ألقى محاضرة في دار الآثار عن الرمزية والدلالة في الفن الإسلامي

محمد الكحلاوي: الفنان المسلم لجأ إلى الرمزية استرجاعاً لموروثه الثقافي

تصغير
تكبير
الرمزية والدلالة في الفن الإسلامي... كانا محور محاضرة أستاذ الآثار الإسلامية في كلية الآثار في جامعة القاهرة الدكتور محمد الكحلاوي، وذلك ضمن موسم دار الآثار الإسلامية الثقافي الـ 20ـ قدم المحاضرة وأدار حولها الحوار الدكتور فيصل الكندري أستاذ التاريخ في جامعة الكويت وعضو اللجنة التأسيسية لأصدقاء الدار.

يرتبط الرمز بدلالاته المختلفة بكل أنواع الفنون على مر الزمان وباختلاف المكان، كما تتميز الفنون عبر التاريخ بسمات رمزية تميزها عن غيرها من الفنون الأخرى. إن الفن الإسلامي غزير بنتاجه الفني والمعرفي الذي أسهم في تطور الفن المعاصر في مختلف أشكاله وصوره وتقنياته، في فنون الرسم والنحت والفخار وفن الجداريات والعمارة، فضلا عن فن التصميم. يختلف التصميم عن باقي الفنون الأخرى في كونه أكثر تماسا مع المجتمع وتلبية لمتطلباته واحتياجاته ليكون أكثر تداولا واستعمالا عند الإنسان عن غيره من الفنون الأخرى كالفنون التشكيلية على سبيل المثال التي تبحث في سبر أغوار الجمال وعن تأثيره وما يحدثه من جذب بصري ومحاكاة للناحية الفسيولوجية والسيكولوجية للمتلقي الذي يأخذ تصنيفا واضحا يتحدد ضمن فئة معينة من المجتمع وهي فئة المتذوقين للجمال فقط؛ أما فن التصميم فيمكن تصنيفه ضمن ما يمكن الاصطلاح عليه (بالفنون التطبيقية).

أثر الفن الإسلامي بشكل واضح وكبير في النتاج الفني المعاصر، ولاسيما الفن التشكيلي وفن العمارة على وجه الخصوص، ويتجلى ذلك في الفن العربي والإسلامي المعاصر لارتباط رموز ووحدات التشكيل الفني لهذا الفن بالفكر والعقيدة الإسلامية.

وأضاف المحاضر قائلا: «ارتبط الفن الإسلامي ارتباطا وثيقا بالرمزية بوصفها تعبيرا عن اتجاهات فكرية وعقائدية وثقافية واجتماعية»، حيث لجأ الفنان المسلم إلى الرمزية، ليس من باب التعبير عن الدلالة الوظيفية أو الايدلوجية فحسب، بل من باب استرجاع الموروث الثقافي الذي كان يفرض نفسه. وقد استخدام الفنان المسلم كل ما في محيطه البيئي من كائنات حية، ونباتات، وأفلاك، وأشكال هندسية ليشكل منها مفرداته من الرموز الدلالية على منتجاته الفنية. ففي الفن الإسلامي توافق كبير بين الشكل الرمزي والمضمون، وبين المضمون وأبعاده الباطنة. وقد اعتبر كثير من المستشرقين أن الرمزية في الفن الإسلامي لها أبعاد ميتافيزيقية، بينما الواقع أن لها أبعادا روحية تتوافق معها. ومن الصعب حصر الفن الإسلامي في الرمزية فقط، إذ أنها تشكل عنصرا من عناصر التكوين أو الموضوع الفني، كما أن الرمزية ودلالاتها في الفن الإسلامي هي بمثابة دعوة للتفكير والتدبر فيما وراء القصد من التشكيل الرمزي في الزخرفة أو العمارة. والتفكير في العقيدة الإسلامية فريضة حثت عليها العديد من الآيات القرآنية، وليس معنى ذلك أن الرمزية في الفن الإسلامي ارتبطت بمنظور عقائدي فقط، إذ إن من المعروف أن لها أوجها عديدة، منها ما هو مرتبط بموروث ثقافي، ومنها ماهو مرتبط باتجاه أو فكر ايديولوجي».

يذكر أن الدكتور محمد الكحلاوي هو أستاذ الآثار الإسلامية في كلية الآثار في جامعة القاهرة، ورئيس مجلس إدارة متحف الفن الإسلامي في القاهرة، وأمين الاتحاد العام للآثاريين العرب. ساهم الكحلاوي في إنشاء جمعية الآثاريين العرب، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية، كما أنه أستاذ محاضر وزائر في عدد من الجامعات حول العالم، وأشرف على أكثر من خمسين رسالة للماجستير والدكتوراه، كما قام بإعداد أكثر من خمسين بحثا علميا ومؤلفا في مجال الدراسات الآثارية والقيم الجمالية، فضلا عن مقالات في موسوعات محلية وعالمية منها الموسوعة العربية العالمية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي