د. تركي العازمي / وجع الحروف

عفواً أخي... «كلّه خير»!

تصغير
تكبير
منذ أشهر عدة وأنا أواجه بأسئلة وتأتي الإجابة المبرمجة تلقائيا ومن باب الإيمان بالقضاء والقدر «كله خير.. كل ما يحصل للمرء المؤمن خير بغض النظر عن تطلعاتنا ورغبات النفس البشرية»!

يقول صفوة الخلق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف «عجبا لأمرالمؤمن? إن أمره كله خير? وليس ذلك لأحد إلا المؤمن? إن أصابته سراء شكر? فكان خيرا له? وإن أصابته ضراء صبر? فكان خيرا له» وقال المولى عز شأنه «لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم».


نحن نتعرض لأحداث تختلف طبيعتها وحجمها بين مرحلة وأخرى بعضها مفرح، وبعضها محزن، وهذه هي سنة الله في خلقه وإن أحب الله المؤمن ابتلاه، وهو مصدر يجب أن يتخذه المرء كعامل محفز له وألا يتردد في توجيه الشكر والحمد لله على كل حدث يجد نفسه أمامه حتى مع خبر وفاة أو مرض عزيز... إنه كله خير إن شاء الله.

مشكلة البعض تكمن في عدم تفهم الدورة الحياتية بين إيجابية وسلبية، فكم من أمر ظاهره شر وتجد النتيجة خيراً لك... قد يكون لك في بعض الأخبار المفرحة خير ظاهر وشر باطن يصرفه الله عنك لأسباب مجهولة.

وعلى المستوى المؤسسي يبتلى العاملون بقيادي «مدوج» طبعا هبط على المنصب عبر «البراشوت» الذي تختلف هيئته ومصدر إسقاطه... وهذا الابتلاء يمنح أصحاب القرار القدرة على تمييز الغث من السمين من خلال قراءتهم للتقارير والبحث في جودة العمل والأداء!

يبدو لي ان ما تعاني منه مؤسساتنا يعود لسببين إما ان أصحاب القرار لا يعلمون عن قرارات «القيادي أبو البراشوت» أو انهم يعلمون و «جايز» لهم ما يحصل!

في كلا الحالتين نفهم أمراً واحداً لا ثاني له وهو أن طريقة اختيار القيادي بنيت على أساس خطأ... فالقيادي حتى وإن توافرت فيه متطلبات الوظيفة من سنوات خبرة وشهادة علمية فهذا لا يعني انه مناسب للمنصب القيادي.

لقد جرت العادة في المؤسسات المحترمة أن يتم تشكيل لجنة متخصصة محايدة معنية باختيار القياديين المرشحين لمنصب ما... وتقوم اللجنة بعرض نماذج حية من مواقف قد يتعرض لها القيادي بعد تسلمه للمنصب وتقوم اللجنة برصد طريقة تعامله معها بما فيها العامل النفسي ولغة الجسد.

البعض من القياديين عندما تواجهه مشكلة بسيطة مع قيادي تشغيلي تابع له تجده «يشتط» ويعصب ويبني قراره حسب إملاءات حالته المعنوية لحظة مناقشة الموضوع والبعض الآخر تجده في غاية «الركادة» والاحترام وهو يناقش حيثيات الموضوع وبالتالي يخرج قراره منسجما مع الأطر الإدارية «الصح»!

ولو راجعنا قرارات أعادت البعض لمناصبهم... فهذا يكفي كمؤشر لعدم صلاحية متخذ تلك القرارات وبالتالي تصبح عملية إزاحته مبررة من جهة ودافعة لأصحاب القرار لإجراء عملية إصلاحية في ميكانيكية اتخاذ القرار من ترقية وخلافه!

الحاصل أن كل ما يحصل ويدور من حولنا فيه الخير الكثير لمن يتعظ... وهم قلة مع بالغ الأسف.

لذلك فنحن مطالبون في فهم ما يدور من حولنا وعمل مسح ميداني من قبل جهات محايدة كي نريح من «أزعجه» قرار خطأ وإن كان خيرا له ويعزز من مكانة من وصل للمنصب بالطريقة المثلى وكفانا الله شر «البراشوتات» التي كثر تساقطها واستمر لعقود دون أن نتعظ... والله المستعان!

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي