مواجهة / الأدب العربي الراهن... كتابات باهتة ورؤى تغيب عنها الحقيقة
من روائع الفنان سامي محمد
يستعصي على الفهم... ذلك الركود الذي انسجم معه الأدب العربي في مجاراته للأحداث التي عصفت بمعظم المجتمعات العربية الآن، وعجز هذا الأدب عن تسجيل المواقف الموضوعية، والوقوف بجدية وحزم مع البسطاء، هؤلاء الذين لم يجنوا من كل تلك الأحداث إلا التنكيل والخيبة والعذاب.
وما تحصّلنا عليه خلال السنوات الماضية منذ بداية الصحوة الشعبية، ضد الاستبداد والظلم... حتى الآن لا يتعدى إرهاصات ووجهات نظر اتسمت بعدم الموضوعية، والميل إلى اتجاه محدد، بغض النظر عن كون هذا الاتجاه يخدم حق المجتمع في حياة كريمة، أم أنه يخدم أصحاب المصالح أنفسهم... وحتى اجتهادات المثقفين والأدباء في تحديد ميولهم جاءت محيرة وغير منطقية، وفي الوقت نفسه صادمة، ففي الوقت الذي كنا نرى مبدعا كبيرا مدافعا عن حق الشعوب في الحياة الكريمة، نراه في لحظة مفصلية يدافع عن الدكتاتورية والظلم بالحجج نفسها التي يروج لها أتباع هذا الديكتاتور ومفادها الاستقرار والعيش... حتى ولو على حساب الحق في تداول السلطة والحرية والكرامة.
إنها مسألة غاية في الصعوبة والاستفزاز، أن تجد الأدب العربي في أحلك الظروف، يتقوقع على نفسه، ويسير في الطرق غير الصحيحة، ويتخبط، مما نتج عن ذلك خفوت صوته، وعلو أصوات أخرى نراها واضحة في القنوات الفضائية بمختلف مشاربها، هذه الأصوات يقودها الآن نجوم ليس لهم أدنى معرفة أو علاقة بميثاق الشرف الإعلامي الذي يحتم على الجميع أن يكون على قدر المسؤولية، وأن يقدم المعلومة في سياقها الصحيح غير الموجه كي يختار بعدها الجمهور... أي الطريق يسلك.
وعليه... لم نعد بقادرين على فهم الواقع الأدبي الآن في ظل التجاذبات التي التهمت الأدباء وجعلتهم غير قادرين على تحديد مواقفهم الأدبية والإنسانية...وفق ما تحتم عليهم ضمائرهم، ورؤاهم المتخذة من الشفافية أساسا ومنهجا.
لنقرأ قصائد شعرية باهتة تمجد في الأشخاص، أو تروج لاتجاه سياسي بعينه، وتحاول أن تلغي الآخر بكل السبل والأشكال، كما قرأنا قصصا وروايات لا تعبر بأي حال من الأحوال عن الإنسان الباحث عن الكرامة، فهي انقضاض على الحقيقة وتكريس الزيف في سبيل إبراز وجهة نظر غير متضامنة مع الواقع، على سبيل الانتصار لفكرة أحادية غير متضامنة في أساسها مع الواقع.
أن المتلقي أمام هذه الفوضى الأدبية، فَقَدَ الرغبة في قراءة الأدب الذي يعبر عن الواقع العربي الآن، مما جعله يتجه إلى الماضي... لاستحضار أعمال أدبية لا تزال خالدة ولديها التوهج في التعبير عن الواقع الراهن، ومن ثم كانت قصائد أمل دنقل وأبو القاسم الشابي وكتابات الكواكبي وغيرهم، هي خير ما يعبر بها عن احلامه، في الوقت الذي فقد فيه هذا المتلقي الأمل في أن ينتج له الأدباء الحاليون أدبا يعبر عن تطلعاته، بحيادية تامة، وبتوهج إنساني يحترم المجتمع، ويقدر كرامته، ولا يعبث بمقدراته من أجل مصالح زائلة، ومكاسب لا قيمة لها.
إنه الأدب العربي الآن... يمشي على أرض ملساء مائلة، ويتعثر في خطواته، مما تسبب في بروز نجوم الفضائيات، والمنافقين الباحثين عن أحلامهم وسط الفوضى العارمة التي تعيشها هذه المجتمعات العربية. وحينما نوجه لأنفسنا السؤال: أين الأدب العربي الذي عبر عن أحلام الفقراء والبسطاء... في سياق الربيع العربي الذي اصبح بفعل الطمع واللهاث خلف المكاسب، كابوسا يعاني منه أولئك الذين ليس لهم مدافع أو مناصر؟! والإجابة- في حقيقة الأمر- معتمة ولا يمكن أن تحتوي على بصيص من الأمل طالما أن الأحداث تسير في طرق معقدة، وطالما أن الأدباء سلكوا دروبا لا تعبر أبدا عن الضمير الإنساني الخلاق.
وما تحصّلنا عليه خلال السنوات الماضية منذ بداية الصحوة الشعبية، ضد الاستبداد والظلم... حتى الآن لا يتعدى إرهاصات ووجهات نظر اتسمت بعدم الموضوعية، والميل إلى اتجاه محدد، بغض النظر عن كون هذا الاتجاه يخدم حق المجتمع في حياة كريمة، أم أنه يخدم أصحاب المصالح أنفسهم... وحتى اجتهادات المثقفين والأدباء في تحديد ميولهم جاءت محيرة وغير منطقية، وفي الوقت نفسه صادمة، ففي الوقت الذي كنا نرى مبدعا كبيرا مدافعا عن حق الشعوب في الحياة الكريمة، نراه في لحظة مفصلية يدافع عن الدكتاتورية والظلم بالحجج نفسها التي يروج لها أتباع هذا الديكتاتور ومفادها الاستقرار والعيش... حتى ولو على حساب الحق في تداول السلطة والحرية والكرامة.
إنها مسألة غاية في الصعوبة والاستفزاز، أن تجد الأدب العربي في أحلك الظروف، يتقوقع على نفسه، ويسير في الطرق غير الصحيحة، ويتخبط، مما نتج عن ذلك خفوت صوته، وعلو أصوات أخرى نراها واضحة في القنوات الفضائية بمختلف مشاربها، هذه الأصوات يقودها الآن نجوم ليس لهم أدنى معرفة أو علاقة بميثاق الشرف الإعلامي الذي يحتم على الجميع أن يكون على قدر المسؤولية، وأن يقدم المعلومة في سياقها الصحيح غير الموجه كي يختار بعدها الجمهور... أي الطريق يسلك.
وعليه... لم نعد بقادرين على فهم الواقع الأدبي الآن في ظل التجاذبات التي التهمت الأدباء وجعلتهم غير قادرين على تحديد مواقفهم الأدبية والإنسانية...وفق ما تحتم عليهم ضمائرهم، ورؤاهم المتخذة من الشفافية أساسا ومنهجا.
لنقرأ قصائد شعرية باهتة تمجد في الأشخاص، أو تروج لاتجاه سياسي بعينه، وتحاول أن تلغي الآخر بكل السبل والأشكال، كما قرأنا قصصا وروايات لا تعبر بأي حال من الأحوال عن الإنسان الباحث عن الكرامة، فهي انقضاض على الحقيقة وتكريس الزيف في سبيل إبراز وجهة نظر غير متضامنة مع الواقع، على سبيل الانتصار لفكرة أحادية غير متضامنة في أساسها مع الواقع.
أن المتلقي أمام هذه الفوضى الأدبية، فَقَدَ الرغبة في قراءة الأدب الذي يعبر عن الواقع العربي الآن، مما جعله يتجه إلى الماضي... لاستحضار أعمال أدبية لا تزال خالدة ولديها التوهج في التعبير عن الواقع الراهن، ومن ثم كانت قصائد أمل دنقل وأبو القاسم الشابي وكتابات الكواكبي وغيرهم، هي خير ما يعبر بها عن احلامه، في الوقت الذي فقد فيه هذا المتلقي الأمل في أن ينتج له الأدباء الحاليون أدبا يعبر عن تطلعاته، بحيادية تامة، وبتوهج إنساني يحترم المجتمع، ويقدر كرامته، ولا يعبث بمقدراته من أجل مصالح زائلة، ومكاسب لا قيمة لها.
إنه الأدب العربي الآن... يمشي على أرض ملساء مائلة، ويتعثر في خطواته، مما تسبب في بروز نجوم الفضائيات، والمنافقين الباحثين عن أحلامهم وسط الفوضى العارمة التي تعيشها هذه المجتمعات العربية. وحينما نوجه لأنفسنا السؤال: أين الأدب العربي الذي عبر عن أحلام الفقراء والبسطاء... في سياق الربيع العربي الذي اصبح بفعل الطمع واللهاث خلف المكاسب، كابوسا يعاني منه أولئك الذين ليس لهم مدافع أو مناصر؟! والإجابة- في حقيقة الأمر- معتمة ولا يمكن أن تحتوي على بصيص من الأمل طالما أن الأحداث تسير في طرق معقدة، وطالما أن الأدباء سلكوا دروبا لا تعبر أبدا عن الضمير الإنساني الخلاق.