شعر / هَـيَـا

| u0623.u062f u0639u0628u062fu0627u0644u0644u0647 u0628u0646 u0623u062du0645u062f u0627u0644u0641u064eu064au0652u0641u064a |
| أ.د عبدالله بن أحمد الفَيْفي |
تصغير
تكبير
(النداء الأخير إلى بروق الغزالة)!

(هَـيَـا)... مـاذا ادَّخَرْتِ لِكُـلِّ هَـاءِ

مِنَ اللُّـغَـةِ الوَلُـوْدِ سِـوَى هَـبَـاءِ؟

عَصَفْتِ بِجِـنِّ عَـبْقَـرَ عَـصْـفَ عـادٍ

وعُـدْتِ كـباشِـقٍ يَطْـوِيْ سَـمائي!

* * *

تُـرَى ارتَشَفَتْ شِفاهُكِ شَهْدَ شِعْـري؟

أَمِ انْهَمَـلَتْ سَحـابُـكِ مِنْ رِشائي؟!

فـإِنـِّي فِـيْكِ/ مِنْـكِ، وأَنـْتِ مِـنِّـي

بِـمَـنْزِلَــةِ الحـَـيَــاةِ مِنَ الفَـنَـاءِ!

* * *

رَأَيْتُ شَـذاكِ فـي عِـطْـرِ الصَّبـايـا

مَـلاكـًا فـي جَـنـاحَـيْـهِ شَذائـي!

يُـحَـلِّـقُ فـي صَــباحِ الـطَّـيرِ وَعْـدًا

بِكُــلِّ شَهِـيِّ مُـنْـبَـجِـسِ الـرُّواءِ

أُحِبُّـكِ، أَنـْتِ أَحْلـَى مِنْ قَصِيْـدي،

وكَمْ يَحْـلُـوْ على فَـمِـكِ غِـنـائـي!

وإِنـِّـيْ دُرْتُ فـي الأَفـْــلاكِ طُـــرًّا

ومـا دارتْ كَشَمْسِكِ في دِمـائـي!

* * *

وحِـيْـنَ قَـصـائـديْ مَـرَّتْ بِــوادٍ

مِنَ الرَّعْـدِ الـهَـتُـوْنِ حَـمَـلْتُ يـائي

أُنــادي: يـا غَـزالَـةُ، أَيـْـنَ كُـنْـتِ

بِـتاريـخـيْ الـمُـعَـتَّـقِ بـالـنِّـداءِ؟

وَقَـفْـتُ بِطَـيِّءٍ، وسَـأَلـْتُ قَـيْـسًا،

وحِـمْـيَـرَ كُـلَّها، ذِئْـبِـيْ عَـشائـي

وكـانَ الثَّلـْجُ يَـنْـدِفُ مِـنْ جَـبِـيْـنيْ

وكَلْـبُ الـرُّوْمِ يَعْـوِيْ في رِدائـي

بِـلا خُــفٍّ رَجَـعْـتُ، ولا حُـنَـيْنٍ،

وتَـزْحَـفُ أُمَّـتِـيْ الثَّـكْلـَى وَرائـي

أما مِـنْ مَـبْـسَـمٍ يَـسْـقِـيْ سَـمائـي

بِـمـاءِ بُـرُوْقِـهِ، «يا بَعْدَ مـائي»؟!

أمـا مِـنْ نَـــوْءِ وَسْمِــيٍّ سَكُـوْبٍ

بِواديْ السِّـرِّ يُـرْوِيْ كُـلَّ طـائـي

دِيــارًا أَمْـحَـلَـتْ، دارتْ عَـلَـيْـها

سِـبـاعُ الطَّـيْرِ تَسْـتَـقْرِيْ ذَمـائي

نُـسُــوْرٌ ضَـارِيَـاتٌ فَـوْقَ هـامِــيْ

وأَغْــرِبَـــةٌ لِـئـامٌ فـي حِذائــي

أُجـَمـِّـعُ مُـهْـجَـتِـيْ مِنْ كُـلِّ شِـدْقٍ

فـتَـلْـفُظُـنيْ اللَّـهـازِمُ لِاجْـتِرائـي!

* * *

على جَـسَـدِ القَـصِيْـدَةِ ظِـلُّ حَـرْفٍ

تَـضَـرَّجَ بِـالـرِّوايـَـةِ والـغِــنَــاءِ

أَشـُـمُّ قَصِــيْـدَةً كُــتِـبَـتُ بـوَرْدٍ،

وأُخرَى: بـالنَّـبِـيْـذِ، وبـالـدِّمــاءِ

سَمِـعْتُ الفَـجْـرَ يُـرْهِـفُ ناظِـرَيـْـهِ

لِـيَـوْمِ كَـرِيْهـَـةٍ يُـلْـوِيْ لِـوائــي

رَأَيْـتُ الـرُّوْحَ مِنْ مُوْسَى لِعِـيْـسَى

إلى طَــهَ، تَـلُـوْبُ علـى ظَمَـائي

لِـتَـمْـتَـحَ بِـئْـرَ قـافِـيَـتيْ صَبُـوْحًا

ككَأْسِ الشَّمْسِ مَشْرِقُها انْـتِـشَائي!

* * *

بِأَجْـنِـحَـةِ القَـوافِـيْ طَــارَ بَـحْـرِيْ

إلـى حُـوْرِ الجَـزائِـرِ.. لِاصْطِفائي!

أَرانِـيْ أَسْـكُـبُ الغَـيْـمـاتِ شِـعْـرًا

وكَـرْمَـةُ يُـوْسُفِـيْ رُؤْيَـا ابـْـتِدائي

أَرانِــيْ.. لا أَرانِــيْ إِذْ أَرانِيْ

سِـوَى في كَـفِّـكِ الـيُمْـنَى وَلائـي!

* * *

فَـمَـنْ أَنـْتِ بِمُـوْسِـيْـقَـى كِـيَـانِـي؟

أَ أَنـْتِ الـنَّـايُ؟ أَمْ فِـيْـهِ هَـوائِـي؟

أَ أَنـْتِ فِـرْقَـتِـيْ الكُـبْرَى وعَـزْفِـيْ؟

أَ أَنـْتِ «الأَنـْتِ» حَـقًّا؟ أَمْ أَنائِـي؟!

* * *

بِـكِ الـدُّنـيا تُـعـادِيـنيْ جَـمِـيْـعًـا

تُـثَـلَّ جِـبـالـُهـا مِـنْ كِـبريـائِــي

بِـكِ، يـا أَنـْتِ، وَحْـدَكِ، لِـيْ حَـيـاةٌ

أُفَـانِـيْـهـا، وأَفْـنَـى، إِنْ تَـشَـائِـي!

* * *

لَأَنـْتِ طُـفُولَـتِـيْ الأُوْلَـى، ودائِــي،

وأَنـْتِ طُفُولَتِـيْ الأُخرَى، دَوائِــي

أَظافِـرُ عالَـمِـيْ الـمَنْـكُـوْبِ تَـنْـبُـو

إذا استَـفْـزَزْتِ ظُـفْرِيْ وانْـتِـمائِـي

طَـوَاوِيْــسُ الوَرَى تَـعْـرَى وتَـكْسَى،

وأَنـْتِ بِعُـرْيِ خارِطَـتِـي كِـسائِـي

لِأَنـَّـكِ لابِـسِـيْ الـمَلْـبُـوْسُ / أَنـْتِ

لِـيَ الدُّنْـيا بِـما تَـحْـوِيْ / احْتِوائِـي

غَـنِـيْتِ عَنِ الـمَحـاسِنِ والـمَـرايـا

وظِـلُّ خِضَابِكِ لِـيْ شَمْسُ غَائِـي!

* * *

أُبـالِـغُ؟ لا أُبـالِـغُ، مَـنْ كَـأُنـْـثَـى

إذا اخْـضَلَّتْ جَـناحـًا مِنْ إِبـَـاءِ؟!

أُبـالِـغُ؟ لا أُبـالِـغُ، مَـنْ كَـأُنـْـثَـى

وقـد هَـلَّـتْ شِـهَابـًا مِنْ نِـسَـاءِ؟!

* * *

أُفَـتِّـشُ غَـيْـمَـتِـيْ حَـرْفـًا فَـحَـرْفـًا

لَـعَـلِّـيْ أَلْـتَـقِـيْ بِـيْ أَلْـفَ بـَائِـي

لِأَنـْقُـشَ مَـوْطِـنِـيْ وَشْـمًا بقَـلْـبِـي،

ويَـبْـكِـيْ عُمْـرَ أَحْزانِـيْ بُـكَائِـي

لتَـهْطِـلَ رايـَـةٌ شَـقِـيَـتْ بِــرِيـْــحٍ

تَـنـاوَشُـهَـا بِـشَـتَّى مِـنْ حُـدَائِـي

لِـيَـذْرَحَ مِـسْـكُ مَفْـرِقِـكِ صَـبَـاحًـا

يُـرَاوِدُ عِـفَّـةَ الأَمْـسِ الـعَـفَــاءِ!

* * *

أُحَـرِّرُ مِـنْ زَنــازِيـْـنِ الـخَـطَـايـا

جَـبِـيْـنِـيْ ثُـمَّ أَغْـفُـوْ في سَـمائِـي

أُجَــدِّدُ ثَـوْرَتِــيْ حــتَّى أَرانِـــيْ

وأَنـْتِ عـابِـرَيـْــنِ دَمَ الـضِّـيَـاءِ

عَلَـيْـنـا مِـنْ رِهـَـامِ الحـُـبِّ رِيْــشٌ

ومِنْ قَـطْـرِ الـنَّـدَى سَـيْـفَـا شَـذَاءِ

وحـتَّى يَـرْتَـوِيْ شِــرْيَـانُ جَــدِّيْ

مِـنَ الـنَّـهْـرِ الجَـدِيْـدِ بِلا ارْتـِـواءِ

ويَـلْـمَـعَ بـارِقِـيْ لِـيُـضِـيْءَ دَرْبـِـيْ

بِـكِ، يـا لَـمْعَ بَـرْقِـيْ المُسْتَـضَـاءِ

يَـقُـدُّ مَـواجِعِـيْ لِـيَـخِـيْـطَ أَرْضِـيْ

بِـهُدْبَـيْـهِ ويَـرْسُـفُ في ارْتِـقَـائِـي

ويَـعْـــبُـرُ بَــيْـنَ نَـهْـدَيْـــكِ رُؤَاهُ

لِيُـعْرِبَ جُـمْلَـتِـيْ الأُوْلَى انْتِـهَائِـي!

* * *

بِـكِ أَهْـذِيْ، وما بِـيْ مِنْ جُـنُـوْنٍ،

ولكِـنِّيْ صَـحَـوْتُ عـلى غَـبَـائِـي

صَحَـوْتُ على حُـدُوْدِيْ في جُـدُوْدِيْ

بِـلا حَـدٍّ تُـدَانِــيْ أو تُـنَـائِــي

هَـمَـسْتُ، فثُـرْتِ مُـهْرًا مِنْ وَرِيْدِيْ،

أَراكِ الآنَ، يـا جَـلْـوَى عَـمـائِـي!

* * *

فعَـفْوًا، أُبـْتُ مِـنْ سَـفَرِيْ إِلَـيْـنـا،

إلى نِصْفِـيْ الشَّرِيْـدِ، إِلى.. «إِلائِـي»

لِـنَـبْـنِـيْ عُــشَّ عُصْفُوْرَيْنِ.. يَـبْـنِـيْ

بِـعَـيْـنِـيْ عُـشَّ عِشْقِهِما وَفَـائِـي!

* * *

أَراكِ (دِمَـشْـقَ) في (عَـمَّـانَ) تَـتْـلُـوْ

بِـ(صَنْـعاءِ) الحَـضَارةِ وَحْـيَ مائِـي

أَرَى (بَغْدادَ) في (البَـيْضَاءِ) تَـصْحُـوْ

بِـ(لِيْبِيَّـا) و(تُـوْنُـسَ) مِنْ حَـشائِـي

(رِياضُ) الحُـبِّ في (النِّـيْلَـيْنِ) رَوْضٌ

مِنَ الفِرْدَوْسِ خَـازِنُهــا عَطَـائِـي

وهَـذِي مَـكَّــةٌ والـقُـدْسُ مِـــسْـكٌ

وكُـلُّ الـمِسْكِ بَعْضُ دَمِ الفِدائِـي

هُـنـا مَـهْــدُ ابْـنِ آدَمَ مُــرْجَـحِــنًّـا

بِـظِـلِّ خَمائِلِ العَرَبِ الوِضَاءِ

...

فقالتْ: هِـئْتُ لِلْمَـعْـنَى فُتُوْنِي...

وهَـاءَ لِعَـرْشِكَ الأَشْهَـى بِـنـائِـي!

* عضو مجلس الشورى السعودي- أستاذ النقد الأدبي الحديث، جامعة الملك سعود في الرياض

[email protected]

http://khayma.com/faify
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي