تدحرجت كرة الثلج وكبرت حتى وصلت إلى جزر القمر، ومع ان هذه الجزيرة جميلة ونتمنى ان يعطى كل مواطن كويتي جنسيتها لكي يسافر اليها كل عام في الاجازة، لكن أليس عيباً ان يسمع العالم بأن الكويت تتخلص من جزء من شعبها لتنفيهم إلى جزر القمر كما تنفي الدول الكبرى نفاياتها النووية إلى بلدان خارجية لتدفنها؟! هل مشكلة البدون بهذه الصعوبة لكي تتحير الحكومة في كيفية حلها حلاً إنسانياً لا يهدر كرامة هذه الفئة، وفي الوقت نفسه ينصفها؟! لقد قلنا إن الحل يكمن في تصنيفين للبدون: صنف يستحق الجنسية وهذا لا يجوز حرمانه منها لأي سبب من الأسباب، وصنف لا يستحقها وهذا لا بد من معاملته معاملة انسانية ما دام يعيش بيننا، وأبسط مبادئ المعيشة الإنسانية هو توفير شهادة ميلاد له ولأبنائه وعلاجه وتعليمه واعطاؤه جوازاً للسفر واجازة قيادة وعدم منعه من البحث عن وظيفة يتكسب بها ويعيل اهله.
ما شاهدناه من مقابلات قناة «الراي» لبعض فئات البدون وشكواهم من تضييق اللجنة الخاصة بالبدون عليهم وطردهم من وظائفهم ومحاصرتهم - إن صح - فهو أمر غريب، ولا أدري ما هو المبرر له، هل هو لإجبارهم على مغادرة البلاد وهو أمر قد تبين صعوبته بالنسبة لكثير منهم، فالذي يضطر لشراء جواز دولة بآلاف الدنانير ثم يفشل الكثير منهم في ذلك، لاشك انه دلالة على ان هذه الطريقة فاشلة وتحرجنا أمام العالم. أما ان كان السبب هو اجبارهم على اخراج جوازات بلدانهم الأصلية، فإن هذه الطريقة قد فشلت أيضاً.
إن مشكلة البدون هي مشكلة عالمية وليست خاصة بالكويت ولا بد من دراسة الطرق التي بادرت بها دول العالم لحل هذه المشكلة لديها، فالولايات المتحدة على سبيل المثال لديها اكثر من 12 مليون بدون، وهي تستفيد منهم في دفع الضرائب التي تصل إلى 3 الاف دولار سنوياً من كل واحد منهم (36 مليار دولار سنوياً) مقابل السماح لهم بالعمل، ودول اخرى تعطي البدون (الغرين كارد) الذي يسمح لهم بالإقامة الدائمة او الموقتة والعمل دون الحصول على الجنسية، لكن لا بد من حل لهذه المشكلة حيث ان الزمن غير كفيل بحلها كما رأينا.
قضية اخرى تتعلق بالتجنيس هي الانتقائية في اختيار من يحق له التجنيس وتدخل الواسطات الكثيرة لاسيما في تجنيس فئة الأعمال الجليلة، فلا بد من تعريف واضح لتلك الفئة وقياسها بمقاييس الناس للأعمال الجليلة، فالذي ينجح في اضحاك الناس والترفيه عنهم ليس بأهم من الذي يفتدي نفسه للبلاد في أشد الأوقات حاجة للتضحية والفداء، وكلام النائب الفاضل عبدالله الرومي من أنه لا ينبغي منح الجنسية للعسكريين لمجرد انهم قاتلوا في صفوف الجيش الكويتي صحيح، ولكن اذا قارنا هؤلاء بكثير ممن تم منحهم الجنسية تحت مسمى الأعمال الجليلة الفضفاض، فلا شك ان هؤلاء أولى بمنحهم الجنسية.
«تكفه» يا بو مساعد اكشفهم لنا
وعدنا الأخ الفاضل النائب الدكتور وليد الطبطبائي بكشف اسماء الشركات والنواب الذين يتاجرون في البشر وعدم التستر عليهم، ونحن ننتظر بفارغ الصبر كشف تلك الأسماء، فلقد مللنا من التستر عليهم لاسيما بعد ان مرغوا صورة ديرتنا في التراب وفضحونا امام الناس، الرجاء يابو مساعد اكشف لنا اسماءهم وأسماء شركاتهم ومن يتستر عليهم، فالناس تريد الحقيقة، وإذا كنتم أنتم طليعة المجتمع سكتم، فمن سيتكلم؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]