الحريري يريد من استمرار الحوار «نزْع الذرائع»
امتعاض خليجي «مكتوم» من صمْت لبنان عن حملات «حزب الله» ضدّ السعودية
لم يبرّد انعقاد الجولة العاشرة من الحوار بين تيار «المستقبل« و«حزب الله« امس، السخونة المتصاعدة للمناخ السياسي والإعلامي في لبنان، على خلفية الاحتدام الذي تثيره الحملات المنهجية التي يشنّها الحزب بسياسييه وإعلامه على المملكة العربية السعودية على خلفية عملية «عاصفة الحزم« في اليمن.
واتخذ هذا المناخ أبعاداً جديدة قد تضع الحكومة اللبنانية برمّتها أمام واقع إضافي مأزوم من خلال الاجتماع الذي ضمّ سفراء دول التحالف في عملية «عاصفة الحزم« والذي عقد اول من امس، في دارة السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري، وصدر عنه بيان تأييد للسفير في مواجهة الحملات الاعلامية والسياسية التي تطاوله وتطاول المملكة.
وذكرت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ «الراي»: «لا السفير السعودي، الذي زار أمس رئيس البرلمان نبيه بري، ولا أيّ دولة خليجية، طلبت او ستطلب من الحكومة اللبنانية اتخاذ موقف حاسم من الحملات المتصاعدة على المملكة، ولكن يفترض بجميع أركان الحكومة وقواها ان يقرؤوا جيداً معنى انعقاد اجتماع سفراء دول التحالف في بيروت في وقت لا تخفى معالم خيبة سعودية وخليجية ضمنية من تحييد الحكومة اللبنانية نفسها عن اتخاذ موقف من هذا المنحى الذي يقوده (حزب الله)».
واذْ لاحظت المصادر ان بعض الصحافة والإعلام الخليجي بدأ يركّز منذ فترة على هذه الناحية من منطلق التحذير من سيطرة «حزب الله» على توجّهات الدولة والحكومة، لم تُخْف المصادر نفسها خشيتها المتنامية «من المرحلة المتوسطة او البعيدة المدى لهذا الواقع، وخصوصاً ان الحزب لا يبدي ايّ مؤشرات لتليين مواقفه، بل على العكس، اذْ يُجري استعدادات لإقامة مهرجان بعد غد الجمعة في الضاحية الجنوبية في بيروت لدعم الشعب اليمني في مواجهة الحملة العسكرية تحت شعار (مهرجان التضامن والوفاء وصرخة الحق)، وسيطلق خلاله الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، كما يُتوقّع، مزيداً من الحملات الحادة على السعودية».
كما برزت امس، تقارير كشفت ان «تعرُّض موقع صحيفة (الحياة) السعودية لعملية قرصنة (مساء أول من امس) على يد مجموعة أطلقت على نفسها اسم (Yemen Cyber Army)، حسب الرسالة التي ظهرت على الموقع لدى قرصنته ثم أزالتها إدارة الصحيفة، تَرافق مع بث القراصنة صورة للسيد نصرالله على خلفية سوداء مع عبارة (تهديدية) باللغة العربية جاء فيها: (بكلمتين، جهّزوا ملاجئكم)، كما بدا شعار حركة (أنصار الله) اليمنية».
وفي موازاة ذلك، لفتت المعلومات إلى«اتصالات تجري بين مجموعة من رجال الأعمال اللبنانيين العاملين في السعودية والكويت والإمارات وقطر لتشكيل وفود تقوم بزيارات لدول مجلس التعاون لإبلاغ مسؤوليها تضامنهم مع القرارات التي تتخذها حكومات تلك الدول، وخاصة بالنسبة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين في قيادة (عاصفة الحزم) في اليمن.
أما على الصعيد الداخلي، فأشارت المصادر نفسها الى ان «استمرار الحوار بين (المستقبل) و(حزب الله) عكَس في الواقع تَصاعُد الخشية من تداعيات مواقف الحزب من الحرب في اليمن على الاستقرار الداخلي، وإلا لَما كان من جدوى لاستمرار الحوار. ذلك أن زعيم (المستقبل) الرئيس سعد الحريري يبدو ماضياً الى النهاية في إسقاط أيّ ذريعة للحزب وداعِمته ايران في توظيف ايّ خلل داخلي سياسي او أمني في لبنان للنفاذ منه في لعبة توسيع النفوذ او اتخاذ لبنان ساحة لتصفية الحسابات مع السعودية».
ومع ذلك، فإن المصادر لا تتوقّع ان يثمر الحوار - وسط هذه الأجواء - نتائج بارزة او ملموسة. علماً ان الاختبار الاول المرتقب لاستمرار الحوار يتمثّل في تنفيذ الخطة الأمنية في الضاحية الجنوبية في بيروت والتي وعد وزير الداخلية نهاد المشنوق قبل فترة بتنفيذها قبل نهاية ابريل الجاري.
وتضيف هذه المصادر ان «المعطيات المتوافرة عن هذه الخطة تؤكد ان (حزب الله) سيعمل على إنجاحها لأن مختلف العناصر التفصيلية التي تعنيه ستأتي لمصلحة إراحته أمنياً وسياسياً من خلال الخطة، ولو بدا الأمر شكلاً على حساب نفوذه في معقله اي الضاحية الجنوبية».
إلى ذلك، بدأ العد العكسي لترقُّب انفراجٍ ملموس في ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين منذ 2 اغسطس 2014 لدى تنظيميْ «جبهة النصرة» و«داعش» في ظل المفاوضات التي أجراها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابرهيم في أنقرة في الأيام الثلاثة الأخيرة. إذْ بدا ان الوساطتيْن القطرية والتركية شهدتا أخيراً تفعيلاً قوياً نحو بتّ ملف التسوية اولاً مع «النصرة» التي تحتجز 16 عسكرياً وعنصر أمن، ولاحقاً مع «داعش» (لديها 9 مخطوفين) إنْ لم يكن في الإمكان توحيد قناتيْ التفاوض.
ويؤكد مطلعون على بعض جوانب المفاوضات ما سبق لـ«الراي«انْ نشرته قبل يومين من ان«العامل المالي يلعب دوراً بارزاً في دفْع المفاوضات«، وان«الايام المقبلة قد تشهد برْمجة على مراحل لإطلاق عدد من المخطوفين ومبادلتهم مع بعض السجناء الاسلاميين غير المحكومين في لبنان بأحكام طويلة ومبرمة«.
واتخذ هذا المناخ أبعاداً جديدة قد تضع الحكومة اللبنانية برمّتها أمام واقع إضافي مأزوم من خلال الاجتماع الذي ضمّ سفراء دول التحالف في عملية «عاصفة الحزم« والذي عقد اول من امس، في دارة السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري، وصدر عنه بيان تأييد للسفير في مواجهة الحملات الاعلامية والسياسية التي تطاوله وتطاول المملكة.
وذكرت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ «الراي»: «لا السفير السعودي، الذي زار أمس رئيس البرلمان نبيه بري، ولا أيّ دولة خليجية، طلبت او ستطلب من الحكومة اللبنانية اتخاذ موقف حاسم من الحملات المتصاعدة على المملكة، ولكن يفترض بجميع أركان الحكومة وقواها ان يقرؤوا جيداً معنى انعقاد اجتماع سفراء دول التحالف في بيروت في وقت لا تخفى معالم خيبة سعودية وخليجية ضمنية من تحييد الحكومة اللبنانية نفسها عن اتخاذ موقف من هذا المنحى الذي يقوده (حزب الله)».
واذْ لاحظت المصادر ان بعض الصحافة والإعلام الخليجي بدأ يركّز منذ فترة على هذه الناحية من منطلق التحذير من سيطرة «حزب الله» على توجّهات الدولة والحكومة، لم تُخْف المصادر نفسها خشيتها المتنامية «من المرحلة المتوسطة او البعيدة المدى لهذا الواقع، وخصوصاً ان الحزب لا يبدي ايّ مؤشرات لتليين مواقفه، بل على العكس، اذْ يُجري استعدادات لإقامة مهرجان بعد غد الجمعة في الضاحية الجنوبية في بيروت لدعم الشعب اليمني في مواجهة الحملة العسكرية تحت شعار (مهرجان التضامن والوفاء وصرخة الحق)، وسيطلق خلاله الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، كما يُتوقّع، مزيداً من الحملات الحادة على السعودية».
كما برزت امس، تقارير كشفت ان «تعرُّض موقع صحيفة (الحياة) السعودية لعملية قرصنة (مساء أول من امس) على يد مجموعة أطلقت على نفسها اسم (Yemen Cyber Army)، حسب الرسالة التي ظهرت على الموقع لدى قرصنته ثم أزالتها إدارة الصحيفة، تَرافق مع بث القراصنة صورة للسيد نصرالله على خلفية سوداء مع عبارة (تهديدية) باللغة العربية جاء فيها: (بكلمتين، جهّزوا ملاجئكم)، كما بدا شعار حركة (أنصار الله) اليمنية».
وفي موازاة ذلك، لفتت المعلومات إلى«اتصالات تجري بين مجموعة من رجال الأعمال اللبنانيين العاملين في السعودية والكويت والإمارات وقطر لتشكيل وفود تقوم بزيارات لدول مجلس التعاون لإبلاغ مسؤوليها تضامنهم مع القرارات التي تتخذها حكومات تلك الدول، وخاصة بالنسبة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين في قيادة (عاصفة الحزم) في اليمن.
أما على الصعيد الداخلي، فأشارت المصادر نفسها الى ان «استمرار الحوار بين (المستقبل) و(حزب الله) عكَس في الواقع تَصاعُد الخشية من تداعيات مواقف الحزب من الحرب في اليمن على الاستقرار الداخلي، وإلا لَما كان من جدوى لاستمرار الحوار. ذلك أن زعيم (المستقبل) الرئيس سعد الحريري يبدو ماضياً الى النهاية في إسقاط أيّ ذريعة للحزب وداعِمته ايران في توظيف ايّ خلل داخلي سياسي او أمني في لبنان للنفاذ منه في لعبة توسيع النفوذ او اتخاذ لبنان ساحة لتصفية الحسابات مع السعودية».
ومع ذلك، فإن المصادر لا تتوقّع ان يثمر الحوار - وسط هذه الأجواء - نتائج بارزة او ملموسة. علماً ان الاختبار الاول المرتقب لاستمرار الحوار يتمثّل في تنفيذ الخطة الأمنية في الضاحية الجنوبية في بيروت والتي وعد وزير الداخلية نهاد المشنوق قبل فترة بتنفيذها قبل نهاية ابريل الجاري.
وتضيف هذه المصادر ان «المعطيات المتوافرة عن هذه الخطة تؤكد ان (حزب الله) سيعمل على إنجاحها لأن مختلف العناصر التفصيلية التي تعنيه ستأتي لمصلحة إراحته أمنياً وسياسياً من خلال الخطة، ولو بدا الأمر شكلاً على حساب نفوذه في معقله اي الضاحية الجنوبية».
إلى ذلك، بدأ العد العكسي لترقُّب انفراجٍ ملموس في ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين منذ 2 اغسطس 2014 لدى تنظيميْ «جبهة النصرة» و«داعش» في ظل المفاوضات التي أجراها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابرهيم في أنقرة في الأيام الثلاثة الأخيرة. إذْ بدا ان الوساطتيْن القطرية والتركية شهدتا أخيراً تفعيلاً قوياً نحو بتّ ملف التسوية اولاً مع «النصرة» التي تحتجز 16 عسكرياً وعنصر أمن، ولاحقاً مع «داعش» (لديها 9 مخطوفين) إنْ لم يكن في الإمكان توحيد قناتيْ التفاوض.
ويؤكد مطلعون على بعض جوانب المفاوضات ما سبق لـ«الراي«انْ نشرته قبل يومين من ان«العامل المالي يلعب دوراً بارزاً في دفْع المفاوضات«، وان«الايام المقبلة قد تشهد برْمجة على مراحل لإطلاق عدد من المخطوفين ومبادلتهم مع بعض السجناء الاسلاميين غير المحكومين في لبنان بأحكام طويلة ومبرمة«.