حوار / «قدَّمتُ السهل الممتنع في أغنية (حالاً) كي تصل إلى قلب الجمهور»

خالد الراشد لـ «الراي»: لا أسطو على أغنيات غيري !

u062eu0627u0644u062f u0627u0644u0631u0627u0634u062f
خالد الراشد
تصغير
تكبير
• التلحين موهبة... وليس «كل من دندن صار عوّاداً»

• دنيا بطمة فنانة رائعة... وما حصل معها «سوء تفاهم»

• راشد الماجد «سندباد الأغنية الخليجية»... لكنني لا أشبه إلا نفسي

• وسائل التواصل صارت مهمة في انتشار الفنان بعد تراجع سوق «الكاسيت»

• غياب الدعم الحكومي للفن في بلدي البحرين يحبط الفنانين ويعرقل مسيرة الإبداع

• لا أبحث عن الأغاني «السابقة التجهيز»... بل أفضّل العناء في الاختيار بجهدي الخاص
«بريء... بريء... لم أسرق أغاني من الفنانين»!

هكذا، وبين «القرار والجواب»، جاءت صرخة الفنان البحريني الشاب خالد الراشد، معلناً براءته من تهمة «السطو الفني» على بعض أغنيات الفنانين، ومنهم الفنان عبدالمجيد عبدالله والمطربة المغربية دنيا بطمة!


«الراي» واجهت الفنان الراشد، و«استجوبته» عما هو منسوب إليه، فسارع بالكشف عن الحقائق نافياً بعض الاتهامات، ومفسّراً بعضها الآخر على وجهه الصحيح (وفقاً لرؤيته).

الفنان الشاب اعترف بأنه غنّى بالفعل ثلاث أغنيات لبلبل الخليج وعبدالله وبطمة، اعتزازاً بهذه الأعمال وحباً وتقديراً لأصحابها، خصوصاً الفنان الكبير نبيل شعيل الذي يمثل علامةً متفردة في الغناء العربي، لكنه عارض - في الوقت ذاته - اتهامه بأنه يقلد راشد الماجد، مؤكداً: «أنا لا أشبه إلا نفسي»!

وبعيداً عن سجال «الاتهام والدفاع»، انتقل الحديث إلى المستقبل، فكشف الراشد عن أنه يتأهب لتقديم أغنية جديدة سيقدمها قريباً بصيغة «السنغل»، بعدما ذاق طعم النجاح الذي حققته أغنيته العاطفية الأولى «حالاً»، مشترطاً لتصويرها على طريقة الفيديو كليب أن يجد لها الفكرة المناسبة والبعيدة عن طغيان العنصر النسائي - بلا مبرر - على الأغنية العربية المصورة!

وفي حين أكد فضل مواقع التواصل على الفنانين الشباب، في ظل تراجع أسواق الكاسيت وإفلاس بعض شركات الإنتاج الفني، صوّب الراشد (بدوره) إصبع الاتهام إلى غياب الدعم الحكومي للمواهب الشبابية في مملكة البحرين، ما يثبط آمال المبدعين ويعرقل مسيرة الفن في بلاده.

الراشد تطرّق، في حواره مع «الراي»، إلى تجنّبه اللهث بحثاً عن «الأغاني المعلبة»، أو الألحان «السابقة التجهيز»، مفضلاً العناء في اختيار الكلمة واللحن بجهده الخاص، كما عرّج على تفاصيل أخرى يأتي سردها في هذه السطور:

• في البداية، متى كانت انطلاقتك الفعلية في عالم الغناء؟

- بدايتي الفعلية ليست بعيدةً جداً، فقد كانت في العام الماضي عبر أغنية «حالاً» من كلمات الشاعرة الأماني وألحان طارق بخش وتوزيع هشام السكران، فيما تولى مهمة الميكساج جاسم محمد.

• هل لك أن تحدثنا عما في جعبتك من أعمال غنائية جديدة؟

- منذ أيام بدأت التحضير لعملي المقبل مع الملحن الغني عن التعريف عبدالله المناعي، ولكن لم تتضح - بعد - ملامح العمل حتى الآن، لا سيما أنني أتطلع بشغف إلى تقديم ما يرضي الطموحات ويرتقي إلى ذائقة الجمهور.

• هل تنتوي تصوير العمل بطريقة الفيديو كليب، أم ستكتفي بطرحه في الأسواق؟

- بما أنني أعارض فكرة الفيديو كليبات التقليدية التي تفتقر إلى الإبداع والتجديد، وتعتمد بشكل مبالغ فيه على إبراز العنصر النسائي، من دون الالتفات إلى مضمون الأغنية، فلن أقدم على هذه الخطوة في الوقت الراهن، ريثما أجد الفكرة المبتكرة والمتجاوزة للمألوف، كي تساعدني على تصوير أغنياتي بأسلوب جديد، وبعيد عن الابتذال، علماً أن لدي أفكاراً عدة أسعى إلى إنضاجها على نار هادئة تمهيداً لتنفيذها مستقبلاً وفي الوقت المناسب.

• من يعجبك من مخرجي الفيديو كليب؟

- يعجبني كثيراً المخرج ياسر الياسري، خصوصاً أن لديه رؤية ثاقبة وأفكاراً متجددة، وهو ليس من نوعية المخرجين الذي يقتبسون أفكاراً غربية لفرضها قسراً على الفيديو كليب العربي، كما يعجبني المخرج الصاعد حسن موسى الذي يعد واحداً من المواهب الشبابية التي سطع نجمها أخيراً في مملكة البحرين.

• هل أنت راضٍ عن أصداء أغنية «حالاً» التي كانت بوابة دخولك إلى الوسط الفني؟

- راضٍ ولله الحمد، فأغنية «حالاً» كانت بمنزلة المصافحة الأولى بيني وبين الجمهور الخليجي من جهة والوسط الفني من جهة أخرى، لذلك اخترتُ أن تكون البداية من خلال السهل الممتنع عبر أغنية بسيطة وغير معقدة، حتى تصل إلى قلوب الجماهير كافة، وبمختلف الفئات العمرية، وتلامس أكبر شريحة من متذوقي الأغنية الخليجية. وبفضل من الله ثم بجهود فريق العمل من دون استثناء، هذا ما لمسته من خلال ردود الأفعال الرائعة التي أمست دافعاً يلهمني الإبداع ويشجعني على الاستمرار لتقديم الأجمل.

• أصبحت وسائل التواصل على غرار «إنستغرام» و«يوتيوب» وغيرهما، بديلاً استراتيجياً بالنسبة إلى الكثير من الفنانين، ولا سيما الشباب منهم لترويج الأغنيات والكليبات، فما قولك؟

- لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أزاحت الكثير من العقبات بين الفنان والمتلقي، وأتاحت مزيداً من الفرص للتواصل بينهما، وأصبح من السهل معرفة الأصداء وردود الأفعال، ومن ثم أصبح من السهل أيضاً تقييم العمل الفني والوقوف على إيجابياته وسلبياته على السواء، لذلك تعتبر هذه الوسائل ذات أهمية قصوى، بل ضرورة يصعب على الفنان الاستغناء عنها.

• هل باستطاعة الفنان الاعتماد فقط على مثل هذه المواقع الإلكترونية والاستغناء عن المحطات الغنائية المكلفة مادياً؟

- لا أعتقد ذلك، خصوصاً أن المحطات الغنائية تخاطب شريحة واسعة من الجمهور قد لا تصل إليها وسائل التواصل الاجتماعي التي يجب أن يتخذها الفنان وسيلة للظهور فقط، حتى يتمكن من حجز مقعد له على المحطات الغنائية.

• ما أصعبُ المشكلات التي تواجه المطربين الشباب في البحرين؟

- المشكلات كثيرة، لعل أبرزها انعدام الاهتمام من قبل الجهات الرسمية المعنية بالفنان الشاب وعدم احتوائه وتطويره ودعمه، ما يسبب الإحباط والتخبط وهبوط المستوى الفني. ونتج عن ذلك للأسف اندثار الكثير من الأصوات والمواهب التي لم تلق الدعم فلم تستطع الاستمرار.

• إلى أي مدى يحتاج الفنان إلى الدعم المادي من المؤسسات الثقافية الحكومية، خصوصاً في ظل انهيار أسواق الكاسيت وإفلاس بعض شركات الإنتاج الفني؟

- لقد أصبح الدعم الحكومي عاملاً أساسياً بالنسبة إلى الفنان، وذلك لضمان نجاحه واستمراريته في هذا المجال، ما يتيح له القدرة على ترجمة إبداعه. ومن منظور آخر، فإن الفنان سفير بلاده، وهو ممثلها في المحافل الدولية، لذا يتعين دعمه مادياً ومعنوياً، لكي يؤدي رسالته الوطنية بسلاسة ومن دون معوقات.

• برأيك، هل الموهبة الغنائية كافية وحدها لشق طريق النجاح، أم أن هناك مقومات أخرى لا تقل أهمية عن الصوت الجميل والإحساس الصادق؟

- الموهبة أحد عوامل النجاح الرئيسية، لكن هناك الكثير من العوامل الأخرى التي يجب توافرها لدى المطرب الناجح، مثل الطموح والثقافة الموسيقية والذكاء في اتخاذ القرارات والاختيارات، فضلاً عن الاهتمام بالمظهر وحسن السلوك وغيرها.

• يراهن البعض على أنك ستكون «خليفة الفنان راشد الماجد»، حيث تتشابهان في الطبقات الصوتية؟

- «السندباد» راشد الماجد صرح فني شامخ في ساحات الطرب الخليجي، و«مقارنتي به ظالمة»، وغالباً ما تُسبب لي القلق، إذ إنني مؤمن بأن الفنان الناجح يجب أن يتميز بشخصيته المتفردة، وأن يعمل على تقديم فنه الخاص به، وهذا ما أطمح إليه بشدة. لذا، فأنا أعتقد أنني لا أشبه إلا نفسي، مع احترامي لجميع المطربين.

• إذا أردنا أن نطلق عليك لقباً فنياً، فماذا سيكون اختيارك؟

- هذا الأمر أتركه للجمهور، كما أنني أرى الألقاب مجرد مسميات لا تسمن ولا تغني من جوع، بينما الأهم - في رأيي - هو تقديم ما يرتقي إلى ذائقة المستمعين وينال استحسانهم.

• هل لديك مرجعية في عالم الغناء، أو شخص تستضيء برأيه قبل اتخاذ أي قرار فني؟

- بالطبع، لقد كسبت ثقة نخبة من فناني الخليج - ولله الحمد - ممن احتفوا بي وتبنوا موهبتي، وعملوا على إنجاحها حتى هذه اللحظة، وفي مقدمهم رفيق دربي الملحن طارق بخش، وكذلك الملحن عبدالله المناعي، إلى جانب الشاعرة «الأماني» والشاعر والإعلامي شهاب الشمراني.

• ما نوعية الأغاني التي تلامس إحساسك وتشعر بأنها الأقرب إليك؟

- ليست لدي نوعية بعينها من الألوان أوالنكهات الغنائية، بل أنا أبحث عن كل أغنية أجد فيها الإبداع والقيمة الفنية، ولا أنتظر «الأغاني المعلبة»، أو «السابقة التجهيز» التي تأتي جاهزة إلى المطرب من دون عناء البحث عن الكلمة العذبة أو الجمل الموسيقية الراقية.

• ما مدى إمكانية أن تلحن أغنياتك بنفسك، خصوصاً أنك تجيد العزف على بعض الآلات الموسيقية، ومن بينها العود والغيتار، أم أنك لا تجد في نفسك موهبة التلحين؟

- التلحين موهبة مستقلة في حد ذاتها، وليس «كل من دندن على العود صار عواداً»، فهناك أشخاص متخصصون في التأليف الموسيقي وتوقيع الألحان الغنائية، وليست من مصلحة المطرب أن يضع الألحان لأغنياته ما لم تكن لديه المعرفة التامة والخبرة الكافية في هذا المجال.

• ماذا عن مشروع «الدويتو» الغنائي؟

- ليس في خطتي مشروع «دويتو» في الوقت الحاضر، لكنني لا أجد مانعاً من خوض التجربة متى سنحت الفرصة ووجدتُ العمل المناسب والصوت الجميل الذي يشاركني الغناء.

• قدمتَّ بعض الأغاني بصوتك مثل أغنية «مثلاً» للفنان نبيل شعيل، إضافة إلى أغنية «أحبس العبرات» للمطرب عبد المجيد عبد الله، ألا يصنف ذلك في قائمة «السطو الفني»؟

- كلا... أنا بريء تماماً من هذه التهمة، بل الأمر على العكس تماماً، فأنا لم أغنِّ أيّاً من هذه الأعمال إلا بسبب إعجابي الشديد به وتقديري لصاحبه، علماً أنني أذكر اسم صاحب الأغنية والقائمين عليها في غلاف الألبوم.

• إذاً ما حقيقة خلافك مع الفنانة دنيا بطمة حول أغنية «فاقد حنانك» التي يقال إنك طرحتَها من دون استئذان؟

- ما حصل مع الفنانة دنيا بطمة مجرد سوء تفاهم بسيط، ولا يصل إلى جريمة «السطو الفني»، حيث اعتقدت الفنانة قبل إطلاق أغنيات الجلسة الطربية التي طرحتها أخيراً أنني سأقوم بإعادة توزيع أغنية «فاقد حنانك» وأنسبها إلى نفسي. وما كدت أتصل بها لكي أوضح الطريقة التي سيتم من خلالها طرح العمل، حتى زال التوتر بيننا، وأبدت سعادتها باختياري الأغنية. دنيا إنسانة راقية وفنانة رائعة وصوتها جميل جداً.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي