«الراي» جالت عليها في زمن العواصف
مخيمات النازحين السوريين في لبنان... «الأبيض» حوّل أيامها «سوداء»
نازحة ترقب الواقع المأسوي
مستنقعات البؤس في مخيمات النازحين السوريين
تطل من خيمتها على... المصير البائس
«يوهان» غطى خيم النازحين في البقاع
... من طقوس المعاناة
«الأبيض» ... المُر
• «زينة» كشف قبل شهرين «عيوب» الجمعيات الإغاثية ومدى هشاشة تقديماتها أمام أهوال الطبيعة
• «يوهان» أظهر أن الوعود بتحسين الخدمات مجرّد كلام «في الهواء»
• «ويندي» حوّل المخيمات لـ«عوامات» تسبح بمحتوياتها في بحيرات تشكّلت من انسداد مجاري الأنهر
• أم نديم أطفالها يتنشّقون رائحة البلاستيك ولسان حالها... «شو منعمل الشكوى لغير الله مذلّة»
• أبوجاسم: الأرض ضاقت فينا... «بدّي أرجع لبلادي والأعمار بيد الله»
• أم زاهر: «حطّينا كلّ اللي معنا في الإيجارات على أمل أنو الأزمة بتنتهي... نحن انتهينا والأزمة ما انتهت»
• عمران: «ما عاد تفرق معنا هنا ذل ومهانة وعند داعش موت... نموت ببلادنا أشرف لنا»
• «يوهان» أظهر أن الوعود بتحسين الخدمات مجرّد كلام «في الهواء»
• «ويندي» حوّل المخيمات لـ«عوامات» تسبح بمحتوياتها في بحيرات تشكّلت من انسداد مجاري الأنهر
• أم نديم أطفالها يتنشّقون رائحة البلاستيك ولسان حالها... «شو منعمل الشكوى لغير الله مذلّة»
• أبوجاسم: الأرض ضاقت فينا... «بدّي أرجع لبلادي والأعمار بيد الله»
• أم زاهر: «حطّينا كلّ اللي معنا في الإيجارات على أمل أنو الأزمة بتنتهي... نحن انتهينا والأزمة ما انتهت»
• عمران: «ما عاد تفرق معنا هنا ذل ومهانة وعند داعش موت... نموت ببلادنا أشرف لنا»
مع كل «هبّة ريح» يقع النازحون السوريون المقيمون بالمخيمات العشوائية في البقاع اللبناني ضحايا إهمال المجتمع الدولي، والجمعيات الإغاثية والإنسانية، ليعيشوا «صراعاً» مع الطبيعة و«مواجهة» غير متكافئة في ظل انعدام أبسط المقومات الحياتية لهم.
توالت المنخفضات الجوية القاسية ببردها وثلوجها التي اجتاحت غالبية الأراضي اللبنانية ولا سيما الجبلية، فكانت حصة النازحين السوريين منها الأكبر، بعدما كشف منخفض «زينة» قبل نحو شهرين «عيوب» الجمعيات الإغاثية ومدى هشاشة تقديماتها أمام أهوال الطبيعة.
وما أن انتهى المنخفض الأول حتى انهالت الوعود بتحسين هذه التقديمات، ليتضح مع العاصفة «يوهان» أن ما يقال هو مجرّد كلام «في الهواء» سرعان ما اندثر بالكامل مع الرياح الهوجاء التي اقتلعت خيم النازحين فيما غرق العشرات منها بالأمطار وغمرتها الثلوج. أما ما تبقى منها فكان منخفض «ويندي» الذي ضرب أخيراً كفيلاً بأن يحولها «عوامات» تسبح بمحتوياتها في بحيرات تشكلت نتيجة انسداد مجاري الأنهر والأقنية.
وهكذا، بعد الفيضانات التي طمرت مخيماتهم جراء ذوبان الثلوج وعدم قدرة الأقنية على استيعاب المياه، صارت المخيمات التي أقيمت على جوانب الطرق الرئيسية والدولية بقاعاً أشبه بخيم عائمة في بحيرة من مياه، حتى بدت حياة النازحين أشبه بحياة البؤساء، في بلادٍ ضاقت فيها المساحات لاستيعاب لاجئين هربوا من الموت ليقبعوا رهينة الذل والتشرد وغياب المسؤولية أو الخطط للحدّ من تدهور واقعهم المأسوي.
لا يكفي أنهم يواجهون البرد والصقيع بالتدفئة عبر إشعال البلاستيك والأسفنج والأحذية البالية وزيوت المحركات المستعملة مع ما ينتج عنها من أمراض صدرية قاتلة للأطفال والعجزة، حتى دهمهم «ويندي» حاملا المياه إلى داخل الخيم التي كان «طار» بعضها جراء الرياح التي عصفت مع «يوهان»، لتبدأ رحلة «تشرُّد» أخرى داخل الخيم وإلى خيم أخرى.
يلتفّ حول الموقدة نحو عشرة أطفال وثلاث نساء داخل خيمة لا تزيد مساحتها عن تسعة أمتار. تشير «أم نديم» بيدها إلى كومة من البلاستيك والأحذية بالقرب من الموقدة، موضحة أنها تواجه بها البرد مع أطفالها وعائلتين لجأتا الى «بيتها الورَقي» بعدما غرقت خيمتيهما بالمياه، وقالت «مو حرام هالاطفال تتنشق ريحة البلاستيك»، لتجيب عن سؤالها، «شو نعمل الشكوى لغير الله مذلة».
هذه المخيمات كانت نزحت اليها حديثاً عشرات العائلات التي كانت تقطن في مخيمات قريبة من حواجز ومراكز الجيش اللبناني إثر قرار قيادته في البقاع إخلاء جيع المخيمات القريبة من مراكز الجيش والقائمة على خط سير آلياته، ولا سيما على خط السلسلة الشرقية لقرى زحلة في البقاع الأوسط، وفي منطقة المصنع الحدودية، تحسباً من أي عمل أمني ضد المؤسسة العسكرية.
وهذا ما حدا بعشرات العائلات لأن تنتقل وتتوزع على مخيمات سهليْ البقاعين الغربي والأوسط. وما أن حطوا فيها أوتدة خيمهم حتى اقتلعت بعضها الرياح القوية، وغرق بعضها الآخر في المياه، ما أوقع النازحين في أزمة إيجاد مساكن بديلة أكثر أماناً وأكثر «مقاوَمة» للطقس العاصف من الخيم المشيدة من الخيش والنايلون والأخشاب.
قضى «أبو جاسم» الأدلبي ليلته هو وأولاده وعائلته فوق دواليب السيارات المستعمَلة، بعدما رصّوها على الأرض ووضعوا فوقها ألواحاً من الخشب، مستعينين بالأغطية من جيرانهم لأن جميع الحرامات والفرش تبللت بالمياه، وهو قال: «ما حسينا الا والميّ طمرتنا»، مضيفاً أنه انتقل من مخيم المصنع بناء على طلب الجيش، ليردف «الأرض ضاقت فينا بدي ارجع لبلادي والأعمار بيد الله».
حال «أم زاهر» الديرية وأولادها الاربعة الذين نزحوا قبل نحو ثلاثة أعوام لا يختلف عن غيرها، وهي قالت انها للمرة الرابعة تنتقل من مكان الى آخر.
تحتار «ام زاهر» اليوم الى أين تلجأ بعدما تعرضت للمرة الثانية خيمتها في مخيم المرج بالقرب من الاوتوستراد العربي إلى «الغرق»، وتقول: «الرياح قبل العاصفة مزقت الخيمة وعملنا على ترميمها بما تيسر من أغطية ونايلون، وما أن حل المنخفض الجوي «ويندي» بثلوجه، حتى «طافت الخيمة» وسبح كل ما فيها من امتعة و«غطية في المياه»، مضيفة:«جربنا الإيجار سنة، وحطينا كل اللي معنا، على أمل إنو الأزمة أربع خمس شهور وبتنتهي، نحن انتهينا والأزمة ما انتهت».
من جهته، قام عمران، الذي تحوّلت خيمته إلى بركة من المياه في مخيم «الجراحية»(المرج بالبقاع الغربي)، بحزم أمتعته وأغراضه وجهزها بخيشة ضخمة بعدما قرر العودة إلى بلاده، رغم أن بلدته في ريف حلب تقع تحت سيطرة تنظيم «داعش»، وهو قال «ما عاد تفرق معنا، هون ذل ومهانة وعند داعش موت، نموت ببلادنا أشرف لنا».
وكانت نحو عشرة عائلات قررت، إثر الفيضان الذي أصاب مخيماتهم، العودة إلى سورية مفضلين الموت على العيش في ظل ظروف أقل ما يقال فيها انها ليست إنسانية.
شاويش مخيم «الجراحية» وأيضاً شاويش مخيم تل سرحون «أبو فارس»، ومعه مسؤولو مخيمات أخرى في سهل قب الياس وبر الياس حيث غرقت عشرات الخيم، ناشدوا الجمعيات الإنسانية أن تمدّ هذه المخيمات بالبحص والردم كي يتم رفع الخيم عن مستوى الطرق، وأن تعمل على سحب المياه من داخل الخيم ومن أرض المخيمات، إضافة إلى معالجة مياه الصرف الصحي التي جعلت الحياة عابقة بالروائح الكريهة، مع ما تسبّبه من أمراض تطول الصغار والكبار. كما وجهوا باسم النازحين والأهالي ما يشبه «نداء الاستغاثة» للمسؤولين والجمعيات لمدّ المخيمات بخيم وأخشاب جديدة لأن غالبيتها مهترئة.
توالت المنخفضات الجوية القاسية ببردها وثلوجها التي اجتاحت غالبية الأراضي اللبنانية ولا سيما الجبلية، فكانت حصة النازحين السوريين منها الأكبر، بعدما كشف منخفض «زينة» قبل نحو شهرين «عيوب» الجمعيات الإغاثية ومدى هشاشة تقديماتها أمام أهوال الطبيعة.
وما أن انتهى المنخفض الأول حتى انهالت الوعود بتحسين هذه التقديمات، ليتضح مع العاصفة «يوهان» أن ما يقال هو مجرّد كلام «في الهواء» سرعان ما اندثر بالكامل مع الرياح الهوجاء التي اقتلعت خيم النازحين فيما غرق العشرات منها بالأمطار وغمرتها الثلوج. أما ما تبقى منها فكان منخفض «ويندي» الذي ضرب أخيراً كفيلاً بأن يحولها «عوامات» تسبح بمحتوياتها في بحيرات تشكلت نتيجة انسداد مجاري الأنهر والأقنية.
وهكذا، بعد الفيضانات التي طمرت مخيماتهم جراء ذوبان الثلوج وعدم قدرة الأقنية على استيعاب المياه، صارت المخيمات التي أقيمت على جوانب الطرق الرئيسية والدولية بقاعاً أشبه بخيم عائمة في بحيرة من مياه، حتى بدت حياة النازحين أشبه بحياة البؤساء، في بلادٍ ضاقت فيها المساحات لاستيعاب لاجئين هربوا من الموت ليقبعوا رهينة الذل والتشرد وغياب المسؤولية أو الخطط للحدّ من تدهور واقعهم المأسوي.
لا يكفي أنهم يواجهون البرد والصقيع بالتدفئة عبر إشعال البلاستيك والأسفنج والأحذية البالية وزيوت المحركات المستعملة مع ما ينتج عنها من أمراض صدرية قاتلة للأطفال والعجزة، حتى دهمهم «ويندي» حاملا المياه إلى داخل الخيم التي كان «طار» بعضها جراء الرياح التي عصفت مع «يوهان»، لتبدأ رحلة «تشرُّد» أخرى داخل الخيم وإلى خيم أخرى.
يلتفّ حول الموقدة نحو عشرة أطفال وثلاث نساء داخل خيمة لا تزيد مساحتها عن تسعة أمتار. تشير «أم نديم» بيدها إلى كومة من البلاستيك والأحذية بالقرب من الموقدة، موضحة أنها تواجه بها البرد مع أطفالها وعائلتين لجأتا الى «بيتها الورَقي» بعدما غرقت خيمتيهما بالمياه، وقالت «مو حرام هالاطفال تتنشق ريحة البلاستيك»، لتجيب عن سؤالها، «شو نعمل الشكوى لغير الله مذلة».
هذه المخيمات كانت نزحت اليها حديثاً عشرات العائلات التي كانت تقطن في مخيمات قريبة من حواجز ومراكز الجيش اللبناني إثر قرار قيادته في البقاع إخلاء جيع المخيمات القريبة من مراكز الجيش والقائمة على خط سير آلياته، ولا سيما على خط السلسلة الشرقية لقرى زحلة في البقاع الأوسط، وفي منطقة المصنع الحدودية، تحسباً من أي عمل أمني ضد المؤسسة العسكرية.
وهذا ما حدا بعشرات العائلات لأن تنتقل وتتوزع على مخيمات سهليْ البقاعين الغربي والأوسط. وما أن حطوا فيها أوتدة خيمهم حتى اقتلعت بعضها الرياح القوية، وغرق بعضها الآخر في المياه، ما أوقع النازحين في أزمة إيجاد مساكن بديلة أكثر أماناً وأكثر «مقاوَمة» للطقس العاصف من الخيم المشيدة من الخيش والنايلون والأخشاب.
قضى «أبو جاسم» الأدلبي ليلته هو وأولاده وعائلته فوق دواليب السيارات المستعمَلة، بعدما رصّوها على الأرض ووضعوا فوقها ألواحاً من الخشب، مستعينين بالأغطية من جيرانهم لأن جميع الحرامات والفرش تبللت بالمياه، وهو قال: «ما حسينا الا والميّ طمرتنا»، مضيفاً أنه انتقل من مخيم المصنع بناء على طلب الجيش، ليردف «الأرض ضاقت فينا بدي ارجع لبلادي والأعمار بيد الله».
حال «أم زاهر» الديرية وأولادها الاربعة الذين نزحوا قبل نحو ثلاثة أعوام لا يختلف عن غيرها، وهي قالت انها للمرة الرابعة تنتقل من مكان الى آخر.
تحتار «ام زاهر» اليوم الى أين تلجأ بعدما تعرضت للمرة الثانية خيمتها في مخيم المرج بالقرب من الاوتوستراد العربي إلى «الغرق»، وتقول: «الرياح قبل العاصفة مزقت الخيمة وعملنا على ترميمها بما تيسر من أغطية ونايلون، وما أن حل المنخفض الجوي «ويندي» بثلوجه، حتى «طافت الخيمة» وسبح كل ما فيها من امتعة و«غطية في المياه»، مضيفة:«جربنا الإيجار سنة، وحطينا كل اللي معنا، على أمل إنو الأزمة أربع خمس شهور وبتنتهي، نحن انتهينا والأزمة ما انتهت».
من جهته، قام عمران، الذي تحوّلت خيمته إلى بركة من المياه في مخيم «الجراحية»(المرج بالبقاع الغربي)، بحزم أمتعته وأغراضه وجهزها بخيشة ضخمة بعدما قرر العودة إلى بلاده، رغم أن بلدته في ريف حلب تقع تحت سيطرة تنظيم «داعش»، وهو قال «ما عاد تفرق معنا، هون ذل ومهانة وعند داعش موت، نموت ببلادنا أشرف لنا».
وكانت نحو عشرة عائلات قررت، إثر الفيضان الذي أصاب مخيماتهم، العودة إلى سورية مفضلين الموت على العيش في ظل ظروف أقل ما يقال فيها انها ليست إنسانية.
شاويش مخيم «الجراحية» وأيضاً شاويش مخيم تل سرحون «أبو فارس»، ومعه مسؤولو مخيمات أخرى في سهل قب الياس وبر الياس حيث غرقت عشرات الخيم، ناشدوا الجمعيات الإنسانية أن تمدّ هذه المخيمات بالبحص والردم كي يتم رفع الخيم عن مستوى الطرق، وأن تعمل على سحب المياه من داخل الخيم ومن أرض المخيمات، إضافة إلى معالجة مياه الصرف الصحي التي جعلت الحياة عابقة بالروائح الكريهة، مع ما تسبّبه من أمراض تطول الصغار والكبار. كما وجهوا باسم النازحين والأهالي ما يشبه «نداء الاستغاثة» للمسؤولين والجمعيات لمدّ المخيمات بخيم وأخشاب جديدة لأن غالبيتها مهترئة.