«الربيع الساخن» على حدود لبنان مع سورية ينذر بـ «متاعب سياسية» تلفح أجواء الحوار الداخلي

«حزب الله» شكا أمام «المستقبل» حديث ريفي إلى «الراي»

تصغير
تكبير
رغم إعلان فريقيْ الحوار السني - الشيعي اي «تيار المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) و«حزب الله» عقب الجولة الثامنة من حوارهما استمرارهما في هذا الحوار كخيار ثابت لحماية الاستقرار الداخلي في لبنان، فان غيوماً كثيفة شابت هذه العملية فيما تتصاعد في الجهة المقابلة ملامح تصعيد تتصل بموضوع التمديد للقادة الأمنيين والعسكريين لدى بلوغهم نهايات الخدمة الأساسية.

وفي موضوع الحوار ابرزت المعطيات المتوافرة عن الجولة الثامنة منه هذا الحوار التي عقدت مساء أول من أمس في مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة والتي استمرت اكثر من ثلاث ساعات، ما يمكن اعتباره عودة الى الوراء في مسار هذا الحوار خلافاً لما سعى الى إظهاره الفريقان في البيان الرسمي الصادر عنهما. اذ بدا بشكل واضح ان هناك تناقضاً واسعاً في مفهوميْ الفريقين حول طبيعة التعامل السياسي والاعلامي مع المرحلة التي بدأت منذ انطلاق الحوار بينهما اواخر ديسمبر الماضي، الامر الذي تكرر معه تخصيص جولات عدة من الحوار لمناقشة سجالات نشأت بين الفريقين في محطات عدة.


ولوحظ ان «حزب الله» هو الذي يبادر كل مرة الى إثارة ما يسمّيه الازدواجية، في سلوك بعض تيار «المستقبل»، وذلك من باب الاعتراض تحديداً على مواقف رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة الذي ينسب اليه الحزب انه يقود تياراً رافضاً للحوار مع «حزب الله»، وانه يعمل دائماً على محاولة إجهاضه، من دون إغفال الاعتراض من الحزب على ما يصدر عن وزير العدل اللواء اشرف ريفي، وهو ما عبّر عنه اول من امس حين شكا امام ممثلي «المستقبل» في عين التينة مجموعة مواقف أطلقها ريفي أخيراً وبينها حديثه الى «الراي» وتحديداً اعتباره ان جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ارتُكبت «بقرار سوري - ايراني، أما التنفيذ فأصبحنا نعرف ان حزب الله أمر بالقيام به».

وفي المقابل فان ممثلي «المستقبل» عاودوا في الجولة الاخيرة من الحوار، التشديد على نفي اي ازدواجية، ولفتوا محاوريهم الى انهم كانوا البادئين بالهجمات الاعلامية على قوى 14 آذار بعد مؤتمرها الأخير، وان مسؤولين ونواباً من الحزب راحوا بعيداً في الاستفزاز ما اضطر كتلة «المستقبل» الى اصدار بيان يُسقِط كل محاولة لتصوير وجود ازدواجية في موقف «المستقبل».

ورسم هذا المناخ لدى بعض الاوساط السياسية المعنية ملامح تصاعد الصعوبات التي تعترض امكان تطوير هذا الحوار ونتائجه في وقت قريب ولو ان الحوار سيستمرّ ولن يتوقف. اذ تعتقد هذه الاوساط ان المرحلة التالية ستكون محفوفة بمزيد من التحديات والمطبّات التي ستواجه الفريقين ولا سيما اذا صحّت التوقعات عن ربيع ساخن أمني على الحدود الشرقية للبنان مع سورية.

وتشير الاوساط في هذا السياق الى ان مواقف تيار «المستقبل»، التي غالباً ما اعترض عليها «حزب الله»، تتصل اكثر ما تتصل بموضوع تورطه في القتال في سورية، وهو الملف المرجح ان يشهد مزيداً من التأجج. وتالياً بات ترقب نتائج أوسع من تلك التي حققها هذا الحوار حتى الآن مسألة مشكوك فيها ولو ان الفريقين سيمضيان في الحوار بلا توقف ولو على سبيل الصورة، وفق تعبير الاوساط. يضاف الى ذلك ان التطورات الاقليمية تكتسب مزيداً من الغموض بما يصعب معه التخلي عن الحوار ولكن ايضاً مع عدم توقع اختراقات نوعية منه بما يعني ان «ستاتيكو حواري» سيسود المرحلة المقبلة لا أكثر ولا أقلّ.

وفي سياق آخر، تشير المعطيات المتصلة بموضوع الحملة التي يقودها زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون للحؤول دون التمديد للقادة الأمنيين والعسكريين الذين تنتهي مدة خدمتهم في الايام والأسابيع والأشهر المقبلة الى انه يواجه طريقا مسدوداً في هذه الحملة، الأمر الذي سيضع عون امام خيارات صعبة وربما تصعيدية حتى تجاه بعض حلفائه.

وتؤكد هذه المعطيات ان اي فريق آخر في قوى 14 آذار او 8 آذار لا يبدو مستعداً في هذه المرحلة للمغامرة بفراغات في المناصب الأمنية والعسكرية القيادية العليا، وتالياً فان الجميع مع التمديد للقادة الا عون الذي يخوض المعركة على خلفية هدفين معروفين أولهما تعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش وقطع الطريق على التمديد للعماد جان قهوجي والثاني ازاحة قهوجي من السباق الرئاسي.

وتؤكد المعلومات ان فرقاء 8 آذار كما 14 آذار يرددون ان التمديد حتمي ما دام الفراغ الرئاسي قائماً وما دام يصعب جداً التوافق داخل الحكومة على تعيينات بديلة وما دامت ايضاً الظروف الأمنية الخطيرة لا تسمح بأي فراغات أمنية وعسكرية. ولذا تتجه الأنظار الى ما يمكن ان يكون عليه رد فعل عون الذي بدأ بعض الدوائر المحيطة به يلوّح بانه قد يذهب الى التسبب بأزمة حكومية من خلال تعليق نشاطات وزرائه او حتى استقالتهم. لكن ثمة شكوكاً واسعة في الوصول الى هذا الخيار لان عون لا يمكنه وحده من دون حلفائه الذهاب بعيداً بما يشكل خطراً على «الستاتيكو» القائم الا اذا فقد الأمل بفرصته الرئاسية.

بعد إعلان أنها ستزور الرياض وطهران

جعجع لمنسّقة الأمم المتحدة: اذهبي إلى إيران فهي التي تعرقل الانتخابات الرئاسية

| بيروت - «الراي» |

تعتزم المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ القيام بزيارة قريباً لكلّ من السعودية وايران في إطار الجهود الدولية الرامية الى إخراج لبنان من حال المراوحة السياسية،ولا سيما في ملف الانتخابات الرئاسية الذي يدور في «حلقة الفراغ» منذ 25 مايو الماضي.

وتكتسب خطوة كاغ المرتقبة أهمّيتها لأنها تأتي بدفع من مجلس الأمن الدولي الذي كان استمع قبل ثلاثة ايام الى منسقة الامم المتحدة في لبنان التي قدّمت له خلال الجلسة المغلقة التي عقدها إحاطة عن التقرير الأحدث للأمين العام بان كي - مون الخاص بتنفيذ القرار 1701.

وفيما كانت بيروت تترقّب امس البيان الرئاسي لمجلس الأمن (اقترحته فرنسا) الذي اشتملت مسودته على اعتبار «الفراغ الرئاسي» يؤدي الى «تقويض قدرة لبنان على التعامل مع التحديات» المحدقة به، غرّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع على صفحته على «تويتر» متوجّهاً الى كاغ: «سيدة كاغ، أرجو ان تضعي إصبعك على الجرح واذهبي مباشرة الى ايران فهي التي تعرقل الانتخابات الرئاسية لا السعودية. مع دعوتي بالتوفيق».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي