«في برنامج أصالة صاروا يقدمون الطعام ويحاولون التشبه ببرنامجي (غنيلي تغنيلك)»

علي الديك لـ «الراي»: أغنِّي المحبة والضيعة والإنسانية!

تصغير
تكبير
• تجربتي في التقديم كانت جيدة ومحبوبة ... ولم أكن أتوقع هذا النجاح الكبير

• «غنّيلي تغنّيلك» هو الأول لناحية نسبة المشاهدة... وأفضّل التوقف وأنا في المركز الأول

• جورج وسّوف حالة لن تتكرر في تاريخ الفن العربي
يصف نفسه بأنه ليس مقدِّماً... لكنه فقط يسرد حكايةً في برنامجه!

الفنان السوري علي الديك الذي شكل ظاهرة فنية في الغناء، شكّل ظاهرة أيضاً في التقديم الذي اقتحم مجاله عبر برنامج «غنيلي تغنيلك» (عبر شاشة «الجديد»)، متربعاً على رأس القائمة لأعلى نسبة مشاهدة تلفزيونية.


«الراي» تحاورت مع علي الديك، الذي يشْبه نفسه في حالتي الغناء والتقديم، فأكّد أن تجربته لا تشبه تجارب الآخرين، ويرى أن الفنانة أصالة حاولت في برنامجها «الاقتراب» من برنامجه بدعوة الضيوف في برنامجها إلى العشاء والتطرق معهم الى أحاديث بسيطة.

وأشار إلى أن برنامجه سيتوقف هذه الأيام لمدة 9 أشهر، وهو يحب أن يتوقف عندما يكون في المركز «الأول»، مضيفاً أن عليه الاهتمام بفنّه وحفلاته أيضاً، ومؤكداً «أنه ليس علي الديك الذي يدفع المال لضيوف برنامجه»، ومعقباً: «نحن لا ندفع ونحتل المرتبة الأولى، فكيف تكون الحال لو دفعنا... كنا خربنا الدنيا»!

الديك تطرق في الحديث مع «الراي» إلى كثير من قضايا الفن والإعلام والناس، تأتي تفاصيلها في هذه السطور:

• عندما باشرتَ تقديم «غنّيلي تغنّيلك»، أشرتَ يومها إلى أنك لا تستطيع أن تقيّم التجربة إلا بعد أن تخوضها. اليوم وبعد مواسم عدة ناجحة من البرنامج، كيف تتحدث عن تجربة التقديم، وهل صرتَ تشعر بأنها أصبحت جزءاً منك؟

- تجربتي في التقديم كانت جيدة وناجحة ومحبوبة. لم أكن أتوقّع كل هذا النجاح الكبير. أنا لستُ مقدّماً للبرامج، بل أنا شخص يطلّ على الشاشة ويسرد حكاية في برنامجه، وتجربتي مختلفة عن تجارب الآخرين. برنامجي ليس حوارياً فنياً كما يحصل في البرامج الأخرى، بل هو حوار خاص ويشبهني. كل شيء في البرنامج يشبهني في بساطته، وأنا أسهر مع ضيوفي كما كنت أسهر في ضيعتي، وأغني مع أهلها.

• بعيداً عن شكل البرنامج وبساطته، ألا تجد أن برنامجك يشبه برنامج أصالة في مضمونه، فهي أيضاً تستضيف الفنانين وتغني معهم؟

- هناك ابتعاد جذري بين البرنامجين. في برنامج أصالة، صاروا يقدمون الطعام ويحاولون التشبه ببرنامجي، وأن يبسِّطوا الحوار. أنا لا أعرف برنامج أصالة، ولكن أجواء برنامجي تشبه جو ضيعتي. فنحن كنا نجتمع في الضيعة ونسهر وندردش، ونتبادل الأحاديث ونسأل عن الأهل ونتناول العشاء ونغني.

• ألا ترى أن وجود الفنان على الشاشة يمكن أن ينعكس سلباً على وجوده في الحفلات؟

- كلا. إلا إذا استهلك الفنان وجوده كثيراً على الشاشة. لم يبق من برنامجي سوى حلقتين، وبعدها سيتوقف لمدة 9 أشهر، ومن ثم سأكتفي بتقديم موسم واحد سنوياً، على أن يكون مؤلفاً من 20 حلقة تُعرض على مدى ثلاثة أشهر فقط. الظهور الدائم للفنان على الشاشة يجعل الناس يملّون منه ومن حضوره. اليوم برنامجي هو الأول لناحية نسبة المشاهدة، وفقاً لما تؤكده الإحصاءات.

• هل لا يزال برنامجك الأول مقارنةً مع البرامج الأخرى؟

- نعم، وأنا أفضّل أن أتوقف وأنا في المركز الأول. كان من المقرر أن أقدم 15 حلقة فقط من برنامج «غنيلي تغنيلك»، ثم طلبوا 20 حلقة، ومن بعدها 20 حلقة إضافية، إلى أن وصل عدد الحلقات إلى 55 وهذا يكفي، لأنني يجب أن أهتم أيضاً بفني، لأن حفلاتي مهمة جداً بالنسبة إليّ.

• من الواضح جداً أنك أحببتَ البرنامج؟

- يجب أن نحب كي ننجح. لا يمكن أن أقْدم على عمل لا أحبه، وإلا حفرتُ قبري بيدي. ينبغي أن أحب عملي كي أقنِع الآخرين به. وكي أتمكن من إقناع الآخر، يجب أن أكون مقتنعاً أنا أولاً بعملي.

• الكل يقول اليوم إننا نعيش زمن آل الديك. ولا شك أنك تسمع هذا الكلام؟

- نعم أسمعه، ولكن أين المشكلة!

• لا مشكلة، ولكن بماذا تشعر عندما تسمعه؟

- أشعر بالفرح، وهو يسرني جداً. مهما كانت خلفية هذا الكلام، سواء كان نابعاً من محبة أم من ضغينة، ففيه اعتراف بأنه زمننا. هناك كثيرون غيرنا على الساحة، ولكن التوفيق من الله ومحبة الناس والجمهور.

• هل يمكن القول إن شقيقك حسين الديك أصبح منافساً لك؟

- لا أحد ينافس أحداً. لكن حسين نجم كبير ولا يمكن لأحد أن ينكر هذه الحقيقة. اليوم حسين نجم لامع، وأنا أتكلم حتى الأشهر الثلاثة المقبلة. أنا إنسان واقعي، ولم أقل إنه نجم حتى السنوات العشر المقبلة.

• ولماذا حددتَ فترة 3 أشهر؟

- لا أحد يمكن أن يعرف ماذا يمكن أن يحصل.

• هل اخترتَ فترة الـ 3 أشهر، لأن عمر أغنيات هذه الأيام هو 3 أشهر فقط؟

- ربما 3 أشهر أو 6 أشهر أو عام. لكن عن هذه السنة يمكن القول إن حسين نجم كبير

و«ضارب» وشباك تذاكر. هناك فنانون حصلوا على نجومية كبيرة وأصبحوا نجوم شباك التذاكر، لكن بعضهم استمر والبعض الآخر فشل. نحن لا نريد أن نكون منجمين، والتوفيق من الله.

• ألا يملك حسين مقومات الاستمرارية؟

- بل يملك كل مقومات الاستمرارية. أنا لا أتكلّم عن حسين وحده، بل عن الفنان بشكل عام. منذ العام 2001 وحسين يتقدم عاماً بعد عام. الفنان يقدم ما في وسعه والبقية على الله.

• لماذا برز حسين أكثر من أشقائك الآخرين؟

- حسين موجود على الساحة منذ فترة بعيدة، وهو يتعب منذ العام 2000. أما عمار، فبدأ أخيراً يفرض نفسه. أنا بذلت كل طاقتي وجهدي من أجل دعم حسين.

• ولماذا الاهتمام بشقيقك حسين تحديداً؟

- لأن حسين بدأ مشواره الفني قبل عمار.

• هل يمكن أن تشكلوا كإخوة فريقاً فنياً، كما يفعل بعض الإخوة؟

- غنيتُ أنا وحسين في مهرجان «اهمج». عندما أنهى وصلته طلبت منه البقاء وقدمنا مواليْن وأغنية من أجل الناس الذين حضروا لمشاهدتنا.

• أمير يزبك صار يقدم برنامجاً على «الجديد»، هل يمكن أن يؤثر في برنامجك، أم أن هذا الأمر مستبعد ما دام البرنامجان سيعرضان في موسمين مختلفين؟

- أولاً كل برنامج سيعرض في موسم معين، وثانياً هما برنامجان مختلفان في مضمونهما. لا أحد يؤثر في الآخر. نحن لسنا في حلبة مصارعة.

• لكن المنافسة واردة ومطروحة؟

- نحن لم ننافس أحداً. كل إنسان له جمهوره، وما على الفنان سوى أن يسعى ويتعب، والعمل الجيد لا بد أن يفرض نفسه.

• لماذا نجوم الصف الأول بعيدون عن برنامجك؟

- لكن معين شريف نجم صف أول.

• معين أطلّ مرة واحدة في برنامجك، وبعده لم يطلّ أي من نجوم الصف الأول؟

- وهل يجب أن أستضيف معين شريف 100 مرة؟ رويدا عطية وأمير يزبك وطوني حنا وربيع الأسمر هم نجوم صف أول. وإلا فما معنى نجم صف أول!

• في الفن يوجد نجوم صف أول وثانٍ وثالث؟

- أنا أكره هذه التصنيفات.

• هل غياب نجوم الصف الأول عن البرنامج يعود إلى كونكم لا تدفعون المال للضيوف؟

- مَن نحن؟ وما علاقتي بالموضوع؟

• أنا أتحدث عن البرنامج، ومن المعروف أن غالبية البرامج تدفع أجراً للفنانين لقاء ظهورهم؟

- هذا الكلام لا يُوجه إليّ، ولا يقال لعلي الديك «أنت لا تدفع المال»!

• أصالة تدفع المال لضيوفها... وهذه المسألة عادية و«mbc» تدفع المال أيضاً؟

- «mbc» تنتج برامج ضخمة، وهي تدفع المال كي تجذب المشاهد. نحن لا ندفع ونحتلّ المرتبة الأولى، «فكيف تكون الحال لو دفعنا... كنا خربنا الدنيا»!

• إلى أي حد يمكن القول إنك لست في حاجة إلى نجوم صف أول في برنامجك، لأنه برنامج متكامل بوجودك فيه وبأجوائه؟

- كل ضيوفي هم نجوم صف أول، وأنا لا أستثني أحداً منهم. ما فائدة أن يدعي الفنان أنه نجم صف أول وأنه يحيي 10 حفلات في العام، بينما مَن يتقاضى 20 ألف دولار أو 15 ألفاً أو 10 آلاف دولار، يحيون 70 حفلة أو 80 حفلة سنوياً. في هذه الحالة أيهما يكون نجم صف أول؟ كل فنان له مكانته وقيمته، ولا يجوز «تصغير» الناس.

• المسألة لا علاقة لها بالتصغير، بل بالتاريخ الفني والنجومية والظهور والحفلات والجمهور؟

- ضعي أي نجم مقابل حسين الديك، أو علي الديك أو معين شريف. الكل «بيجيب عالم والكل بيجيب مصاري». أنا لا أقتنع بتسمية صف أول. كل فنان له «يومين حلوين بيعيشن». بمجرد أن «ينجّم» الفنان، فهو يُعتبر نجم صف أول، حتى لو كان هناك فنان يغني قبله بـ 50 عاماً.

• بناء على ما تقوله، هل يمكن القول إن حسين الديك مثل جورج وسوف؟

- لم أقل إن حسين الديك مثل جورج وسوف.

• أنا سألتُك، لأنك قلت إن الفنان يصبح نجم صف أول بمجرد أن «ينجَّم» حتى لو كان هناك فنان يغني قبله بـ 50 عاماً؟

- لم أقل مثلاً إن راغب علامة مثل أم كلثوم. لكن كل فنان له جمهوره، وسلطان الطرب حالة لن تتكرر في تاريخ الفن العربي. جورج وسوف لا يشبه أحداً ولن يتكرر أبداً «هيدا الزلمي قصة كبيرة»، والناس أحبوه منذ بداية مشواره وحتى اليوم، وكل كلمة يقولها يتداولها الناس وتتحول إلى حكمة بينهم.

• غنائياً، ما هو جديدك؟

- طرحتُ أغنية «اللي ما بيسأل عني ما بسأل عنه» بطريقة الفيديو كليب، وفي شهر مايو المقبل سأطرح أغنية جديدة.

• وهل ستقوم بجولات فنية؟

- بالأمس عدتُ من أستراليا، وسأقوم بجولة في أوروبا مع رامي حداد، وهي تشمل السويد وهولندا وفرنسا وألمانيا.

• عادة، ترافق المشاكل حفلاتك في الخارج؟

- لم تحصل معي مشكلة في يوم من الأيام.

• في ظل الانقسام الحاصل في سورية حصل معك أكثر من مشكلة بسبب العَلَم؟

- ومن أين أتيتِ بهذا الكلام!

• أنا شاهدتُ وقرأتُ؟

- حصلت معي مشكلة واحدة.

• هذا صحيح...

- لا تستفزيني وصححي معلوماتك! كل شخص لا يمثل سوى نفسه، وهو سحب العَلَم السوري لأنه لم يكن مقتنعاً به. كل الأعلام العربية كانت مرفوعة في الحفل، أعلام مصر وسورية ولبنان والإمارات، وعندما «يكمش شخص» بعيد عن الدين والمبدأ وعن الإنسانية العَلَم ويسحبه، فإن العَلم يفقد رمزيته وقيمته. عادة لا تحصل مشاكل في حفلاتي، وأنا مسؤول عن كلامي. ذاتَ مرة أحييتُ حفلاً ضم 50 ألف شخص، وكان يجلس في مقدم الحضور القائمون على الحفل كي لا يقترب أحد مني ويزعجني، فقلت لأحدهم: «الناس لم يأتوا كي يتفرجوا عليك، بل هم أتوا من أجلي»، فردّ عليّ: «نحن فعلنا ذلك منعاً لإزعاجك»، فأجبتُه: «مَن حضر إلى الحفل فعل ذلك لأنه يحبني»، وطلبتُ منهم الانسحاب. أنا أغني المحبة والضيعة والإنسانية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي