المال هو عصب الحياة وهو وسيلة يستخدمها الإنسان كي تعينه على قضاء حوائجه وبلوغ مستلزمات كثيرة تعينه على شق طريقه في تحقيق أمانيه، وإن الأدب العربي يعج بكثير من القطع الأدبية التي تصف المال وفوائده والذين يستغلونه في مختلف الأوجه وتنوع السبل.
فقال أحدهم:
هو اللسان لمن أراد فصاحة
وهو السلاح لمن أراد قتالا
وقال آخر:
رأيت ذئبا وشاة وهي ساري بإذنه
وهو منقاد لها ساري
فقلت للشاة ماذا الألف بينكما
والذئب من طبعه يسطو بأنياب وأظفاري
تبسمت ثم قالت وهي ضاحكة
بالتبر هذا يقاد الضيغم الضاري
وقال آخر:
رأيت الناس قد مالوا إلى من عندهُ مال
ومن لا يملك المال فعنه الناس قد مالوا
هكذا المال إن له بريقا وإن كثيرا من مصارع العقول تقع تحت بروق المطامع والناس فريقان:
من يرى المال وسيلة للخير وصنائعه وتوفير السعادة والكفاية والعيش الكريم والتوسيع على النفس ومساعدة الآخرين.
ومن يرى المال غاية من أجل الجمع ولا يهمه في ذلك سبيلا أو طريقا في كيفية الحصول على هذه الأموال فنجد كثيرا من القصص والحوادث والأحداث تنتشر في هذا المجتمع الطيب عن أناس سطوا واختلسوا وسرقوا من مصادر مالية مختلفة ومتنوعة.
قصص يدمى لها القلب ويندى لها الجبين لأننا لم نألف مثلها من قبل إنما ألفنا الخير والبذل والتضحية من أجل هذا الوطن.
عجيب ما نراه وما نسمع من قصص متنوعة من السرقات او الرشاوى.
فماذا عسانا أن نقول لمن يسرق ويرحل وتظل المليارات التي اختلسها نيرانا مضرمة وقلوبا تحس باللوعة والألم على سمات حلت على أرض هذا الوطن ضمن سمات كثيرة ما كنا نأمل أن نراها أو نسمعها.
قصة تداولت أخيرا من سطو موظف في أحد البنوك على بعض أرصدة العملاء، عجيب أن يكون المحامي هو الحرامي.
آه أيتها الأرض الطيبة.
سمات لا نرغب أن نتحدث عنها أو أن تسطرها الأقلام لأنها تبعث على الحسرة وكم هو محزن قصة الاختلاس لأحد العاملين في المكتب الصحي الكويتي في واشنطن والتي اتهمتها السلطات الأميركية بغسيل الأموال وأن التحريات تقول إن هذه المسؤولة السابقة كانت متورطة في مخالفات مالية وإدارية من قبيل تزوير فواتير مستشفيات أميركية لفحوصات وهمية لمواطنين كويتيين وتقاضي بدلات أجور هذه الفحوصات وهو ما دفع وزارة الصحة الكويتية إلى إحالتها إلى النيابة العامة.
وكثيرا من الأمثلة والقصص والروايات نسمع عنها ونراها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتبعث على الاستياء.
عزيزي القارئ: لابد للظالم أن يأخذ جزاءه على ما اقترفت يداه ولجزاء الآخرة أشد، فإنه لا يمكن أن يفر من عقاب الله الكريم حتى ولو توارى عن الأنظار في هذه الدنيا قصيرة الأمد.
وما لنا إلا أن نفكر في هذا القول:
دعوت أخي فولى مشمئزا
ولبى درهمي لما دعوته