قاطنوها شكوا من نقص الخدمات الأساسية وانعدام الأمن

جابر الأحمد... مدينة لا تسرّ الساكنين !

تصغير
تكبير
ناصر العنزي: المنطقة تعاني أزمة مدارس والطرق والبيوت الحكومية دون كهرباء رغم تسليمها منذ 6 أشهر

محمد الرشيدي:الوزارة عاجزة عن توفير المياة للمنطقة وتكاليف التناكر أرهقتنا

فارس الحصم: أسعار السلع في الجمعية التعاونية ارتفعت إلى نحو 25 في المئة بعد انتقال إدارتها من منطقة سعد العبدالله إلى القيروان

محمد الحيان: عدم وجود مخرج طوارئ في البيوت الحكومية يدق ناقوس الخطر

سعد المسامح: انعدام الرؤية وأعمال الطرق العشوائية رفعا معدلات الحوادث المرورية

محمد العبيدي: نشعر بالقلق من تزايد معدلات الجريمة

بوغازي : مشاكل المدينة لا تحصى وأستبعد حلها بين يوم وليلة
جابر الأحمد...باتت مدينة خاوية على عروشها ومنطقة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هذه المدينة الكبيرة بمساحتها والعامرة بسكانها لم تعد تسر الناظرين، وتحطمت أحلام قاطنيها على صخرة اليأس لتتحول إلى سراب في ظل نقص وتردي الخدمات بها.

ورغم ان المدينة تعد أحد أضخم المشاريع السكنية في البلاد، الا انها لا تزال ترزح تحت وطأت الظلام وتفتقر إلى الخدمات الحيوية والأساسية وعلى رأسها التيار الكهربائي رغم انها تحمل اسم الأمير الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد وتحتوي على عدد لا يستهان به من الوحدات السكنية.


«الراي» سلطت الضوء على المدينة من خلال رواد ديوانية ناصر العنزي أحد قاطني المنطقة للوقوف على معاناة أهاليها، ورصد أبرز المعوقات التي أرهقت سكانها وأثقلت كاهلهم.

رواد الديوانية أطلقوا عبر حديثهم لـ «الراي» نداء استغاثة إلى المسؤولين، معبرين عن استيائهم وقلقهم الشديدين من انعدام الأمن ونقص الخدمات الأساسية التي لا يستغني عنها أي مواطن، مستنكرين في نفس الوقت بقاءهم في دوامة الانتظار التي لا تنتهي.

بداية قال صاحب الديوانية ناصر العنزي ان «مدينة جابر الأحمد من المشاريع السكنية الضخمة والحيوية في البلاد، فهي تحمل اسم الأمير الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد وتحتوي على عدد لا يستهان به من الوحدات السكنية، مشيراً إلى ان المدينة وعلى الرغم من مساحتها الواسعة وكثافتها السكانية العالية، الا انها ما زالت خاوية على عروشها وتفتقر إلى جملة من الخدمات الأساسية يأتي في مقدمها عدم ايصال التيار الكهربائي للطرق والبيوت الحكومية التي تم تسليمها لمستحقيها قبل ستة أشهر».

مولدات كهربائية

وأوضح ان «تقاعس الوزارة في ايصال التيار الكهربائي للبيوت الجديدة أعاق الأهالي عن السكن في منازلهم، ما حدى ببعضهم الى شراء مواتير ومولدات كهربائية متواضعة للحصول على الكهرباء».

وأضاف«نحن سكان البيوت الحكومية في قطاع (N2) قمنا بتشكيل فريق تطوعي لخدمة أهالي المدينة والتخفيف من معاناتهم عبر التواصل مع المسؤولين في المؤسسات الحكومية المعنية، والضغط نحو الاسراع في تزويد المنطقة بكافة الخدمات المهمة التي لا تستغني عنها اي منطقة سكنية، مبدياً سعادته بتمكن الفريق من تحقيق نتائج ايجابية ملموسة على أرض الواقع بشهادة نسبة كبيرة من قاطني المنطقة».

وأشاد بالجهود التي بذلها وزير الاسكان وتواصله المستمر مع الاهالي ومتابعته لشؤون المدينة، وحرصه على تسليم البيوت لأصحابها بأسرع وقت ممكن، لكنه انتقد عمل الشركات المشرفة على تنفيذ المساكن الحكومية، مؤكداً ان النماذج التي تم تصميمها ليست بالجودة المطلوبة، فهناك نواقص في المنازل الجديدة.

حرق الجيوب

وتطرق العنزي إلى بدل الإيجار، مبيناً ان وزير الإسكان تفهم معاناة أهالي البيوت الحكومية وتراجع عن قراره بخصم البدل على منتسلموا مفاتيح بيوتهم لحين ايصال التيار الكهربائي لمنازلهم، وخاصة وان نسبة كبيرة منهم لا يزالون يعانون في أزمة الإيجارات التي تحرق الجيوب والقلوب معاً.

وأردف «ان المخطط الذي تسلمته من وزارة الإسكان يوضح وجود غرفة بجانب الصالة، الا انني عند تسلم منزلي بشكل رسمي لم أجد الغرفة بل وجدت مخزنا صغيرا يختلف تماماً عما هو موضح بالمخطط، وهناك أخطاء فنية كبيرة في بعض التمديدات الكهربائية، فضلاً عن عدم مراعاة وضع الأمان في التمديدات الصحية»، متسائلاً: من يتحمل تكاليف هذه النواقص سوى المواطن البسيط المغلوب على أمره؟

وذكر العنزي ان المنطقة تعاني من قلة المدارس، الأمر الذي سبب أزمة كبيرة لسكان المنطقة وجعلهم يتكبدون عناء الطريق ويذهبون إلى مناطق اخرى كالصليبخات والدوحة وبعض المناطق البعيدة حرصاً منهم على دراسة ابنائهم.

ندرة المياة.

وتحدث محمد الرشيدي الذي بانت على محياه علامات الغضب والتذمر، مطالباً المسؤولين بإيجاد حلول جذرية لمشكلة عدم توافر المياه في المنطقة، بعد عجز الوزارة عن انهاء هذه الأزمة، لافتاً إلى ان انعدام المياة أدى إلى اعتماد السكان على التناكر ودفع مبالغ باهظة للحصول على الماء كونه من الأمور الضرورية التي لا يستطيع الانسان العيش من دونها.

ورفض الرشيدي الوضع المزري الذي تعيشه المنطقة والتي وصفها بمدينة الأشباح على حد تعبيره، مستغرباً من الظلام الدامس الذي يغطي معظم نواحيها منذ أكثر من خمس سنوات، في ظل امتلاك الدولة للثروات الطائلة والامكانيات المتطورة في مختلف المجالات.

انتشار الأمراض

ونبه إلى خطورة وضع مناهيل الصرف الصحي بمسافة قريبة أمام أبواب البيوت، وهو ما قد يتسبب في التلوث وانتشار الأمراض، فيما انتقد وضع أعمدة الإنارة على الأرصفة بشكل عشوائي دون مراعاة حاجة صاحب المنزل وذويه إلى مواقف للسيارات.

وتابع «اكتشفنا لدى تسلمنا المنازل وجود إضافات غير مبررة وليست لها أي أهمية »، متسائلاً هل يكون التصميم والبناء على مزاج الشركة المنفذة دون الأخذ بأبسط المواصفات التي قد يحتاجها المواطن في منزله.

ولم يستبعد الرشيدي وجود تنفيع للشركة القائمة على المشروع، رافضاً تنفيع أي جهة على حساب المواطن.

فارس الحصم أحد رواد الديوانية صب جام غضبه على وزارة التجارة والصناعة لعدم مراقبتها أسعار السلع وتفاوتها غير المبرر من جمعية لأخرى، مستنكراً الزيادة غير المعقولة في أسعار السلع في الجمعية التعاونية وأفرعها، مبيناً في الوقت ذاته ان تلك الزيادة بدأت بالتفاقم شيئاً فشيئاً، خصوصاً بعد انتقال ادارة الجمعية إلى جمعية القيروان التعاونية بعد ان كانت تابعة لجمعية سعد العبدالله التعاونية.

ارتفاع الأسعار

وتابع «لاحظنا ارتفاعاً مبالغاً فيه بأسعار معظم السلع يصل تقريبا إلى نسبة 25 في المئة، وهذا الأمر بلا شك كانت له انعكاسات سلبية بالغة على أهالي المنطقة، مشدداً على أهمية زيادة عدد الأفرع لتغطي احتياجات أهالي المنطقة».

وتطرق للحديث عن الجانب الصحي ومستوى الخدمات التي يقدمها مستوصف المنطقة،قائلاً ان المنطقة لا يوجد فيها سوى مستوصف واحد لا يسد الحاجة، فضلا عن الازدحام الشديد في قسم الأسنان، قائلا: «ما تسوى علينا إحنا مواطنين ويصير عندنا طق مطاقق بالمستوصفات».

من جانبه وجه سعد المسامح رسالة إلى وزارة الأشغال العامة مفادها ضرورة اصلاح الشوارع وإعادة سفلتة الطرق الرئيسة والفرعية وتنظيمها بشكل يضمن سلامة مرتادي الطريق، مؤكداً ان الطرق العشوائية التي تعترضها الحواجز الحديدية وإشارات أعمال الطرق تسببت في الكثير من الحوادث المرورية.

واستطرد قائلاً«هناك الكثير من أهالي المنطقة من كبار السن والنساء الذين يجدون صعوبة في قيادة السيارة في المنطقة في فترة النهار، أما عندما يختلط الظلام فهنا تبدأ المعاناة الحقيقية وتصبح الطرق متشابهة نظرا لانعدام الرؤية وغياب اللوحات الارشادية في الشوراع».

وتحدث عن الوضع الأمني، قائلاً «لحد الآن منطقتنا بحاجة ماسة إلى النظر بجدية من وزارة الداخلية، فنحن نرى جميع أنواع السيارات سوى الدورية لم نرها تسير في شوارعنا ابداً».

وناشد وزير الداخلية بتوفير نقطة أمنية في المنطقة تشتمل على دوريتين على أقل تقدير لحفظ الأمن ومد يد العون لمن يتعرضون للحوادث أو تتعطل سياراتهم بشكل مفاجئ.

أما علاء الرشيدي فاستغرب من خلو المدينة من أي مظاهر ترفيهية، فلا يوجد حديقة عامة أو مركز ترفيهي للأطفال على الرغم من كثرة السكان واستقرارهم منذ سنوات،مضيفا» من المفترض ان يكون هناك اهتمام من قبل البلدية في هذا الجانب». ولفت الرشيدي إلى ان مدينة جابر الأحمد هي أول منطقة في الكويت تعاني من أزمة الكهرباء بعد مدينة صباح الأحمد، وقال: ان وعود وزارتي الاسكان والكهرباء بإيصال التيار الكهربائي للأهالي بعد أكثر من ستة أشهر من تسلم مفتاح البيت هو أمر لم يحدث في تاريخ تسليم الدفعات الإسكانية للمواطنين ذهبت أدراج الرياح.

بدوره أشار بو غازي أحد أهالي المنطقة إلى ان مشاكل المنطقة لا تعد ولا تحصى ولا يمكن حلها بين يوم وليلة، وبرزت في سوء أعمال التشطيب والصبغ وتشابه المفاتيح المخصصة لأبواب المنزل بشكل يسهل عملية السرقة، معتبراً البيوت الجديدة غير صالحة للسكن وتحتاج إلى مبالغ مرتفعة لإصلاح الخلل فيها. في حين قال محمد الحيان ان المنطقة تفتقر إلى محطة وقود رغم ازدحامها بالسكان منذ العام 2012، لافتاً إلى ان المحطة أمر أساسي وفي غاية الأهمية.

وزاد»نضطر دائماً للذهاب إلى مناطق أخرى من أجل تعبئة الوقود وهذا أمر غير منطقي، مطالباً بتوفير محطة تسهل على قاطني المنطقة عناء الطريق». وأوضح الحيان ان البيوت الحكومية لا تحتوي سوى على مدخل ومخرج واحد، وهو بالفعل أمر يدق ناقوس الخطر ويستدعي من السكان أخذ الحيطة والحذر حال حدوث حريق أو انفجار أنبوب غاز داخل المنزل، داعياً إلى ضرورة انشاء مخرج آخر للمنزل لحماية الأرواح حال حدوث أي أزمة، في الوقت الذي أبدى فيه امتعاضه من قانون وزارة الإسكان الذي يقضي بسقوط الكفالة عن أي منزل تتم إضافة أي تعديلات عليه من قبل صاحبه.

جرائم وسرقات.

الجرائم والسرقات كان لها النصيب الأكبر من حديث رواد الديوانية وهو ما أكده محمد العبيدي، معرباً عن قلقه الشديد من زيادة معدلات الجريمة في المنطقة وسط غياب دور الأمن .

وطالب العبيدي وزيري الاسكان والكهرباء بالالتفات إلى معاناة أهالي المدينة المنكوبة، مضيفا» ننتظر ايصال التيار الكهربائي إلى منازلنا على أحر من الجمر، ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر وأنا أضع مولدا كهربائيا في منزلي لكي أتمكن من اصلاح بعض الأخطاء الفنية التي خلفتها الجهة المنفذة للبيوت الحكومية».

تلف أصباغ

? زيارة «الراي» لديوانية العنزي تزامنت مع وجود تنكر لتعبئة المياة للمنزل، وهو ما يعكس صورة غير حضارية في القطاع الجديد.

? خلال جولتنا في أحد البيوت الحكومية الجديدة كشفت عن تلف الأصباغ في احدى الغرف، بسبب خطأ فني في تمديدات التكييف كما لاحظنا الظلام الدامس يلف مدخل المنطقة ما حولها إلى مدينة أشباح.

أزمات مفاجئة

عصام العيدي أحد السكان الجدد في المدينة حذر من خطورة وجود انبوب نفطي بجانب المنطقة قد يتسبب بكوارث بشرية ومادية كبيرة مستقبلاً، منتقداً إهمال الجهات المعنية للبنية التحتية وعدم أخذ الحذر لتلافي ما أسماه الأزمات المفاجئة.

وطالب العيدي هيئة الزراعة بمكافحة ظاهرة انتشار القطط والكلاب الضالة التي اتخذت من المنطقة مرتعاً لها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي