«الراي» تحدثت إلى 3 من معارضي الأسد عن مدى تأثيرها على «التمدد» الإيراني في المنطقة

«عاصفة الحزم» في اليمن... تهبّ «عاصفة أمل» في سورية

تصغير
تكبير
• الرحال: «عاصفة الحزم» أعطت دفعة معنوية للثوار وأعادت احتمال التدخل العسكري في سورية وإنهاء حكم الأسد

• الحاجي: إعادة ترميم اختلال التوازنات بدأت من اليمن ويجب ألا تتوقف عند حدود الجزيرة العربية

• أبو الزين: وقف المد الإيراني بشكل فعّال لن يكون ممكناً ما لم تمتد «عاصفة الحزم» لتشمل أذرعته
طرحت عمليات «عاصفة الحزم» التي تشنها دول عربية بقيادة المملكة العربية السعودية أسئلة كبيرة في المنطقة والعالم، فالمفاجأة كانت كبيرة، وبدا واضحاً ان قرار العملية العسكرية في اليمن الذي بدأ خليجياً وأصبح عربياً قد اتُخذ تحت عنوان وضع حدّ للتوسّع الإيراني ولتباهي طهران بوجود الحرس الثوري في الشرق الأوسط على تخوم وحدود الدول العربية، وهو التطور الذي اعتُبر تحولاً استراتيجياً لجهة «إعادة التوازن» الإقليمي ولا سيما على مشارف إبرام الاتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي.

وبعيداً من الحدَث اليمني، تم التعاطي مع خروج السعودية والدول العربية (ومعها بلدان اسلامية اخرى) من مرحلة «التفرّج» إلى استخدام «العصا العسكرية» لوقف التمدُّد الإيراني الذي جاهرتْ طهران بأنه بات يشمل أربع عواصم عربية (بغداد، بيروت، دمشق، وصنعاء)، على أن تداعياته يمكن أن تطال الأزمة السورية ولا سيما أنه ترافق مع تطورات ميدانية بارزة في سورية تجلت في تقدم الثوار في أكثر من منطقة واستعادة محافظة إدلب وبصرى الشام وكذلك التحضير لمعارك مشابهة في حماه وجنوب دمشق من جديد.

«الراي» أجرت مجموعة مقابلات مع ناشطين سياسيين من المعارضة السورية، كانت لهم وجهات نظر حيال التطورات الحالية، ورسمت معهم صورة لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في حال تم الحزم أيضاً على الأرض ضد قوات الرئيس بشار الأسد وحلفائه ولا سيما في ظل قرار قمة شرم الشيخ بتشكيل القوة العربية المشتركة.

يرى الأمين العام لـ «تيار سورية المستقبل» ثائر عبد العزيز الحاجي وهو أيضاً ممثل اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، أن «عاصفة الحزم» جاءت «بعد صبر طويل على تجاوزات إيران وعبثها في المنطقة، لتعلن مرحلة جديدة بولادة حلف استراتيجي سياسي عسكري من دول لها ثقلها الإقليمي والدولي لمواجهة التطرف والإرهاب الذي ظهر في دولنا العربية وذلك بسبب تدخلات إيران عبر أحزاب وتيارات سياسية ودينية تابعة لها وقيامها باللعب بأمن المنطقة والتغلغل داخل الشعوب العربية تحت شعار الإسلام والمقاومة التي هي بعيدة عنه كلياً».

وقال «شكّل إعلان باكستان المشاركة والوقوف إلى جانب التحالف بمثابة تحذير شديد اللهجة لإيران وأتباعها من أن العالم الإسلامي لن يقبل بعد اليوم بما تقوم به إيران في هذه الدول»، متداركاً: «لكن إذا لم يتم القضاء على عصابات الحوثيين بشكل كلي فأخشى أن تعود إيران وتتدخل بشكل أقوى في الجزيرة العربية، ولن تنجح (عاصفة الحزم) ما لم تستمر وتقوم بتدمير كامل لمخازن أسلحة المليشيات المرتبطة بإيران وبالرئيس المخلوع علي عبد الله صالح».

وبناء عليه أكد ضرورة «وضع حد نهائي لوهم القوة الإيرانية الذي كانت دشّنته إيران من لبنان إلى العراق ثم سورية فالبحرين والآن في اليمن، في محاولة لإنهاك الخليج والمشرق العربي». وقال الحاجي «نأمل أن يكون توقيت (عاصفة الحزم) بالتزامن مع دخول الثورة السورية السنة الخامسة مأخوذاً في الاعتبار وأن يتم إعادة التوازن في المنطقة بدءاً من اليمن، كما نأمل ألا تتوقف إعادة التوازن عند حدود الجزيرة العربية».

وعن تأثير الواقع الجديد على الوضع السوري السوري سواء بالنسبة إلى النظام والمعارضة، قال الحاجي إنه «قبل أسبوع من (عاصفة الحزم) المباركة، كان الوضع في تشابه كبير بين سورية واليمن. فالمشاكل نفسها، والظروف نفسها والخصوم أنفسهم، وتالياً لا شك في أن ما يحصل في اليمن ليس بعيداً عما يجري في سورية، والعالم أجمع يعلم مدى تدخل إيران في سورية عبر ميليشيات مدعومة منها ومن خلال الدعم العسكري والسياسي لنظام الأسد لا بل أصبحت إيران الحاكم الفعلي وهذا يسمى احتلالا».

مضيفاً «أرى أن انعكاس ما يحصل في اليمن الآن هو جيد للثورة السورية وأعطت زخماً كبيراً واليوم يشعر السوريون بأن هناك قوة عربية قادرة على أن تتصدى لأي مخططات توسعية إيرانية في المنطقة العربية لا وبل يتمنون أن تمتد (عاصفة الحزم) إلى سورية ليتم إنهاء الظلم من نظام فاشي دمر البشر والحجر».

وعن كيفية استفادة الثوار من الواقع الجديد وحتى لا تصبح الثورة السورية منسية مع التطورات في اليمن، اعتبر الحاجي «ان واجب الائتلاف الوطني للثورة السورية والمجلس الوطني والأحزاب المعارضة والجيش الحر إرسال رسالة خطية تؤكد للتحالف العربي أن سورية واقعة تحت الاحتلال الإيراني وأن ميليشيات الحوثي ومليشيات «حزب الله» وفيلق بدر والعباس والرئيس المخلوع والأسد هي ذات منشأ وهدف واحد وهو تدمير البلاد العربية، وأن الشعب السوري كما الشعب اليمني صار مصيره إما القتل أو النزوح، وأن إنقاذ سورية واجب ديني وأخلاقي، وأيضاً أن يطلب التحالف من تركيا التدخل حيث أعلن الرئيس اردوغان جهوزيته للمشاركة في هذا التحالف».

لافتا إلى «أنه يجب أن تكون تصريحات أردوغان على مقدار الجدية لوضع سورية تحت الحظر الجوي عبر سلاحه الجوي المشهود له بالكفاءة والقوة اللازمة لذلك، أي أن نطلب من قوى التحالف أن تجد صيغة في ما بينها وبين تركيا من أجل توحيد فصائل المعارضة التي تقاتل مع الجيش الحر إذ لا يمكن أن تتوحد الكلمة على أرض الوطن وضد المحتل ما لم تتفق القوى الإقليمية وتحديداً قوى التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بقيادة الملك الحكيم سلمان بن عبد العزيز وتركيا بقيادة الرئيس اردوغان».

وأردف الحاجي «ثانياً نحن اليوم وبسبب دخولنا السنة الخامسة للثورة وجدنا أن لا إمكان للحل السلمي الذي تراوغ فيه روسيا وإيران وتالياً يجب أن يكون هناك إشراف من التحالف وتركيا لتشكيل مجلس عسكري انتقالي في سورية يتولى قيادة المرحلة الآنية ومرحلة ما بعد التحرير من الاحتلال الإيراني ونظام الأسد، كما يتولى تشكيل حكومة مؤقتة لمدة سنتين يتم خلالها وضع دستور جديد للبلاد ومن ثم انتخابات برلمانية تؤدي لحكومة شرعية، فانتخاب رئيس جديد»، لافتاً الى انه اذا تم دعم هذا المجلس بشكل جدي «سيؤدي الامر إلى انشقاق كبير في صفوف الأسد وبينهم مَن سيلتحق بهذا المجلس وعندها نضمن ولادة جيش وطني لسورية المستقبل».

وعما اذا كانت هناك تغييرات ميدانية على الأرض للحرس الثوري الإيراني ولـ«حزب الله» الموجود في سورية بعد انطلاق «عاصفة الحزم»، يفضّل إحالة السؤال على رجل عسكري، الا انه يقول: «من خلال تواصلنا مع الداخل والكتائب وقادة الجبهات هناك حالات خوف وهروب من بعض المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات «حزب الله» وإيران، فهناك الكثيرون منهم أسرى في يد الجيش الحر، ولا أتوقع خروج إيران وبقية الميليشيات من سورية من دون تدخل عسكري من قوات التحالف. وأنا واثق من أن مجرد إعلان التحالف وتركيا التدخل في سورية ستسحب إيران كل عناصرها من هناك وإن لم تفعل فأعتقد أنها ستخرج من سورية بحرب ستعود عليها بالدمار الكامل داخل إيران وخارجها».

وعما اذا كانت قرارات الجامعة العربية على المستوى المطلوب، يجيب الحاجي «كان على الجامعة العربية أن تضع أيضاَ القضية السورية والليبية والعراقية تحت المجهر، إضافة للقضية اللبنانية، لكن نقدّر الوضع العام من حيث التزامن من القضية اليمنية. وثقتنا كبيرة بحكام الخليج والملك الحكيم سلمان بن عبدالعزيز وبقية قادة دول الخليج العربي وبأن توضع القضايا التي ذكرتها في جدول أعمالهم العاجل بحيث تكون القضية السورية هي التالية بعد اليمن».

أم العميد الركن المنشق أحمد الرحال فاعتبر أن «قرار قادة الخليج بإعلانهم حملة (عاصفة الحزم) كان منتظراً ولكنه أتى متأخراً، إلا أن ما لم يكن متوقعاً هو المواقف الإقليمية والدولية، فالموقف الباكستاني كان صلباً وحاسماً وجاء بعده القرار الأميركي الداعم بشدة والذي لا يحتمل أكثر من تأويل بأن الخليج والمملكة العربية السعودية خط أحمر لدى واشنطن، والبارز أيضاً هو الموقف التركي الذي خرج للعلن ليقول: على إيران أن توقف تمدُّدها باتجاه العواصم العربية وأن تسحب قواتها من كل تلك البلدان».

وأضاف: «قلنا ان هناك تأخيراً في إعلان (عاصفة الحزم) بعد التمدد الإيراني في المنطقة العربية الذي بدأ في البحرين ومن ثم في سورية فاليمن وهو بالأساس تمركز في كل من بغداد وبيروت منذ زمن»، معتبراً ان «التمدد الحوثي ــــ الإيراني أصبح يشكل خطراً على اليمن وعلى أمن الخليج والأمن القومي العربي وكان لا بد من خطوة تعيد الأمور لنصابها الحقيقي، وعلينا أن ندرك أن الهلال الشيعي حقيقي وأن إيران التي وصلت لحدود المتوسط ستكمل مسيرتها عبر دول عربية أخرى في طريق عودتها إلى طهران، ولذلك قلنا إن الشعب السوري يدافع عن سورية وعن كل العرب في ثورته، وأن سقوط الثورة السورية هو سقوط لكل المشروع العربي لمصلحة الإمبراطورية الفارسية. ومن الواضح من خلال تحركات إيران أنها تجد في تمدُّدها عناصر قوّة تشكل عامل ضغط لمصلحتها على طاولة المفاوضات مع مجموعة (5+1) ومع ذلك بقي العرب بعيدين عن المشهد».

وأعرب الرحال عن اعتقاده بأن «الرسالة عبر (عاصفة الحزم) كانت واضحة وحجّمت دور إيران في اليمن (فقط) عبر صنيعتها الحوثي، ولكن بقية أذرعها ما تزال طليقة وتعمل من دون رادع، ومع ذلك هناك إجراءات يجب اعتمادها لوقف كامل المشروع الإيراني في المنطقة وخصوصاً بعد تهديد أحد المسؤولين الإيرانيين من أن سقوط نظام الأسد ستكون له ارتدادات على دول خليجية أخرى».

وأشار الرحال إلى أن «التحرك الخليجي والعربي المدعوم إقليمياً ودولياً له تأثير على ما يحصل في سورية، فالمشروع الإيراني وكامل عناصره مترابط وله تأثيرات متبادلة، وأي تحجيم أو صفعة توجه لأحد عناصر هذا المشروع سترتد سلباً على بقية المواقع. وإيران ظهرت، من خلال ردة فعلها على (عاصفة الحزم) في اليمن، أنها صاحبة هالة إعلامية دون قدرة على عكس تلك التصريحات على أرض الواقع. وسورية بعد بغداد وبيروت أصبحت تحت احتلال إيراني يتمثل في السيطرة جغرافياَ عبر الميليشيات المسلحة وإلغاء كل مؤسسات بشار وأصبحت الآمر الناهي والمتحكم بكل ما يحصل في سورية، وأصبح قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الحاكم العسكري لسورية، وبالتالي ما حصل في اليمن انعكس إحباطاً لتلك الميليشيات في سورية».

ويأسف الرحال من جهة أخرى لأن «ممثلي الثورة السورية تم اختيارهم وفق أجندات دولية ومصالح إقليمية بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب السوري، وهؤلاء فقدوا كل تمثيل للشعب وأصبحوا تبعاً لارتباطاتهم الخارجية عائقاً في مسيرة الثورة»، معتبراً أن «مشكلة الثورة السورية أنها مُنعت حتى الآن من تقديم نخبها السياسية والعسكرية الحقيقية وتم الاعتماد على مَن يشكل صدى لسفارات وأجهزة مخابرات وأبقوهم غصباً على صدور السوريين، وتلك المعارضة ومؤسساتها لا ترتبط بكل ما يحدث في الداخل وأصبحت فنادق اسطنبول وباريس ولندن مقرّاتها، في اطار انفصال كامل عن هموم ومجريات الثوار على الأرض، والمال السياسي الذي قُدم لقادة المعارضة كان سكيناً على رقاب السوريين يُستخدم لمصالح خاصة وشراء ولاءات تعظّم من مكانتهم، تاركين هموم ومآسي السوريين خلف ظهورهم، ولذلك لا نتأمل من هؤلاء شيئاً ولا يعول عليهم الشعب السوري بشيء»، مؤكداً انه «ليس مطلوباً من العرب إصلاح ما يفسده بشار الأسد عبر إغاثة وغذاء وغطاء وعلاج، بل العرب مدعوون الى مساندة الثورة بما يقطع اليد التي جوّعت وشرّدت وقتلت وجرحت الشعب السوري».

ويلاحظ ان من «الواضح من خلال التحركات الإيرانية الأخيرة سواء في جبهة القلمون أو الجبهة الجنوبية أو الساحلية أن هناك قراراً إيرانياً تم اتخاذه بضرورة وصول الفصائل الشيعية إلى الحدود السورية مع دول الجوار، و (حزب الله) يقاتل في القلمون للسيطرة على تلك المنطقة، وقاسم سليماني يستميت في الجنوب للسيطرة على الحدود مع إسرائيل في القنيطرة وكذلك الحدود مع الأردن، وكان واضحاً الجسر الجوي الناقل لقوات شيعية مقاتلة والذي ربط طهران بمطار دمشق الدولي مع وصول الثوار إلى منطقة الشيخ مسكين في الريف الشمالي لدرعا وتحريرها وبالتالي وصول الثوار لخط الدفاع الثاني الذي أقامه النظام للدفاع عن دمشق، وفي حال تابع الثوار كانت هناك خطورة لجهة انهيار الدفاعات وفكّ الثوار الحصار المفروض على الغوطتين الشرقية والغربية وبالتالي جعل قوات الأسد والفصائل الشيعية المسيطرة على داخل دمشق محاصَرين داخل دمشق. وأيضاً كانت هناك تحركات للفصائل الشيعية وقوات الأسد للوصول إلى الحدود التركية من خلال عملية عسكرية أطلقوها في جبل الأكراد المحرر وفي معركة دورين بالذات التي جرت قبل نحو ثلاثة أسابيع وتصدى لها رجال الساحل مع إقامة إيران قاعدة مراقبة جوية ولا سلكية في قمة النبي يونس في الساحل والتي تعتبر أعلى قمة ساحلية (1575 متراً عن سطح البحر)، والتي زودت بمحطة (رامونا) للتجسس والاستطلاع وكشف كل التحركات الجوية التركية ورصد لكل الاتصالات على مسافة 300 كيلومتر».

ويشدد الرحال على أنه بعد (عاصفة الحزم) تبيّن أن «هناك هبوطاً في المعنويات وانحساراً في المواقف وتراجعاً في الزخم القتالي لكل القوات التابعة لإيران، ويخشى هؤلاء من أن يكون مصيرهم كمصير الحوثي إذا اتُخذ قرار مشابه بالتصدي لهم، رغم أن الوضع في سورية مختلف ويحتاج لمعالجة تختلف جذرياً عما هو الوضع في اليمن، ولكن الشعب السوري يأمل أن يجد إخوانه العرب يوماً في داخل سورية ينقذونه من هذا الطاغية ومن الفصائل التابعة لإيران التي استباحت أرض وشعب سورية وهي مَن تقود عمليات القتل ضد السوريين سواء من الحرس الثوري الإيراني أو الباسيج أو (حزب الله) أو الفصائل العراقية أو المرتزقة الأفغان والهنود، ومع ذلك ما زال الشعب السوري الثائر يقاتل ويكافح للوصول لأهدافه التي أطلقها مع انبلاج ثورة الحرية والكرامة».

وأضاف «بصرى الشام ثلث سكانها من الشيعة وقاموا بطرد بقية السكان السنّة من المدينة وسيطروا عليها وأذاقوا أهلها الويلات، ثم كان تحريرها. وادلب المدينة التي عاثت بها فصائل الأسد خراباً وتعرضاً للأعراض كبقية المحافظات التي ما زالت بيد الأسد كان لا بد أن تتحرر، والآن تتم عملية تطهير بقية البؤر المحيطة بالمدينة وترسيخ هذا الانتصار، وفي الزبداني والقلمون هناك تطورات إيجابية أيضاً وتقدم للثوار على حساب مجموعات (حزب الله)، بالطبع ما حصل في اليمن له تأثير نفسي سلبي على هؤلاء واستفادت منه الثورة والثوار».

ويرى الرحال انه «على مدار القمم العربية تعوّدنا على جملة من القرارات تخص بعض الدول ونجدها دون أي تفعيل ولا أي تنفيذ وأصبحت بمثابة لازمة تتكرر، لكن الجديد في قمة شرم الشيخ هو قرار دعم (عاصفة الحزم) وهذا أمر جيد، و(عاصفة الحزم) من وجهة نظرنا هي نهج عربي جديد ولكن يحتاج لإكمال من خلال تأطير هذا التوحد في إطار سياسي يحدد المهمات ومسؤولية القيادة، ويمكن أن تكون لها أعمال أخرى في بلاد عربية أخرى ولا سيما في ليبيا وسورية انطلاقاً من قاعدة الحفاظ على الأمن القومي العربي، ولكن هذه الخطوة أمام اختبار تأكيد جديتها وألا تكون محطة عابرة تنتهي بانتهاء مهمتها الحالية»، مضيفاً: «بالنسبة إلى القرار الآخر بإنشاء قوة عربية مشتركة عبر رؤساء أركان الجيوش، كان يجب تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي وُضعت منذ إعلان الجامعة العربية قبل 70 عاماً وتآكلت صفحاتها على رفوف الجامعة العربية. وفي كل الأحوال تبقى خطوة جيدة وننتظر تفعيلها وأن تكون قوة عربية تخدم الأمن».

وبالنسبة الى الناشط السياسي والاعلامي في دمشق مهند أبو الزين، فإن «عاصفة الحزم» كانت خطوة مفاجئة «فالدول العربية تحركت وعلى رأسها السعودية ضد التمدد الإيراني وللدفاع عن حدود السعودية»، معتبراً أنه «قد لا يكون هناك قرار بوقف التمدد الإيراني في المنطقة العربية بشكل عام، لكن أتمنى أن أكون مخطئاً في ذلك فتمتدّ (عاصفة الحزم) لتقطع ذراع إيران في سورية والعراق»، ومشدداً على أن «عاصفة الحزم أربكت إيران وأذرعتها في المنطقة وخصوصاً في سورية والعراق ولبنان، إلا أن وقف المد الإيراني بشكل فعال لن يكون ممكناً ما لم تمتد العاصفة لتشمل أذرعتها».

ويجد انه «في المنظور العام ليس هناك تأثير لعاصفة الحزم على أرض الميدان في سورية، لكن هذا التطور سيعيد حسابات النظام ويربكه إلى حين انتهاء العملية واتضاح ماذا سيكون ردّ إيران عليها، علماً انني أتوقع أن إيران لن تستطيع فعل شيء وسيبقى الحوثيون وحدهم وهذا الأمر سيدفع النظام ومؤيديه لمراجعة حساباتهم وعدم المخاطرة بكل أوراقه واعتماده الكلي على إيران. أما بالنسبة إلى المعارضة فقد أعطت (عاصفة الحزم) دفعة معنوية للثوار على الأرض وستعيد طرح احتمال التدخل العسكري في سورية وإنهاء النظام السوري لكن لا أتوقع ذلك في القريب لان الوضع مختلف تماما عن اليمن».

ويعتبر أن على «المعارضة إثبات أنها قادرة على إدارة سورية ما بعد النظام حتى يتاح تكرار سيناريو اليمن حيث هناك حكومة ورئيس ولهذا كانت إمكانية التدخل العسكري واردة جداً نظراً لعدم وجود خطر الفراغ ما بعد انتهاء العملية، ولذلك على المعارضة العمل على هذا الأمر وأيضاً الاستمرار بالتقدم وتحرير مناطق جديدة والاقتراب من العاصمة أكثر».

ويبدي أبو الزين اعتقاده بأن «التطورات الأخيرة في المنطقة وضعت الثوار في وضع أفضل، مما سيساعدهم على التقدم لأن إيران أصبحت مشغولة تماماً في العراق وأيضاً في اليمن بشكل مباشر بعد (عاصفة الحزم)، ومعنويات النظام وعناصره متخبطة وفي حالة خوف من تكرار سيناريو اليمن، والأيام الماضية تؤكد ذلك، إذ شهدنا انسحابات متتالية من مواقع عدة بينها بصرى الشام ومناطق واسعة من إدلب المدينة».

ويوضح أبو الزين أنه «فعلياً ليست هناك أي متغيرات ميدانية للحرس الثوري الإيراني أو لـ(حزب الله) في سورية منذ أكثر من شهر، على العكس هم خسروا بصرى الشام في درعا ومناطق واسعة من ادلب المدينة»، مضيفاً: «مَن ينظر عن قرب لعمليات الحرس الثوري وحزب الله في سورية يعلم أن هدفهم تأمين العاصمة دمشق وحصار المدن الخارجة عن سيطرتهم في ضواحي دمشق واللعب على الوقت والاستنزاف».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي