«سيرين عبدالنور ليست الممثلة الأفضل في لبنان... لكنها الأكثر استفادة من الدراما»

سيف الدين سبيعي لـ «الراي»: أنا مخرج يقول الحقيقة... «غير المرغوبة» حالياً!

تصغير
تكبير
• أرفض التنظير عن «رسالة الفن»... فنحن نعمل من أجل عائلة ومصاريف وأبناء يكبرون

• «لو» و«الإخوة» و«سيرة حب» و«روبي»... مسلسلات «علاك»!

• محطات التلفزيون باتت تفضّل الابتعاد عن الأعمال المحلية

• الهدف من وراء «بنت الشهبندر» ليس سياسياً... بل اجتماعي

• التركيبات في الدراما المشتركة تُفقِد الأعمال هويتها وهذا لا أحبّذه
يواصل المخرج سيف الدين سبيعي تصوير مسلسل «بنت الشهبندر»، كي يكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل، وهو العمل الأول من نوعه الذي يتناول البيئة البيروتية، والذي قد يفتح الباب واسعاً لتقديم أعمال مشابهة. وفي هذا الإطار يؤكد سبيعي، في حديث إلى «الراي»، أن هذا العمل ليس سياسياً بل اجتماعي، لافتاً إلى «أن الناس يحبون متابعة مثل هذه الأعمال، لأنها تضيء على تاريخ وماضي بلدهم». وإذ اعتبر «أن الدراما المشتركة مرغوب فيها من محطات التلفزيون التي تفضّلها على الأعمال المحلية، بسبب ما يحدث في العالم العربي بشكل عام»، أشار إلى أنه شخصياً لا يحبّذ كثيراً هذه التركيبات، «لأنها تُفقد الأعمال هويتها، وتجري فيها الأحداث في اللامكان واللازمان»، وهو ما لا يحبّذه، بل يفضّل أن يرتبط المسلسل بمكان وزمان محدديْن كما يحصل في مسلسله «بنت الشهبندر». وتطرق سبيعي إلى الساحة الفنية اللبنانية، فرأى أن سيرين عبد النور هي أكثر ممثلة استفادت من هذه التركيبات، ولكنه لا يعتبرها «الممثلة الأفضل في لبنان»، مشيراً إلى «أن يوسف الخال استفاد أيضاً منها»، وواصفاً المسلسلات المشتركة بـ «العلاك»، وخصّ بهذا الوصف مسلسلات «روبي» و«لو» و«الإخوة» و«سيرة حب»، ومستغرباً: «أنا لا أعرف لماذا يشارك فيها النجوم السوريون»، ومستدركاً أنه شارك شخصياً في أحد هذه الأعمال، لإنقاذ المنتج الذي كان يعتقد أنه صديقه، قبل أن يتبين أنه ليس صديقاً.

المخرج سبيعي أفاض في الحديث مع «الراي» عن آرائه في ما يجري على الساحة الفنية العربية، وقضايا الفن والفنانين والدراما المشتركة، وموضوعات أخرى كثيرة، نسردها في هذه السطور:


• تواصل حالياً تصوير مسلسلك «بنت الشهبندر» الذي يُعتبر من أعمال البيئة البيروتية، فهل ترى فيه انطلاقة لتقديم هذا النوع من الأعمال، كما هي الحال بالنسبة إلى أعمال البيئة الشامية؟

- أتمنى أن يفتح هذا المسلسل الباب لإنتاج أعمال أخرى تضيء جوانب مختلفة لهذه «التيمة».

• هل تجد أن أعمال البيئة ضرورية في الدراما الخاصة بأي بلد؟

- ليس خطأً أن تشتمل الدراما في كل بلد على مسلسلات بيئة تتحدث عن تاريخها وماضيها، لأن الناس يحبون معرفة هذه التفاصيل.

• هل يمكن القول إن هناك هدفاً سياسياً يقف وراء «بنت الشهبندر»؟

- كلا، بل هناك هدف اجتماعي، لأن المسلسل يحكي عن الناس أكثر ما يتحدث عن السياسة، فالهدف اجتماعي.

• كمخرج، هل تجد أن «التركيبات» المشتركة هي الأساس اليوم في الدراما العربية؟

- من الواضح أن هذه الناحية مطلوبة من محطات التلفزيون التي باتت تفضل الابتعاد عن الأعمال المحلية، بسبب ما يحدث في العالم العربي بشكل عام. الناس لم يعودوا يرغبون في مشاهدة أعمال محلية بحتة.

• وهل أنت راضٍ عن التركيبات التي تعتمدها الدراما المشتركة؟

- ليس كثيراً.

• لماذا؟

- لأن هذه التركيبات تُفقِد الأعمال هويتها الحقيقية. الأحداث تجري في اللامكان واللازمان، وأنا لا أحب هذا الأمر، بل أفضّل أن ينتمي المسلسل الدرامي إلى مكان وزمان محدديْن، كما يحصل في مسلسل «بنت الشهبندر». عندما نتكلم عن حدوتة سواء في بيروت أو في الشام أو في مصر، فيجب ألا نُغفل أبداً خلفية الأحداث التي تجري في هذه المناطق.

• ولكن يقال إن الأعمال المشتركة تجمع ما فرّقته السياسة؟

- العرب لم يتفرقوا قط، ولطالما كانت هناك أعمال مشتركة وتعاون بين الممثلين العرب. نحن لم نفترق كي نعود ونجتمع. إذا كان السياسيون متفرقين فهم أحرار، ولكننا نحن الفنانين لم نتفرق قط. منذ السبعينات والأعمال المشتركة موجودة. لو عدنا بالذاكرة إلى مسلسل «مقالب غوار»، نجد أنه تم تصويره بمشاركة ممثلين لبنانيين، وأنا لم أبتكر اختراعاً في مسلسل «بنت الشهبندر».

• ربما كانت الأفلام السينمائية أكثر اتجاهاً إلى ناحية تقديم الخلطات المشتركة؟

- بل وحتى التلفزيون قدّمها أيضاً.

• هل يمكن القول إن الدراما التي تُقدم اليوم هي دراما استهلاكية، من دون قيمة ومضمون، إذ يكفي ببساطة الجمع بين نجميْن معروفيْن والاستعانة بقصة كُتبت كيفما كان و«تركيب» مسلسل وعرضه على الشاشة؟

- غالباً هذا ما يحصل في المسلسلات التي تعتمد على قصص الحب. مضمون فارغ ومناظر جميلة و«علاك مصدّي».

• والجمهور يشاهدها؟

- الجمهور يشاهد كل شيء. أنا فقدتُ الأمل بالذائقة الجماهيرية منذ زمن بعيد. بالنسبة إلى مسلسلات كـ «الإخوة» و«لو» و«روبي» «وسيرة حب»... هي مسلسلات «علاك».

• كيف يمكن لنجوم كبار أمثال تيم حسن وعابد فهد وسواهما أن يشاركوا في مسلسلات «علك»؟

- اسأليهم، لا تسأليني أنا!

*هل هو الدافع المادي؟

- لا أعرف.

• ربما مَن يقرأ ما قلته سيتهمك بالغيرة من نجاح هذه الأعمال؟

- أنا شاركتُ في أحد هذه الأعمال.

• وما الذي دفعك إلى ذلك ما دمتَ غير راضٍ عنها؟

- لأنني كنت في حاجة إلى المال من ناحية، ومن ناحية أخرى لأنني أنقذتُ صديقي. كنت أعتبر أن منتج العمل هو صديقي، ولم أعمل فيه لأنني اخترته، ولو كان الخيار لي لما كنتُ اخترته.

• أنقذتَ صديقك، ولكنه خانك؟

- الأمر لم يصل إلى حد الخيانة، ولكن تبيّن أنه ليس صديقاً.

• هل ترى أنه استغلك؟

- ربما.

• سبق أن أعلنتَ أنك غير راضٍ عن النتيجة؟

- في الأساس أنا لم أتبنّها كي أرضى، أو لا أرضى عنها. كان درساً جيداً لي.

• أين حسابات الفنان واسمه وتاريخه ونظرة الناس إليه عندما يقبل بعمل هو غير راضٍ عنه بل حتى يتبرأ منه؟

- عندما تتاح للفنان الفرصة الحقيقية للاختيار يمكن محاسبته، ولكن لا يمكن محاسبته في ظروف مشابهة لظروفنا. وهذا الكلام ينطبق على كل الفنانين. «ظرفنا معتّر تعتير وشغلنا تعتير».

• هل يمكن القول إن ما يجري في الدراما العربية ينسحب على الأغنية العربية في ظل غياب الأعمال التي تترك بصمة؟

- لا يمكن القول إنه توجد أغنيات في هذه الأيام، وما نسمعه هو اجترار لـ«ميلودي» واحد يتكرر من عمل إلى آخر.

• هل تشعر بالندم لأنك تعيش في هذا الزمن وهذا الجو الفني؟

- المسألة لا علاقة لها بالندم، بل أشعر بأنه كان يجب أن أكون في مكان آخر.

• هل تفكر في الهجرة ومزاولة الفن في الخارج؟

- هذا الأمر صعب بعدما أصبحتُ في هذا العمر. لو كنتُ أصغر سناً، لفكرتُ في الهجرة، ولكن لا يمكن أن أفعل ذلك وأنا في مثل هذه السن.

• وهل أنت تعمل في الفن لأنك يجب أن تعمل؟

- طبعاً. كل منا يعمل من أجل أن يعيش. لدينا مصاريف وعائلة وابنة ستكبر، ويجب أن أعمل.

• تقول هذا الكلام في حين أن غالبية الفنانين عندما يطلون على الهواء، يتحدثون عن الرسالة الفنية؟

- هؤلاء أحرار في ما يقولونه، ولكنني شخصياً أرفض التنظير. متى سمعتِني أقول مثل هذا الكلام؟

• أنا أتحدث في شكل عام. هل ستكتفي بإخراج مسلسل «بنت الشهبندر» في رمضان أم لديك ارتباطات أخرى؟

- يبدو أنني سأكتفي بمسلسل واحد.

• لا توجد عروض أخرى؟

- بل توجد عروض، ولكنها ليست مناسبة.

• هل يمكن أن نراك ممثلاً في رمضان؟

- هذا الأمر وارد جداً. أنا شاركتُ بدور في مسلسل «بنت الشهبندر»، وهو دور جيد ومساحته كبيرة، وإذا عرض عليّ المخرجون أدواراً مناسبة فلن أرفضها.

• التمثيل، أيّ جانب يُرضي عندك، وخصوصاً أنك تبدو حائراً بين التمثيل وعدم التمثيل؟

- بل أنا أحب التمثيل، وأريد التمثيل. أنا بدأت حياتي الفنية ممثلاً.

• ولماذا انتقلتَ إلى الإخراج؟

- لأنني أحببتُ فكرة الصناعة أكثر.

• لكن ألا تجد أن التمثيل يحقق نجومية أكثر من الإخراج، والنجومية هي الهدف الذي يبحث عنه أي فنان؟

- النجومية لا تهمني، ولو كانت تهمني لَما كنت عملتُ في الإخراج وتركتُ التمثيل. أنا اليوم أملك نصيباً لا يستهان به من الشهرة.

• ولا شك أن لمشاكلك حيزاً لا بأس به في شهرتك؟

- كلا.

• هل تعتبر نفسك مخرجاً مثيراً للجدل؟

- بل أنا مخرج يقول الحقيقة، والحقيقة غير مرغوب فيها هذه الأيام.

• هل توجد لديك رغبة في الكتابة؟

- بل إن الأمر صعب جداً وليس سهلاً على الإطلاق.

• كثيرون يرون أن الممثل اللبناني نهض في الدراما المشتركة على حساب الممثل السوري أو المصري. هل توافق على هذا الكلام؟

- وأين المشكلة في أن يستفيد الممثلون اللبنانيون؟ فليستفيدوا.

• ولكن الممثلات هن اللواتي يستفدن من هذه التجارب، لا الممثلون؟

- والممثلون يستفيدون أيضاً.

• أيّ من الممثلين اللبنانيين تجد أنه استفاد مثلاً؟

- يوسف الخال استفاد منها.

*هل تجد أن يوسف نجم عربي؟

- هو أصبح نجماً. أعتقد... لا أعرف.

• ولماذا استفادت الممثلة اللبنانية من موجة الأعمال المشتركة أكثر من استفادة الممثل اللبناني؟

- وكم يبلغ عدد الممثلات اللواتي استفدن من الأعمال المشتركة؟ هناك ممثلة واحدة استفادت من التجربة وهي سيرين عبد النور.

• وبالنسبة إلى نادين نسيب نجيم ونادين الراسي؟

- هما استفادتا، ولكن ليس بالنسبة نفسها التي استفادت منها سيرين.

• وهل سيرين هي الأفضل؟

- بل هي الممثلة التي استفادت أكثر، وليست الممثلة الأفضل.

• ومَن الممثلة الأفضل في لبنان؟

- أنا لا أحب التقييم «كلن حبّابين وبيجننوا».

• ولكنك صريح ولا تقول سوى الحقيقة؟

- طبعاً... «كلن مناح وكلن بيجننوا».

• ومَن الممثلة الأفضل أداءً؟

- ميريل ستريب.

• وفي لبنان؟

- أجد أن ميريل ستريب هي أفضل ممثلة في العالم.

• لا شك أنها ممثلة كل الأدوار والشخصيات؟

- هي الممثلة الأفضل بالنسبة إليّ. هي «الستاندرد» في تقديري.

• هل هناك ممثّلات عربيات يمكن أن يصلن إلى مستوى ميريل ستريب في حال أتيحت أمامهن الفرصة المناسبة؟

- علينا أن ننتظر!

• وما الذي ينقصنا؟

- الوقت.

• بأي معنى؟

- أنتِ تتحدثين عن أشخاص سبقونا في كل شيء.

• بوصفك مخرجاً، ما السبب الذي يجعلنا لا نلمس عند الممثل العربي العفوية التي نلمسها عند الممثل الأجنبي؟

- لا أعرف.

• لكنك مخرج؟

- ربما لأن لديهم وقتاً أكبر ويشتغلون أقلّ، أو ربما لأنهم أحرار أكثر. العفوية ترتبط بالحرية وبطريقة التفكير، ونحن لسنا أشخاصاً أحراراً.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي