د. وائل الحساوي / نسمات

إعصار الحزم !

تصغير
تكبير
لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة بعد أن انتصر المسلمون في غزوة الأحزاب ووضع سلاحه، جاءه جبريل عليه السلام فقال: اوضعت السلاح؟ والله ان الملائكة لم تضع أسلحتها، فانهض بمن معك الى بني قريظة (اليهود الذين كانوا في المدينة وساعدوا الأحزاب ضد المسلمين)!

وفعلاً سار اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة وهزمهم بعد حصارهم.


ما فعله الرسول ضد بني قريظة هو من باب «الضرب على الحديدة وهي حامية»، وهو ما يجب على قوات التحالف العربي التي تقود معركة (عاصفة الحزم) ان تفعله مباشرة بعد ان تنتهي من قتال الحوثيين في اليمن وهو التوجه الى سورية لنصرة المقاتلين الذين يواجهون حرب ابادة على ايدي النظام السوري واعوانه.

قد يبدو ذلك الكلام مستغربا ولكن هذا هو الواقع الذي يجب ان نتعامل معه، فقد تبين بأن الدول الغربية لا تتعامل إلا مع القوي، ومتى رأت جديتنا في معالجة قضايانا فإنها ستهرع الى مساندتنا كما فعلت في اليمن.

قد لا تكون نصرة المقاتلين في سورية عن طريق ارسال جنود او طائرات لقصف مواقع الأعداء ولكن عن طريق امداد المقاتلين السوريين بالسلاح وهو ما يسمى «بتوازن الرعب»، حيث ان نقص الاسلحة المتطورة في ايديهم وتفوق اعدائهم عليهم هو ما يجعلهم دائما في موقف ضعف، فلماذا تسمح الدول الكبرى لايران بأن ترسل ما تشاء من سلاح ورجال لمقاتلة السوريين دون ان توقفهم عن ذلك بينما يتعذر زعماؤنا عن امكانية دعم المقاتلين بالسلاح بحجة ان الغرب لا يسمح لهم بذلك؟!

هنالك وسيلة اخرى لدعم المقاتلين السوريين وهي انشاء منطقة للحظر الجوي شمال سورية تمنع قوات الاسد من مهاجمتهم، وقد بحت حناجر النظام التركي وهو يطالب بإنشائها بينما يرد عليه أوباما بأن الولايات المتحدة لم تقرر ذلك بعد!!

ان هذه افضل فرصة للدفع باتجاه فرض ذلك الامر الواقع، واجبار الغرب على القبول به، وهو لن يكون حماية للمقاتلين فقط ولكن الأهم هو حماية المدنيين الذين يتعرضون للقتل يوميا بالبراميل المتفجرة مثل منطقة حلب وغيرها!

لقد اكتشف العالم كله تواطؤ الغرب مع النظام السوري ومع ايران وسعيه لدعمهم ولاطالة امد الحرب ما استطاع الى ذلك سبيلا، وقد جاءتنا اليوم الفرصة سانحة لاعادة التوازن الى المنطقة ودعم اخواننا الذين يواجهون الموت يوميا دون ان يهب احد لانقاذهم او نجدتهم، يقول (جون ماكين) وهو من كبار الصقور في الحزب الجمهوري الاميركي رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ «العرب فقدوا ثقتهم بنا، لاول مرة منذ 40 عاما يقوم فيها هذا العدد من الدول بتحرك على هذا المستوى من دون مساعدة لوجستية او تنسيق معنا».

إن ذلك التصريح المهم يدلنا على ان الغرب الذي كان يظننا من سقط المتاع ولا يلقي لنا بالا سيجد نفسه مضطرا للتعامل معنا واحترام ارادتنا، فلنجعل من «عاصفة الحزم» اعصارا يقتلع الظالمين في كل مكان، ولنبدأ بتفعيل الجيش العربي المشترك الذي اتفق عليه الحكام العرب في قمتهم السادسة والعشرين بأن نبدأ بحل المأساة السورية التي بحت اصوات المستضعفين في كل مكان بطلب المساعدة منا، نحن امة قوية ولدينا جميع اسباب القوة والتمكين ولكننا وللاسف قد سجنا انفسنا خلف قضبان الخوف والذل لاعدائنا وهم اضعف من ان يفعلوا لنا شيئا «ولينصرن الله من ينصره».

صفعة لروسيا !

رسالة بوتين للقمة العربية بضرورة تسوية الازمات العربية على اساس القانون الدولي، هذه الرسالة تسببت بتوجيه صفعة قوية من الامير سعود الفيصل لهؤلاء الدجالين الذين يغتصبون شعوبهم حيث رد عليه بقوله: «هل هي استخفاف بآرائنا او تجاهل لحجم الكارثة وانتم تدعمون النظام السوري لقتل شعبه؟!».

نحن بحاجة الى عاصفة جديدة لاخراس هؤلاء المنافقين، وليس افضل من قطع جميع العلاقات الديبلوماسية معهم وطردهم من بلادنا، فهم يحتاجون لنا بينما نحن لسنا بحاجة لهم!

د. وائل الحساوي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي