تركي العازمي / هيئة الزراعة ... وخرق اللوائح القانونية!

تصغير
تكبير

قال رجل للقمان الحكيم: «ائتني بأطيب ما في الذبيحة». فجاءه بالقلب واللسان، ثم طلب منه أن يأتيه بأخبث ما في الذبيحة، فجاءه أيضاً بالقلب واللسان. فتعجب الرجل، فقال لقمان: «إنهما أطيب ما فيها إن طابتا وأخبث ما فيها إن خابتا».

إننا من سيرة الحكماء نستدرك بعض الحقائق التي تقودنا إلى التعقل في تدبير الأمور وحكاية هذا الرجل مع لقمان الحكيم فيها موعظة لمن أعطى «الخيط والمخيط» للمستشارين من دون أن يستفتي قلبه ويحكم عقله.

في دوائرنا الحكومية هناك قادة جردوا أنفسهم من القيود والنظم واللوائح التي تحكم طبيعة تعاملهم مع تابعيهم، وبالتالي تصدر القرارات التعسفية. ولنا في قرار المهندس جاسم البدر، رئيس هيئة شؤون الزراعة والثروة السمكية، مثالاً حياً حينما جردت قراراته 54 مسؤولاً من صلاحياتهم، وهي لم تتبع الأصول القانونية حسب تعليق رئيس ديوان الخدمة المدنية.

أين الخطأ في تلك القرارات التي أوقفها وزير الأشغال وزير الدولة لشؤون البلدية الدكتور فاضل صفر بعد اعتراض رئيس ديوان الخدمة المدنية عليها؟ هل حصل هذا الأمر في هيئة الزراعة فقط أم أن هناك قرارات مشابهة، ولكنها على عينة أصغر من المسؤولين؟

مثال هيئة الزراعة وخرق اللوائح القانونية بحاجة إلى من يجعله قاعدة ينطلق منها ديوان الخدمة المدنية لمعرفة الحالات التي تستدعي مراجعة تفاصيلها وفتح المجال أمام كل متظلم أن يتقدم إليه كي لا تكون القرارات نابعة من فكر شخص لا مؤسسي.

إن المقصر في عمله واجب اتباع خطوات إدارية تتبعها قانونية في حقه، كي يتم على أثره تجريد المسؤول من صلاحياته عند ثبوت تقصير ذلك المسؤول. إننا نعيش «لخبطة» إدارية و«شللية» في بعض المنشآت، وغالباً ما تصدر قرارات تعسفية يخشى البعض الحديث عنها.

هذا الانطباع الأولي على اعتبار أن ما يُنشر صحيح ومن قلب سليم، ولكن ظهور المهندس جاسم البدر على صدر صفحات الصحف اليومية وتوضيحه بأن الأمر برمته كان وفق القنوات الإدارية والقانونية وحسب توصيات ديوان المحاسبة. فأين رئيس ديوان الخدمة؟ ومن هو المخطئ؟

الواقع يتطلب من الجميع فتح المساحة الكافية للجميع لإبداء رأيهم مدعم بأوراق تثبت الوقائع وألا ننساق وراء العاطفة. فالواقع مخالف لرغبة الإصلاحيين من إخواننا، ولكنهم والله العالم عاجزون عن مجابهة موجة الفساد الإداري.

لقد حصل ما حصل والخطأ في قلوبنا وألستنا... فاللهم طهر قلوبنا من كل شائبة وأنعم علينا بألسنة تخاف الله في كل ما تتفوه به... والله المستعان.


تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي