكن من العمل بشرفها واحترامها، وتحدثت في حوارها لـ«الراي» عن الغياب والعودة وبرامج الهواة وغيرها، وهنا تفاصيل الحوار:
• بعد غياب عن الساحة الفنية، عدتِ بأغنية «الليلة» التي حققتْ نجاحاً كبيراً وحظيت بأصداء إيجابية، فهل باشرتِ بإحياء الحفلات؟
- كلا. أنا لن أحيي حفلات في هذه المرحلة، ولكنني تعاقدت على عدة حفلات لموسم الصيف، وسأعلن عنها في الوقت المناسب.
• عندما عدتِ إلى الساحة الفنية بعد غياب، تبيّن أن مكانك محفوظ فيها، في حين أن هناك فنانين لا يجرؤون على الابتعاد ولو لفترة وجيزة، خوفاً من أن ينساهم الناس. كيف تفسرين السبب؟
- لا شك في أن هذا يفرحني كثيراً، وهو يؤكد أن الناس يحبونني ولم ينسوني وأنني موجودة على الساحة، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة إلى أي فنان، وخصوصاً أن هناك فنانين ليسوا غائبين ولكن لا أحد يذكرهم.
• لكن هل يمكن أن يدفعك هذا إلى التمادي في الغياب والعودة؟
- أنا غبتُ لفترة من الزمن، ليس لأنه خطَرَ لي أن أغيب، ولكن بسبب مشاكلي مع «روتانا». أنا لم أرغب في طرح أغنيات خاصة في حين أن هناك عقداً يربطني بالشركة. عندما أغيب بقرار مني، يمكن أن يحصل ذلك لفترة بسيطة، لأنني لم أحصل على عمل يعجبني، ولكن لا يمكن أن أغيب لمدة أربع سنوات لأنه خطر لي أن أفعل ذلك.
• ما السبب الذي جعلك تصبرين كل تلك المدة؟
- كنتُ أعتقد أن شركة «روتانا» تعاني أزمة مادية، ولذلك صبرتُ عليها، ولكن تبين لي أنهم يتعاقدون مع فنانين و«الدنيا بألف خير عندهم».
• وما الذي فقدتِه فنياً خلال فترة غيابك لمدة أربع سنوات؟
- خلال الفترة التي غبتُ فيها، لم تُقدم أعمال ذات قيمة، وهذا الأمر يعود إلى تردي الأوضاع ليس في لبنان فقط بل في العالم العربي كله. عادة، يتأثّر الفن أكثر من غيره في مثل هذه الأوضاع، لأن الناس لا يمكن أن يسمعوا أغنيات إذا لم يكونوا بمزاج هادئ. وفي الفترة الأخيرة كانت كل الشعوب العربية تعاني وابتعدت عن الفن الغنائي، وهذا السبب جعل بعض الفنانين يتجهون نحو التمثيل، بعدما وجدوا أن الفن الغنائي لم يعد يطعم خبزاً.
• عدتِ إلى الغناء وهذا المجال لم يعد ربما يطعم خبزاً كما أشرتِ، هل يمكن أن تتجهي نحو التمثيل؟
- في الأساس أنا لا أعتاش من وراء الفن، وهو مجرد هواية بالنسبة إلي.
• وهل ترفضين تجربة التمثيل من حيث المبدأ؟
- في حال عُرض عليّ عمل وأعجبني لن أرفضه.
• كيف وجدتِ هيفاء وهبي وميريام فارس في التمثيل؟
- بصراحة أنا شاهدت عمليْهما بشكل متقطع، وكي أحكم على هذا الموضوع لا بد من أن أشاهد العملين كاملين.
• هل تفضّلين أن تكون تجربتك كممثلة في الدراما أم في الكوميديا؟
- أنا أحب كلا النوعين.
• ربما تناسبك الكوميديا أكثر؟
- لم أجرب نفسي في التمثيل وربما أفشل في كليهما. في الماضي كنتُ أسخر من الدراما اللبنانية، ولكنها اليوم تقدّمت وتحسّنت عن السابق.
• دائما ترددين أن الفن هو مجرد هواية بالنسبة اليك، ولكنك في فترة من الفترات كنتِ وإليسا منافستين شرستين، ما الذي يجعلك تنظرين إلى الفن من خلال هذه النظرة، على عكس كل الفنانات اللواتي جمعن ثروات من وراء الغناء؟
- لا أنكر أنني أحب الفن، ولكن ليس بالضرورة أن أتواجد فيه كي أعتاش من ورائه، ولو كانت قناعتي غير ذلك لكنتُ جعلت منه «شغلتي وعملتي».
• إلى المال، هناك أيضاً النجومية التي ينشدها كل فنان؟
- الحمد لله انا نجمة «ومبسوطة بحالي» وبحجم نجوميّتي. في المقابل، أنا كوّنتُ عائلة جميلة وأسستُ حياة خاصة، ولو أنني تعاملتُ مع الفن كمهنة، لما كنتُ فكرتُ بالزواج، وخصوصاً أن هناك فنانات يعتبرن أن الزواج يخفف من وهج نجوميتهن. الفن بالنسبة لي هو مجرد هواية وسيبقى كذلك، مع العلم أن ثمة أشخاصاً يدفعون المال من أجل ممارسة هوايتهم.
• في المقابل هناك فنانات نجحن في الجمع بين النجومية والزواج والعائلة؟
- هذا صحيح. ولكنني أمارس الفن بالطريقة التي أحبها، ولا يمكن مقارنتي بأي فنانة أخرى. أنا أثبتتُ أنني فنانة A ودرجة أولى ثم قررتُ الزواج وتأسيس عائلة.
• عودتك إلى الساحة والأصداء الإيجابية التي رافقتها، هل جعلتك تبدّلين حساباتك الفنية بالنسبة للسنوات المقبلة؟
- لم أكن أنتظر كيف ستكون عودتي، كي أقرّر ما الذي سأفعله في الفترة المقبلة، لأن ثقتي بنفسي عالية والناس يحبونني والحمد لله. أنا عدتُ بأغنية قوية أَحبها الناس في لبنان والخارج وأنا أعتبرها أغنية الصيف.
• قلت إنك نجمة صف أول، ولكن عندما يتم تداوُل أسماء نجمات الصف الأول لا يكون اسمك بينها، بل يتم التركيز على هيفاء وهبي ونانسي عجرم وإليسا ونجوى كرم؟
- الأسماء التي ذكرتِها ليست الفن كله. يمكنني أن أعدد اسم 100 فنانة ضاربة، ولكن أسماءهن لا تُذكر في الإعلام. أنا كنت مبتعدة، ومن المنطقي ألا يأتون على ذكر اسمي لأنني لست موجودة على الساحة، فهل يقولون مثلا ماذا تفعل أمل في بيتها؟
• يبدو أنك من النوع الذي لا يميل لأن يكون اسمه متداوَلاً إعلامياً، بينما هناك فنانات لا يتوانين عن نشر أخبار وصور أوشامهن وأحذيتهن وحقائب أيديهن بهدف الظهور الإعلامي، أو حتى لتحقيق النجومية التي باتت تعتمد على الفستان والتنورة والشفاف والقصير وليس على الصوت؟
- أنت على حق «هلق هيك دارج» ولا أعرف بماذا أجيب. هذا الأمر يعود إلى كل فنانة، ولكن هل استمعتِ إلى أغنية ضاربة طوال الفترة الماضية! النجومية أصبحت تتحقق من خلال عرض أزياء، بينما أنا أعتبر أن النجومية يجب أن تتحقق بالنسبة إلى المغني من خلال أغنية ضاربة، وإلى الممثل من خلال أدائه التمثيلي في أفلامه ومسلسلاته.
• دائماً ترددين أنك ترفضين الظهور كعضو لجنة تحكيم في برامج الهواة الفنية لأن قلبك رقيق، ولا يمكنك أن تجرحي أي مشترك أو أن تقولي له صوتك ليس جميلاً؟
- ولكن لا يمكن أن ننكر أن هذه البرامج مشاهَدة ومتابَعة ومحبوبة عند الناس، إلا أن هناك فنانين غير مؤهلين لإبداء آرائهم والحكم على الأصوات سلباً أو إيجاباً. برامج الهواة تحولت إلى موضة والناس سعداء بمشاهدتها. الموجات الفنية كثيرة، وبين فترة وأخرى تبرز موجة جديدة ونحن اليوم نعيش موجة برامج الهواة الفنية.
• وهل ترين أن هذه البرامج باتت تحقق نجومية للفنان أكثر من أعماله؟
- هي تؤمّن تواجداً للفنان ولكنها لا تحقق له الاستمرارية. لا يمكن للفنان أن يستمر لمجرد أنه يطلّ من خلال هذه البرامج على الناس، من دون أن يقدم لهم أغنية يحبونها أو يتداولونها. أغنية ضاربة إلى جانب الظهور في برنامج تلفزيوني، يمكن أن تفيد الفنان ولكن ليس الاكتفاء بإطلالة في برنامج تلفزيوني فقط، وإلا فمن الأفضل أن يتحوّل الفنان إلى مقدم برامج.
• وهل أنتِ بعيدة عن التقديم وعن برامج التحكيم؟
- لستُ أنا وحدي البعيدة بل هناك آلاف الفنانين البعيدين أيضاً، لأنه ليس بالضرورة أن يكون الفنان عضواً في لجنة تحكيم. وقبل أن تتحول هذه البرامج إلى موضة، عُرض عليّ أن أشارك في أحدها، ويومها سخرتُ من العرض.
• وفي حال تكرر مثل هذا العرض اليوم؟
- لا اعرف. أشعر بأن كاراكتيري مناسب للوجود في لجنة تحكيم، ولكن لا أعرف إذا كنت أستطيع أن أعطي رأيي بالأصوات، لأنني لا أغني بشكل صحيح 100 في المائة. صحيح أنني من خلال السمع يمكن أن أعرف إذا كان الشخص يغني بشكل صحيح أو العكس، ولكن كي أقوم بهذه المهمة بشكل احترافي، يجب أن يكون لدي إلمام بالنوتات.
• ولكن بعض مَن يحكمون على الأصوات في برامج الهواة، صوتهم ليس أفضل من صوتك؟
- المسألة لا علاقة لها بالأصوات، وهناك فنانات بدون صوت شاركن في لجان التحكيم، مع أنهن غير جديرات بالقيام بهذه المهمة. برامج الهواة تعتمد على الاستعراض وهي ليست كبرنامج «استديو الفن»، حيث كانت تتم المحاسبة على النوتة، مع أن هناك أصواتاً جميلة تشارك فيها. الناس يحبون هذه البرامج من كل النواحي، وليس لمجرد أن هناك هواة يغنون فيها، فهناك أيضاً لجنة التحكيم والحوارات التي تدور فيها.
• هـــل تفــــكرين في تـــصوير أغنيتك الجديدة؟
- نعم ولكن خلال الفترة المقبلة. لأنني أريد أن تكون أجواء الكليب صيفية.
• يبدو أن شهيتك فتحت على الفن مجدداً؟
- نعم ولكنني لا أقبل بكل شيء بل أتأنى في اختياراتي وفي ظهوري.
• هل يتدخل زوجك في حياتك الفنية؟
- على الاطلاق. زوجي لن يعارض رأيي سواء قررتُ ترك الفن أم قررت الاستمرار في الغناء. هو يترك لي حرية القرار، لأن مَن يحب شخصاً يحب كل ما يحبه.
• هل تفكرين في المرحلة المقبلة في طرح ألبوم أو أغنية جديدة؟
- بل هناك «سنغل» سيطرح قريباً.
• وهل انتهيتِ من تسجيله؟
- هناك أكثر من أغنية جاهزة وأنا في انتظار أن أختار بينها.
• هل يمكن أن تتجهي للغناء باللهجة الخليجية أو العراقية؟
- في حال عُرضت علي أغنية خليجية وأعجبتني، وشعرتُ بأنني أستطيع غناءها، فلن أتردد لأن اللهجة الخليجية صعبة ولا يمكن إتقانها بسهولة. مطلوب من الفنان أن يغني بكل اللهجات.
• في إطلالتك الأخيرة انتقدتِ الكثير من الفنانين وتعرضتِ للانتقاد لهذا السبب؟
- أنا عبّرتُ عما أشعر به، ولم أطلّ لمجرد الانتقاد. أنا سُئلت وعبّرت عن رأيي بصراحة.
• ألا تعتقدين أن صراحتك تجعلك تخسرين صداقاتك مع الفنانين؟
- أنا أتقبل أي نقد يوجّهه زميل لي في إطار الفن. ولماذا يزعلون بدل أن يتقبلوا رأيي بكل رحابة صدر؟ أنا لم أجرّح بأحد، وقدمتُ النصائح لمَن أحبهم.
• وهل عاتبك البعض؟
- نعم ولكنني لا أردّ ولن أذكر أسماء.
• ألا تعتقدين أن الديبلوماسية والمجاملة أفضل؟
- أنا معروفة بصراحتي، ولكني لم أجرّح بأحد في يوم من الأيام.
• هل ستخصصين المرحلة المقبلة للفن أم أنك تفكرين في الإنجاب مجدداً؟
- بل سأستمر في الفن، وقريباً سأطرح أغنية جديدة. يمكنني التوفيق بين فني وعائلتي، وليس بالضرورة أن أقصر فيهما، وفي حال حصل تقصير فهو سيطال فني وليس بيتي وعائلتي، مع أنني أملك الوقت الكافي لكليهما.
• هل تفكرين في الإنجاب مجدداً؟
«مثل ما الله بيريد». أنا أحب الأولاد كثيراً ولكنني مكتفية بولدين.
• هل تقبلين أن تمتهن ابنتك العمل الفني؟
- كلا، أنا لا أحبّذ هذه الفكرة. وأهلي كانوا يعارضون غنائي، وبالرغم من ذلك دخلتُ المجال. القرار في هذا الموضوع شخصي. وبعدما دخلتُ المجال وجدتُ أن فيه «أشياء مش حلوة»، وأنه يجب أن تكون الفتاة «قد حالها»، كي تتمكن من العمل بشرفها واحترامها. المجال الفني صعب جداً، ولذلك أفضّل أن تعمل ابنتي في مجال آخر.
• وهل الفن مهنة غير شريفة؟
- أيّ مهنة يمكن أن تكون شريفة أو غير شريفة، ولكن مَن تعمل في الفن تحديداً تجد نفسها معرّضة أكثر من الفتاة التي تعمل في أي مجال آخر، لأن مغرياته كثيرة. والفنان الرجل معرّض أيضاً وليس الفنانة وحدها.
• لا شك في أنك تعرضتِ للكثير بسبب عملك في الفن.. فهل فكرتِ في الانسحاب منه؟
- مَن لا يفسح المجال لا يمكن أن يتعرض لمساوئ الفن، وأنا لم أفكر يوماً في الانسحاب لأنني أثق بنفسي كثيراً.
أمل حجازي أكدت لـ «الراي» أن مكانها محفوظ على الساحة، وأن الناس لم ينسوها، «في حين أن هناك فنانين ليسوا غائبين ولكن لا أحد يذكرهم»، مشيرة إلى أنها طوال الفترة السابقة كانت تعتقد أن شركة «روتانا» تعاني، ليعود ويتبيّن لها أنها تتعاقد مع فنانين و«الدنيا بألف خير عندها».
من ناحية أخرى، أكدت حجازي أن زوجها لا يتدخل في أمورها الفنية، وهو يدعمها في حال قررتْ الاستمرار في الفن أو الابتعاد عنه، ولكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنها لا تحبّذ أن تدخل ابنتها هذا المجال، لأنها من خلال تجربتها وجدتْ أن فيه «أشياء مش حلوة»، وأن على الفتاة أن تكون «قدّ حالها»، كي تتمكن من العمل بشرفها واحترامها، وتحدثت في حوارها لـ«الراي» عن الغياب والعودة وبرامج الهواة وغيرها، وهنا تفاصيل الحوار:
• بعد غياب عن الساحة الفنية، عدتِ بأغنية «الليلة» التي حققتْ نجاحاً كبيراً وحظيت بأصداء إيجابية، فهل باشرتِ بإحياء الحفلات؟
- كلا. أنا لن أحيي حفلات في هذه المرحلة، ولكنني تعاقدت على عدة حفلات لموسم الصيف، وسأعلن عنها في الوقت المناسب.
• عندما عدتِ إلى الساحة الفنية بعد غياب، تبيّن أن مكانك محفوظ فيها، في حين أن هناك فنانين لا يجرؤون على الابتعاد ولو لفترة وجيزة، خوفاً من أن ينساهم الناس. كيف تفسرين السبب؟
- لا شك في أن هذا يفرحني كثيراً، وهو يؤكد أن الناس يحبونني ولم ينسوني وأنني موجودة على الساحة، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة إلى أي فنان، وخصوصاً أن هناك فنانين ليسوا غائبين ولكن لا أحد يذكرهم.
• لكن هل يمكن أن يدفعك هذا إلى التمادي في الغياب والعودة؟
- أنا غبتُ لفترة من الزمن، ليس لأنه خطَرَ لي أن أغيب، ولكن بسبب مشاكلي مع «روتانا». أنا لم أرغب في طرح أغنيات خاصة في حين أن هناك عقداً يربطني بالشركة. عندما أغيب بقرار مني، يمكن أن يحصل ذلك لفترة بسيطة، لأنني لم أحصل على عمل يعجبني، ولكن لا يمكن أن أغيب لمدة أربع سنوات لأنه خطر لي أن أفعل ذلك.
• ما السبب الذي جعلك تصبرين كل تلك المدة؟
- كنتُ أعتقد أن شركة «روتانا» تعاني أزمة مادية، ولذلك صبرتُ عليها، ولكن تبين لي أنهم يتعاقدون مع فنانين و«الدنيا بألف خير عندهم».
• وما الذي فقدتِه فنياً خلال فترة غيابك لمدة أربع سنوات؟
- خلال الفترة التي غبتُ فيها، لم تُقدم أعمال ذات قيمة، وهذا الأمر يعود إلى تردي الأوضاع ليس في لبنان فقط بل في العالم العربي كله. عادة، يتأثّر الفن أكثر من غيره في مثل هذه الأوضاع، لأن الناس لا يمكن أن يسمعوا أغنيات إذا لم يكونوا بمزاج هادئ. وفي الفترة الأخيرة كانت كل الشعوب العربية تعاني وابتعدت عن الفن الغنائي، وهذا السبب جعل بعض الفنانين يتجهون نحو التمثيل، بعدما وجدوا أن الفن الغنائي لم يعد يطعم خبزاً.
• عدتِ إلى الغناء وهذا المجال لم يعد ربما يطعم خبزاً كما أشرتِ، هل يمكن أن تتجهي نحو التمثيل؟
- في الأساس أنا لا أعتاش من وراء الفن، وهو مجرد هواية بالنسبة إلي.
• وهل ترفضين تجربة التمثيل من حيث المبدأ؟
- في حال عُرض عليّ عمل وأعجبني لن أرفضه.
• كيف وجدتِ هيفاء وهبي وميريام فارس في التمثيل؟
- بصراحة أنا شاهدت عمليْهما بشكل متقطع، وكي أحكم على هذا الموضوع لا بد من أن أشاهد العملين كاملين.
• هل تفضّلين أن تكون تجربتك كممثلة في الدراما أم في الكوميديا؟
- أنا أحب كلا النوعين.
• ربما تناسبك الكوميديا أكثر؟
- لم أجرب نفسي في التمثيل وربما أفشل في كليهما. في الماضي كنتُ أسخر من الدراما اللبنانية، ولكنها اليوم تقدّمت وتحسّنت عن السابق.
• دائما ترددين أن الفن هو مجرد هواية بالنسبة اليك، ولكنك في فترة من الفترات كنتِ وإليسا منافستين شرستين، ما الذي يجعلك تنظرين إلى الفن من خلال هذه النظرة، على عكس كل الفنانات اللواتي جمعن ثروات من وراء الغناء؟
- لا أنكر أنني أحب الفن، ولكن ليس بالضرورة أن أتواجد فيه كي أعتاش من ورائه، ولو كانت قناعتي غير ذلك لكنتُ جعلت منه «شغلتي وعملتي».
• إلى المال، هناك أيضاً النجومية التي ينشدها كل فنان؟
- الحمد لله انا نجمة «ومبسوطة بحالي» وبحجم نجوميّتي. في المقابل، أنا كوّنتُ عائلة جميلة وأسستُ حياة خاصة، ولو أنني تعاملتُ مع الفن كمهنة، لما كنتُ فكرتُ بالزواج، وخصوصاً أن هناك فنانات يعتبرن أن الزواج يخفف من وهج نجوميتهن. الفن بالنسبة لي هو مجرد هواية وسيبقى كذلك، مع العلم أن ثمة أشخاصاً يدفعون المال من أجل ممارسة هوايتهم.
• في المقابل هناك فنانات نجحن في الجمع بين النجومية والزواج والعائلة؟
- هذا صحيح. ولكنني أمارس الفن بالطريقة التي أحبها، ولا يمكن مقارنتي بأي فنانة أخرى. أنا أثبتتُ أنني فنانة A ودرجة أولى ثم قررتُ الزواج وتأسيس عائلة.
• عودتك إلى الساحة والأصداء الإيجابية التي رافقتها، هل جعلتك تبدّلين حساباتك الفنية بالنسبة للسنوات المقبلة؟
- لم أكن أنتظر كيف ستكون عودتي، كي أقرّر ما الذي سأفعله في الفترة المقبلة، لأن ثقتي بنفسي عالية والناس يحبونني والحمد لله. أنا عدتُ بأغنية قوية أَحبها الناس في لبنان والخارج وأنا أعتبرها أغنية الصيف.
• قلت إنك نجمة صف أول، ولكن عندما يتم تداوُل أسماء نجمات الصف الأول لا يكون اسمك بينها، بل يتم التركيز على هيفاء وهبي ونانسي عجرم وإليسا ونجوى كرم؟
- الأسماء التي ذكرتِها ليست الفن كله. يمكنني أن أعدد اسم 100 فنانة ضاربة، ولكن أسماءهن لا تُذكر في الإعلام. أنا كنت مبتعدة، ومن المنطقي ألا يأتون على ذكر اسمي لأنني لست موجودة على الساحة، فهل يقولون مثلا ماذا تفعل أمل في بيتها؟
• يبدو أنك من النوع الذي لا يميل لأن يكون اسمه متداوَلاً إعلامياً، بينما هناك فنانات لا يتوانين عن نشر أخبار وصور أوشامهن وأحذيتهن وحقائب أيديهن بهدف الظهور الإعلامي، أو حتى لتحقيق النجومية التي باتت تعتمد على الفستان والتنورة والشفاف والقصير وليس على الصوت؟
- أنت على حق «هلق هيك دارج» ولا أعرف بماذا أجيب. هذا الأمر يعود إلى كل فنانة، ولكن هل استمعتِ إلى أغنية ضاربة طوال الفترة الماضية! النجومية أصبحت تتحقق من خلال عرض أزياء، بينما أنا أعتبر أن النجومية يجب أن تتحقق بالنسبة إلى المغني من خلال أغنية ضاربة، وإلى الممثل من خلال أدائه التمثيلي في أفلامه ومسلسلاته.
• دائماً ترددين أنك ترفضين الظهور كعضو لجنة تحكيم في برامج الهواة الفنية لأن قلبك رقيق، ولا يمكنك أن تجرحي أي مشترك أو أن تقولي له صوتك ليس جميلاً؟
- ولكن لا يمكن أن ننكر أن هذه البرامج مشاهَدة ومتابَعة ومحبوبة عند الناس، إلا أن هناك فنانين غير مؤهلين لإبداء آرائهم والحكم على الأصوات سلباً أو إيجاباً. برامج الهواة تحولت إلى موضة والناس سعداء بمشاهدتها. الموجات الفنية كثيرة، وبين فترة وأخرى تبرز موجة جديدة ونحن اليوم نعيش موجة برامج الهواة الفنية.
• وهل ترين أن هذه البرامج باتت تحقق نجومية للفنان أكثر من أعماله؟
- هي تؤمّن تواجداً للفنان ولكنها لا تحقق له الاستمرارية. لا يمكن للفنان أن يستمر لمجرد أنه يطلّ من خلال هذه البرامج على الناس، من دون أن يقدم لهم أغنية يحبونها أو يتداولونها. أغنية ضاربة إلى جانب الظهور في برنامج تلفزيوني، يمكن أن تفيد الفنان ولكن ليس الاكتفاء بإطلالة في برنامج تلفزيوني فقط، وإلا فمن الأفضل أن يتحوّل الفنان إلى مقدم برامج.
• وهل أنتِ بعيدة عن التقديم وعن برامج التحكيم؟
- لستُ أنا وحدي البعيدة بل هناك آلاف الفنانين البعيدين أيضاً، لأنه ليس بالضرورة أن يكون الفنان عضواً في لجنة تحكيم. وقبل أن تتحول هذه البرامج إلى موضة، عُرض عليّ أن أشارك في أحدها، ويومها سخرتُ من العرض.
• وفي حال تكرر مثل هذا العرض اليوم؟
- لا اعرف. أشعر بأن كاراكتيري مناسب للوجود في لجنة تحكيم، ولكن لا أعرف إذا كنت أستطيع أن أعطي رأيي بالأصوات، لأنني لا أغني بشكل صحيح 100 في المائة. صحيح أنني من خلال السمع يمكن أن أعرف إذا كان الشخص يغني بشكل صحيح أو العكس، ولكن كي أقوم بهذه المهمة بشكل احترافي، يجب أن يكون لدي إلمام بالنوتات.
• ولكن بعض مَن يحكمون على الأصوات في برامج الهواة، صوتهم ليس أفضل من صوتك؟
- المسألة لا علاقة لها بالأصوات، وهناك فنانات بدون صوت شاركن في لجان التحكيم، مع أنهن غير جديرات بالقيام بهذه المهمة. برامج الهواة تعتمد على الاستعراض وهي ليست كبرنامج «استديو الفن»، حيث كانت تتم المحاسبة على النوتة، مع أن هناك أصواتاً جميلة تشارك فيها. الناس يحبون هذه البرامج من كل النواحي، وليس لمجرد أن هناك هواة يغنون فيها، فهناك أيضاً لجنة التحكيم والحوارات التي تدور فيها.
• هـــل تفــــكرين في تـــصوير أغنيتك الجديدة؟
- نعم ولكن خلال الفترة المقبلة. لأنني أريد أن تكون أجواء الكليب صيفية.
• يبدو أن شهيتك فتحت على الفن مجدداً؟
- نعم ولكنني لا أقبل بكل شيء بل أتأنى في اختياراتي وفي ظهوري.
• هل يتدخل زوجك في حياتك الفنية؟
- على الاطلاق. زوجي لن يعارض رأيي سواء قررتُ ترك الفن أم قررت الاستمرار في الغناء. هو يترك لي حرية القرار، لأن مَن يحب شخصاً يحب كل ما يحبه.
• هل تفكرين في المرحلة المقبلة في طرح ألبوم أو أغنية جديدة؟
- بل هناك «سنغل» سيطرح قريباً.
• وهل انتهيتِ من تسجيله؟
- هناك أكثر من أغنية جاهزة وأنا في انتظار أن أختار بينها.
• هل يمكن أن تتجهي للغناء باللهجة الخليجية أو العراقية؟
- في حال عُرضت علي أغنية خليجية وأعجبتني، وشعرتُ بأنني أستطيع غناءها، فلن أتردد لأن اللهجة الخليجية صعبة ولا يمكن إتقانها بسهولة. مطلوب من الفنان أن يغني بكل اللهجات.
• في إطلالتك الأخيرة انتقدتِ الكثير من الفنانين وتعرضتِ للانتقاد لهذا السبب؟
- أنا عبّرتُ عما أشعر به، ولم أطلّ لمجرد الانتقاد. أنا سُئلت وعبّرت عن رأيي بصراحة.
• ألا تعتقدين أن صراحتك تجعلك تخسرين صداقاتك مع الفنانين؟
- أنا أتقبل أي نقد يوجّهه زميل لي في إطار الفن. ولماذا يزعلون بدل أن يتقبلوا رأيي بكل رحابة صدر؟ أنا لم أجرّح بأحد، وقدمتُ النصائح لمَن أحبهم.
• وهل عاتبك البعض؟
- نعم ولكنني لا أردّ ولن أذكر أسماء.
• ألا تعتقدين أن الديبلوماسية والمجاملة أفضل؟
- أنا معروفة بصراحتي، ولكني لم أجرّح بأحد في يوم من الأيام.
• هل ستخصصين المرحلة المقبلة للفن أم أنك تفكرين في الإنجاب مجدداً؟
- بل سأستمر في الفن، وقريباً سأطرح أغنية جديدة. يمكنني التوفيق بين فني وعائلتي، وليس بالضرورة أن أقصر فيهما، وفي حال حصل تقصير فهو سيطال فني وليس بيتي وعائلتي، مع أنني أملك الوقت الكافي لكليهما.
• هل تفكرين في الإنجاب مجدداً؟
«مثل ما الله بيريد». أنا أحب الأولاد كثيراً ولكنني مكتفية بولدين.
• هل تقبلين أن تمتهن ابنتك العمل الفني؟
- كلا، أنا لا أحبّذ هذه الفكرة. وأهلي كانوا يعارضون غنائي، وبالرغم من ذلك دخلتُ المجال. القرار في هذا الموضوع شخصي. وبعدما دخلتُ المجال وجدتُ أن فيه «أشياء مش حلوة»، وأنه يجب أن تكون الفتاة «قد حالها»، كي تتمكن من العمل بشرفها واحترامها. المجال الفني صعب جداً، ولذلك أفضّل أن تعمل ابنتي في مجال آخر.
• وهل الفن مهنة غير شريفة؟
- أيّ مهنة يمكن أن تكون شريفة أو غير شريفة، ولكن مَن تعمل في الفن تحديداً تجد نفسها معرّضة أكثر من الفتاة التي تعمل في أي مجال آخر، لأن مغرياته كثيرة. والفنان الرجل معرّض أيضاً وليس الفنانة وحدها.
• لا شك في أنك تعرضتِ للكثير بسبب عملك في الفن.. فهل فكرتِ في الانسحاب منه؟
- مَن لا يفسح المجال لا يمكن أن يتعرض لمساوئ الفن، وأنا لم أفكر يوماً في الانسحاب لأنني أثق بنفسي كثيراً.