حوار / «تغيّرتُ وأصبحتُ أكثر هدوءاً ونضجاً... ولكن»

نايا لـ «الراي»: لن أبتعد عن الرقص و«النطنطة»

تصغير
تكبير
• غير راضية عن صورتي التي تبلورتْ بعد «رقص النجوم»... الناس يظنون أنني راقصة

• لو بيدي لما فارقت إيلي ديب... عند فسخ العقد تأثرنا وزعلنا ودمعت عيوننا

• أعتزّ بلهجتي اللبنانية وأحب «المصرية»... لكن «الخليجية» تمسّني من الداخل
اعتزال ثم عودة... قراران يفصل بينهما عام واحد.

القرار الأول اتخذته المغنية اللبنانية نايا، عندما شعرت بأنها لم تعد راضية عن نفسها وعن صورتها، بعدما صار الناس يرون فيها راقصة، أما القرار الثاني فقد اتخذته حين تعاقدت مع إحدى شركات الإنتاج في دبي، وستكون باكورة هذا التعاون أغنية باللهجة الخليجية، تطرحها نايا في الأسواق منتصف فبراير الجاري.


وبين القرارين جرت كثير من المياه التي تحدثت عنها نايا إلى «الراي»، حيث اعتبرت فترة الابتعاد بمثابة فرصة لمراجعة الذات، وعمل ما يشبه جردة الحساب التي يحتاج إليها الفنان، ليعود أكثر نضجاً، وتطرقت إلى مشاريعها الجديدة، وانفصالها عن إيلي ديب، وتعاقدها مع شركة إنتاج في دبي، ومباشرتها التحضير لمشروع جديد.

كما تحدثت عن تجربة حلقة «رقص النجوم» التي كانت محطة فاصلة في قرار الابتعاد، والرغبة في مراجعة الصورة التي تكونت لها في الأذهان بعد الحلقة وتغييرها، واعتزازها بلهجتها اللبنانية وحبها المصرية وتوجهها إلى الغناء باللهجة الخليجية، وغيرها من القضايا والموضوعات، وكانت الانطلاقة من قراريْ ابتعادها وعودتها في هذا الحوار:

• أعلنتِ قبل عام قرار اعتزالك الفن، واليوم أعلنتِ عودتك إليه مجدداً. ما الذي تغيّر وما أسباب اعتزالك ثم عودتك إلى الساحة؟

- أنا اعتزلتُ الفن ولكن ليس بشكل فعلي، بل كنتُ اتخذتُ قراراً بالابتعاد عن الساحة إلى أن أجد العمل المناسب. كل ما في الأمر أنني في الفترة الأخيرة لم أعد أجد نفسي ولا الأعمال المناسبة.

• ماذا تعنين بعبارة «لم أعد أجد نفسي»؟

- لم أعد مقتنعة بالصورة التي تُرسم لي كفنانة. وهذه الصورة لم تكن نتيجة عامل واحد، بل نتيجة مجموعة عوامل اجتمعت مع بعضها.

• عن أي صورة تتحدّثين؟

- الصورة التي تبلورتْ بعد برنامج «رقص النجوم». من الطبيعي أن يشعر كل فنان بالضياع وعدم معرفة ماذا يريد، وهذا الكلام لا ينطبق على الفنان فقط، بل على أي إنسان عادي، ولذلك ابتعدتُ. وخلال ابتعادي كنت واعية جداً لكل ما يحصل معي، وكنت أراقب الأمور من بعيد، وحاولتُ أن أتلمس نقاط الضعف ونقاط القوة في تجربتي، وما الأشياء الصحيحة والأشياء غير الصحيحة فيها. لكن المشكلة الأساسية هي أنني لم أعثر على العمل المناسب ولم أكن سعيدة بما أقدمه. وفي الفترة الأخيرة حصلت صعوبات في العمل وبعض المشاكل، كما يحصل في كل الشركات.

• وما الذي تغيّر بعد عام وجعلك تعدلين عن قرارك؟

- خلال العام الماضي لم أتوقف عن البحث عن أشياء جديدة، ولا عن تطوير نفسي وتثقيفها والبحث عن أغنيات وأعمال تشبهني. كنت أبحث عن طريقة أوصل من خلالها ما أريده. والأمر الذي حصل هو أنني تركت إيلي ديب، وتعاقدت مع شركة إنتاج في دبي، وباشرنا التحضير لمشروع جديد، وقد أنهينا جزءاً منه، وسأطرح أول أعمالي معها قريباً.

• هل نفهم أنك لم تكوني راضية عن إدارة إيلي ديب لأعمالك؟

- بل كنتُ راضية جداً. في «البزنس» لا يمكن الثبات في مكان معيّن، بل هناك بحث عن عروض وفرص أفضل. إيلي كان يعاملني معاملة جيدة، ومعه قطعتُ شوطاً كبيراً وهو أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم. كان إلى جانبي دائماً وأرشدني إلى الطريق الصحيح، ولكن الظروف أجبرتني على أن أنتقل إلى شركة أخرى.

• وما هذه الظروف؟

- أحياناً يضطر كل منا إلى اقتناص فرصة تتناسب مع الأمور التي يسعى إليها وأنا فعلتُ ذلك.

• وهل الظروف ترتبط بالصورة التي أشرتِ إليها، وهل تقصدين بذلك صورة المرأة المثيرة التي ترافقت مع إطلالاتك في الفترة الأخيرة في الفيديو كليب أو في برنامج «رقص النجوم»؟

- إيلي ديب لم يطلب مني يوماً أن أطلّ بصورة المرأة المثيرة، بل كان حريصاً دائماً على أن تكون صورتي جيدة. لكن عندما شاركتُ في برنامج «رقص النجوم» قبل عامين، كنتُ لا أزال مراهقة وكان مقبول مني أن أطلّ بتلك الصورة، ولكن الأمر لم يعد مقبولاً اليوم، وصار كل شيء محسوباً عليّ.

• وما الشيء المؤذي الذي أساء إلى صورتك؟ الرقص، أم ساقيك العاريتين أم صدرك؟

- كل شيء... الرقص والغناء و«النطنطة» والجنون.

• ولكن الكل يرقص «وينطنط» اليوم؟

- هذا صحيح، ولكن حان الوقت لفتاة في الـ 24 من عمرها أن تقدّم أعمالاً تشبه شخصيتها. وفي عملي المقبل سيكون كل شيء مختلفاً، ولكن هذا لا يعني أنني لم أكن راضية عما قدمتُه سابقاً، ولكن لكل مقام مقال. في السابق كان عمري يسمح بالتصرفات التي كنت أقوم بها، أما اليوم فلم يعد مقبولاً أن أسير على «كاراكتير» واحد طوال حياتي.

• كلامك ليس مقنعاً، إذ هناك فنانات بمثل عمر والدتك يرقصن؟

- هذا صحيح، وأنا لن أبتعد عن الرقص و«النطنطة»، ولكن شخصيتي تغيّرتْ وأصبحتُ أكثر هدوءاً ونضجاً، وأريد أن ينعكس ذلك على شخصيتي الفنية. لا أريد «ستايل» واحداً أسير عليه إلى ما لا نهاية. إلى ذلك حصل توظيف لبعض الأمور بشكل غير صحيح، وأصبحتُ أُعرف بالفنانة الاستعراضية مع أنني لست فنانة استعراضية.

• كيف انعكس برنامج «رقص النجوم» بشكل سلبي؟

- بعد تجربتي في هذا البرنامج، أصبح الناس يظنون أنني راقصة مع أنني خضت التجربة بهدف التسلية. هي كانت تجربة حلوة ومهضومة وتعلمتُ منها أشياء جديدة، ولكن ليس مسموحاً أن تلتصق بي تهمة الرقص طوال حياتي.

• بعد برنامج «رقص النجوم» انتشرت لك صورة شهيرة، ظهرتْ من خلالها ملابسك الداخلية. هل كانت هذه الصورة هي أيضاً سبباً من أسباب ابتعادك؟

- في هذه الصورة كان هناك تعدّ على حقوقي، وما حصل كان جريمة. ولو كنت أعيش في بلد غير لبنان لكنتُ قاضيتُ الشخص الذي التقطها، ولكنها لم تكن سبباً في ابتعادي عن الساحة. ما حصل يومها، هو أنني أثناء قيامي بعملي كانت هناك صحافية قليلة الضمير، التقطت لي صورة بطريقة وسخة تشبهها. وأكثر ما أزعجني في الموضوع، هو أنها أرادت تحقيق «سكوب» على ظهري «وهيدا عيب عليها»، ولكنني لا ألومها، لأن كل إنسان لديه خلفية معينة، وهي عبّرت من خلال تلك الصورة عن خلفيتها وعن الشيء الذي يشبهها.

• وهل تركتِ إيلي ديب عن حب ورضا؟

- بل أكثر، وعند فسخ العقد تأثرنا كثيراً وزعلنا ودمعت عيوننا. الحياة يجب أن تستمر، وأنا أريد أن أحقق نفسي، ولو كان الأمر بيدي ولو تُرك الأمر لي لبقيتُ مع إيلي. ولكنني لا أزال أستشيره حتى الآن في كثير من المواضيع.

• هل تشعرين بعد ابتعادك عن إيلي أن تهمة تقليد نوال الزغبي ستفارقك وهل كانت تزعجك هذه التهمة؟

- أنا لا أسمع هذا الكلام وهو لا يهمّني. نوال الزغبي كان عندها في فترة من الفترات تاريخ ونجاحات، ولذلك لا يزعجني هذا الموضوع على الإطلاق.

• من الواضح أنك أجريتِ تعديلاً جذرياً على شكلك؟

- نعم، وأنا غيّرتُ لون شعري إلى البني الغامق، واعتمدتُ «لوك» يتماشى مع شخصيتي ومع التغييرات الإنسانية التي طرأت عليّ.

• كم تبلغ مدة العقد مع الشركة الجديدة؟

- 5 سنوات.

• وهل يوجد فنانون غيرك فيها؟

- بل أنا وحدي... ألا يكفي!

• وكأن الشركة أُسست من أجلك؟

- هذا صحيح.

• والسبب؟

- أنا إنسانة محظوظة. كل ما في الأمر أنني التقيتُ بأشخاص يفهمونني بشكل جيد ويقدّرون قدراتي الفنية.

• عادةً عندما يدعم منتج أي فنانة، يظن البعض أن هناك علاقة ما تربط بينهما. وأنت ماذا تقولين؟

- ما بيننا أبعد من ذلك بكثير. عندما يلمس منتج شاطر أن هناك طاقة معينة عند الفنان، ويرى أنه يجب أن تبرز بطريقة مختلفة وأن يبرهن عن الموهبة التي يملكها، فهو ليس في حاجة إلى فنان غيره في الشركة، ولا سيما إذا قام بالمطلوب منه واشتغل عليه بطريقة صحيحة. كلنا نعرف ماذا يحصل في الشركات التي تتعاقد مع 20 أو 30 فناناً.

• وكيف تعرفتِ على هذا المنتج؟

- أنا أعرفه منذ 5 سنوات. هو أنتج أول كليباتي «غيرة» واسمه بسام الترك. هو لبناني يعيش في الإمارات. نحن نتشابه كثيراً في التفكير والشخصية ووجهات النظر.

• هل صحيح أنه تربط بينكما علاقة حب؟

- أبداً. بسام متزوج وتربطني علاقة صداقة بزوجته وأولاده. هو أخ وصديق.

• هل ستقدمين اللون الطربي في المرحلة المقبلة؟

- أنا أعد الجمهور بأغنيات ستكون الأجمل خلال 2015.

• وما باكورة أعمالك؟

- أغنية باللهجة الخليجية. الفنان يجب أن يغني كل اللهجات، وأنا أعشق لهجتي اللبنانية وأحب اللهجة المصرية، ولكن اللهجة الخليجية تمسّني من الداخل، لأنها راقية وعميقة.

• ألا توافقين على أنك ضيّعتِ على نفسك عاماً كاملاً؟

- هذا صحيح ولكن الغياب لمدة عام والعودة بعمل عليه القدر والقيمة أفضل من التواجد يومياً على الشاشة بشكل سخيف.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي