ودّعتني صورة

تصغير
تكبير
| مريم فضل |

عند ذلك الميناء ودعتني صورة

كيف؟ ما السبب؟ متى؟ لا أعلم

كل ماهنالك كانت أرجلي تســحبني

لذاك الميناء أو بالأصح للصورة

أن ألتفت يميني ناديت ذكرى

وأن ألتفت يساري ودعت ذكرى

ومن فوقي يرش المطر رذاذه

ومن تحتي يبكي المطر كطفل فاقد ألعابه

اشتد المطر بكاء وبلل شعري ووجهي

وشيئاً كان بين يديّ أشم رائحة زهوره!

ماهو؟ إني أحاول أن أتذكر!

قمت من على الميناء ونفضتُ ثوبي

وجففت شعري بالهواء

وبعد أن هممت للانسحاب

صعقتُ من مشهد باتت ذكرياته إلى الآن مكسورة

فوق ظهر البحر تجري صورة

كانت بين يديّ وانزلقــت/ هربت مني

لم يتبق لي من الذكريات إلا هذه الصورة

المليئة برائحة الزهور

وفجأة دون مقدمات قررتْ أن ترحل

إلى أين؟ لا أعلم

وإلى الآن أزور الميناء

علّ الأيام تحنُ وترجع هذهِ الصورة!

 

* الجامعة الأميركية

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي