حوار / «غايتي غرس مواهبي في بساتين الفن العالمي»

يوسف العماني لـ «الراي»: لا أقدِّم الغناء الحرام... وغالبية الفنانين «أهل دين»!

تصغير
تكبير
• ألبوم «فوق القمم» اسم على مسمّى... «وراح ينرفزهم»

• عرضوا عليّ فيلماً هندياً... وأفكر في اقتحام «بوليوود»!

• ترقبوا «دويتو» مع محمد السالم... وأتشرّف بالأغنية العراقية

• ميريام فارس «مجنونة» ... ولكنها «تفهمني» من أول كلمة

• سأغنّي «دويتو» مع الكولومبية دانيالا... وسيكون مفاجأة

• زوّجوني فتاة مغربية وطلّقوني من امرأة مصرية... والأكاذيب لا تنتهي
«أنا لا أغني شيئاً يخالف الدين، ولن أعتزل الفن»!

بهذه النبرة الحاسمة كشف المطرب يوسف العماني عن موقفه من الغناء، منتقداً «من يصدرون الفتاوى بتكفير الفنانين، بغير حق ولا مبرر»، وواصفاً هؤلاء الذين يلقون بمثل هذه الفتاوى بأنهم «لا يعرفون بحور ديننا الحنيف والسمح»! العماني لفت، في سياق حديثه مع «الراي»، إلى «أن غالبية الفنانين متدينون، وأن الأفعال الشائنة التي تصدر عن قلة قليلة منهم شوّهت سمعة الوسط الفني بأكمله». وفي شأن آخر عبَّر العماني عن «أن البلاد ظلت تستمد فنونها من مصر على مدى عقود، حتى أصبحت درة الخليج فنياً، غير أنها لم تستفد من خبرة من صنعوا هوليوود الشرق الذين لا يغيّبون المواهب الوطنية الشابة عن مهرجانات القاهرة». وكشف العماني عن سلة متعددة الألوان والنكهات ذات «السعرات الغنائية العالية»، حيث وزّع ثمراتها على عدد من النجوم الخليجيين والعرب، مبيناً أن ألبومه الجديد «فوق القمم» سيكون اسماً على مسمى. يوسف العماني حلّ ضيفاً خفيف الظل في «ديوانية الراي» وأماط اللثام عن سبب إخفاء خبر زفافه، وحقيقة زواجه سراً من فتاة مغربية مقيمة في دبي، وإلى التفاصيل:


• ما جديدك الفني سواء كان شعراً أم لحناً أم غناء؟

- لدي سلة أعمال فنية متنوعة النكهات الموسيقية والألوان الغنائية، فأنا أحضِّر حالياً أغاني ألبومي الجديد الذي سيكون بعنوان «فوق القمم»، ويضم 12 أغنية تم اختيارها بعناية فائقة لتناسب جميع الأذواق، منها الطربية والكلاسيكية والإماراتية والشعبية، وتتميز بإيقاعات متعددة، حيث سأقدم مجموعة من الأغاني مثل «مجنون»، «فوق القمم»، «بالله عليك»، «سيد المحبة»، «تحب غيري»، «نصفي الثاني»، وغيرها من الأغاني التي ألفتها باقة من الشعراء الشباب من بينهم شيقيقاي عادل وعبد الله العماني، إضافةً إلى بعض الأعمال التي كتبتها ولحنتها بنفسي للفنان صابر الرباعي، كأغنية «الذنب ذنبي»، إضافة إلى أغنيتين للفنانة اللبنانية ميريام فارس، وهما «الزير» و«ما ياني النوم»، لا سيما بعد نجاح أغنية «خلاني» باللهجة الخليجية وأغنية «أرتاح من أشوفه» باللهجة العراقية، فيما سأقدم أيضاً أغنية لمواطنتها الفنانة دينا حايك بعنوان «أشره على قلبي»، إضافة إلى آمال ماهر وأغنية «أصعب اللحظات».

• ما الأغاني التي تتوسم فيها النجاح أكثر من غيرها في الألبوم الجديد؟

- أغنية «الجمال الهادي» التي صاغها الشاعر سيف المزروعي فيما لحنتها بالأسلوب الإماراتي الأصيل، فضلاً عن الأغاني الأخرى التي ألفها الشاعران عادل وعبد الله العماني ومنها «أحبابي» و«الخيزرانة» و«عنيد».

• ألا تخشى أن يفسر بعض المطربين اختيارك أغنية «فوق القمم» لتتصدر الألبوم بأنها تمثل تحدياً لهم؟

- لا شك أن عنوان الألبوم «راح ينرفز» كثيراً من الفنانين والجماهير على السواء، خصوصاً أن «فوق القمم» سيكون ألبوم الموسم بلا منازع، وهو اسم على مسمى بالفعل. كما أنني أراهن عليه كثيراً هذا العام.

• تحظى الفنانة ميريام فارس بمكانة خاصة لديك دون غيرها، ما السبب؟

- هناك أسباب عدة، أولها أن ميريام فارس فنانة ذكية و«تفهمني» من أول كلمة، كما أنها تهوى المغامرة التي عادة ما تقودها إلى حيث الجنون الفني، وهي ليست من نوعية الفنانين الذين يخربشون كلمات الشاعر أو يعبثون بموسيقى الملحن على غرار البعض، ممن يدسون أنوفهم في ما لا يفقهون، ولديها سرعة بديهة وقابلية شديدة في شرب اللهجات الخليجية واللهجة الكويتية على وجه الخصوص، إذ إنني لم أواجه صعوبة في تعليمها بعض المفردات الصعبة حتى أمست تنطقها بالشكل الصحيح، ومن دون «بدليات».

• كتبت ولحنت الأغنية العراقية، ولكنك لم تشدُ بها... هل من سبب؟

- لا أجد مانعاً من تقديم الأغنية العراقية، لا سيما بعد رحيل النظام الديكتاتوري إلى غير رجعة وذوبان الجليد بين الشعبين الكويتي والعراقي، فالفن لغة الشعوب، ولا شك أنه سوف يصلح ما أفسده الساسة العراقيون في النظام السابق. كما أن للأغنية العراقية نكهة خاصة تميزها عن بقية الأغاني العربية الأخرى، فأنا من عشاق هذا اللون الغنائي الجميل، ومن محبي رواده الفنانين ناظم الغزالي ورياض أحمد وفؤاد سالم وكاظم الساهر وحاتم العراقي، والقائمة طويلة، إضافة إلى النجوم الشباب الذين حرّكوا مياه الطرب في نهري دجلة والفرات، بعد الركود الذي أصابهما أواخر القرن الماضي، علماً أنني أحضِّر حالياً لأغنية عراقية من كلماتي وألحاني وسوف أقدمها «دويتو» بمشاركة الفنان محمد السالم، حيث ستكون مفاجأة من العيار الثقيل.

• ماذا عن علاقتك بالفنانين العراقيين، وهل تتواصل معهم؟

- لدي أصدقاء عراقيون كثر من داخل الوسط الفني وخارجه، وأنا على اتصال شبه دائم معهم، وغالباً ما يغمرونني بالحفاوة البالغة ويعبّرون عن إعجابهم بأعمالي، خصوصاً بعد نجاح أغنية «أرتاح من أشوفه» التي قدمتها الفنانة ميريام فارس، وكانت باللهجة العراقية، إذ وصل صداها إلى أرض الكنانة، حيث تصدرت المراكز الأولى في سباق الأغاني على عدد من القنوات المصرية فترات طويلة.

• قدمتَ الأناشيد الدينية في الماضي، منها «يا فاطر القلوب» و«يا من يرى ما في الضمير ويسمع»... لكنك لم تعاود التجربة مرة أخرى؟

- «لا تحرق المفاجأة» التي أعددتُها قبل فترة تمهيداً لطرحها في شهر رمضان المقبل، حيث سجلتُ أنشودة دينية وصورتها أيضاً وهي بعنوان «إلى ربي أرجع» من كلماتي وألحاني.

• من يلتفت إلى عنوان الأنشودة يعتقد أنك سوف تعتزل الغناء وتعتكف؟

- ولماذا أعتزل الغناء، هل هو حرام؟! أنا ملتزم دينياً ولله الحمد، ومواظب على الصلاة والصيام وغيرهما من أركان الإسلام الأخرى، غير أن البعض يصدرون الفتاوى لتكفير الفنانين من دون وجه حق، وبلا علم أو معرفة ببحور ديننا الإسلامي الحنيف.

• ولكن يرى البعض أن الفن حرام شرعاً، فكيف تراه أنت؟

- ما دمت لا أقدم فناً هابطاً أو أغاني تخدش الحياء، فلا ضير في ذلك، كما أن غالبية أهل الفن هم «أهل دين»، ولكن الأفعال الشائنة من جانب القلة شوهت سمعة الجميع في الوسط الفني.

• حسناً، دعنا نتطرق إلى «الدويتو» الذي سيجمعك بالفنانة الكولومبية دانيالا؟

- يجري التنسيق حالياً بين شركتي «يونيفرسال» و«روتانا» لإنتاج هذه الأغنية التي ستكون بعنوان «عادي»، وهي من كلماتي وألحاني أيضاً، حيث سأغني جزءاً منها باللهجة الخليجية، فيما تشدو النجمة دانيالا بغناء الجزء الخاص بها باللغة الكولومبية.

• وهل كتبت الشعر باللهجة الكولومبية لتشدو به دانيالا؟

- بل كتبته باللهجة المحلية الخليجية، ثم ترجمتُه إلى اللغة الكولومبية، فيما وضعت النجمة دانيالا بعض اللمسات والتعديلات على النص، لتطويعه للغناء.

• ما سبب التأخر في طرح «الدويتو» إلى الآن، خصوصاً أنك قمتَ بتسجيله منذ عامين أو أكثر؟

- كان لا بد من دراسة هذا «الدويتو» من جميع الجوانب الفنية لضمان نجاحه، لا سيما أن أغنية «عادي» تعتبر مغامرة غنائية مجنونة لأنها خارجة عن الأغاني الثنائية السائدة في ساحات الغناء العربي، لكنها تجربة ممتعة، وأتوقع لها أن تلقى ردود فعل إيجابية بكل تأكيد.

• طرحت قبل بضع سنوات أغنية «جاليجا»، وهي باللغة الهندية، فمن أين تأتي بهذه اللغات كلها؟

- قبل غنائي لهذه الأغنية توجهت إلى الهند، ومكثت فيها لمدة شهر تقريباً، حيث اطلعت على الموروث الشعبي هناك، والثقافة الهندية التي تزخر بالأدب وتحفل بالفنون، ما شجعني على سبر أغوار هذه الحضارة العريقة حتى نهلت من كنوزها الكثير، ولا سيما اللغة الهندية. علماً أنني سوف أتغنى قريباً باللغة الأرمينية والتي عرفت بعض كلماتها من أصدقائي الأرمن.

• ما الذي تسعى إليه من خلال الغناء بلغات متعددة؟

- المهم بالنسبة إليّ هو غرس أغنياتي في كل بساتين الفن العالمي، وما دامت لدي الموهبة الفنية والثقافة الموسيقية، فلماذا لا يرتفع سقف طموحاتي، لا سيما حلم الوصول إلى العالمية والغناء على أكبر المسارح الأجنبية!

• التقيتَ النجم البوليوودي «شاروخان» في إحدى المناسبات بمدينة دبي، فهل تحدثتما عن عمل فني مشترك بينكما؟

- بالرغم من النجومية الواسعة التي يحظى بها النجم شاروخان، وجدته شخصاً يتحلى بالتواضع ودماثة الخلق إلى جانب خفة الدم وروح الدعابة، وهذا ديدن الفنانين الكبار دائماً. ولقد دارت بيننا الكثير من الأحاديث الشائقة، لكننا لم نتطرق إلى هذا النوع من النقاش الفني. ولكنني لا أجد بداً من اقتحام «بوليوود» في المستقبل القريب، خصوصاً بعدما تلقيت عرضاً من أحد كبار المنتجين في الهند، لأداء دور البطولة في فيلم سينمائي سوف أتحدث عنه بالتفصيل ريثما تتضح صورته النهائية.

• إلى من تدين بالفضل في وصول أغنية «لا ترتجي» إلى العالمية، والتي تُرجمت إلى لغات عدة واحتلت المراتب الأولى في الإذاعة الفرنسية؟

- الفضل يرجع أولاً إلى الله سبحانه وتعالى، ثم إلى الصديق خالد النوري - شقيق الفنان بدر النوري - الذي قدمها بدوره إلى مكتبة المعهد الموسيقى، حيث محل دراسته آنذاك، حتى وصلت الأغنية إلى الإذاعة الفرنسية، وحظيت بإشادة كبار الموسيقيين والمستمعين في فرنسا.

• ما سبب غيابك عن مهرجان «هلا فبراير»؟

- بصراحة... لأني «ما أعرف أقلقس» مع أحد، ولا «أطخ رأسي» إلى المسؤولين في مهرجان «هلا فبراير»، فلو كنت منافقاً ومتزلفاً لما غبت عن فعاليات المهرجان التي يحضرها الأشقاء العرب فيما يغيب عنها أبناء البلد. علماً أنني تلقيت ضروب الدعم من دولة الإمارات العربية، فضلاً عن التشجيع من شعبها المضياف حتى اعتبرني البعض «ولد الإمارات»، وهو ما لم أحظ به في بلادي.

فالكويت كانت تستمد فنونها من مصر على مدى عقود مضت حتى أصبحت درة الخليج فنياً، ولكن البعض نسي أو تناسى أن صنّاع «هوليوود الشرق» لا يغيّبون المواهب الوطنية الشابة عن مهرجانات القاهرة، حيث يحرص القائمون هناك على تشجيع المبدعين، بينما بلادنا تتجاهل الطاقات الوطنية وتسهم في اندثار مواهبها الدفينة.

• وماذا عن اختفاء «جلسات الطرب» التي كنتَ تحييها في السابق، وكان لها بالغ الأثر في شهرتك ونجوميتك؟

- جلسات الطرب «راحت مع الطيبين»، إذ إن الأصدقاء في السابق - وفي مقدمهم بعض العازفين - كانوا حريصين على حضور مثل هذه الأمسيات الشعبية من أجل «الوناسة والفرفشة»، ومن دون مقابل مادي، أما الآن فقد تغيّرت الأحوال، وأمسى المال يجمع بين الناس ويفرّقهم. لكنني قبل فترة عمدتُ إلى تسجيل جلسة طرب ستبَث خلالها جميع الأغاني العدنية إهداءً لمحبي الأغنية الشعبية، كما أبحث حالياً عن قناة خليجية لتسجيل جلسة أخرى بغية تقديم العديد من «الأوبريتات» الوطنية بمعية الفنان القدير شادي الخليج الذي لم يحظ بتكريم من الدولة نظير أعماله الوطنية الجليلة. ويبدو أن بلدنا لا يحتفي بهؤلاء المبدعين إلا بعد رحيلهم، ولا يعبأ بهذا التكريم، فلماذا لا نعرف مبدعينا إلا أثناء الوفاة، ولماذا لا نرفع لهم قبعاتنا السوداء إلا في وقت اللحود!

• لننتقل بعيداً عن زحمة الغناء، لماذا أخفيت خبر زواجك في بادئ الأمر، وكشفتَ عنه بعد فترة، ألا يسعدك تلقي التهاني بهذه المناسبة السعيدة؟

- لم أُخفِ الخبر على الإطلاق، بل انشغالي في إجراءات الزواج والتحضير لحفل الزفاف جعلني أتوارى قليلاً عن الصحافة وعدسات المصورين، ما جعل البعض يتخيّل أشياء لا تمتّ إلى المنطق بصلة، ويفسر الأمور على مزاجه وبحسب أهوائه.

• هل سبقت زواجَك قصة حب أم كان زواجاً تقليدياً؟

- كان زواجاً تقليدياً، ولكن قصة الحب بدأت تكتب فصولها الآن بيني وبين زوجتي، فأنا مؤمن بأن الزواج قسمة ونصيب، ويجب أن نرضى بما كتب الله لنا.

• ظهرت الكثير من الإشاعات التي تؤكد زواجك بفتاة عربية مقيمة في الإمارات، ما صحة هذا الكلام؟

- الإشاعات كثيرة ولا تنتهي، وهناك من دأب على تلفيق الأكاذيب ضد الفنانين والمشاهير، فتارة يزوجونني فتاة مغربية وتارة يطلقونني من امرأة مصرية، والحقيقة أنني لم أتزوج هذه ولم أطلق تلك.

• هل لك أن تحدثنا قليلاً عن الأسرة والأشقاء للتعرف بهم عن قرب؟

- منذ وفاة والدتي قبل سنوات، حملت على عاتقي مسؤولية تربية أشقائي الصغار حتى أصبحت بمنزلة الأب القائد والصديق الناصح بالنسبة إليهم، خصوصاً أثناء مرحلة المراهقة التي عادة ما ينساق فيها كثير من الشباب إلى الانحراف والضياع. والحمد لله على أنني أنهيت المهمة على خير ما يرام، إذ نضج إخوتي وتزوجوا وأضحى لديهم الأولاد والالتزامات الأسرية.

• كيف تقيّم مستوى شقيقيك عادل وعبد الله العماني، ومن منهما تتوسم فيه أمارات النجاح؟

- عادل وعبد الله شاعران ستكون لهما بصمة مؤثرة في الساحة الفنية الخليجية خاصة، والعربية بشكل عام، والأمر المبشر أن لكل منهما أسلوبه المغاير عن الآخر، وأنا أراهن عليهما كثيراً في السنوات المقبلة عندما تزداد خبرتهما في «قرض» الشعر الغنائي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي