د. تركي العازمي / وجع الحروف

ابني يا وزير الداخلية...!

تصغير
تكبير
في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الإثنين الموافق 6أبريل 2015 تلقيت اتصالا من الوالدة المريضة اللهم اشفها واشفِ كل مرضانا ومرضاكم... قالت «تركي وينك..» وكان الرد «توني واصل البيت راح أتغدا وأطلع عندي شغل... آمري» قالت وبصوت مفزع «رح لولد أخوك في العناية المركزة مضروب على راسه وهو في غيبوبة»!

ذهبت من دون غداء ولم أتناول العلاج... وعند العناية المركزة وجدت الطفل وقد تم وضعه تحت المخدر العام في انتظار استشاري جراحة مخ وأعصاب....!


ما هي الحكاية وما علاقة وزير الداخلية بتلك الحكاية؟

إنها مشاجرة صغيرة بين صغار في المرحلة المتوسطة انتهت باستخدام «العجرا» لضرب طفل صغير نتج عنه كسر في الجمجمة من الخلف ونزيف!

السبب في توجيهنا النداء لوزير الداخلية يعود لتفشي ظاهرة المشاجرات الدامية من بعض المراهقين الذين بحاجة إلى إعادة تأهيل.

نريد من وزير الداخلية الآتي:

ـ مراجعة المشاجرات الدامية التي تحصل خلف أسوار المدارس والتي يكون أبطالها صغاراً لم يجدوا التربية الحسنة و«ابتلى» الناس بأفعال أولادهم؟

ـ تفعيل دور الداخلية في ضبط سلوك الصغار المتسكعين ليلا بالضبط كما كان يحصل قبل عقود عدة حيث يساق للمخفر كل مراهق يتجول بعد منتصف الليل حماية للنشء.

ـ تفعيل دور الداخلية في مراقبة سلوك المراهقين في الأسواق والمجمعات التجارية.

ـ التنسيق مع وزارة التربية لبسط الأمان لأولياء الأمور كي لا يتعرض ابني أو ابن أي فرد آخر لضربة قد تنهي حياة طفل بريء.

نحن نعلم بأن الأبناء في سن المراهقة «تحوشهم» موجة «شيطنة» و«مشاغبة» وهذا طبيعي جدا والمشاجرات البسيطة اعتدنا عليها لكن أن تصل إلى حد استخدام الآلات الحادة و«العجرا» فهذا الأمر بحاجة إلى تدخل فوري.

ولأنني في السابق طالبت وزير التربية بتفعيل دور الاختصاصي الاجتماعي لرصد السلوك العدواني الذي يتصف به بعض الطلبة وإيجاد الحلول من خلال المتابعة مع الأسرة... لكن لا شيء مما طالبت به قد قوبل بتحرك من وزارة التربية!

لهذا السبب ولأنني أعرف وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد منذ أن كان محافظا لمحافظة الأحمدي وجهت هذا النداء له، وابن أخي ينتظر الإسعاف لنقله إلى مستشفى ابن سينا!

ونتمنى في المقابل من محافظة الأحمدي التي أطلقت حملة لتجميل أسوار المدارس المطلة على الطرق السريعة (الراي عدد الثلاثاء7 أبريل 2015) أن تعي أن الجمال الحقيقي للمدارس هو داخل أسوارها وخلف أسوارها حيث تنزف دماء الأطفال الأبرياء بسبب مشاجرة طرفها عنيف للغاية ولم يجد من يردعه مع الأسف.

ليسمح لي وزير الداخلية... فنحن ابتلينا بثقافات غريبة فيها الصفات العدوانية تنمو بشكل غريب عجيب دون تدخل منا!

ليسمح لي وزير الداخلية... فمنظر تسكع المراهقين بعد منتصف الليل أزعج الأهالي وإذا كان أولياء الأمور لا يتابعون سلوكيات الأبناء فليكن القانون هو الرادع لهم!

اليوم ابن أخي... وغدا قد يكون الضحية ابني أو ابن مواطن آخر فالجميع بالنسبة لي كابني أخشى أن يصيبهم مكروه!

ابني يا وزير الداخلية... فاحترامنا لك وتقديرنا لجهودك هو الدافع لكتابة هذا المقال.. ونحن نخاف على أبنائنا وأبناء المواطنين الصالحين من سلوكيات عدوانية لمراهقين لا يعلم ذووهم عنهم... والله المستعان!

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي