حوار / «أعدت حساباتي بعدما طُعِنتُ بالظهر ممن كانوا أقرب الناس لي»
فهد العليوة لـ «الراي»: سأعتزل الكتابة... إذا حققتُ هدفي «الدرامي»!
فهد العليوة
• حلم استفزّني فتمخّض عن «قابل للكسر»... وكتبتُ أولى حلقاته في رمضان 2013
• الشخصيات المكتوبة في النصّ تفرض الممثل... وأسماء تخطر على ذهني عندما أبدأ في الكتابة
• لا أخضع لسلطة المنتج أو المخرج وعقودي واضحة... أشترط المشاركة في اختيار الفنانين
• الزواج حالياً مشروع مؤجَّل... فأنا منغمس في الكتابة طوال الوقت
• فنانات عمر الثلاثين والأربعين «معدودات على الأصابع»... مَن تمتلك الموهبة تحاول ولتجرّب حظّها
• الكتّاب بشر طبيعيون شأن سائر الناس لا يعانون عُقداً نفسية... لكنهم ربما يحملون ازدواجية !
• الشخصيات المكتوبة في النصّ تفرض الممثل... وأسماء تخطر على ذهني عندما أبدأ في الكتابة
• لا أخضع لسلطة المنتج أو المخرج وعقودي واضحة... أشترط المشاركة في اختيار الفنانين
• الزواج حالياً مشروع مؤجَّل... فأنا منغمس في الكتابة طوال الوقت
• فنانات عمر الثلاثين والأربعين «معدودات على الأصابع»... مَن تمتلك الموهبة تحاول ولتجرّب حظّها
• الكتّاب بشر طبيعيون شأن سائر الناس لا يعانون عُقداً نفسية... لكنهم ربما يحملون ازدواجية !
خيط من ذهب يربط بين موهبته الدرامية «فوق العادية»، والقضايا المعيشة بل الساخنة في واقعه ومجتمعه!
الكاتب المبدع فهد العليوة الذي برز اسمه في السنوات الأخيرة بين القلة المتميزة من أصحاب المواهب السخية... قلمه غير «قابل للكسر» على صخرة العادي والمتكرر من الموضوعات... فهو حريص على التجديد والابتكار ليس فقط في «تيمات» أعماله المتعددة، بل في تجسيدها أشخاصاً من لحم ودم، على مساحة الورق الذي سرعان ما يتحول بدوره إلى «فال...» للإنتاج الدرامي في الكويت!
«الراي» جالست «ساهر الليل»، في حديث مطوّل، لعله يقول «للحب كلمة»، أو يفتح «مذكرات عائلية جداً»، كي يُطلعنا على علاقته بالوسط الفني، ويتطرق إلى قضاياه.
العليوة تحدث عن مسلسل «قابل للكسر»، واصفاً إياه «بالعمل الإنساني الاجتماعي الذي لا يخلو من الخط الرومانسي»، وكاشفاً عن «أن حلماً زاره - ذات ليل - واستفزه، ليتحول فجأةً إلى مخاضٍ (استمر شهرين) نتج عنه هذا المسلسل الذي حكى العليوة عن الظروف التي حالت دون تصويره في الموسم الدرامي 2014».
وكشف العليوة، في ثنايا حديثه، عن آلية اختيار الفنانين المشاركين في أعماله، مؤكداً أنه لا يستسلم لأي ضغوط من المنتج أو المخرج في هذا الشأن، و«أن العملية تسير وفق تشاور واتفاق ثلاثيين»، كما نفى تعرضه لأي إحراج مع أصدقائه الفنانين إذا لم يرشّحهم في أعماله.
العليوة أقر بأنه ربما يحضر في موقع التصوير (اللوكيشن)، «إذا اقتضت الضرورة فقط، وليس من باب الإشراف والتدخل»، مردفاً: «أحب منح المخرج فرصته في الإبداع».
وأماط العليوة اللثام عن التأهب، خلال أيام قليلة، للبدء في تصوير مسلسله الجديد «فال مناير» الذي كان قد اتفق على تصويره ثلاث مرّات من دون أن تتحرك تجاهه كاميرات التصوير، رافضاً المقارنة بينه وبين مسلسله الآخر «قابل للكسر»!
العليوة ساق خيول الحديث في ساحات عدة، غير بعيد عن رؤيته للفن وقضاياه، وعلاقاته بالفنانين، ومتى يتوقف عن الكتابة... وفي ما يأتي التفاصيل:
• كيف بدأتَ فكرة كتابة مسلسل «قابل للكسر»؟
- ولدت الفكرة عن طريق حلم استفزني، فأخذت بالتفكير فيه شهرين محاولاً تحويله إلى مسلسل درامي مثل قصّة وفكرة وشخصيات وتركيبة متجانسة، حتى شرعت فعلياً في كتابة أول حلقة من حلقاته ثاني أيام شهر رمضان من العام 2013، وأخذ منّي قرابة العام للانتهاء منه تماماً.
• لماذا إذاً لم يُعرض في الموسم الدرامي للعام 2014؟
- كان المفروض أن يعرض في موسم 2014 الدرامي، لكنّه تأجّل بسبب ظروف إنتاجية، خصوصاً أنه يحتاج إلى التنقّل بين أكثر من دولة، والآن وبعد التجهيز النهائي له سيتم عرضه في رمضان 2015، بعدما وفقّنا من تصويره بقيادة المخرج منير الزعبي.
• على أيّ أساس تم اختيار الممثلين المشاركين فيه؟
- الشخصيات المكتوبة في النصّ هي التي تفرض الممثل، وهناك أسماء تخطر على ذهني عندما أبدأ في الكتابة، ومع استمراريتي في الكتابة تتضح الصورة أكثر، خصوصاً لحظة وصولي إلى الحلقة الخامسة، حينها أكون قد تأكدت أن هذه الشخصية تصلح للفنان الفلاني. وفي ما يخصّ «قابل للكسر» فقد طرحت الأسماء على المنتج عامر الصبّاح والمخرج منير الزعبي، فدار بيننا نقاش على أكثر من اسم فنان وفنانة، ووضعنا في هذا الشأن أكثر من اقتراح وتصوّر، حتى وصلنا في النهاية إلى التشكيلة التي سيشاهدها الجمهور لدى عرض المسلسل.
• هل من الممكن أن تخضع أحياناً لسلطة المنتج لإقحام ممثل لستَ مقتنعاً به؟
- كلا، طبعاً لا يمكن ذلك، فعقودي واضحة وتنصّ دائماً على أنه يجب اختيار الفنانين بالاتفاق المشترك، وبحمد الله لم أواجه مطلقاً أيّ صعوبة مع المنتج عامر الصبّاح في هذا الشأن، وأي فنان أو فنانة لم أكن مقتنعاً به أو حتى المخرج أو المنتج لم يقتنعا به ينحَّى من الاختيار، لأن مسألة الفرض والسلطة ليست موجودة في تعاملاتي مع زملاء العمل. ومن وجهة نظري أعتقد أن العمل الفني تعتمد ولادته على ثلاثة عناصر أساسية هي الكاتب والمخرج والمنتج، فإن اتفقوا بمنطق وعقلانية، بعدها يأتي العنصر الرابع المهم أيضاً، وهو أبطال العمل، ويتلوه العناصر الباقية المتمثلة في الصوت والصورة والفنيين والمونتيير. يجب أن يكون كل شخص يقع عليه الاختيار محل ثقة وفي مكانه الصحيح من دون مجاملة أو فرض.
• ألا تتعرض لإحراج ما مع أصدقائك الفنانين لعدم اختيارك لهم؟
- لم أواجه مثل هذا الموقف، فالأمر ليس مجرد «كشتة ربع»، والحمد لله دائرتي من أصدقاء الوسط الفني متفهّمون أنّ الصداقات والعلاقات الشخصية لا صلة لها بالعمل، ومن ثم يدركون أنهم قد يشاركون في عمل معي هذا الموسم، وقد يغيبون في الموسم المقبل، وهذا كله وفقاً لما تفرضه القصة وضرورة الشخصية المكتوبة في النص. وشخصياً لا أنكر جمالية العمل مع الأصدقاء، لأنّ ذلك يؤثّر وينعكس بشكل إيجابي على الشاشة، لكن كما ذكرت تبقى الكلمة الأولى والأخيرة لمصلحة النص.
• هل تحرص على متابعة تصوير المسلسل أولاً بأول؟
- أحرص على الحضور في «اللوكيشن» والمونتاج، ليس من باب التدخل والإشراف، لأنني اليوم متى وثقت في مخرج وسلّمته النص، أكون حينها واثقاً برؤيته الإخراجية وأمنحه المساحة لكي يبدع، وتراني أحضر في حال حاجتهم إليّ فقط.
• باختصار... كيف تصف «قابل للكسر»؟
- عمل إنساني اجتماعي لا يخلو من الخط الرومانسي، باعتبار أنّ الحب جزء لا يتجزأ من الإنسانية، وهو أمر نفتقده في العالم كله، وهنا لا أقصد الحب بين الذكر والأنثى فقط، بل بين الأولاد ووالديهم، وبين الأخوة، بين الأصدقاء، بين إنسان وإنسان آخر لا تعرفه، وهو أرقى أنواع الحب من وجهة نظري.
• وما القصة التي يدور حولها المسلسل؟
- محور المسلسل بشكل عام هو الحب بكل أنواعه وليس بشكل رومانسي، بل بشكل إنساني، ويطرح قضايا إنسانية بحتة، منها الأيتام والطلاق وزواج الأهل وتأثيره السلبي في الأسرة، وقضية العمالة الوافدة مع مناقشة معاناتهم وإساءة استخدام البعض لهم من خلال الاتجار في الإقامات، وأتمنى من خلال المسلسل أن نغيّر ولو جزءاً بسيطاً من نظرة الناس إلى العمالة الوافدة والمقيمين، وحتى الأيتام.
• على أيّ أساس يأتي انتقاؤك للقضايا؟
- القصة تفرض القضايا، فهي العمود الفقري للنص وتجبرني على التفرّع في قضايا أخرى أشعر بأنها تخدم الفكرة الأساسية لا تضرها ولا تشتت المشاهد. وفي أحيان أخرى عندما أرى أن النص قد سار بطريق فرعية معينة أشعر بأنها مهمة ويجب طرحها وتسليط الضوء عليها، حينها أركز عليها بشكل أكبر وأبرزها وأقول وجهة نظري، تاركاً الحكم للمشاهد.
• اللغة التي تصوغ بها حواراتك... هل هي من لغة الشارع أم لغة المثقّفين؟
- أنا لا أفرض نفسي على شخصياتي، فكل شخصية تتكلم بلسانها وليس بلسان فهد العليوة. وعلى سبيل المثال، إذا كانت هناك شخصية رجل أمّي غير متعلّم، فيجب أن تكون لغة حواره قريبة من الشارع، وبالمقابل شخصية مثقفة أو مطّلعة يجب أن يكون مستوى الحوار أرقى وأعلى بحكم ثقافتها، لكن ذلك لا ينفي أنّه حتى بعض الشخصيات المثقفة يكون كلامها طبيعياً وواقعياً، وهو أكثر ما يهمني لحظة كتابتي للحوارات، بعيداً عن التصنّع والتكلّف واستخدام الألفاظ غير المتداولة في حياتنا اليومية، والسبب أن الدراما هي نقل الواقع وحياة اجتماعية بسيطة.
• حالياً يتم الاستعداد لتصوير مسلسل «فال مناير» لعرضه في الموسم الرمضاني الدرامي المقبل... حدثنا عن فكرته؟
- «فال مناير» مسلسل بسيط، بعيد عن التكلف بشكل عام، ونسبة التراجيديا فيه أقل من الدراما، والمواقف الكوميدية (اللايت كوميدي) موجودة فيه بنسبة أعلى، وأتمنى أن تكون خطوة لي باتجاه الكوميديا، لأن الجمهور ملّ من الصراخ و«البجي».
• منذ متى وفكرة هذا المسلسل تدور في ذهنك؟
- كانت موجودة في ذهني منذ العام 2011، وقد وقعت على تصويره ثلاث مرّات ثم يؤجَّل لظروف مختلفة، حتى وُفّقنا هذا العام لبدء تصويره مع ظروف مناسبة له وتوقيت جيّد.
• ألم يزعجك هذا التأجيل الكثير له؟
- على العكس، فخلال هذه الفترة كلها عدّلت أموراً عديدة فيه، و«نسفت» حلقات تماماً وأعدت صياغتها بالكامل، مع عمل «ريفريش» للقضايا المطروحة وإضافة قضايا أخرى ظهرت على الساحة.
• من الفنانون المشاركون فيه؟
- «الكاست» ليس مكتملاً تماماً، وهذه الأمور تبقى تحت ظروف التغيير لآخر لحظة، لكن يمكنني التصريح عن أسماء مؤكّدة على رأسهم سيدة الشاشة الخليجية الفنانة حياة الفهد، إلى جانب زهرة الخرجي، أسمهان توفيق، طيف، محمود بوشهري، عبدالله بوشهري، شيماء علي، هنادي الكندري، غدير السبتي، عبدالله التركماني، علي الحسيني، أميرة النجدي، زينب غازي، فرح الهادي، وجارٍ الاتفاق مع أكثر من اسم آخر للانضمام إلينا، بالإضافة إلى أربع شخصيات عامة سيظهرون كضيوف شرف.
• هل تقارن بين أعمالك بشكل عام... ولنأخذ «فال مناير» و«قابل للكسر» كمثال؟
- كلا، إذ من المستحيل أن أستمر في كتابة نص في حال شعوري أنه لن يحقق نجاحاً ويكون علامة مميزة ويترك بصمة لدى المشاهد، وهي في الحقيقة مجرد توقعات تراودني في داخلي لا أكثر، إذ من الممكن أن يمرّ المسلسل مرور الكرام، وما علينا سوى أن نجتهد ونؤمن بعملنا ليكون الحكم النهائي للمشاهد. والمقارنة بين أعمالي بشكل عام لا أحبّها، ولو أخذنا على سبيل المثال «قابل للكسر» و«فال مناير» فهي ظالمة تماماً، لأنّ كل واحد منهما من مدرسة مختلفة وهو ما حاولت القيام به، ولا أدري إن كنت نجحت بالتجربة، وكلا العملين له خط كلّي مختلف من جميع النواحي.
• هل المؤلف له دور في إبراز الممثلين الجدد؟
- يكون له دور إن كان ذلك الممثل الجديد ظهر بشخصية بسيطة في عمل سابق، أما في ما يخصّ الذين لم يشاركوا قط بأيّ أعمال فهنا تكون مسؤولية المخرج الذي يمتلك رؤية خاصة به، تمكّنه من معرفة المميزين، أو حتى من خلال عمل «كاستنغ» له ومن ثم تقييمه.
• مَن من الممثلين الشباب لفتوا نظرك الموسم الماضي؟
- لفتني بشدة في الموسم الماضي ظهور الممثل الشاب عبدالله البلوشي الذي شارك في مسلسل «جرح السنين»، ودوره كان من أروع ما يمكن، وأيضاً الممثل الشاب عقيل الرئيسي الذي شارك في «ثريا»، ولا أنسى الممثلة الشابة زينب غازي.
• هل نعاني شُحاً في الوجوه الجديدة في الساحة الفنّية؟
- أرى أننا دوماً نبقى محتاجين أكثر وأكثر، لأن الجمهور بات يشعر بالملل من التكرار، فهو في حاجة إلى مشاهدة وجوه وطاقات جديدة من ممثلين وممثلات ومن جميع الأعمار صغاراً وكباراً، وهذه رسالة عبر «الراي» أوجهها إلى كل من يرى في نفسه الموهبة، مهما كان عمره، حتى لو وصل الثلاثين والأربعين وبالأخص العنصر النسائي، لأن فنانات هذا العمر «معدودات على الأصابع»، يجب على كل من هؤلاء ألا يقول «طافني القطار»، كي يحصل على فرصته الحقيقية التي قد تكون فاتحة النجومية له.
• كثيرون يقولون إنّ الكاتب دائماً يحمل شيئاً من الازدواجية في شخصيته... ما ردّك؟
- الكتّاب بشر طبيعيون، حالهم حال سائر الناس، ولا يعانون بالضرورة عقداً نفسية، لكن ربما يرى البعض فيهم بعض الازدواجية أو حالة نفسية ما، لأنهم لا يمتلكون موهبة الكتابة، التي تمنحك القدرة على تقمّص شخصياتٍ تفوق العشرين والكتابة عنها وبلسانها. كذلك قد لا يعرفون أنّ خيال الكاتب بشكل عام كبير وواسع جداً، لذلك يمكنه أن يعيش قصّة بكامل شخوصها ويخلق لها عمقاً وتاريخاً لما قبل المسلسل وبعده.
• هل تتضايق من جملة «يا ريت نعود للزمن الماضي» في ما يخصّ الدراما؟
- ما يضايقني أكثر هو أنها غير صحيحة. نعم، كلنا نحنّ للماضي والزمن الجميل في الدراما، وهو حال كل جيل تراه يحنّ للجيل الذي مضى ويتمنى عودته. لكن اليوم الفن والدراما قد تطورا، وكل شيء تغيّر سواء على مستوى الإخراج والكتابة والممثلين. نعم، هناك عمالقة حفروا في الصخر وبنوا أسماءهم، لكن من الطبيعي أن تستمر المسيرة مع غيرهم. واليوم لو أن أحد الأعمال الدرامية التي نحبها - من دون ذكر أسماء - لم يعرض في حينها بتاتاً وعُرض اليوم، هل تعتقد أنه قد يحقق ذلك النجاح نفسه! طبعاً لا، والسبب هو الاختلاف في كل شيء لناحية التقنيات والصورة والصوت، وحتى أداء الممثلين الذي كان في السابق يغلب عليه الأداء المسرحي.
• هل تعتقد أنه قد يقال هذا الكلام في المستقبل عن أعمال اليوم أيضاً؟
- «مو كل شي قديم حلو، ولا كل جديد مو حلو»، فهي مسألة نسبة وتناسب، لذلك أتمنى من الجمهور أن يمنح أعمال اليوم الفرصة الكافية، فنحن لم نقل على «خالتي قماشة» على سبيل المثال إنه عظيم إلا بعد مرور عشرين عاماً، وبالتالي أتمنى أن تعطوا «زوارة خميس» و«ساهر الليل» وغيرهما من المسلسلات عشرين عاماً، قبل أن تطلقوا عليها أحكامكم، فإن كان الجمهور لا يزال يشاهدها تكون المعادلة قد تحققت.
• هل تتقبل النقد أم ترفضه؟
- أتقبل النقد «غصبن عليّ» المتعلّق في العمل الفني فقط من أيّ شخص، سواء كان هاوياً أو أكاديمياً حتى لو وصل الأمر إلى التجريح، وأرفضه رفضاً قاطعاً لو كان من أكبر ناقد في التاريخ لو وصل إلى مرحلة التدخل في شؤوني وحياتي الخاصة، أو لو وصل إلى مرحلة السب والقذف على الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات أو التطرق إلى الشكل الخلقي كما أصبحنا نشاهد ونقرأ.
• هل وصلت إلى هدفك على صعيد الكتابة درامياً؟
- عندما أصل إلى هدفي ككاتب سأعلن اعتزالي الكتابة، لأن استمراريتي ستكون حينئذٍ مجرد «تحصيل حاصل». و من وجهة نظري أن كل مرحلة من مراحل الحياة فيها هدف ينجزه الإنسان، وتظل تتعاقب الأهداف إلى أن تحين الوفاة.
• تكتب دوماً عن الحب والرومانسية... فمتي سيحين زواجك؟
- أشعر بأنّ الوقت الراهن غير مناسب حالياً، لأنني في غالبية الوقت تراني منغمساً في الكتابة، وأنا لدي اقتناع بأنني عندما أقدم على شيء يجب أن أمنحه حقه، وهو السبب الذي دفعني أيضاً إلى الاستقالة من عملي كمدرس، لعدم مقدرتي على الموازنة بين الكتابة والتدريس. وقد أشعر بأنني مستعد للإقدام على هذه الخطوة عندما أقدّم كل عامين أو ثلاثة عملاً واحداً فقط.
• هل قد تفكر في كتابة قصة حياتك يوماً ما؟
- طبعاً لا، لأنه من المستحيل أن أكون حيادياً مع نفسي وسأظهر أي شخص مختلف معه بأنه المخطئ، وعموماً إن تكلمت عن نفسي بالإيجاب فسأكون مغروراً، وإن تكلمت بالسلبية فسأكون مهزوز الشخصية. كذلك أحد الأسباب التي تمنعني من الإقدام على هذه الخطوة هو أسراري الخاصة التي لا أحب لأحد أن يعلم عنها شيئاً.
• هل تحبّ الشهرة؟
- لا أحب الشهرة لشخصي، بل أتمناها لأعمالي فقط. ولا أنزعج عندما لا يعرف شخص ما شخصية فهد العليوة، وأتضايق عندما لا يعرفون مسلسلاً من كتابتي.
• هل سبق أن تعرضتَ للظلم؟
- لا أشعر بأنني قد ظلمت، لكن يمكن القول إنني طُعنت بالظهر ممن كانوا أقرب الناس إليّ، وهذه الطعنات هي التي جعلتني أعيد حساباتي في بعض الأمور، خصوصاً الثقة بالناس، ولو كانت الطعنة من شخص بعيد لما اهتممت بها أساساً.
• هل أنت دقيق جداً؟
- لأبعد الحدود، الدقة تجدها حتى في حياتي الشخصية، وفي كل كلمة تقال لي، فآخذها على محمل الجّد، وأحلل تصرفات من حولي، وكذلك الأحداث والشخصيات، وهو طبع فيّ... ولا أتصنّعه لاشعورياً.
الكاتب المبدع فهد العليوة الذي برز اسمه في السنوات الأخيرة بين القلة المتميزة من أصحاب المواهب السخية... قلمه غير «قابل للكسر» على صخرة العادي والمتكرر من الموضوعات... فهو حريص على التجديد والابتكار ليس فقط في «تيمات» أعماله المتعددة، بل في تجسيدها أشخاصاً من لحم ودم، على مساحة الورق الذي سرعان ما يتحول بدوره إلى «فال...» للإنتاج الدرامي في الكويت!
«الراي» جالست «ساهر الليل»، في حديث مطوّل، لعله يقول «للحب كلمة»، أو يفتح «مذكرات عائلية جداً»، كي يُطلعنا على علاقته بالوسط الفني، ويتطرق إلى قضاياه.
العليوة تحدث عن مسلسل «قابل للكسر»، واصفاً إياه «بالعمل الإنساني الاجتماعي الذي لا يخلو من الخط الرومانسي»، وكاشفاً عن «أن حلماً زاره - ذات ليل - واستفزه، ليتحول فجأةً إلى مخاضٍ (استمر شهرين) نتج عنه هذا المسلسل الذي حكى العليوة عن الظروف التي حالت دون تصويره في الموسم الدرامي 2014».
وكشف العليوة، في ثنايا حديثه، عن آلية اختيار الفنانين المشاركين في أعماله، مؤكداً أنه لا يستسلم لأي ضغوط من المنتج أو المخرج في هذا الشأن، و«أن العملية تسير وفق تشاور واتفاق ثلاثيين»، كما نفى تعرضه لأي إحراج مع أصدقائه الفنانين إذا لم يرشّحهم في أعماله.
العليوة أقر بأنه ربما يحضر في موقع التصوير (اللوكيشن)، «إذا اقتضت الضرورة فقط، وليس من باب الإشراف والتدخل»، مردفاً: «أحب منح المخرج فرصته في الإبداع».
وأماط العليوة اللثام عن التأهب، خلال أيام قليلة، للبدء في تصوير مسلسله الجديد «فال مناير» الذي كان قد اتفق على تصويره ثلاث مرّات من دون أن تتحرك تجاهه كاميرات التصوير، رافضاً المقارنة بينه وبين مسلسله الآخر «قابل للكسر»!
العليوة ساق خيول الحديث في ساحات عدة، غير بعيد عن رؤيته للفن وقضاياه، وعلاقاته بالفنانين، ومتى يتوقف عن الكتابة... وفي ما يأتي التفاصيل:
• كيف بدأتَ فكرة كتابة مسلسل «قابل للكسر»؟
- ولدت الفكرة عن طريق حلم استفزني، فأخذت بالتفكير فيه شهرين محاولاً تحويله إلى مسلسل درامي مثل قصّة وفكرة وشخصيات وتركيبة متجانسة، حتى شرعت فعلياً في كتابة أول حلقة من حلقاته ثاني أيام شهر رمضان من العام 2013، وأخذ منّي قرابة العام للانتهاء منه تماماً.
• لماذا إذاً لم يُعرض في الموسم الدرامي للعام 2014؟
- كان المفروض أن يعرض في موسم 2014 الدرامي، لكنّه تأجّل بسبب ظروف إنتاجية، خصوصاً أنه يحتاج إلى التنقّل بين أكثر من دولة، والآن وبعد التجهيز النهائي له سيتم عرضه في رمضان 2015، بعدما وفقّنا من تصويره بقيادة المخرج منير الزعبي.
• على أيّ أساس تم اختيار الممثلين المشاركين فيه؟
- الشخصيات المكتوبة في النصّ هي التي تفرض الممثل، وهناك أسماء تخطر على ذهني عندما أبدأ في الكتابة، ومع استمراريتي في الكتابة تتضح الصورة أكثر، خصوصاً لحظة وصولي إلى الحلقة الخامسة، حينها أكون قد تأكدت أن هذه الشخصية تصلح للفنان الفلاني. وفي ما يخصّ «قابل للكسر» فقد طرحت الأسماء على المنتج عامر الصبّاح والمخرج منير الزعبي، فدار بيننا نقاش على أكثر من اسم فنان وفنانة، ووضعنا في هذا الشأن أكثر من اقتراح وتصوّر، حتى وصلنا في النهاية إلى التشكيلة التي سيشاهدها الجمهور لدى عرض المسلسل.
• هل من الممكن أن تخضع أحياناً لسلطة المنتج لإقحام ممثل لستَ مقتنعاً به؟
- كلا، طبعاً لا يمكن ذلك، فعقودي واضحة وتنصّ دائماً على أنه يجب اختيار الفنانين بالاتفاق المشترك، وبحمد الله لم أواجه مطلقاً أيّ صعوبة مع المنتج عامر الصبّاح في هذا الشأن، وأي فنان أو فنانة لم أكن مقتنعاً به أو حتى المخرج أو المنتج لم يقتنعا به ينحَّى من الاختيار، لأن مسألة الفرض والسلطة ليست موجودة في تعاملاتي مع زملاء العمل. ومن وجهة نظري أعتقد أن العمل الفني تعتمد ولادته على ثلاثة عناصر أساسية هي الكاتب والمخرج والمنتج، فإن اتفقوا بمنطق وعقلانية، بعدها يأتي العنصر الرابع المهم أيضاً، وهو أبطال العمل، ويتلوه العناصر الباقية المتمثلة في الصوت والصورة والفنيين والمونتيير. يجب أن يكون كل شخص يقع عليه الاختيار محل ثقة وفي مكانه الصحيح من دون مجاملة أو فرض.
• ألا تتعرض لإحراج ما مع أصدقائك الفنانين لعدم اختيارك لهم؟
- لم أواجه مثل هذا الموقف، فالأمر ليس مجرد «كشتة ربع»، والحمد لله دائرتي من أصدقاء الوسط الفني متفهّمون أنّ الصداقات والعلاقات الشخصية لا صلة لها بالعمل، ومن ثم يدركون أنهم قد يشاركون في عمل معي هذا الموسم، وقد يغيبون في الموسم المقبل، وهذا كله وفقاً لما تفرضه القصة وضرورة الشخصية المكتوبة في النص. وشخصياً لا أنكر جمالية العمل مع الأصدقاء، لأنّ ذلك يؤثّر وينعكس بشكل إيجابي على الشاشة، لكن كما ذكرت تبقى الكلمة الأولى والأخيرة لمصلحة النص.
• هل تحرص على متابعة تصوير المسلسل أولاً بأول؟
- أحرص على الحضور في «اللوكيشن» والمونتاج، ليس من باب التدخل والإشراف، لأنني اليوم متى وثقت في مخرج وسلّمته النص، أكون حينها واثقاً برؤيته الإخراجية وأمنحه المساحة لكي يبدع، وتراني أحضر في حال حاجتهم إليّ فقط.
• باختصار... كيف تصف «قابل للكسر»؟
- عمل إنساني اجتماعي لا يخلو من الخط الرومانسي، باعتبار أنّ الحب جزء لا يتجزأ من الإنسانية، وهو أمر نفتقده في العالم كله، وهنا لا أقصد الحب بين الذكر والأنثى فقط، بل بين الأولاد ووالديهم، وبين الأخوة، بين الأصدقاء، بين إنسان وإنسان آخر لا تعرفه، وهو أرقى أنواع الحب من وجهة نظري.
• وما القصة التي يدور حولها المسلسل؟
- محور المسلسل بشكل عام هو الحب بكل أنواعه وليس بشكل رومانسي، بل بشكل إنساني، ويطرح قضايا إنسانية بحتة، منها الأيتام والطلاق وزواج الأهل وتأثيره السلبي في الأسرة، وقضية العمالة الوافدة مع مناقشة معاناتهم وإساءة استخدام البعض لهم من خلال الاتجار في الإقامات، وأتمنى من خلال المسلسل أن نغيّر ولو جزءاً بسيطاً من نظرة الناس إلى العمالة الوافدة والمقيمين، وحتى الأيتام.
• على أيّ أساس يأتي انتقاؤك للقضايا؟
- القصة تفرض القضايا، فهي العمود الفقري للنص وتجبرني على التفرّع في قضايا أخرى أشعر بأنها تخدم الفكرة الأساسية لا تضرها ولا تشتت المشاهد. وفي أحيان أخرى عندما أرى أن النص قد سار بطريق فرعية معينة أشعر بأنها مهمة ويجب طرحها وتسليط الضوء عليها، حينها أركز عليها بشكل أكبر وأبرزها وأقول وجهة نظري، تاركاً الحكم للمشاهد.
• اللغة التي تصوغ بها حواراتك... هل هي من لغة الشارع أم لغة المثقّفين؟
- أنا لا أفرض نفسي على شخصياتي، فكل شخصية تتكلم بلسانها وليس بلسان فهد العليوة. وعلى سبيل المثال، إذا كانت هناك شخصية رجل أمّي غير متعلّم، فيجب أن تكون لغة حواره قريبة من الشارع، وبالمقابل شخصية مثقفة أو مطّلعة يجب أن يكون مستوى الحوار أرقى وأعلى بحكم ثقافتها، لكن ذلك لا ينفي أنّه حتى بعض الشخصيات المثقفة يكون كلامها طبيعياً وواقعياً، وهو أكثر ما يهمني لحظة كتابتي للحوارات، بعيداً عن التصنّع والتكلّف واستخدام الألفاظ غير المتداولة في حياتنا اليومية، والسبب أن الدراما هي نقل الواقع وحياة اجتماعية بسيطة.
• حالياً يتم الاستعداد لتصوير مسلسل «فال مناير» لعرضه في الموسم الرمضاني الدرامي المقبل... حدثنا عن فكرته؟
- «فال مناير» مسلسل بسيط، بعيد عن التكلف بشكل عام، ونسبة التراجيديا فيه أقل من الدراما، والمواقف الكوميدية (اللايت كوميدي) موجودة فيه بنسبة أعلى، وأتمنى أن تكون خطوة لي باتجاه الكوميديا، لأن الجمهور ملّ من الصراخ و«البجي».
• منذ متى وفكرة هذا المسلسل تدور في ذهنك؟
- كانت موجودة في ذهني منذ العام 2011، وقد وقعت على تصويره ثلاث مرّات ثم يؤجَّل لظروف مختلفة، حتى وُفّقنا هذا العام لبدء تصويره مع ظروف مناسبة له وتوقيت جيّد.
• ألم يزعجك هذا التأجيل الكثير له؟
- على العكس، فخلال هذه الفترة كلها عدّلت أموراً عديدة فيه، و«نسفت» حلقات تماماً وأعدت صياغتها بالكامل، مع عمل «ريفريش» للقضايا المطروحة وإضافة قضايا أخرى ظهرت على الساحة.
• من الفنانون المشاركون فيه؟
- «الكاست» ليس مكتملاً تماماً، وهذه الأمور تبقى تحت ظروف التغيير لآخر لحظة، لكن يمكنني التصريح عن أسماء مؤكّدة على رأسهم سيدة الشاشة الخليجية الفنانة حياة الفهد، إلى جانب زهرة الخرجي، أسمهان توفيق، طيف، محمود بوشهري، عبدالله بوشهري، شيماء علي، هنادي الكندري، غدير السبتي، عبدالله التركماني، علي الحسيني، أميرة النجدي، زينب غازي، فرح الهادي، وجارٍ الاتفاق مع أكثر من اسم آخر للانضمام إلينا، بالإضافة إلى أربع شخصيات عامة سيظهرون كضيوف شرف.
• هل تقارن بين أعمالك بشكل عام... ولنأخذ «فال مناير» و«قابل للكسر» كمثال؟
- كلا، إذ من المستحيل أن أستمر في كتابة نص في حال شعوري أنه لن يحقق نجاحاً ويكون علامة مميزة ويترك بصمة لدى المشاهد، وهي في الحقيقة مجرد توقعات تراودني في داخلي لا أكثر، إذ من الممكن أن يمرّ المسلسل مرور الكرام، وما علينا سوى أن نجتهد ونؤمن بعملنا ليكون الحكم النهائي للمشاهد. والمقارنة بين أعمالي بشكل عام لا أحبّها، ولو أخذنا على سبيل المثال «قابل للكسر» و«فال مناير» فهي ظالمة تماماً، لأنّ كل واحد منهما من مدرسة مختلفة وهو ما حاولت القيام به، ولا أدري إن كنت نجحت بالتجربة، وكلا العملين له خط كلّي مختلف من جميع النواحي.
• هل المؤلف له دور في إبراز الممثلين الجدد؟
- يكون له دور إن كان ذلك الممثل الجديد ظهر بشخصية بسيطة في عمل سابق، أما في ما يخصّ الذين لم يشاركوا قط بأيّ أعمال فهنا تكون مسؤولية المخرج الذي يمتلك رؤية خاصة به، تمكّنه من معرفة المميزين، أو حتى من خلال عمل «كاستنغ» له ومن ثم تقييمه.
• مَن من الممثلين الشباب لفتوا نظرك الموسم الماضي؟
- لفتني بشدة في الموسم الماضي ظهور الممثل الشاب عبدالله البلوشي الذي شارك في مسلسل «جرح السنين»، ودوره كان من أروع ما يمكن، وأيضاً الممثل الشاب عقيل الرئيسي الذي شارك في «ثريا»، ولا أنسى الممثلة الشابة زينب غازي.
• هل نعاني شُحاً في الوجوه الجديدة في الساحة الفنّية؟
- أرى أننا دوماً نبقى محتاجين أكثر وأكثر، لأن الجمهور بات يشعر بالملل من التكرار، فهو في حاجة إلى مشاهدة وجوه وطاقات جديدة من ممثلين وممثلات ومن جميع الأعمار صغاراً وكباراً، وهذه رسالة عبر «الراي» أوجهها إلى كل من يرى في نفسه الموهبة، مهما كان عمره، حتى لو وصل الثلاثين والأربعين وبالأخص العنصر النسائي، لأن فنانات هذا العمر «معدودات على الأصابع»، يجب على كل من هؤلاء ألا يقول «طافني القطار»، كي يحصل على فرصته الحقيقية التي قد تكون فاتحة النجومية له.
• كثيرون يقولون إنّ الكاتب دائماً يحمل شيئاً من الازدواجية في شخصيته... ما ردّك؟
- الكتّاب بشر طبيعيون، حالهم حال سائر الناس، ولا يعانون بالضرورة عقداً نفسية، لكن ربما يرى البعض فيهم بعض الازدواجية أو حالة نفسية ما، لأنهم لا يمتلكون موهبة الكتابة، التي تمنحك القدرة على تقمّص شخصياتٍ تفوق العشرين والكتابة عنها وبلسانها. كذلك قد لا يعرفون أنّ خيال الكاتب بشكل عام كبير وواسع جداً، لذلك يمكنه أن يعيش قصّة بكامل شخوصها ويخلق لها عمقاً وتاريخاً لما قبل المسلسل وبعده.
• هل تتضايق من جملة «يا ريت نعود للزمن الماضي» في ما يخصّ الدراما؟
- ما يضايقني أكثر هو أنها غير صحيحة. نعم، كلنا نحنّ للماضي والزمن الجميل في الدراما، وهو حال كل جيل تراه يحنّ للجيل الذي مضى ويتمنى عودته. لكن اليوم الفن والدراما قد تطورا، وكل شيء تغيّر سواء على مستوى الإخراج والكتابة والممثلين. نعم، هناك عمالقة حفروا في الصخر وبنوا أسماءهم، لكن من الطبيعي أن تستمر المسيرة مع غيرهم. واليوم لو أن أحد الأعمال الدرامية التي نحبها - من دون ذكر أسماء - لم يعرض في حينها بتاتاً وعُرض اليوم، هل تعتقد أنه قد يحقق ذلك النجاح نفسه! طبعاً لا، والسبب هو الاختلاف في كل شيء لناحية التقنيات والصورة والصوت، وحتى أداء الممثلين الذي كان في السابق يغلب عليه الأداء المسرحي.
• هل تعتقد أنه قد يقال هذا الكلام في المستقبل عن أعمال اليوم أيضاً؟
- «مو كل شي قديم حلو، ولا كل جديد مو حلو»، فهي مسألة نسبة وتناسب، لذلك أتمنى من الجمهور أن يمنح أعمال اليوم الفرصة الكافية، فنحن لم نقل على «خالتي قماشة» على سبيل المثال إنه عظيم إلا بعد مرور عشرين عاماً، وبالتالي أتمنى أن تعطوا «زوارة خميس» و«ساهر الليل» وغيرهما من المسلسلات عشرين عاماً، قبل أن تطلقوا عليها أحكامكم، فإن كان الجمهور لا يزال يشاهدها تكون المعادلة قد تحققت.
• هل تتقبل النقد أم ترفضه؟
- أتقبل النقد «غصبن عليّ» المتعلّق في العمل الفني فقط من أيّ شخص، سواء كان هاوياً أو أكاديمياً حتى لو وصل الأمر إلى التجريح، وأرفضه رفضاً قاطعاً لو كان من أكبر ناقد في التاريخ لو وصل إلى مرحلة التدخل في شؤوني وحياتي الخاصة، أو لو وصل إلى مرحلة السب والقذف على الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات أو التطرق إلى الشكل الخلقي كما أصبحنا نشاهد ونقرأ.
• هل وصلت إلى هدفك على صعيد الكتابة درامياً؟
- عندما أصل إلى هدفي ككاتب سأعلن اعتزالي الكتابة، لأن استمراريتي ستكون حينئذٍ مجرد «تحصيل حاصل». و من وجهة نظري أن كل مرحلة من مراحل الحياة فيها هدف ينجزه الإنسان، وتظل تتعاقب الأهداف إلى أن تحين الوفاة.
• تكتب دوماً عن الحب والرومانسية... فمتي سيحين زواجك؟
- أشعر بأنّ الوقت الراهن غير مناسب حالياً، لأنني في غالبية الوقت تراني منغمساً في الكتابة، وأنا لدي اقتناع بأنني عندما أقدم على شيء يجب أن أمنحه حقه، وهو السبب الذي دفعني أيضاً إلى الاستقالة من عملي كمدرس، لعدم مقدرتي على الموازنة بين الكتابة والتدريس. وقد أشعر بأنني مستعد للإقدام على هذه الخطوة عندما أقدّم كل عامين أو ثلاثة عملاً واحداً فقط.
• هل قد تفكر في كتابة قصة حياتك يوماً ما؟
- طبعاً لا، لأنه من المستحيل أن أكون حيادياً مع نفسي وسأظهر أي شخص مختلف معه بأنه المخطئ، وعموماً إن تكلمت عن نفسي بالإيجاب فسأكون مغروراً، وإن تكلمت بالسلبية فسأكون مهزوز الشخصية. كذلك أحد الأسباب التي تمنعني من الإقدام على هذه الخطوة هو أسراري الخاصة التي لا أحب لأحد أن يعلم عنها شيئاً.
• هل تحبّ الشهرة؟
- لا أحب الشهرة لشخصي، بل أتمناها لأعمالي فقط. ولا أنزعج عندما لا يعرف شخص ما شخصية فهد العليوة، وأتضايق عندما لا يعرفون مسلسلاً من كتابتي.
• هل سبق أن تعرضتَ للظلم؟
- لا أشعر بأنني قد ظلمت، لكن يمكن القول إنني طُعنت بالظهر ممن كانوا أقرب الناس إليّ، وهذه الطعنات هي التي جعلتني أعيد حساباتي في بعض الأمور، خصوصاً الثقة بالناس، ولو كانت الطعنة من شخص بعيد لما اهتممت بها أساساً.
• هل أنت دقيق جداً؟
- لأبعد الحدود، الدقة تجدها حتى في حياتي الشخصية، وفي كل كلمة تقال لي، فآخذها على محمل الجّد، وأحلل تصرفات من حولي، وكذلك الأحداث والشخصيات، وهو طبع فيّ... ولا أتصنّعه لاشعورياً.