حوار / «الفنان ينتهي... عندما يشعر بأنه وصل إلى هدفه»!

نوال الزغبي لـ «الراي»: الجمهور الكويتي... نقطة ضعفي !

تصغير
تكبير
• أنا «بيتوتية» ولا أحب الخروج كثيراً إلا للضرورة... وأصدقائي لا يتعدّون 4 أشخاص

• آخذ آراء كثيرين حولي في أعمالي ... لكنني في النهاية «ما بعمل غير برأيي»

• تلقيت عرضاً هذا العام للمشاركة في «هلا فبراير» ... واعتذرت لعدم جهوزية ألبومي الجديد

• الألبوم يضمّ 12 أغنية متنوّعة بين الخليجي والمصري واللبناني

• ليست مغامَرة أن أتعاون مع أسماء جديدة... واللحن هو ما يناديني لا شخص الملحن

• نجحت في غناء اللهجة الخليجية... وأدرس طرح «ميني ألبوم» خليجي يتضمن 6 أغنيات

•لا أهتم بمشاكل الوسط الفني... وببساطة «أنا شارية دماغي»!

• المايسترو إيلي العليا يرافقني في كل حفلاتي ... وصداقتنا تعود إلى بداية مشوارنا الفني
«الجمهور الكويتي رائع، وهو نقطة ضعفي، لأنه قريب جداً منّي... وما تسألني كيف وليه»!

هكذا اعترفت الفنانة نوال الزغبي بحبها للشعب الكويتي، من دون أن تعرف لهذه العلاقة الخاصة سبباً أو مبرراً، وكأنها تُذكِّرنا بالشاعر الكبير نزار قباني حين يقول في واحدة من روائعه: «فحين الحب يضربنا... فلا ماذا ولا كيفَ»!


«النجمة الذهبية»، في كل إطلالةٍ غنائية تبدو أكثر جمالاً وتألقاً من سابقتها... كأن الوهج الغنائي الذي بدأته في الخامسة عشرة من عمرها يزداد سطوعاً مع الأيام والسنين، فاحتلت قلوب الكثيرين في ربوع الوطن العربي!

«الراي» تحاورت مع الزغبي، على هامش زيارتها إلى الكويت قبل بضعة أيام، إذ حضرت لمشاركة شاشة «الراي» الفضائية في احتفاليتها بإعلان دورتها البرامجية لشهر رمضان المقبل.

«أنا شارية دماغي»... تقول الزغبي ببساطتها العفوية، مبينةً أنها لا تكترث بما يدور في الوسط الفني، مفضلةً التركيز فقط على إتقان عملها. وبالرغم من بريق الفن - وربما بسببه - وصفت نفسها بـ «البيتوتية» التي تقضي جلّ وقتها خلف جدران منزلها!

وكشفت الزغبي اعتذارها عن عدم المشاركة في مهرجان «هلا فبراير» الماضي بسبب عدم جهوزية ألبومها الجديد الذي ستطلقه خلال عيد الفطر المقبل، مبينةً أنه «يتضمن 12 أغنية متنوعة ما بين الخليجي والمصري واللبناني».

الزغبي، التي ترى أن الفنان «ينتهي» إذا شعر بأنه حقق غايته، اعتبرت «أن مدير الأعمال يسهم بـ 50 في المئة من نجاح الفنان». وفي حين ألمحت إلى أنها تدرس تقديم «ميني ألبوم» خليجي، أعربت عن إعجابها الشديد ببرنامج المسابقات الغنائية «The Voice»، نافيةً في الوقت نفسه أي تفكير في أن تكون ضمن لجنة التحكيم... إلى جانب آراء أخرى، في ما يأتي تفاصيلها:

? حدثينا عن زيارتك الأخيرة للكويت؟

- زرت البلاد، بناءً على استضافة كريمة من القائمين على تلفزيون «الراي»، لإحياء حفل غنائي بمناسبة إعلان القناة دورة برامجها التلفزيونية الرمضانية. وبحمد الله كانت حفلة رائعة جداً، وشعرت بالسعادة لأنني شاركت في هذا الحدث الجميل، وأتمنى أن تبقى الكويت دوماً عامرة بالأفراح والأعياد والحفلات.

? متى كانت آخر مشاركة لك في الكويت على صعيد الحفلات الجماهيرية؟

- مشاركتي الأخيرة كانت قبل عامين أو ثلاثة تقريباً، وذلك في مهرجان «هلا فبراير» الغنائي.

? وكيف ترين الجمهور الكويتي؟

- الجمهور الكويتي رائع، وهو نقطة ضعفي لأنه قريب جداً منّي «وما تسألني كيف وليه»، والكويت أكثر بلد خليجي أحيي فيه أفراحاً، كما أنني عندما أغنّي على ترابه أشعر بأنني في بلدي الثاني ولست بغريبة عنه وعن شعبه.

? لماذا لم نشاهدكِ في الموسم الأخير من «هلا فبراير»؟

- تلقيتُ عرضاً هذا العام للمشاركة في المهرجان، لكنني فضّلت الاعتذار، بالرغم من امتلاكي عدداً من الأغنيات الجديدة، إلى حين الانتهاء من ألبومي الغنائي الذي كنت أجهّز له، وهو الآن شارف على الانتهاء، وسيكون بين يدي جمهوري خلال عيد الفطر المقبل.

? على ذكر ألبومك المقبل... كيف تسير التحضيرات؟

- بقيت لي أغنيتان كي يكون الألبوم جاهزاً، فهو يضمّ توليفة واسعة الطيف من 12 أغنية ما بين خليجي ومصري ولبناني، وقد تعاونت فيها مع عدد كبير من الملحنين والشعراء، بينهم الملحن الشاعر اللبناني صلاح الكردي، والملحن الكويتي علي صابر، وأيضاً مع الملحن المصري محمد رحيم، إلى جانب كثيرين غيرهم.

? هل تشعرين بأنك مغامِرة عندما تتعاونين مع أسماء جديدة؟

- أبداً، لا أشعر بأنه نوع من المغامرة أن أتعاون مع فنانين جدد، لأنّ اللحن دائماً هو الذي يناديني أكثر مما يجذبني اسم الملحن أو شخصه. ودعني أصارحك بأنني طالما سمعت أغاني لملحنين وشعراء يحملون أسماء كبيرة ومعروفة، لكنني بالرغم من هذا لم أشعر بأنها قد لامستني وشدّتني.

? هل نفهم من كلامك أنّك لا تهتمين باسم الشاعر أو الملحن؟

- على العكس، يهمّني هذا الأمر كثيراً جداً، لكن ليس من باب أن هذا الاسم كبير أو مشهور في الساحة الغنائية، فأسارع بالتعاون معه في أيّ أغنية يقدمها لي. فأنا لا أجامل أبداً في الفن، ومن الممكن أن أكون قد جاملت مرة أو مرتين على الأكثر طوال مسيرتي الفنّية.

? هل تعتزمين إصدار «كليب» قريب لأي من أغنيات ألبومك الجديد؟

- بالطبع، بل سيكون هناك أكثر من فيديو كليب، ولكنني أرجئ الاختيار النهائي للأغنيات التي ستصوّر، عندما تكتمل الصورة لديّ وأنتهي كلّياً من وضع اللمسات الأخيرة للألبوم.

? لديكِ العديد من الأغنيات الخليجية... ألا تفكرين في أن تطرحي قريباً أغنيات أخرى؟

- هذه الفكرة واردة دائماً، لأنني أحب الغناء باللون الخليجي، وأنا كفنانة لبنانية نجحت في الغناء باللهجة الخليجية، وفعلياً أدرس طرح «ميني ألبوم» خليجي يتضمن ست أغنيات.

? هل تعتمدين دوماً على «مايسترو» واحد يرافقك في كل حفلاتك الغنائية؟

- في غالبية حفلاتي الغنائية يرافقني المايسترو إيلي العليا، إذ تجمعني به علاقة صداقة قوية ومتينة وقديمة جداً، بدأت منذ بداية مشوارنا الفنّي، لذلك ونحن فوق الخشبة يفهم كل منا الآخر من خلال العين، أو بمجرد حركة معينة... «بس أُبرم هيك، بيعرف شو بدّي»، وهو ما يجعلني أغنّي وأنا مطمئنة بوجود قائد فرقة مثله.

? ما رأيك في برامج المسابقات الغنائية التي كثرت في الآونة الأخيرة، خصوصاً أن بداية ظهورك كانت من خلال برنامج «ستوديو الفن» العام 1988؟

- الحقيقة، هي برامج حلوة، وتخرّج لنا مواهب جميلة تثري الساحة الغنائية. أما لو تكلّمت على صعيد أعضاء لجنة التحكيم، خصوصاً الفنانين اللبنانيين المشاركين، فيمكنني القول إنهم فعلاً قد نجحوا في ما قدموه.

? هل لاحظتِ وجود تحيّز أحياناً في قرارات لجان التحكيم؟

- كلا، لأن الفنان بشكل عام يصوّت بحسب ما يشعر به تجاه الموهبة التي أمامه، وفي النهاية الفنان حاله حال الجمهور الذي يتابع البرنامج ويصوّت للمشترك الذي أعجبه صوته، لكن يبقى أن الفنان يمتلك ميزة عن غيره من الجمهور العادي بأنه يشعر أفضل وأعمق بالموسيقى والأمور العميقة والمتخصصة والمهارات التي تتعلق بالصوت والأداء.

? إذاً ما البرنامج الذي استطاع أن يشدّك إلى متابعته من بين تلك البرامج الكثيرة؟

- بصراحة، ومن دون مجاملة، أعجبني كثيراً برنامج «The Voice».

? لو تلقّيت عرضاً لتكوني ضمن لجنة التحكيم في «The Voice»... فهل توافقين؟

- الحقيقة أنني لم أفكر، ولو مرة واحدة، في أن أشارك في البرنامج الفلاني أو غيره، لذلك لا أحب الحديث في هذه الأمور، «لأنو راسي مو بهالمواضيع أبداً»، ولا أريد التركيز حالياً إلا في ألبومي المقبل فقط.

? هل تسيرين على روتين معين في حياتك اليومية بعيداً عن الغناء؟

- أولاً، أهم شي عندي أن أمتلك السلام الداخلي. ثانياً، أنا «بيتوتية» جداً، ولا أحب الخروج كثيراً إلا للضرورة، وأفضّل البقاء غالبية الوقت داخل منزلي. أما أصدقائي، فهم معدودون لا يتجاوزون أربعة أشخاص، ولا تنسَ أنني ربة أسرة ولديّ مسؤولية كبيرة تجاه أولادي.

? وهل أصدقاؤك من داخل الوسط الفنّي أم من خارجه؟

- الحقيقة أن أصدقائي جميعاً من خارج الوسط الفنّي، لأنني بصراحة لا أثق بالصداقات التي تتكون من داخل الوسط الفنّي، فأنا أرى أن الفنانين دوماً لديهم أعمالهم ومشاغلهم الخاصة التي لا تسمح بأن يكونوا موجودين برفقة أصدقائهم كل يوم. أما الصديق الآتي من خارج الوسط، فأراه مقرّباً بالنسبة إليّ، لأنني أستطيع أن أراه كل يوم وأن أجده إلى جانبي في أيّ وقت.

? من وجهة نظرك... بأيّ نصيب يسهم مدير الأعمال في نجاح الفنان أو فشله؟

- أرى أن نصيب مدير الأعمال هو 50 في المئة من نجاح الفنان، لأن مدير الأعمال الذكي هو من يجعل الفنان دوماً في مزاج جيد، عن طريق إبعاد المشاكل عنه، وكل ما قد يعكّر المزاج، ممتصاً بأسلوبه الأمور السلبية. كما أن مدير الأعمال الناجح هو من يختار الحفلات الصحيحة ويحضّر كل الترتيبات المتعلقة بها، وهنا يجب على الفنان أن يصل إلى الحفلة لكي يغنّي فقط، ولا أنسى مسؤوليته في التعامل مع المتعهدين و«الفانز» ووسائل الإعلام والصحافة، وبالأمانة كل ما ذكرته ألمسه بشدة في تجربتي الشخصية، لأنه موجود في مدير أعمالي باسكال مغامس.

? وهل تمنحين المجال لمن حولك في التدخل باختياراتك الفنية؟

- «بحب أسمع كتير»، إذ يهمّني كثيراً الأخد برأي مدير أعمالي في اختياراتي لأغنياتي الجديدة، بالإضافة إلى رأي المايسترو، وغيرهما الكثير، لكن في النهاية «ما بعمل غير برأيي»، لأنني يجب أن أشعر بالأغنية، ولا أخفي عليك، إن كنتُ مقتنعة بأغنية معينة أنفذها، حتى لو عارضني الجميع. وقد حصل ذلك في أغنية «عينيك كذابين» إذ قالوا إنها «مش HIT»، لكنني تحديتهم بها وحققت نجاحاً منقطع النظير، وفي ألبومي المقبل هناك أغانٍ كثيرة أيضاً أعتبرها تحدّياً.

? ما الذي جذبك من بين الألبومات الغنائية التي طرحها في السوق أخيراً فنانون خليجيون؟

- بمناسبة سؤالك هذا، أودّ تقديم تهنئة للفنان السعودي رابح صقر على ألبومه الجديد الذي يتضمن 30 أغنية، بالإضافة إلى أغنيتين طرحتا في «الأي تونز»، وذلك لوجود عدد من الأغنيات الرائعة التي استحوذت على إعجابي.

? ومن الأصوات الخليجية التي تشدّك في السّاحة الخليجية؟

- السّاحة الخليجية زاخرة بالأصوات الرائعة، والتي أشعر بالمتعة عندما أستمع إليها، فكل صوت منها لديه ميزة رائعة، مثل الفنانين محمد عبده، عبدالمجيد عبدالله، رابح صقر، نوال الكويتية، أحلام، ماجد المهندس، وغيرهم كثير.

? هل تشعرين بوجود أعداء لك في الوسط الفنّي؟

- «أعداء! لأ... ليش بدُّو يكون عندي أعداء؟»، أنا أفكر في الأشخاص الذين يحبونني، ولا أفكر أبداً في من يكرهني. وللعلم أنا لا أهتم أبداً بالمشاكل التي تحصل داخل الوسط الفني ويمكن القول إنني «شارية دماغي»، وأهتم فقط بعملي.

? هل راودك التفكير في خوض تجربة التمثيل؟

- لا أعتقد أن الفكرة واردة حالياً، ريثما أنتهي من ألبومي، وإلى حينها قد تتغير المعادلات جميعها، إذ من الممكن حينئذٍ أن أجد نفسي مستعدة لاقتحام هذه التجربة، وقد يتغيّر رأيي بعد ذلك، فلكل وقت ظرف وموقف.

? بعد كل هذا النجاح طوال مسيرتك... إلى أين ترغبين في الوصول مستقبلاً؟

- أرى أن الفنان عندما يشعر بأنه وصل إلى هدفه أو حقق ما يريد، فهنا «بتكون نهايته». بمعنى آخر، يكون قد حفر حفرة لنفسه، وأنا شخصياً لديّ أمور عديدة لأنفذها وأعمل عليها. كما أنني دوماً أحب أن أكون متجددة، وهذا التجدد هو ما يساعدني على الطموح إلى تحقيق الأفضل دائماً.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي