حوار / يتمنى أن يكون «الحصان الرابح» في الدراما العربية
عابد فهد لـ «الراي»: نحن بلا وطن ولا كرامة... من دون سورية الأم
عابد فهد
... ومع سيرين عبدالنور في مشهد من مسلسل «لعبة الموت»
• ليس من مصلحتي هذا الاعتراف... لكن وجودي في مسلسل «لو» أثّر على «قلم حمرة»
• المسلسلات الطويلة حالة مملّة جداً... وأنا أسعى إلى الاختزال وأحب الاختصار
• الشخص الذي يوضع في لبنان «بيكون الله راضي عليه»... وأتمنى على اللبنانيين أن يحبوا بلدهم
• المسلسلات الطويلة حالة مملّة جداً... وأنا أسعى إلى الاختزال وأحب الاختصار
• الشخص الذي يوضع في لبنان «بيكون الله راضي عليه»... وأتمنى على اللبنانيين أن يحبوا بلدهم
بعد انسحابه من مسلسل «تشيللو»، يطلّ النجم السوري عابد فهد في رمضان المقبل في مسلسل «24 قيراط»، الذي يجمعه مرة ثانية بالنجمة سيرين عبد النور، بعد النجاح الكبير الذي حققاه معاً في مسلسل «لعبة الموت» قبل عامين.
مسلسل «24 قيراط» الذي يحمل توقيع جمال سنان إنتاجاً وريم حنا كتابة، من الأعمال العربية المشتركة، التي حرصت الكاتبة على صوغ نصه بعيداً عن موضوع النصوص المترجمة، التي كانت أحد الأسباب التي جعلت عابد فهد ينسحب من مسلسل «تشيللو»، ليحلّ مكانه ابن بلده النجم السوري تيم حسن.
ويعيد عابد فهد، النجم الذي زاد تألقه في الأعوام الثلاثة الأخيرة - في حوار مع «الراي» - سبب مشاركته في أعمال إجتماعية، إلى أنها تلامس الواقع بحيث يرى كل رجل أو امرأة نفسيهما فيها، سواء تعلق الأمر بموضوع الخيانة في مسلسل «لو»، أو موضوع الحب والسيطرة الذي أضاء عليه «لعبة الموت»، مشدداً في الوقت نفسه على النجاح الكبير الذي حققاه مسلسلا «الولادة من الخاصرة» و«عرب لندن».
من جهة أخرى، يشدد فهد على حرصه على المشاركة في عمل واحد في السنة، ليس لكونه اكتفى مادياً، بل لأن المحطات لم تعد تتسع لأكثر من عمل واحد، مؤكداً أن وجوده في أكثر من عمل فيه أذى للمنتج، وموضحاً أن مسلسل «قلم حمرة» ظُلم كثيراً العام الماضي لأنه لم يُعرض على محطة لبنانية، وأن الإعادة لن تقدم ولن تؤخر لأن نسبة المشاهدة في رمضان تكون مختلفة عنها في أي وقت آخر من السنة.
• أشرتَ إلى أن انسحابك من مسلسل «تشيللو» سببه عدم رغبتك في المشاركة في أعمال نصوصها مقتبسة، لكن ألا تجد أن الدراما العربية المعاصِرة نسخة عن الدراما التركية بأحداثها وتفاصيلها وصورتها؟
- هذا أمر أكيد، ولا سيما الأعمال الطويلة، «ويا ريت عم تطلع متل التركي»، بل يظل المسلسل التركي متفوّقاً عليها.
• هل يمكن أن تشارك في مسلسل طويل؟
- كلا. مهما كان الأمر، فالمسلسلات الطويلة بالنسبة إليّ حالة مملة جداً. أنا أسعى إلى الاختزال دائماً وأحب الاختصار.
• تكفي 30 حلقة؟
- بل حتى أنها كثيرة.
• حتى هناك مَن يشكو من المسلسل الرمضاني المؤلف من 30 حلقة، ويرى أن فيه تطويلاً كي يتطابق زمن العرض مع فترة رمضان. ما الحلّ المناسب لهذه المشكلة؟
- الحل الأمثل في أن يكون المسلسل مؤلفاً من 15 حلقة، لا يتم عرضها بشكل يومي، أي «يوم إيه يوم لأ».
• منذ 3 سنوات وحتى اليوم ونجمك آخِذ في الصعود. لماذا لم تكن النجومية من حظك قبل ذلك، مع أنك شاركتَ في الكثير من الأعمال الفنية المهمة والقيّمة؟
- لأن الأعمال التي أشارك فيها منذ 3 سنوات هي أعمال جماهيرية، وفي كل بيت هناك امرأة أو رجل يرى نفسه فيها. هي أعمال إجتماعية تلامس الواقع، سواء تعلق الأمر بموضوع الحب والاستحواذ والسيطرة على المرأة كما في مسلسل «لعبة الموت» - علماً أن هذا الموضوع يشغل العالم - أو بمسألة الخيانة كما في مسلسل «لو»، وأيضاً مسلسل «الولادة من الخاصرة» الذي «كسّر الدنيا» في أجزائه الثلاثة.
• لا شك في أن مسلسل «الولادة من الخاصرة» حقق نجاحاً كبيراً، ولكنه لم يمنحك النجومية التي منحك إياها مسلسلا «لعبة الموت» و«لو»؟
- هذا صحيح. وإلى ذلك أعتبر أن مسلسل «عرب لندن» هو عمل عربي مهم، ودوري فيه من الأدوار الخاصة. كما أجد أن لبنان منبراً مهماً للأضواء والإعلام، والشخص الذي يوضع في لبنان «بيكون الله راضي عليه»، ففيه إعلام ومنابر تلفزيونية وإضاءة و«برستيج» وأناقة وضجيج إعلامي وسياسي. كل شيء موجود في لبنان.
• وهل هذه الناحية سلبية أم إيجابية؟
- بل إيجابية جداً، وأتمنى على اللبنانيين أن يحبوا بلدهم وألا يضيق صدرهم به. ربما من حق المواطن اللبناني أن يتذمر ويتضايق بسبب الفوضى السياسية والخطر المحيط به دائماً، وهذا حقه والسوري يسير على الطريق نفسه.
• شاركتَ في رمضان الماضي في مسلسل «قلم حمرة» إلى جانب مشاركتك في «لو». هل ترى أن المسلسل الأول تعرض للظلم؟
- بل هو ظُلم كثيراً.
• حتى عند إعادة عرضه؟
- نسبة المشاهدة في رمضان مختلفة. ولو أن مسلسل «قلم حمرة» عُرض على شاشة «ال بي سي» في رمضان لتوفّر له الحظ الأوفر، لأن كل مشاهد يسمع صوته الداخلي في هذا العمل.
• هل يتعلق الأمر بالشاشة فقط؟
- طبعاً. لو أنه عُرض على محطة «ال بي سي» أو محطة «إم تي في» أو «الجديد» لكان أخذ حظه. هو عمل سوري بحت، ولكن ما يقوله ينطبق على اللبنانيين حرفياً. وأتمنى أن يُعرض على محطة لبنانية، لأنه يستحق المشاهدة. هو عمل شامل، فيه كل الأجيال والشرائح الاجتماعية ولغة جديدة وإخراج رائع جداً وممثلون مهمون وأداء مختلف.
• هل ترى أن سوء الطالع يلاحق سلافة معمار، من ناحية لأن مسلسل «قلم حمرة» لم ينل حقه العام الماضي ومن ناحية أخرى لأنها تبرأت من مسلسل «سنعود بعد قليل» قبل عامين؟
- دور سلافة معمار في «قلم حمرة» يشكل محطة مهمة في تاريخها وهي ترفع الراية له.
• ولكن على مستوى النجومية، لم تتسلط عليها الأضواء؟
- ربما لأن العمل لم يكن جماهيرياً.
• كيف يحقق الممثل التوازن بين الأعمال الجماهيرية التي تحقق له الانتشار والنجومية وبين الأعمال النخبوية التي ترضيه؟
- دوري في مسلسل «قلم حمرة» نخبوي وليس جماهيرياً، وشخصية «عاصم» في «لعبة الموت» نخبوية. أنا لا أفكر بهذه الطريقة.
• من يراقب تصريحات الممثلات يلاحظ أنهن يتنافسن على التمثيل معك. هل لأنك تستفزهن كممثل؟
- أتمنى ذلك، لأن عملية الاستفزاز ضرورية. تخيّلي موقع التصوير بارداً ومن دون حرارة أو ممثل يعطي. الممثل بحاجة إلى أن يشعر ويرى ويسمع ويتفاعل مع الحدث كي يبدو طبيعياً. أحياناً يقف الممثل بمفرده أمام الكاميرا في مشهد أو مشهدين أو ثلاثة مشاهد، ويقدم «مونولوج» أو حالة، ولكن بالنسبة إلى عمل تلفزيوني طويل فيه شخصيات، فهو يحتاج إلى شركاء معه، وإذا لم يكن الشريك قوياً فإنه سيقع، حتى لو كان الممثل نفسه موهوباً، ويصبح الأمر كالجعجعة في الطحين.
• إلى أي حد يمكن القول إن الممثلات اللواتي يتمنين التمثيل معك يردن بطريقة أو بأخرى أن يثبتن لأنفسهن كما للآخرين أنهن ممثلات جيدات؟
- ربما هن لا يبحثن عن أن يقال عنهن مهمات، بل يبحثن عن صناعة مشهد جديد أو تفاعُل او إحساس جديد.
• هل استفزتك نادين نسيب نجيم كممثلة؟
- نعم، لأنها كانت في مكان حرج جداً.
• هل يمكن القول إن المشاهد الأفضل في مسلسل «لو» هي التي لعبتها مع والدتك؟
- هي كانت من بين المشاهد التي فيها بوح حقيقي.
• وإلى أي حد يمكننا القول إن أجمل ما في مسلسل «لو» هو أغنية المقدمة؟
- كلا. الأغنية كانت لها إضافة إيجابية على المسلسل وكانت في مكانها. الكلمات رائعة جداً وصوت إليسا كان مليئاً بالإحساس، وكل نوتة قالتها كانت تعبّر عن المسلسل بصدق حقيقي. لكن كل شيء في مكانه استطاع أن يصنع المسلسل، وأجمل مشاهد مسلسل «لو» بالنسبة إليّ هي مشاهد الحلقات الثلاث الأخيرة.
• هل ستكتفي هذه السنة بعمل واحد في رمضان أم أننا يمكن أن نشاهدك في أكثر من عمل؟
- بل في عمل واحد... «بطّلت تجربة المسلسلين».
• يبدو أنك اكتفيتَ مادياً؟
- بل لأن المحطات لم تعد تتسع لأكثر من عمل واحد. أنا لا أستطيع أن أتواجد في أكثر من عمل، لأن في ذلك أذى للمنتج.
• أو ربما لأن وجودك في مسلسل «لو» جعل مسلسل «قلم حمرة» يمرّ مرور الكرام؟
- لا شك أن وجودي في مسلسل «لو» أثر على «قلم حمرة». ليس من مصلحتي البوح بهذا الاعتراف، لكنه أحد الأسباب. وربما وجودي كممثل في مسلسل استقطبته الفضائيات يجعل أصحاب محطات التلفزة في لبنان يقولون «عابد فهد موجود في عمل على محطة لبنانية، فلماذا نشتري مسلسلاً آخر يشارك فيه؟».
• هل يمكن القول إن عابد فهد هو الحصان الرابح في الدراما العربية؟
- أتمنى ذلك.
• هل يمكن القول إنك بدأت تتخلى عن بعض من صراحتك التي على ما يبدو أنك لمستَ أنها تزعج البعض؟
- إجاباتي السابقة لا توجد فيها مجاملة.
• ولكن عندما يصل الأمر إلى الأسماء يغلب التحفظ على إجاباتك؟
- مَن يستحق التحية لا بد أن أوجهها إليه مهما كانت الظروف والأسباب.
• ولمَن توجّه التحية؟
- إلى أمي وزوجتي ولك ولأولادي ولكل المشاهدين. كما أوجه، وبشكل خاص تحية إلى الكاتبة ريم حنا، لأنها تكتب عملاً ليس سهلاً وأتمنى أن تكمل معنا حتى النهاية، وأن نقدم أدواراً مهمة ومتميزة، كما أحيي المنتج جمال سنان المتفوّق بأخلاقه والذي لديه استراتيجية جيدة جداً للإنتاج اللبناني، وأعتقد أنه يفكر بأخذه نحو العالمية. لدى جمال سنان مخطط قوي وهو سيخدم الدراما اللبنانية.
• وما التحية التي توجهها إلى سورية؟
- أوجه تحية إلى الدراما السورية التي تناضل وتحاول بكل قواها ألا تقع. بالرغم من كل الرصاص والنيران المشتعلة، هناك كاميرات تدور وممثلون يذهبون إلى مواقع التصوير، كما أن هناك كتّاباً ومخرجين. الحركة الفنية تدور وستستمر في دورانها وهذه أكبر تحية لكل شخص يعمل في قطاع الدراما السورية التي لها أثر على الجميع.
• وماذا تقول لسورية الأم؟
- أقول لها مدّي ذراعيك واحضنينا جميعاً. نحن بلا سورية الأم بلا وطن وبلا كرامة، لأن لا كرامة بلا وطن. وأنا أقول لسورية: سنعود قريباً.
• وهل تزور سورية دائماً؟
- أنا أفعل ذلك باستمرار وأهلي لم يغادروها.
• إلى أي حد تعوّل على إطلالاتك الإعلامية في مصر. وهل تشعر أنها يمكن أن تخدمك فنيا؟
- الأبواب مفتوحة لي في مصر. المشاريع والحوارات موجودة.
• ولماذا لم يتحقق أي منها؟
- لأنه يوجد في رأسي «موّال» معيّن.
• هل يمكن أن تطلعنا على موالك؟
- بل أفضّل أن أغنّيه لوحدي خوفاً من «التنشيز».
مسلسل «24 قيراط» الذي يحمل توقيع جمال سنان إنتاجاً وريم حنا كتابة، من الأعمال العربية المشتركة، التي حرصت الكاتبة على صوغ نصه بعيداً عن موضوع النصوص المترجمة، التي كانت أحد الأسباب التي جعلت عابد فهد ينسحب من مسلسل «تشيللو»، ليحلّ مكانه ابن بلده النجم السوري تيم حسن.
ويعيد عابد فهد، النجم الذي زاد تألقه في الأعوام الثلاثة الأخيرة - في حوار مع «الراي» - سبب مشاركته في أعمال إجتماعية، إلى أنها تلامس الواقع بحيث يرى كل رجل أو امرأة نفسيهما فيها، سواء تعلق الأمر بموضوع الخيانة في مسلسل «لو»، أو موضوع الحب والسيطرة الذي أضاء عليه «لعبة الموت»، مشدداً في الوقت نفسه على النجاح الكبير الذي حققاه مسلسلا «الولادة من الخاصرة» و«عرب لندن».
من جهة أخرى، يشدد فهد على حرصه على المشاركة في عمل واحد في السنة، ليس لكونه اكتفى مادياً، بل لأن المحطات لم تعد تتسع لأكثر من عمل واحد، مؤكداً أن وجوده في أكثر من عمل فيه أذى للمنتج، وموضحاً أن مسلسل «قلم حمرة» ظُلم كثيراً العام الماضي لأنه لم يُعرض على محطة لبنانية، وأن الإعادة لن تقدم ولن تؤخر لأن نسبة المشاهدة في رمضان تكون مختلفة عنها في أي وقت آخر من السنة.
• أشرتَ إلى أن انسحابك من مسلسل «تشيللو» سببه عدم رغبتك في المشاركة في أعمال نصوصها مقتبسة، لكن ألا تجد أن الدراما العربية المعاصِرة نسخة عن الدراما التركية بأحداثها وتفاصيلها وصورتها؟
- هذا أمر أكيد، ولا سيما الأعمال الطويلة، «ويا ريت عم تطلع متل التركي»، بل يظل المسلسل التركي متفوّقاً عليها.
• هل يمكن أن تشارك في مسلسل طويل؟
- كلا. مهما كان الأمر، فالمسلسلات الطويلة بالنسبة إليّ حالة مملة جداً. أنا أسعى إلى الاختزال دائماً وأحب الاختصار.
• تكفي 30 حلقة؟
- بل حتى أنها كثيرة.
• حتى هناك مَن يشكو من المسلسل الرمضاني المؤلف من 30 حلقة، ويرى أن فيه تطويلاً كي يتطابق زمن العرض مع فترة رمضان. ما الحلّ المناسب لهذه المشكلة؟
- الحل الأمثل في أن يكون المسلسل مؤلفاً من 15 حلقة، لا يتم عرضها بشكل يومي، أي «يوم إيه يوم لأ».
• منذ 3 سنوات وحتى اليوم ونجمك آخِذ في الصعود. لماذا لم تكن النجومية من حظك قبل ذلك، مع أنك شاركتَ في الكثير من الأعمال الفنية المهمة والقيّمة؟
- لأن الأعمال التي أشارك فيها منذ 3 سنوات هي أعمال جماهيرية، وفي كل بيت هناك امرأة أو رجل يرى نفسه فيها. هي أعمال إجتماعية تلامس الواقع، سواء تعلق الأمر بموضوع الحب والاستحواذ والسيطرة على المرأة كما في مسلسل «لعبة الموت» - علماً أن هذا الموضوع يشغل العالم - أو بمسألة الخيانة كما في مسلسل «لو»، وأيضاً مسلسل «الولادة من الخاصرة» الذي «كسّر الدنيا» في أجزائه الثلاثة.
• لا شك في أن مسلسل «الولادة من الخاصرة» حقق نجاحاً كبيراً، ولكنه لم يمنحك النجومية التي منحك إياها مسلسلا «لعبة الموت» و«لو»؟
- هذا صحيح. وإلى ذلك أعتبر أن مسلسل «عرب لندن» هو عمل عربي مهم، ودوري فيه من الأدوار الخاصة. كما أجد أن لبنان منبراً مهماً للأضواء والإعلام، والشخص الذي يوضع في لبنان «بيكون الله راضي عليه»، ففيه إعلام ومنابر تلفزيونية وإضاءة و«برستيج» وأناقة وضجيج إعلامي وسياسي. كل شيء موجود في لبنان.
• وهل هذه الناحية سلبية أم إيجابية؟
- بل إيجابية جداً، وأتمنى على اللبنانيين أن يحبوا بلدهم وألا يضيق صدرهم به. ربما من حق المواطن اللبناني أن يتذمر ويتضايق بسبب الفوضى السياسية والخطر المحيط به دائماً، وهذا حقه والسوري يسير على الطريق نفسه.
• شاركتَ في رمضان الماضي في مسلسل «قلم حمرة» إلى جانب مشاركتك في «لو». هل ترى أن المسلسل الأول تعرض للظلم؟
- بل هو ظُلم كثيراً.
• حتى عند إعادة عرضه؟
- نسبة المشاهدة في رمضان مختلفة. ولو أن مسلسل «قلم حمرة» عُرض على شاشة «ال بي سي» في رمضان لتوفّر له الحظ الأوفر، لأن كل مشاهد يسمع صوته الداخلي في هذا العمل.
• هل يتعلق الأمر بالشاشة فقط؟
- طبعاً. لو أنه عُرض على محطة «ال بي سي» أو محطة «إم تي في» أو «الجديد» لكان أخذ حظه. هو عمل سوري بحت، ولكن ما يقوله ينطبق على اللبنانيين حرفياً. وأتمنى أن يُعرض على محطة لبنانية، لأنه يستحق المشاهدة. هو عمل شامل، فيه كل الأجيال والشرائح الاجتماعية ولغة جديدة وإخراج رائع جداً وممثلون مهمون وأداء مختلف.
• هل ترى أن سوء الطالع يلاحق سلافة معمار، من ناحية لأن مسلسل «قلم حمرة» لم ينل حقه العام الماضي ومن ناحية أخرى لأنها تبرأت من مسلسل «سنعود بعد قليل» قبل عامين؟
- دور سلافة معمار في «قلم حمرة» يشكل محطة مهمة في تاريخها وهي ترفع الراية له.
• ولكن على مستوى النجومية، لم تتسلط عليها الأضواء؟
- ربما لأن العمل لم يكن جماهيرياً.
• كيف يحقق الممثل التوازن بين الأعمال الجماهيرية التي تحقق له الانتشار والنجومية وبين الأعمال النخبوية التي ترضيه؟
- دوري في مسلسل «قلم حمرة» نخبوي وليس جماهيرياً، وشخصية «عاصم» في «لعبة الموت» نخبوية. أنا لا أفكر بهذه الطريقة.
• من يراقب تصريحات الممثلات يلاحظ أنهن يتنافسن على التمثيل معك. هل لأنك تستفزهن كممثل؟
- أتمنى ذلك، لأن عملية الاستفزاز ضرورية. تخيّلي موقع التصوير بارداً ومن دون حرارة أو ممثل يعطي. الممثل بحاجة إلى أن يشعر ويرى ويسمع ويتفاعل مع الحدث كي يبدو طبيعياً. أحياناً يقف الممثل بمفرده أمام الكاميرا في مشهد أو مشهدين أو ثلاثة مشاهد، ويقدم «مونولوج» أو حالة، ولكن بالنسبة إلى عمل تلفزيوني طويل فيه شخصيات، فهو يحتاج إلى شركاء معه، وإذا لم يكن الشريك قوياً فإنه سيقع، حتى لو كان الممثل نفسه موهوباً، ويصبح الأمر كالجعجعة في الطحين.
• إلى أي حد يمكن القول إن الممثلات اللواتي يتمنين التمثيل معك يردن بطريقة أو بأخرى أن يثبتن لأنفسهن كما للآخرين أنهن ممثلات جيدات؟
- ربما هن لا يبحثن عن أن يقال عنهن مهمات، بل يبحثن عن صناعة مشهد جديد أو تفاعُل او إحساس جديد.
• هل استفزتك نادين نسيب نجيم كممثلة؟
- نعم، لأنها كانت في مكان حرج جداً.
• هل يمكن القول إن المشاهد الأفضل في مسلسل «لو» هي التي لعبتها مع والدتك؟
- هي كانت من بين المشاهد التي فيها بوح حقيقي.
• وإلى أي حد يمكننا القول إن أجمل ما في مسلسل «لو» هو أغنية المقدمة؟
- كلا. الأغنية كانت لها إضافة إيجابية على المسلسل وكانت في مكانها. الكلمات رائعة جداً وصوت إليسا كان مليئاً بالإحساس، وكل نوتة قالتها كانت تعبّر عن المسلسل بصدق حقيقي. لكن كل شيء في مكانه استطاع أن يصنع المسلسل، وأجمل مشاهد مسلسل «لو» بالنسبة إليّ هي مشاهد الحلقات الثلاث الأخيرة.
• هل ستكتفي هذه السنة بعمل واحد في رمضان أم أننا يمكن أن نشاهدك في أكثر من عمل؟
- بل في عمل واحد... «بطّلت تجربة المسلسلين».
• يبدو أنك اكتفيتَ مادياً؟
- بل لأن المحطات لم تعد تتسع لأكثر من عمل واحد. أنا لا أستطيع أن أتواجد في أكثر من عمل، لأن في ذلك أذى للمنتج.
• أو ربما لأن وجودك في مسلسل «لو» جعل مسلسل «قلم حمرة» يمرّ مرور الكرام؟
- لا شك أن وجودي في مسلسل «لو» أثر على «قلم حمرة». ليس من مصلحتي البوح بهذا الاعتراف، لكنه أحد الأسباب. وربما وجودي كممثل في مسلسل استقطبته الفضائيات يجعل أصحاب محطات التلفزة في لبنان يقولون «عابد فهد موجود في عمل على محطة لبنانية، فلماذا نشتري مسلسلاً آخر يشارك فيه؟».
• هل يمكن القول إن عابد فهد هو الحصان الرابح في الدراما العربية؟
- أتمنى ذلك.
• هل يمكن القول إنك بدأت تتخلى عن بعض من صراحتك التي على ما يبدو أنك لمستَ أنها تزعج البعض؟
- إجاباتي السابقة لا توجد فيها مجاملة.
• ولكن عندما يصل الأمر إلى الأسماء يغلب التحفظ على إجاباتك؟
- مَن يستحق التحية لا بد أن أوجهها إليه مهما كانت الظروف والأسباب.
• ولمَن توجّه التحية؟
- إلى أمي وزوجتي ولك ولأولادي ولكل المشاهدين. كما أوجه، وبشكل خاص تحية إلى الكاتبة ريم حنا، لأنها تكتب عملاً ليس سهلاً وأتمنى أن تكمل معنا حتى النهاية، وأن نقدم أدواراً مهمة ومتميزة، كما أحيي المنتج جمال سنان المتفوّق بأخلاقه والذي لديه استراتيجية جيدة جداً للإنتاج اللبناني، وأعتقد أنه يفكر بأخذه نحو العالمية. لدى جمال سنان مخطط قوي وهو سيخدم الدراما اللبنانية.
• وما التحية التي توجهها إلى سورية؟
- أوجه تحية إلى الدراما السورية التي تناضل وتحاول بكل قواها ألا تقع. بالرغم من كل الرصاص والنيران المشتعلة، هناك كاميرات تدور وممثلون يذهبون إلى مواقع التصوير، كما أن هناك كتّاباً ومخرجين. الحركة الفنية تدور وستستمر في دورانها وهذه أكبر تحية لكل شخص يعمل في قطاع الدراما السورية التي لها أثر على الجميع.
• وماذا تقول لسورية الأم؟
- أقول لها مدّي ذراعيك واحضنينا جميعاً. نحن بلا سورية الأم بلا وطن وبلا كرامة، لأن لا كرامة بلا وطن. وأنا أقول لسورية: سنعود قريباً.
• وهل تزور سورية دائماً؟
- أنا أفعل ذلك باستمرار وأهلي لم يغادروها.
• إلى أي حد تعوّل على إطلالاتك الإعلامية في مصر. وهل تشعر أنها يمكن أن تخدمك فنيا؟
- الأبواب مفتوحة لي في مصر. المشاريع والحوارات موجودة.
• ولماذا لم يتحقق أي منها؟
- لأنه يوجد في رأسي «موّال» معيّن.
• هل يمكن أن تطلعنا على موالك؟
- بل أفضّل أن أغنّيه لوحدي خوفاً من «التنشيز».