سهيل الحويك / Off Side / جلدة ثانية

تصغير
تكبير
من النادر جداً أن تلحظ خلال تجوالك في المجمعات التجارية شبّاناً يرتدون قمصان الفرق المحلية على الرغم من شعبيتها.

أندية كالقادسية والعربي والكويت وغيرها تعتبر من رموز الرياضة المحلية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، بيد انه من النادر ان نجد من اتخذ من قميص هذا الفريق او ذاك جلدة ثانية له.

في المقابل، تنتشر قمصان فريقي ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين بصورة كاسحة بين الشباب ثم تشلسي ومانشستر يونايتد وليفربول وارسنال الانكليزية، فيوفنتوس وميلان وانترميلان الايطالية، وبايرن ميونيخ الالماني.

هذه القمصان لم تعد مجرد تعبير عن انتماء بل أصبحت أيضاً من قبيل «الموضة».

وهنا يأتي دور التسويق الذي تفتقده أنديتنا المحلية بامتياز، وهي لا تقوم وربما ليس لديها النية للقيام بأي خطوة ليس لنسخ تجربة الاندية الاوروبية العملاقة، بل حتى لمسايرة الاندية الخليجية التي عملت على الجانب التجاري لمؤسساتها وباتت تمتلك سيولة معتبرة أهلتها لخوض دوري ابطال اسيا «مباشرةً» من دون ملحق ولا «جوائز ترضية».

تفتقد الاندية المحلية الى القدرة على تثقيف جماهيرها، وهي ربما لا تحظى بثقة المشجعين بها، ولا شك في ان ما يشهده الموسم الراهن على مستوى النادي العربي يؤكد بأن الحمية تقوى عندما يفوز الفريق... فقط.

على النادي أن يبيّن للمشجع حاجته اليه والى دعمه، وعليه أيضا تحويل الانتماء الى «طريقة حياة» بعيدة عن التعقيدات الدينية والطائفية والقبلية والطبقية.

على النادي ان يخلق لدى المشجع شعوراً بالفخر نظير الانتماء اليه، وعندها فقط يتحول القميص الى حاجة والى جلدة ثانية.

الاندية هنا تكتفي بالدعم المادي الاتي من الهيئة العامة للشباب والرياضة، ولا تعمل على تفعيل دورها على الجبهة التسويقية بسبب افتقادها الى الرؤية والشجاعة والخبرة.

كما ان الاتحاد المحلي لا يستنير بتجارب أترابه الخليجيين ولا يميل الى الاستعانة بخبرات اجنبية بغية تسويق لعبته وتحقيق الارباح التي من شأنها دعم المنتخبات المختلفة وكذلك الاندية.

مفهوم «القميص» في «الغرب» يختلف عن مفهومه هنا.

فهو ليس فقط لتمييز لاعب عن آخر في «المستطيل الأخضر» بل هو هوية لكل من يرتديه، وبات عدد القمصان المباعة حول العالم مقياساً لشعبية النادي.

اندية الدوري الإنكليزي مثلاً أبرمت عقودا خيالية مع شركات عالمية عملاقة لرعاية قمصانها بلغت قيمتها 216.35 مليون جنيه إسترليني في الموسم الواحد.

ويأتي الدوري الألماني في المركز الثاني على هذا الصعيد حيث تبلغ عائدات أنديته من رعاية القمصان 101 مليون جنيه إسترليني.

في المرتبة الثالثة يأتي الدوري الإسباني، حيث تدر رعاية القمصان على أنديته 82 مليون جنيه إسترليني ويعتبر برشلونة وريال مدريد الأكثر استفادة في هذا الجانب.

ويأتي الدوري الفرنسي في المركز الرابع بعائدات تقدر بـ70مليون جنيه إسترليني، متقدماً على الدوري الإيطالي بعائدات قيمتها 61 مليونا فقط.

تعج سوقنا التجارية بالمئات من الوكالات والعلامات التجارية كما انها تعبق بالسيولة، لكن ليس ثمة من يقرع بها وفي يده مشروع.

متى نرى شبابنا في المجمعات يرتدون قمصان الفرق المحلية؟

رحلة حلم ... ومشوار أوهام.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي