هم أحياء يرزقون عند ربهم... أولئك الذين ضرجت أياديهم لكي تدق بها أبواب الحرية، وتروي دماؤهم أنحاء الدنيا، لكي تنمو أشجار جذورها ثابتة وفروعها في السماء، هي أشجار الكرامة، والأمة التي ينهض من بينها شهداء هي أمة تنادي إلى الكرامة، وتدعو إلى النهوض، والابتعاد عن الظلم والهوان، وكلما رأينا شهيداً يذب عن حياض الشرف كلما صحى ضمير الإنسانية، وشمخ جبين الأصالة، ونبض عرق الإباء الذي يدعو إلى عدم الخنوع والذل والاستسلام إلى الهوان، وقد أكد بل برهن للدنيا سماحة السيد حسن نصرالله عندما لقن العدو الصهيوني درساً لن ينساه أحد، وذلك باعتراف الصهاينة أنفسهم، فما أجمل أن تستعيد الأمة الإسلامية والعربية مكانتها المعهودة في الإباء والشموخ، ومن ضمن ما سعى له فضيلة السيد حسن نصرالله تخليص الأسرى من براثن الصهاينة الأوغاد، فها نحن نرى ذلاً صهيونياً جديداً، وإشراقة في العزة العربية.
وإن ديرتنا الحبيبة لتفخر بأحد هؤلاء الشهداء الذين وصلت جثامينهم إلى أراضيهم، فقد استقبلت ديرة الأحرار جثمان ابنها البار ومفخرة الأمة العربية والإسلامية الشهيد فوزي عبدالرسول المجادي والذي كان من بين رفات من تسلمتهم الجمهورية اللبنانية في إطار عملية تبادل أسرى ورفات مع إسرائيل، حيث كان ضمن إحدى التنظيمات الفلسطينية عندما استشهد في منطقة مسك في الرابع من يونيو عام 1989.
هكذا ضمت أرض الكويت الحبيبة جثمان الشهيد فوزي ليرقد مع إخوانه الشهداء، ويبقى على «مكتب الشهيد» أن يدون اسم الشهيد المفخرة الكويتية فوزي عبدالرسول المجادي في سجل الشهداء. إنه لحي يرزق بإذن الله الكريم مع إخوانه المجاهدين إلا أننا لا نشعر بهم.
فالمجد كل المجد للأحرار ولابد لليل أن ينجلي، ولابد للقيد أن ينكسر، ودعنا عزيزي القارئ ننشد معاً:
قم إلى الأحرار نلمس جرحهم... لمسة تشفع بالطيب يدانا
قم نجمع يوماً من العمر لهم... هبهُ صوم الفسح هبهُ رمضانا
إنما الحق الذي ماتوا له حقُنا... نمشي إليه أين كانا
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي