تبلّغ بعدم إلغاء زيارته للبلاد

مرسيل خليفة لـ «الراي» : مستعد لإحياء الحفل ... إذا اعتذرت الكويت

تصغير
تكبير
رفض وقبول، فقبول... ورفض، هذا هو ملخص إلغاء حفل الفنان اللبناني مرسيل خليفة الذي كان مزمعاً إقامته في الكويت في 20 الجاري، ثم التراجع عن الرفض وإدلاء الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة بأن الحفل في موعده. إلا أن خليفة الذي كان عمم بياناً عبر صفحته «الفيسبوكية» صباحاً ورد فيه «إلى أهلي في الكويت... لماذا يخنقوننا؟»، قال لـ«الراي» مساء عن تراجع «الإلغاء»: «كنت آتياً لتلبية الدعوة والغناء في الكويت، وإذ بنائب متشدد يعترض على زيارتنا، فنُبلَّغ بأن دخولنا إلى الكويت ممنوع. لذا أطلب من الحكومة الكويتية إذا لم يكن لديها مانع من زيارتنا الكويت أن تعتذر عما حصل وترحب بزيارتي للكويت».

حفل خليفة يأتي في ختام مهرجان القراءة العربي الأول (الق بصرك) الذي يقام برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع مجموعة من المبادرات الثقافية الشبابية وينطلق في 19 الجاري ويستمر ليومين.


وكان تداول أمس أن حفل مرسيل خليفة ألغي، ما حدا بـ«الراي» الاتصال باليوحة لاستيضاح الأمر، فرد قائلاً: «إن حفل خليفة قائم»، لافتاً إلى أن بعض الترتيبات الإدارية والمالية الخاصة بإقامة المهرجان كانت تقف عائقاً أمام إقامته، ومضيفاً «أن الأمور تسير بشكل صحيح». وبموازاة ذلك، علمت «الراي» من مصادر مطلعة أن تأشيرات الدخول الخاصة بأعضاء فرقة (خليفة) قد تم إصدارها بالفعل.

وبناء على ما أدلى به اليوحة، اتصلت «الراي» بخليفة لإبلاغه بما حمله «المساء» عن أن الحفل قائم، رد أنه لم يتلق أي شيء رسمياً، وقال «لقد شرحت بإسهاب في بياني عبر صفحتي على (فيسبوك) موقفي من قرار المنع». وأضاف «عرفت من خلال (الراي) أن تغيّراً في الموقف قد حصل، لكنني لم أتبلغ رسمياً، لذا أطلب من الحكومة الكويتية إذا لم يكن لديها مانع من زيارتنا الكويت أن تعتذر عما حصل وترحب بزيارتي للكويت».

بيان خليفة إلى أهلي في الكويت

يؤسفني أن يعترض نائب متشدّد في البرلمان الكويتي وترزح الحكومة لطلبه وتمنع أمسية موسيقية تحت عنوان «تصبحون على وطن». يتكتلون ضد الموسيقى والاغنية تحت ستار الحفاظ على وحدة الصف وأي صف هذا ؟

لماذا يخنقوننا ؟ لماذا يقمعون الثقافة ؟ هذه هرطقة ؟

ورغم هذا المنع سنظل نبني جنتنا زهرة زهرة وردة وردة بمعزل عن السلطات كافة وسنتمكن من استدراج الناس ومن البعيد البعيد لهذه الجنة كعشّاق وكأرواح شاردة. ورغم منعي من ملاقاتكم في أمسية حيّة وحاشدة، أعرف بأن هناك متّسعا من الوقت للاتصال بمن يبحث عن ذاته في ذوات أخرى وفي فتح الروح على الأرواح الأخرى

أقول لكم بأنني عشت تجارب صعبة ومريرة من المنع والمحاكمة والتجنيّ في كامل التراب العربي وكانت الموسيقى تحميني وتمنحني قوة الصمود، صمود الأمل لذلك لم أهزم داخلياً، وكنت حرّاً في مواجهة العالم وكنت دائماً خارج السلطات مهما بطشت أو تجرأت في العنف

جروحنا عميقة ترفض أن تندمل، جروح تصرخ قهرنا وتمردنا إلى حد العصيان الكليّ ورغم اعتراض المتشددين بتغيير الإنسان والعالم والحياة نحو الجمال والسعادة

كم خضنا من معارك الدفاع عن الحريّة والتعبير وكم خضنا معارك التجديد وكم خضنا معارك رفض التبعيّة الثقافية لأية وصاية

لعلّ الخلق الفني يحمينا من النزعة التشاؤمية التي تغور وتغلي ولكن ايماننا بالتغلّب على الضعف والكبوات والمشاكل والمآذق والمآسي لا بل الفواجع لا بل الموت. نتمالك ملتمعين ببريق الأمل وقوة الانبعاث مع أن خيبة أملنا بهذا الاستسلام من طرف الحكومة خيبة أمل كبيرة

نعيش في محرقة نأكل بعضنا البعض، العلّة فينا، في داخل أرواحنا، في داخل التراث وما لم نعالج ذلك فسنظل مهزومين. فلنزيل العوائق ونبدّد الاوهام وليكن ذلك من الجذور لا من القشور وإلا سيتزايد الهدامون، نتطلع الى المستحيل لأنه وحده بين الحب والموسيقى لنجتاز الحقارة

أصدقائي في الكويت هناك من خان لتسليمنا، هناك خديعة كبرى، خديعة موجّهة ضدكم أولاً ضد وجودكم النفسي والتاريخي وضد النظيف مما تسمعونه المزروع في مستقبل اولادكم واذا نجح المتآمرون فسيهبط الويل

المهم أن تبقى لدينا ولديكم القدرة على الرؤية في الظلام ومهما منعونا من التواصل معكم يجب أن تبقى اصواتكم مرتفعة وتقول: لا نخاف

وفي هذا الجو الخانق كم يعوزنا الغناء

مع كل الحب، مرسيل خليفة
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي