أطفالها ضحية القصف بـ «الكلور»... والناشطون وثّقوا الجريمة بالفيديو
«سرمين» تختنق... والعالم سكوت
الطفولة... اختنقت
متى يستيقظ ضمير العام لإنقاذ ماتبقى من براءة الطفولة؟
• قصي حسين: استخدام الكلور أو الكيماوي لإرضاء شهوة القتل والموت وتنفيذ سياسة الغابة المعتمدة لهذا النظام المجرم
• شهود أكدوا لنا أن الطيران السوري هو الذي يقف وراء الجريمة وليس تنظيم «داعش»
• علاء الفطراوي: غالباً ما يلقي نظام الأسد البراميل المحمّلة بالغاز ليلاً لأنه ينتشر أكثر من النهار
• شهود أكدوا لنا أن الطيران السوري هو الذي يقف وراء الجريمة وليس تنظيم «داعش»
• علاء الفطراوي: غالباً ما يلقي نظام الأسد البراميل المحمّلة بالغاز ليلاً لأنه ينتشر أكثر من النهار
بعد أطفال الغوطة الشرقية الذين احتلوا الشاشات في العالم في أعقاب مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام السوري وذهب ضحيتها أكثر من 300 شخص، ها هم أطفال سرمين في ريف إدلب يسقطون بغاز الكلور، ولكن هذه المرة لم تكن شاشات العالم منشغلة بهم، بل تولت مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق صرخة عبر «هاشتاغ سرمين تختنق».
وقد تفاعل الكثيرون في العالم العربي مع نشطاء المعارضة السورية في كشف الجريمة الجديدة للنظام السوري التي أكدها تقرير منظمة العفو الدولية فيما كان وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري يخرج الرئيس بشار الأسد من ورطته بالدعوة إلى وضعه على طاولة الحوار والمفاوضات، مما أوجد أجواء من الاحباط لدى الشعب السوري الذي تحمل ما لا يحتمل جراء عدم المحاسبة على جرائم الحرب، وسط نشر صور الأطفال المختنقين (في سرمين) المبكية كما الموت الصعب الذي عجزوا عن مواجهته.
سرمين تعرضت لقصف كيماوي أودى بحياة عائلة بأكملها من 6 أشخاص قبل أن يفارق شخص آخر الحياة متأثراً بجروحه فيما تعرض أكثر من مئة مدني للإصابة وسط إحصاءات عن معالجة 70 شخصاً إثر عملية القصف بـ 4 براميل من غاز الكلور على المدينة.
ووثّق الناشطون عبر مقاطع الفيديو استشهاد عائلة كاملة، وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال جراء القصف بمواد كيماوية ألقيت من مروحيات قوات الأسد، في حين ظهرت بالصور حالات الاختناق بالغازات السامة في المستشفيات الميدانية التي غصت بالمصابين في ظل عدم وجود المعدات اللازمة للوقاية من هذه الانبعاثات والمواد الكيماوية.
وجاء قصف سرمين بالكلور المحظور استخدامه دولياً كسلاح ليضع المجتمع الدولي وصدقيته وهيبته أمام اختبار، ولا سيما أن مجلس الأمن كان أصدر في 6 مارس الجاري قراراً نص على أن المجلس والدول الداعمة له ستتدخل بكافة الوسائل ضد من يستخدم الغازات والمواد الكيماوية تحت الفصل السابع.
وتقول المتحدثة باسم الهيئة الاعلامية العسكرية في سرمين قصي حسين لـ «الراي» «أن ما حدث في سرمين يوم الإثنين في 16 مارس 2015 أن المدينة تعرضت ليلا لقصف ببراميل تحوي غازات سامة، ما أدى إالى استشهاد 6 مدنيين بينهم أربعة أطفال وإصابة 70 آخرين تمت معالجتهم»، مشيرة إلى أن هدف النظام السوري من «استخدام الكلور أو الكيماوي هو إرضاء شهوة القتل والموت وتنفيذ سياسة الغابة المعتمدة لهذا النظام المجرم».
وربطت بين ما جرى في سرمين وموقف وزير الخارجية الأميركية جون كيري القائل في حوار مع الأسد قائلة: «لو ربطنا تصريحات كيري بما فعله النظام السوري في سرمين لاستنتجنا أن كيري أعطى النظام السوري ضوءاً أخضر لممارسة سياسة القتل لأنه اعتبر أن لا حل للأزمة السورية إلا بوجود نظام الأسد على الطاولة، وتالياً الرسالة (من استهداف سرمين) موجّهة من نظام الأسد وحلفائه إلى المعارضة السورية والدول الداعمة لها كتركيا وقطر وهدفها القول إنه بعدما حشدت قوات المعارضة أكثر من خمسة آلاف مقاتل على أطراف إدلب في معركة حاسمة لاقتحام المدينة والسيطرة على مركزها، عجز النظام السوري عن صد الهجوم المحتمل، فقام بضرب غاز الكلور. إنها رسالة نظام الأسد للثوار والشعب بأن الاقتراب من مدينة إدلب يعني الموت».
وحول الوضع الميداني في المدينة بعد عمليات القصف، أوضحت حسين «ان سرمين وبنش والقرى المجاورة شهدت حركة نزوح كبيرة حيث لم يبق سوى الثوار وفرق الدفاع المدني والمشافي الميدانية تخوفاً من أي هجوم آخر محتمل بغاز الكلور أو بصواريخ السكود».
وعن رد فعل الناس على الجريمة الجديدة، تقول «لم يكن أحد يتوقع هذه الجريمة بعد التهديدات الأميركية لنظام الأسد وسحب الكيماوي من سورية، فخرجت تظاهرات في الداخل السوري وفي الكثير من الدول العربية رداً على هذه المجزرة البشعة التي قام بها النظام السوري ضد المدنيين».
وعن كيفية اكتشاف الجريمة الجديدة للنظام والاتهامات لـ «داعش» باستخدام الغاز، توضح أنه «بعدما عمم المرصد عن إقلاع طيران مروحي من مطار اللاذقية العسكري باتجاه مدينة إدلب، قام الطيران المروحي بإلقاء برميلين متفجرين بين مدينتي سرمين وقميناس شرق إدلب. وبعدما انفجرا، أصيب الناس بحالات غثيان وإغماء وغيرها من العوارض التي تؤكد وجود غاز الكلور السام داخل البراميل. وإثر مشاهدة الطائرة وهي تلقي البراميل المتفجرة على المدينة، ابتعدت الشبهات عن تنظيم»داعش«في ارتكاب هذه الجريمة وتم التأكد من قيام النظام السوري بها. وخلال لقائنا مع أحد أهالي سرمين أكد لنا أن الطيران السوري هو الذي يقف وراء الجريمة».
وبحسب الناشط علاء الفطراوي فإن «المسيطر حالياً على سرمين هو»جبهة النصرة«وبعض فصائل الجيش الحر»، موضحاً عبر «الراي» أن «غاز الكلور الذي استُخدم يسبب الاختناق»، وأضاف: «كانت الإسعافات المتوافرة عبارة عن قطع قماش مبللة بالخل أو الماء أو مادة الكولا، والنظام استخدم العام الماضي غاز الكلور في ريف حماه الشمالي وهو غالباً ما يلقي البراميل المحملة بالغاز في الليل لأن الغاز ينتشر في الليل اكثر منه في النهار».
ماذا يقول الأطباء؟ وهل العلاجات مؤمنة لهذه الحالات؟
يوضح الدكتور واصل الجرك (من ريف ادلب) لـ «الراي» إن «تدبير حالات الاختناق بالكيماوي يتم بمعالجة داعمة متوافرة للحالات البسيطة، أما الحالات الأشدّ فتحتاج لدعم تنفسي وعناية مشددة غير متوافرة في غالبية المناطق المحررة، ويجري تحويل القسم الأكبر من هذه الحالات إلى الأراضي التركية، ويموت بعضها قبل أن يصل إلى تركيا»، مشيراً إلى أن «المصاب الذي تعرض لاستنشاق غازات سامة يعاني من تهيج شديد في العين والجلد والجهاز التنفسي وزيادة مفرزات في الجهاز الهضمي والتنفسي، كما يعاني المصابون من ضيق تنفسي شديد يصل إلى الاختناق أو الوفاة احياناً، وقد تم تسجيل ولادات لأجنّة مشوهة في مناطق تعرّضت للاستهداف بغازات سامة، كما يعاني بعض المرضى من أعراض تنفسية قد تستمر لأشهر أو سنوات نتيجة التحسس والهياج في الطرق التنفسية والتليف الرئوي أحياناً».
من جهته، يشدد المستشار القانوني لـ «الجيش السوري الحر» أسامة أبو زيد في حديثه لـ «الراي» على «أن غاز الكلور ممنوع استخدامه دولياً في الحرب، وهو مثل أسلحة الدمار الشامل التي صيغت معاهدة لحظرها وأيضاً الأسلحة البيولوجية والجرثومية والسم، علماً ان حتى الاسلحة المشروع استخدامها مثل الرشاش العادي او سلاح المدفعية لها شروط إذ لا يجوز مثلااستعمال هذه الأسلحة بشكل عشوائي».
ويقول: «بالطبع قضية منع الأسلحة مرتبط باتفاقيات دولية وبقرارات منظمات حقوقية وإنسانية وأممية تحظر ارتكاب الانتهاكات. وبموجب القوانين تحال الارتكابات إلى محكمة الجنايات الدولية وهي مرتبطة بالأمم المتحدة، وكيفية الارتباط باختصار هو أن هذه المحكمة لا يمكن أن تنظر بأي دعوة. فأنا مثلاً كمواطن سوري لا يحق لي رفع دعوى أمام الجنايات الدولية ضد بشار الأسد، لأن الإحالة تأتي من مجلس الأمن، وبالتالي تكون بذلك قد ارتبطت بقرار سياسي، لأن هناك مبدأ حق النقض للدول الخمس الكبرى. وفي حالة ثانية يمكن أن تكون الإحالة إلى محكمة الجنايات الدولية من المحكمة السورية بعد أن ترفع دعوى على الجيش السوري لاستخدامه سلاحاً محظوراً دولياً ضد الشعب، ولكن طبعاً القضاء بيد النظام الذي لا يمكن أن يرفع دعوى على نفسه، وتالياً الشعب السوري تُنتهك حقوقه ويُقتل وهو غير محمي دولياً».
ويضيف: «صحيح أن القانون الدولي ينص على ارتكابات مجرمي الحرب والجرائم لا تسقط بالتقادم ولا عفو على هؤلاء، إلا أن العجيب الغريب هو موقف الدول الكبرى المسؤولة في أحيان كثيرة بسبب الغطاء الذي تقدمه للنظام، وبالتالي فإن جرائم الأسد على مدى أربع سنوات تتواصل من دون اتخاذ قرارات تحدّ منها، وموقف كيري الاخير خير معبّر عن الوضع الذي يعانيه السوريون».
ويرى «ان الاسد و(داعش) بالنسبة للشعب السوري واحد لان الاثنين يقتلانه ويعتديان على الثوار، فهل يمكن ان يقبل السوريون التفاوض مثلاً مع بشار او مع ابو بكر البغدادي، ما الفارق بين الاثنين؟ هل يعرف كيري ما يقوله؟ من وجهة نظر الشعب السوري الاثنان متشابهان، والتفاوض مع بشار مرفوض مثلما هو مرفوض مع البغدادي وهذا ما على كيري فهمه».
ويؤكد «ان الانتهاكات بحق السوريين وغيرهم من قبل«داعش»لا تقلّ خطورة عن إجرام الاسد وانتهاكاته بحق السوريين وغيرهم، وتصريح كيري غير موفق ولا بد ان يتراجع عن مثل هذه المواقف، ونحن كجيش حر ندعو كيري للرجوع عن تصريحه ونطالب أكثر بالأفعال وليس بالأقوال، اذ قالوا ان لا مستقبل لبشار الاسد في سورية وقالوا بدعم الجيش الحر والمعارضة السورية، ونحن اليوم نطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن للتحذير من استخدام غاز الكلور والغازات السامة الاخرى التي استُعملت في سرمين في ريف ادلب ما ادى الامر الى استشهاد عائلة بكاملها والى تسجيل أكثر من مئة جريح ومصاب بالاختناق. واميركا مطالَبة اليوم برفع الحظر عن دعم الجيش الحر والالتزام بقرارات مجلس الامن وليس التفاوض مع الاسد».
وقد تفاعل الكثيرون في العالم العربي مع نشطاء المعارضة السورية في كشف الجريمة الجديدة للنظام السوري التي أكدها تقرير منظمة العفو الدولية فيما كان وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري يخرج الرئيس بشار الأسد من ورطته بالدعوة إلى وضعه على طاولة الحوار والمفاوضات، مما أوجد أجواء من الاحباط لدى الشعب السوري الذي تحمل ما لا يحتمل جراء عدم المحاسبة على جرائم الحرب، وسط نشر صور الأطفال المختنقين (في سرمين) المبكية كما الموت الصعب الذي عجزوا عن مواجهته.
سرمين تعرضت لقصف كيماوي أودى بحياة عائلة بأكملها من 6 أشخاص قبل أن يفارق شخص آخر الحياة متأثراً بجروحه فيما تعرض أكثر من مئة مدني للإصابة وسط إحصاءات عن معالجة 70 شخصاً إثر عملية القصف بـ 4 براميل من غاز الكلور على المدينة.
ووثّق الناشطون عبر مقاطع الفيديو استشهاد عائلة كاملة، وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال جراء القصف بمواد كيماوية ألقيت من مروحيات قوات الأسد، في حين ظهرت بالصور حالات الاختناق بالغازات السامة في المستشفيات الميدانية التي غصت بالمصابين في ظل عدم وجود المعدات اللازمة للوقاية من هذه الانبعاثات والمواد الكيماوية.
وجاء قصف سرمين بالكلور المحظور استخدامه دولياً كسلاح ليضع المجتمع الدولي وصدقيته وهيبته أمام اختبار، ولا سيما أن مجلس الأمن كان أصدر في 6 مارس الجاري قراراً نص على أن المجلس والدول الداعمة له ستتدخل بكافة الوسائل ضد من يستخدم الغازات والمواد الكيماوية تحت الفصل السابع.
وتقول المتحدثة باسم الهيئة الاعلامية العسكرية في سرمين قصي حسين لـ «الراي» «أن ما حدث في سرمين يوم الإثنين في 16 مارس 2015 أن المدينة تعرضت ليلا لقصف ببراميل تحوي غازات سامة، ما أدى إالى استشهاد 6 مدنيين بينهم أربعة أطفال وإصابة 70 آخرين تمت معالجتهم»، مشيرة إلى أن هدف النظام السوري من «استخدام الكلور أو الكيماوي هو إرضاء شهوة القتل والموت وتنفيذ سياسة الغابة المعتمدة لهذا النظام المجرم».
وربطت بين ما جرى في سرمين وموقف وزير الخارجية الأميركية جون كيري القائل في حوار مع الأسد قائلة: «لو ربطنا تصريحات كيري بما فعله النظام السوري في سرمين لاستنتجنا أن كيري أعطى النظام السوري ضوءاً أخضر لممارسة سياسة القتل لأنه اعتبر أن لا حل للأزمة السورية إلا بوجود نظام الأسد على الطاولة، وتالياً الرسالة (من استهداف سرمين) موجّهة من نظام الأسد وحلفائه إلى المعارضة السورية والدول الداعمة لها كتركيا وقطر وهدفها القول إنه بعدما حشدت قوات المعارضة أكثر من خمسة آلاف مقاتل على أطراف إدلب في معركة حاسمة لاقتحام المدينة والسيطرة على مركزها، عجز النظام السوري عن صد الهجوم المحتمل، فقام بضرب غاز الكلور. إنها رسالة نظام الأسد للثوار والشعب بأن الاقتراب من مدينة إدلب يعني الموت».
وحول الوضع الميداني في المدينة بعد عمليات القصف، أوضحت حسين «ان سرمين وبنش والقرى المجاورة شهدت حركة نزوح كبيرة حيث لم يبق سوى الثوار وفرق الدفاع المدني والمشافي الميدانية تخوفاً من أي هجوم آخر محتمل بغاز الكلور أو بصواريخ السكود».
وعن رد فعل الناس على الجريمة الجديدة، تقول «لم يكن أحد يتوقع هذه الجريمة بعد التهديدات الأميركية لنظام الأسد وسحب الكيماوي من سورية، فخرجت تظاهرات في الداخل السوري وفي الكثير من الدول العربية رداً على هذه المجزرة البشعة التي قام بها النظام السوري ضد المدنيين».
وعن كيفية اكتشاف الجريمة الجديدة للنظام والاتهامات لـ «داعش» باستخدام الغاز، توضح أنه «بعدما عمم المرصد عن إقلاع طيران مروحي من مطار اللاذقية العسكري باتجاه مدينة إدلب، قام الطيران المروحي بإلقاء برميلين متفجرين بين مدينتي سرمين وقميناس شرق إدلب. وبعدما انفجرا، أصيب الناس بحالات غثيان وإغماء وغيرها من العوارض التي تؤكد وجود غاز الكلور السام داخل البراميل. وإثر مشاهدة الطائرة وهي تلقي البراميل المتفجرة على المدينة، ابتعدت الشبهات عن تنظيم»داعش«في ارتكاب هذه الجريمة وتم التأكد من قيام النظام السوري بها. وخلال لقائنا مع أحد أهالي سرمين أكد لنا أن الطيران السوري هو الذي يقف وراء الجريمة».
وبحسب الناشط علاء الفطراوي فإن «المسيطر حالياً على سرمين هو»جبهة النصرة«وبعض فصائل الجيش الحر»، موضحاً عبر «الراي» أن «غاز الكلور الذي استُخدم يسبب الاختناق»، وأضاف: «كانت الإسعافات المتوافرة عبارة عن قطع قماش مبللة بالخل أو الماء أو مادة الكولا، والنظام استخدم العام الماضي غاز الكلور في ريف حماه الشمالي وهو غالباً ما يلقي البراميل المحملة بالغاز في الليل لأن الغاز ينتشر في الليل اكثر منه في النهار».
ماذا يقول الأطباء؟ وهل العلاجات مؤمنة لهذه الحالات؟
يوضح الدكتور واصل الجرك (من ريف ادلب) لـ «الراي» إن «تدبير حالات الاختناق بالكيماوي يتم بمعالجة داعمة متوافرة للحالات البسيطة، أما الحالات الأشدّ فتحتاج لدعم تنفسي وعناية مشددة غير متوافرة في غالبية المناطق المحررة، ويجري تحويل القسم الأكبر من هذه الحالات إلى الأراضي التركية، ويموت بعضها قبل أن يصل إلى تركيا»، مشيراً إلى أن «المصاب الذي تعرض لاستنشاق غازات سامة يعاني من تهيج شديد في العين والجلد والجهاز التنفسي وزيادة مفرزات في الجهاز الهضمي والتنفسي، كما يعاني المصابون من ضيق تنفسي شديد يصل إلى الاختناق أو الوفاة احياناً، وقد تم تسجيل ولادات لأجنّة مشوهة في مناطق تعرّضت للاستهداف بغازات سامة، كما يعاني بعض المرضى من أعراض تنفسية قد تستمر لأشهر أو سنوات نتيجة التحسس والهياج في الطرق التنفسية والتليف الرئوي أحياناً».
من جهته، يشدد المستشار القانوني لـ «الجيش السوري الحر» أسامة أبو زيد في حديثه لـ «الراي» على «أن غاز الكلور ممنوع استخدامه دولياً في الحرب، وهو مثل أسلحة الدمار الشامل التي صيغت معاهدة لحظرها وأيضاً الأسلحة البيولوجية والجرثومية والسم، علماً ان حتى الاسلحة المشروع استخدامها مثل الرشاش العادي او سلاح المدفعية لها شروط إذ لا يجوز مثلااستعمال هذه الأسلحة بشكل عشوائي».
ويقول: «بالطبع قضية منع الأسلحة مرتبط باتفاقيات دولية وبقرارات منظمات حقوقية وإنسانية وأممية تحظر ارتكاب الانتهاكات. وبموجب القوانين تحال الارتكابات إلى محكمة الجنايات الدولية وهي مرتبطة بالأمم المتحدة، وكيفية الارتباط باختصار هو أن هذه المحكمة لا يمكن أن تنظر بأي دعوة. فأنا مثلاً كمواطن سوري لا يحق لي رفع دعوى أمام الجنايات الدولية ضد بشار الأسد، لأن الإحالة تأتي من مجلس الأمن، وبالتالي تكون بذلك قد ارتبطت بقرار سياسي، لأن هناك مبدأ حق النقض للدول الخمس الكبرى. وفي حالة ثانية يمكن أن تكون الإحالة إلى محكمة الجنايات الدولية من المحكمة السورية بعد أن ترفع دعوى على الجيش السوري لاستخدامه سلاحاً محظوراً دولياً ضد الشعب، ولكن طبعاً القضاء بيد النظام الذي لا يمكن أن يرفع دعوى على نفسه، وتالياً الشعب السوري تُنتهك حقوقه ويُقتل وهو غير محمي دولياً».
ويضيف: «صحيح أن القانون الدولي ينص على ارتكابات مجرمي الحرب والجرائم لا تسقط بالتقادم ولا عفو على هؤلاء، إلا أن العجيب الغريب هو موقف الدول الكبرى المسؤولة في أحيان كثيرة بسبب الغطاء الذي تقدمه للنظام، وبالتالي فإن جرائم الأسد على مدى أربع سنوات تتواصل من دون اتخاذ قرارات تحدّ منها، وموقف كيري الاخير خير معبّر عن الوضع الذي يعانيه السوريون».
ويرى «ان الاسد و(داعش) بالنسبة للشعب السوري واحد لان الاثنين يقتلانه ويعتديان على الثوار، فهل يمكن ان يقبل السوريون التفاوض مثلاً مع بشار او مع ابو بكر البغدادي، ما الفارق بين الاثنين؟ هل يعرف كيري ما يقوله؟ من وجهة نظر الشعب السوري الاثنان متشابهان، والتفاوض مع بشار مرفوض مثلما هو مرفوض مع البغدادي وهذا ما على كيري فهمه».
ويؤكد «ان الانتهاكات بحق السوريين وغيرهم من قبل«داعش»لا تقلّ خطورة عن إجرام الاسد وانتهاكاته بحق السوريين وغيرهم، وتصريح كيري غير موفق ولا بد ان يتراجع عن مثل هذه المواقف، ونحن كجيش حر ندعو كيري للرجوع عن تصريحه ونطالب أكثر بالأفعال وليس بالأقوال، اذ قالوا ان لا مستقبل لبشار الاسد في سورية وقالوا بدعم الجيش الحر والمعارضة السورية، ونحن اليوم نطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن للتحذير من استخدام غاز الكلور والغازات السامة الاخرى التي استُعملت في سرمين في ريف ادلب ما ادى الامر الى استشهاد عائلة بكاملها والى تسجيل أكثر من مئة جريح ومصاب بالاختناق. واميركا مطالَبة اليوم برفع الحظر عن دعم الجيش الحر والالتزام بقرارات مجلس الامن وليس التفاوض مع الاسد».